• عدد المراجعات :
  • 708
  • 6/15/2010
  • تاريخ :

بدء الصراعات الداخلية

شهيد شمران

ولم يكد يمضي سوى أربعة أعوام على بدء الدكتور شمران لنشاطاته حتى اشتعل فتيل الصراع والحروب الداخلية في لبنان.

وفي الحقيقة فإن هذه الحروب كانت هي التي مهدت الطريق أمام (العدو الصهيوني) لاجتياح لبنان، وكانت هي التي أضافت المزيد من الحرمان والفقر لأوضاع الشيعة؛ كما كانت هي التي حركت الحرب الطائفية، وأوقعت الصدامات بين الشيعة والعناصر اليسارية المأجورة للعراق أو للمنظمات اللبنانية والفلسطينية العميلة من جهة أخرى.

ولقد ازدادت الأمور سوءًا فيما بعد، حيث اسفرت هذه المأساة عن خلافات وانشقاقات في الصف الوطني اللبناني المناوئ للعدو وحرف أنظار الوطنيين عن الفتنة والاعتداءات الإسرائيلية، ولهذا فإن النهضة والانتفاضة المقاومة في لبنان اللبنانية ضد العدوان قد تحولت على الأثر إلى حركة شعبية بدون أدنى أثر للدور المؤثر والفعال للتنظيمات السياسية والعسكرية السابقة.

وكان رفض الإمام القائد السيد موسى الصدر لهذه الصراعات والحروب الداخلية ينبع من التأكيد على أن البندقية يجب أن تتوجه إلى صدر العدو الصهيوني ، وهذا ما كان يؤمن به الشهيد شمران ، وهذا ما أكده الأخ الرئيس الحاج نبيه بري غلا أن الظروف التي جعلت من الحركة طرفاً للصراع كان أمراً مفروضاً وكان بمثابة كأس مر تجرعته الحركة وأرغمت على الدخول في هذه السجالات .

 حيث يقول الشهيد شمران في كتابه (لبنان): "إن إيماني بالثورة هو الذي دفعني لاتخاذ خطوة على هذا الطريق مما عرضني دائماً للخطر والموت، غير أنني لم أكن لأخشى الموت مع إيماني بالهدف وتحرير فلسطين؛ ففتحت ذراعيّ لاستقبال شتى المخاطر، على أنني لم أعد أؤمن اليوم بهؤلاء الثوار، ولم أعد راضياً ولا مقتنعاً، فلقد فقدوا شخصيتهم الثورية، ولا أعتقد أنهم يهدفون إلى تحرير فلسطين.

وكلما حاولت إرضاء نفسي وإقناع قلبي بأن المقاومة الفلسطينية هي تلك الشعلة المقدسة التي ينبغي الحفاظ عليها من أجل تحرير البشر والسهر على بقائها بالقلب والنفس والروح، فإنني لا أستطيع ذلك، وللأسف، أو على الأقل أجدني أخدع نفسي وأهيم في خيالات الثورة المعسولة وأتمنى أن أتجرع كأس الشهادة الأوفى".

وهاهو يشتكي إلى الله قائلاً: "يا إلهي، إننا نتحمل كل هذا الظلم والعسف والتهاجم والتهم بصدر رحب وفي سبيلك ومن أجل تحقيق الهدف المقدس وهو تحرير فلسطين، ولسوف نظل بجانب الفلسطينيين رغم كل ذلك دون أن ندخر جهداً في بذل شتى ألوان التضحية على طريق تحرير فلسطين".

ولقد عملت أيادي التفرقة الصهيونية من جهة وخيانة العملاء المارونيين والفلسطينيين من جهة أخرى على إيجاد جو قاتل وباعث على القنوط لدرجة أن الشهيد جمران يصور ذهاب آماله مع الريح في بعض كتاباته، فيقول:

"يا إلهي، لقد شددت الرحال إلى هذه البلاد تحدوني الطموحات الكبرى؛ تلك الطموحات النقية والمقدسة والإلهية التي لا يشوبها شيء من حب النفس أو الاندفاع.

لقد كنت أرجو أن أبذل نفسي في سبيل الثورة الفلسطينية كوثيقة على تحرير فلسطين.

وكنت آمل أن أحج إلى القدس سيراً على الأقدام وأسجد هناك لله تعالى شكراً على لطفه ورحمته.

وكنت أحلم أن أجاهد في سبيل الحق والعدل وأن أكون خلاًّ وعوناً للمحرومين والبؤساء والمساكين.

وكنت أرجو…

كنت أرجو أن أكون شمعة تحترق من أعلاها إلى أسفلها حتى أدفع الظلمة إلى الانقشاع ولا أدع مجالاً للكفر والجهل والظلم للسيطرة على الوجود…

وأما الآن، فقد تخليت عن الآمال، واستسلمت للقضاء والقدر بقلب مصدوع يائس.

أخطو نحو الموت فقيراً بائساً بعد أن أدركت بأنني أيضاً لم أكن أفضل ولا أرفع منهم خلال كل هذا التاريخ المشحون بالآلام".

وتعتبر بعض حكايات كتاب "لبنان" التي عايشها الشهيد شمران بنفسه على قدر من الألم والشجاعة بحيث تصلح كل منها لإنتاج فيلم رائع ومؤثر حول الشهامة والشجاعة والحرمان والمظلومية التي تميز الشيعة اللبنانيين.

ومن ذلك قصة (النبعة) والحصار الذي فرضه عليها الكتائب لعدة أشهر، وذكريات الشهيد جمران حول تلك المنطقة ومسجدها وقاعدتها لإعداد الكوادر ومستشفاها، وكذلك قصة شارع أسعد الأسعد في منطقة الشياح وإقدامه على إنقاذ طفل وأمه في براثن الموت، وأيضاً ملحمة بنت جبيل.

المصدر: موقع الشهيد مصطفي شمران


 الدكتور شمران وتأسيس التنظيمات السياسية ــ العسكرية الشيعية

 الشهيد شمران في مجلس الشورى ممثلاً عن أهالي طهران

الشهيد شمران في وزارة الدفاع

الشهيد شمران نحو مذبح العشق

 

 

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)