• عدد المراجعات :
  • 1204
  • 8/31/2010
  • تاريخ :

معطيات الإعتقاد بالقضاء والقدر

الورد

إن الإعتقاد بالقضاء والقدر الإلهي، كما أنه يعتبر مرحلة رفيعة من معرفة الله، ويؤدي إلى تكامل الإنسان عقليا، فكذلك له آثار ومعطيات عملية كثيرة، نذكر هنا بعضا منها:

إن من يؤمن بأن حدوث الحوادث خاضع لإرادة الله الحكيمة، ومستند إلى التقدير والقضاء الإلهي، لا يخشى الأحداث المؤلمة، ولا ينهار أمامها، ولا يتملكه الجزع واليأس، فإنه حين يعتقد بأن هذه الأحداث تمثل جانبا من نظام العالم الحكيم، وتتحقق وفق مصالح وحكم، يستقبلها بأحضان مفتوحة، ليتوصل من خلال هذا الموقف المؤمن إلى ملكات فاضلة، أمثال الصبر والتوكل والرضا والتسليم وغيرها.

وكذلك لا تشده ولا تخدعه ملذات الحياة وأفراحها، ولا يصيبه الغرور والخيلاء، بها، ولا يتخذ النعم الإلهية سلما للتفاخر والإستعلاء.

إن هذه المعطيات القيمة هي التي تشير إليها الآية الشريفة: ﴿مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنّ‏َ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِير، لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبّ‏ُ كُلّ‏َ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾(البقرة الايه الأخيرة) وعلينا أن نؤكد على تجنب اثار ومضاعفات التفسير المنحرف لمسألة القضاء والقدر والتوحيد في التأثير المستقل، فإن التفسير الخاطئ يؤدي إلى الكسل والبطالة والمذلة وقبول الظلم والجور، والتهرب من المسؤولية، ويلزم علينا أن نعلم أن السعادة أو الشقاء الأبدي للانسان إنما هو نتيجة أفعاله الاختيارية نفسه﴿ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَت ﴾(النجم:39). ﴿ وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى ﴾(البقرة:286).

*دروس في العقيدة الاسلامية،إعداد ونشر جمعية المعارف الاسلامية الثقافية.ط1،ص79-85


الحكمة من الافات والكوارث

 

 

 

 

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)