• عدد المراجعات :
  • 1056
  • 9/22/2010
  • تاريخ :

الدّين حصن منيع في خضمّ متقلبات العَالَم

الورد

إنَّ الحياة في هذا الكوكب حليفة التعب والوصب، والإنسان يعيش في السرَّاء والضرَّاء، يفقد الأعزة ويواجه البلايا والنوازل إلى غير ذلك من الملمّات المؤلمة القاصمة للظهر، فما هي السلوى في مواجهة علقم الحياة وحنظلها؟.

أقول إنَّ الدّين هو السلوى الكبرى التي تجعل الإِنسان جبلا راسخاً تجاه الحوادث المؤلمة غير متزعزع في البلايا ولا متزلزل في الكوارث، لماذا؟ لوجهين:

أما أولا: فإنه يعتقد أنَّ ما يجري في الكون من خير وشر، فهو من مظاهر مشيئة الخالق الحكيم الذي لا يصدر منه شيء إلاّ عن حكمة ولا يفعل إلاّ عن مصلحة، فهذه الكوارث، مرّة ظواهرها، حلوة بواطنها، وإنْ كان الإِنسان لا يشعر بذلك في ظرف المصيبة والابتلاء، ولكنه يقف عليه بعد كشف الغطاء وانجلاء الحقائق.

وثانياً: فإنَّ الإِنسان إذا صبر تجاه المصائب واستقبلها بصدر رحب ووجه مشرق يكون مأجوراً عنده سبحانه بصبره وثباته واستقامته، ورضاه بتقديره وقضائه قال سبحانه: ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُوْلَـئكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾(البقرة:155-157).

فعند ذلك يتجلى الدّين كدواء يسكّن الآلام ويخفّف المصائب، بل ربما يستقبلها ببشاشة وانشراح، غير أنَّ المادي في ذاك المجال فاقد البلسم لجراحات حياته، وفاقد الدواء لا ضطراباته، لأنه لا يعتقد بأن وراء المادة عالماً يحشر فيه الإِنسان، ويثاب لصبره، ويؤجر لأعماله فهو يعتقد بأنَّ دائرة الكون محدودة بالمادة، يبدأ منها وينتهي إليها، فلا مناص منها إلاّ إليها، وهي صماء وعمياء لا تقدر على تسكين جروح الإنسان وترفيه روحه، فلأجل ذلك نرى الانتحار شائعاً بين تلك الزمرة، عند المصائب، وأما الزمرة المؤمنة بالحياة الأُخروية، فيستقلّون آلام المصائب عند حلولها ويسلّون أنفسهم بالصبر والثَّواب على خلاف الماديّين حيث يستكثرونها ويستسلمون أمامها.

فلو صحَّ لنا تشبيه المعقول بالمحسوس وإفراغ المعاني العالية في قوالب حسية ضيقة، فلا عتب علينا إذا قلنا بأن الدين تجاه التيارات المؤلمة القاصمة للظهر، الموجبة للإِنفجار، كصمام الأمان في المسخّنات البخارية التي لم يزل بخارها يزداد حيناً بعد حين، فلولا صمام الأمان الذي يوجب تسريح البخار الزائد، لانفجر المسخن في المعمل وأورث القتل الذريع والحريق الفظيع، وقد اعتذرنا عن هذا المثال بأنه من باب تشبيه المعقول بالمحسوس.

* الإلهيات،آية الله جعفر السبحاني. ج1،ص13-20


الدين مبدع للعلوم

الدّين دعامة الأخلاق

الانسان ليس بعداً مادياً فحسب

تطوير علم الكلام و رصد الحركات الإلحادية

ولكل وجهة هو موليها

مثال من العلماء الحقيقيين الذين يعترفون بعدم العلم

قول لا أعلم

 

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)