وظائف المدينة الفاضله عند الفارابي
وأهم وظائف المدينة وأكبرها خطراً وظيفة الرئاسة ، ذلك أن الرئيس هو منبع السلطة العليا ، والمثل الأعلى الذي تتحقق في شخصيته جميع معاني الكمال ، وهو مصدر حياة المدينة ، ودعامة نظامها .
ومنزلة الرئيس (حاكم المدينة) بالنسبة للأفراد كمنزلة القلب بالنسبة لسائر أنحاء الجسم . وعليه فإنه لا يصلح للرياسة ـ حسب اعتقاد الفارابي ـ إلا من زود بصفات وراثية ، ومكتسبة ، يتمثل فيها أقصى ما يمكن أن يصل إليه الكمال في الجسم والعقل والعلم والخلق والدين.
ويشير إلى أن رئيس المدينة الفاضلة يجب أن يتصف بالمزايا التالية :
1 ـ أن يكون الرئيس تام الأعضاء ، وسليم الحواس .
2 ـ أن يكون جيد الفهم .
3 ـ أن يكون جيد التصور لكل ما يقال أمامه .
4 ـ أن يكون ذكياً .
5 ـ أن يكون حسن العبارة ، وقوي اللسان .
6 ـ أن يكون محباً للعلم وللعلماء .
7 ـ أن يكون محباً للعدل ، كارهاً للظلم .
8 ـ أن يكون كبير النفس ، محباً للكرامة .
9 ـ يجب أن لا يهتم بجمع المال .
10 ـ أن يكون قوي العزيمة على الشيء الذي يرى أنه ينبغي أن يفعل .
11 ـ أن يكون جسوراً ، مقداماً غير خائف .
12 ـ ألا يكون ضعيف النفس .
13 ـ أن يكون حكيماً ، وعالماً ، وحافظاً للشرائع ، والسنن ، والسير .
عندما تكون المدينة غير فاضلة !! :
كان هذا ما يتعلق بصفات وطبائع المدينة الفاضلة ، وماهية الصفات التي ينبغي أن تتوافر عند قائدها أو حاكمها ، أما المدينة غير الفاضلة فتكون على أشكال مختلفة ، كما ذهب أبو نصر الفارابي في آراء أهل المدينة الفاضلة.
-----------------------------------------
الهوامش
1. الهاشم، جوزف: الفارابي، ط2، بيروت المكتب التجاري للطباعة والتوزيع والنشر، 1968.
2. شمس الدين، أحمد: الفارابي حياته، آثاره، فلسفته، ط1، بيروت – لبنان – دار الكتب العلمية، 1411ه – 1990م.
3. عطوي، فوزي: الفارابي فيلسوف المدينة الفاضلة، دار الكاتب العربي، 1980.
4. فاسمجانوف، الفارابي، ترجمة برهان الخطيب، الترجمة إلى اللغة العربية – دار التقدم - موسكو، 1986.
الترابط بين أجزاء فلسفة الفارابي
التوفيق بين أفلاطون وأرسطو
اخلاق الفارابي
فارابي "المعلم الثاني"
المنهج العلمي عند الفارابي
فارابي و علماء الغرب