• عدد المراجعات :
  • 721
  • 6/9/2010
  • تاريخ :

هيلين توماس .... امرأة شهدت على العصر فقالت كلمتها واستقالت‏

هيلين توماس

"على اليهود أن ينصرفوا من فلسطين وأن يعودوا إلى بيوتهم في ألمانيا وفي بولندا".... لا ليس عربياً ضاق ذرعاً من الكيان الاسرائيلي من قال هذه الجملة التي تحمل الكثير من الدلالات بل من امرأة ابت ان تكون عادية وعملت لمدة 57 عاماً في مهنة المتاعب مهنة الصحافة وفي قلب البيت الابيض الاميركي.

الصحافية الاميركية من اصل لبناني هيلين توماس والتي عملت مع عشرة رؤساء اميركيين من جون كينيدي الى باراك اوباما. كانت اول امرأة تحتل مقعداً في نادي الصحافة القومية بعدما فتح بابه امام النساء في الستينيات، وبعدها اول امرأة رئيسة لجمعية مراسلي البيت الابيض العام 1975. غطت اغتيال كينيدي وسقوط ريتشارد نيكسون وفضائح بيل كلينتون الذي قال عنها يوماً الرؤساء يأتون ويرحلون، لكن هيلين هنا منذ اعوام كثيرة.

الصحافية الاميركية من اصل لبناني هيلين توماس والتي عملت مع عشرة رؤساء اميركيين من جون كينيدي الى باراك اوباما. كانت اول امرأة تحتل مقعداً في نادي الصحافة القومية بعدما فتح بابه امام النساء في الستينيات، وبعدها اول امرأة رئيسة لجمعية مراسلي البيت الابيض العام 1975. غطت اغتيال كينيدي وسقوط ريتشارد نيكسون وفضائح بيل كلينتون الذي قال عنها يوماً الرؤساء يأتون ويرحلون، لكن هيلين هنا منذ اعوام كثيرة.

وها هي المراسلة الأقدم في البيت الأبيض تقدم استقالتها اليوم من مؤسسة صحف هيرست، في اعقاب دعوتها للصهاينة بمغادرة فلسطين والعودة من حيث اتوا.

وأثارت المراسلة الأقدم في البيت الأبيض عاصفة في الولايات المتحدة، بعد أن صرحت بأنه "على "اليهود" أن ينصرفوا من فلسطين والعودة إلى بيوتهم في ألمانيا وبولندا.

وأثارت المراسلة الأقدم في البيت الأبيض عاصفة في الولايات المتحدة، بعد أن صرحت بأنه "على "اليهود" أن ينصرفوا من فلسطين والعودة إلى بيوتهم في ألمانيا وبولندا.

وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية قد نقلت يوم السبت الواقعة، مشيرة إلى أن توماس، التي تحتفل بعيد ميلادها الـ90، وتعتبر جزءاً لا يتجزأ من البيت الأبيض منذ العام 1961، صرحت بذلك لأحد المواقع الألكترونية، على هامش احتفال أجراه الرئيس الأمريكي باراك أوباما في إطار ما يسمى بـ"شهر التراث اليهودي". كما هاجمت توماس الكيان الاسرائيلي بشدة، وذلك على خلفية المجزرة التي ارتكبها ضد أسطول الحرية.

وخلال الاحتفال سئلت توماس عن رأيها "بإسرائيل"، فأجابت مباشرة: "ليخرجوا من فلسطين إلى الجحيم". وعن الشعب الفلسطيني أجابت: "هؤلاء تحت الاحتلال وهذا وطنهم.. فلسطين ليست ألمانيا ولا بولندا". ولدى سؤالها "إلى أين سيذهب اليهود؟"، أجابت "ليعودوا إلى وطنهم إلى بولندا وألمانيا، إلى الولايات المتحدة، إلى أي مكان آخر".

وعلم أنه بعد نشر تصريحاتها هذه ارتفعت المطالبات باستقالتها. وكان على رأس المطالبين آري فليشر، وهو يهودي وناطق بلسان البيت الأبيض خلال فترة ولاية الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش.

كما علم أنها وصفت الجريمة التي ارتكبها الكيان الاسرائيلي في هجومه على أسطول الحرية في مطلع الأسبوع الماضي بـ"المجزرة"، وذلك رداً على سؤال وجه إليها في البيت الأبيض.

هيلين توماس تقول كلمتها وتمضي، لم تتأخر يوماً عن البوح بمكنوناتها ولم تخف يوماً حبها وتعاطفها مع العرب، لا تتردد عند سؤالها عن رأيها بالرئيس الحالي باراك "اوباما ضمير حي لكن لا شجاعة".

كما تؤكد هيلين في مقابلة لها مع صحيفة السفير اللبنانية انها لا تندم قطعاً على الاطلاق انها وصفت بوش بانه "اسوأ رئيس في التاريخ الاميركي"، وترى انه فشل "في كل المجالات، من السياسة الخارجية حيث قام بغزو بلد لم يفعل شيئاً له وأحرجنا (بفضيحة) التعذيب، ما كان يوماً لنا هذه السمعة من قبل، ربما فعلنا مثل هذا الامر من قبل لكن ليس شيئاً كهذا".

كما تؤكد هيلين في مقابلة لها مع صحيفة السفير اللبنانية انها لا تندم قطعاً على الاطلاق انها وصفت بوش بانه "اسوأ رئيس في التاريخ الاميركي"، وترى انه فشل "في كل المجالات، من السياسة الخارجية حيث قام بغزو بلد لم يفعل شيئاً له وأحرجنا (بفضيحة) التعذيب، ما كان يوماً لنا هذه السمعة من قبل، ربما فعلنا مثل هذا الامر من قبل لكن ليس شيئاً كهذا".

قوة هيلين انها تتجرأ على النقد الذاتي وترى ان الاعلام الاميركي دخل في موت سريري بعد احداث 11 ايلول/سبتمبر ولم يخرج منها الا العام 2006، وبالتالي لم يطرح تساؤلات عن قضايا اساسية تتعلق بالحريات المدنية وقرار غزو العراق.

لقد وجّهت توماس سالفاً رسالة الى زملائها في الصحافة اللبنانية والعربية قائلة "ابحثوا عن الحقيقة، احياناً قد يكون ثمنها باهظاً لكنها تستحق العناء". واضافت ان "العالم العربي يستحق الحقيقة والناس ستتفاعل مع هذا الأمر، عليهم بالتأكيد السعي الى ديموقراطية حقيقية لكن عليهم ايضاً ان لا يتسامحوا مع المياه والارض التي تؤخذ منهم".

والد هيلين توماس جاء من مدينة طرابلس الى كنتاكي في العام 1890، لينضم الى اخويه في هذه الولاية الجنوبية، قبل ان يعود الى طرابلس العام 1903 ليتزوج والدتها التي كانت ايضاً من المدينة ليعودا معاً ويستقرا في "ضيعة صغيرة" في كنتاكي تدعى وينشستر حيث ولدت توماس في 4 آب/اغسطس 1920. انتقلت العائلة بعدها الى مدينة ديترويت العام 1924 لمواكبة الازدهار الاقتصادي الناتج عن بروز صناعة السيارات في ولاية ميتشيغان، حيث كان لوالدها محل بقالة وعمل قليلاً في العقارات ليساعد عائلة من تسعة اولاد على تجاوز فترة الركود الكبير في الثلاثينيات.

عن أثر أصلها العربي على نظرتها الى السياسة الاميركية، تقول توماس "بدون شك جميعنا يتأثر بمن نحن، بالطبع أتحدّر من خلفية عربية ومن المؤكد لديّ تعاطف عظيم مع ما يحصل للعرب، الارض تؤخذ منهم والمياه تؤخذ منهم، منازلهم دمّرها غرباء من كل انحاء العالم. وتضيف "العرب لم يتماسكوا معاً بشكل كاف، لديهم الكثير من الدكتاتوريات، واذا اهتموا ببعضهم البعض، لما استسلموا".

وتذكر توماس انها شعرت بالتمييز المزدوج في مهنتها لكونها امرأة وكونها من اصل عربي، لكنها تؤكد "اشعر انني اميركية، واذا تحداني احدهم، حقي انني ولدت هنا واني اتبع الدستور والمهنة التي ارغب بها".

هيلين اثبتت ان لا مجال للديمقراطية وتعدد الاراء في بلاد العم سام عند الحديث عن اسرائيل.. لم تشفع لها خبرتها الطويلة ولا سنها المتقدم في مهنة المتاعب في مواجهة الضغوط والهجوم المركز عليها فاستقالت.. انه نموذج جديد من الازدواجية في تطبيق الديموقراطية .. نموذج يرى في تعداد الاراء معياراً لتحديد ديموقراطية الدول تارة، وانها تستحق شجباً واعتذاراً تارة اخرى.

من خبر الامريكيين وشم رائحة كل مؤامرة حاكها اصحاب الفكر الاستعماري في البيت الابيض والتي تتغنى بجنسيتها الامريكية واصلها العربي .. اختصرت هيلين الكلام، وتفوقت على الكثيرين من اهل الكلام وامراء المصطلحات الرنانة، وقالت للاسرائيليين اخرجوا من فلسطين هذه ليست ارضكم عودوا الى دياركم الاصلية، وسيبقى الفلسطينيون فلسطينيين..

هيلين اثبتت ان لا مجال للديمقراطية وتعدد الاراء في بلاد العم سام عند الحديث عن اسرائيل.. لم تشفع لها خبرتها الطويلة ولا سنها المتقدم في مهنة المتاعب في مواجهة الضغوط والهجوم المركز عليها فاستقالت.. انه نموذج جديد من الازدواجية في تطبيق الديموقراطية .. نموذج يرى في تعداد الاراء معياراً لتحديد ديموقراطية الدول تارة، وانها تستحق شجباً واعتذاراً تارة اخرى.

مصدر: العالم الاخباري

 

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)