• عدد المراجعات :
  • 1794
  • 6/14/2010
  • تاريخ :

الشاعر علي ابن الرومي ( رحمه الله )

( 221 هـ ـ 283 هـ )

الورد

اسمه وكنيته ونسبه :

أبو الحسن علي بن عباس بن جريح مولى عبد الله بن عيسى بن جعفر البغدادي ، الشهير بابن الرومي .

ولادته :

وُلد ابن الرومي في اليوم الثاني من رجب 221 هـ بالعاصمة بغداد .

نشأته :

كان ابن الرومي مولى لعبد الله بن عيسى ، ولا يشكّ أنّه رومي الأصل ، فإنّه يذكره ويؤكّده في مواضع من ديوانه .

وكان أبوه صديقاً لبعض العلماء والأُدباء كمحمّد بن حبيب ، الضليع في اللغة والأنساب ، فكان ابن الرومي يختلف إليه لهذه الصداقة ، وكان محمّد بن حبيب يخصّه لما كان يرى منه من الذكاء وَحِدَّة الذهن .

وكانت أُمّه من أصل فارسي ، وهي امرأة تقية صالحة رحيمة ، كما هو واضح من رثائه لها .

ولم يبقَ لابن الرومي بعد موت أخيه أحدٌ يُعوِّل عليه من أهله ، أو من يُحسَبون في حكم أهله ، إلاّ أُناس من مواليه الهاشميين العباسيين ، كانوا يبرُّونَه حِيناً ، ويتناسونه أحياناً ، وكان لِعهد الهاشميين الطالبيين أحفظ منه لِعهد الهاشميين العباسيين .

تشيّعه :

كان القرن الثالث للهجرة ـ الذي عاش فيه ابن الرومي ـ عصراً كَثُرت فيه النِحَل والمذاهب ، وقلّ فيه من لا يرى في العقائد رأياً يفسّر به إسلامه ، ويخلّصه بين جماعة الدارسين ، وقُرَّاء العلوم الحديثة .

وقد قال المِعرِّي في رسالة الغفران : إنّ البغداديِّين يدَّعون أنّه متشيِّع ، ويستشهدون على ذلك بقصيدته الجيمية .

ثمّ عقّب على ذلك فقال : ما أراه إلاّ على مذهب غيره من الشعراء .

ولا ندري لماذا شكَّ المِعرِّي في تشيُّعه لأنّه على مذهب غيره من الشعراء ، فإنّ الشعراء إذا تشيَّعوا كانوا شيعة حقّاً كغيرهم من الناس ، وربما أفرطوا فزادوا في ذلك على غيرهم من عامَّة المُتشيِّعين .

وإنّما نعتقد أنّ المِعرِّي لم يطَّلع على شعره كلّه ، فَخفيت عنه حقيقة مذهبه ، ولولا ذلك لما كان بهذه الحقيقة من خفاء .

على أنّ القصيدة الجيمية وحدها كافية في إظهار التشيُّع الذي لا شكَّ فيه ، لأنّ الشاعر نظمها بغير داعٍ يدعوه إلى نظمها ، من طمع أو مداراة ، بل نظمها وهو يستهدف للخطر الشديد من ناحية بني طاهر ، وناحية الخلفاء .

فقد رثى بها يحيى بن عمر بن الحسين بن زيد بن علي الثائر في وجه الخلافة ، ووجه أبناء طاهر ولاة خراسان .

وقال فيها يخاطب بني العباس ، ويذكر وُلاة السوء من أبناء طاهر :

 

أجنوا بني العباس مِن شـنآئِكُم
وأوكوا على ما في العيابِ وأشرَجوا
وخلوا وُلاة السوء منكم وَغَيَّهم
فأحـرى بهم أن يَغرقوا حيثُ لججوا

 

فماذا يقول الشيعي لبني العباس أقسى وأصرح في التربّص بدولتهم ، وانتظار دولة العلويين من هذا الكلام ؟ فقد أنذر بني العباس بزوال الملك ، وكاد يتمنَّى أو تمنَّى لِبَني علي يوماً يهزمون فيه أعداءهم ، ويرجعون فيه حقّهم ، ويطلبون تراثهم ، وينكلون بمن نكل بهم .

مكانته العلمية :

يُعد ابن الرومي مفخرة من مفاخر الشيعة ، وعبقري من عباقرة الأُمّة ، من شعراء الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ) ، كان ملمّاً بعلوم الفلسفة والعربية والدين ، وشعره الذهبي الكثير الطافح برونق البلاغة ، برع في المديح والهجاء ، والوصف والغزل ، وشخصت إليه الأبصار .

وله في مَوَدَّة ذوي القربى من آل الرسول ( عليهم السلام ) حبّ ومذهب ، ومدائحه لهم كثيرة ، ودفاعه عنهم من أظهر الحقائق الجلية .

شعراء عصره :

عاصر ابن الرومي في بيئته كثير من الشعراء ، من أشهرهم في عالم الشعر : الحُسين بن الضحَّاك ، دعبل الخزاعي ، البُحتُري ، علي بن الجهم ، ابن المعتز ، أبو عثمان الناجم .

وليس لهؤلاء ولا لغيرهم ، مِمَّن عاصروه وعرفوه ، أو لم يعرفوه ، أثر يُذكر في تكوينه غير اثنين فيما نظنُّ هما : الحسين بن الضحّاك ، ودعبل الخزاعي .

وفاته :

توفّي الشاعر ابن الرومي ( رحمه الله ) مسموماً في الثامن والعشرين من جمادى الأوّل 283 هـ .

 

الشاعر علي بن الرومي

ينظم في حب أهل البيت ( عليهم السلام )

 

إن يُوالِ الدهـر أعـداء لكـم
فَلهُمُ فيـهِ كَميـنٌ قـد كَمِـن
خَلعـوا فيه عـذار المعتـدي
وغدوا بيـن اعتـراض وارن
فاصـبروا يُهلكهـم اللهُ لكـم
مِثـل ما أهـلك أذواء اليَمَـن
قرَّب النصـر فلا تسـتبطئوا
قرَّب النصـر يقيناً غَير ظَـن
ومن التقصير صوني مهجتي
فعل من أضحي إلي الدنيا ركن
لا دمي يُسـفك في نصرتكم
لا ولا عِرضـي فيكـم يُمتَهَن
غيـر أني باذلٌ نفسـي وإن
حَقـن اللهُ دمـي فيـما حقـن
ليت أني غرض من دونـكم
ذاك أو دِرعٌ يَقيــكُم ومجـن
أتلقـي بِجَبينـي من رمـي
وبِنَحري وبِصَدري من طعـن
إن مبتاع الرضي من ربّـه
فيكم بالنفس لا يخشـى الغبـن

 


الشاعر سعيد بن مكّي النيلي

الشاعر أبو محمّد العوني ( رحمه الله )

الشاعر أبو فراس الحمداني ( رحمه الله )

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)