• عدد المراجعات :
  • 415
  • 4/27/2010
  • تاريخ :

قراءة في توجهات اميركا القادمة إزاء الشرق الأوسط

توجهات اميركا القادمة إزاء الشرق الأوسط

تحدث السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل مارتن إنديك إلى مجلة ديرشبيغل الالمانية بعد فوز أوباما بالانتخابات الرئاسية، حول الكيفية التي ستكون بها السياسة الأميركية إزاء الشرق الأوسط مختلفة في ظل إدارة باراك أوباما، مفسرا لماذا تحتاج الولايات المتحدة إلى التقارب مع دول مثل الصين وروسيا، وهنا يطرح تساؤلا يتعلق بحجم النجاح الذي تمكنت الادارة الاميركية من تحقيقه في هذا المجال.

فهل تمكنت الولايات المتحدة من ارساء سياسة تهدف الى تحقيق التعاون مع الصين وروسيا؟ وهل ستتمكن الولايات المتحدة من خفض كلفة الهيمنة على المنطقة العربية من خلال ايجاد ترتيبات جديدة تشمل روسيا والصين؟ فالتواضع الذي يتحدث عنه مارتن انديك ما هو الا رغبة اميركية في خفض هذه الكلفة المتصاعدة او على الاقل ايقاف حالة الاستنزاف التي تتعرض لها الامبراطورية الاميركية في المنطقة العربية من خلال ادارة الصراعات باقل كلفة ممكنة، وعلى راسها الصراع العربي الصهيوني لضمان تدفق الطاقة واستمرار الهيمنة الاميركية، خاصة أن المكان الوحيد الذي لم تتمكن القوى الكبرى الى الان من مزاحمة الولايات المتحدة فيه هو العالم العربي (الشرق الاوسط) واميركا لا تريد ان تفقد المزيد من نفوذها نتيجة هذا التدافع العالمي على خزان النفط العالمي.

-صحيفة ديرشبيغل: سيد إنديك.، رفض الرئيس المنتخب باراك أوباما التعليق حتى الآن على الهجمات الإسرائيلية التي تشن على غزة، هل يعتبر ذلك خطأ؟

مارتن إنديك: قبل أن يتولى الرئاسة، يستطيع أوباما التحدث فقط، لكنه لا يمتلك سلطة التصرف، وعليه، فإن من الحكمة أن يلتزم بالصمت.

 

إن أميركا هي أوثق حليف لإسرائيل وستبقى كذلك، لكن لدى أوباما إمكانية تطوير مزيد من النفوذ في المنطقة قياسا مع أسلافه، ذلك أن نسبه كابن لوالد كيني، وطفولته في إندونيسيا المسلمة، واسمه الأوسط حسين، وارتقاؤه إلى السلطة كأول رئيس أميركي- إفريقي، كلها عوامل تلعب لصالحه من دون أن يكون ثرياً أو من دون أن يكون هناك اسم مشهور يقف وراءه، وكل ذلك يؤثر في العرب على نحو عميق.

-شبيغل: ما نوع السياسة الشرق أوسطية التي تتوقعها منه؟

إنديك: سيتصل بالجانبين، إن أميركا هي أوثق حليف لإسرائيل وستبقى كذلك، لكن لدى أوباما إمكانية تطوير مزيد من النفوذ في المنطقة قياسا مع أسلافه، ذلك أن نسبه كابن لوالد كيني، وطفولته في إندونيسيا المسلمة، واسمه الأوسط حسين، وارتقاؤه إلى السلطة كأول رئيس أميركي- إفريقي، كلها عوامل تلعب لصالحه من دون أن يكون ثرياً أو من دون أن يكون هناك اسم مشهور يقف وراءه، وكل ذلك يؤثر في العرب على نحو عميق.

- شبيغل: لكن حزب الله وحماس على حد سواء لم يمنحا أي اهتمام لهذا الأمر حتى الآن.

إنديك: لقد ظلت رسالتهما منذ سنوات: إننا نرسي أسس العدالة والعزة للشعب العربي عن طريق المقاومة والعنف وعدم إطاعة الغرب، وهما يرغبان في أن يصنفا أوباما بسرعة على أنه مثل بوش، لكنني أعتقد بأنه سيبادر، فور تسلمه الرئاسة، إلى معالجة الموضوع الفلسطيني ليظهر، في جزء منه، أنه ليس «بوش» آخر.

- شبيغل: هل هو بيل كلينتون آخر، الذي حاول التوسط بين أطراف النزاع في الشرق الأوسط لكنه فشل في نهاية المطاف؟

إنديك: كان بيل كلينتون رئيسا حازما جداً، وهو ما ساعده على أن يحظى بشعبية في العالم العربي وفي إسرائيل على حد سواء، وقد استطاع أن يتصل مع الشعب العربي الذي شعر بآلامه، وفي هذا الصدد، فإن أوباما يشبه كلينتون كثيراً.

- دير شبيغل: ومع ذلك، يبدو السلام في هذه المنطقة وهو ما يزال بعيدا جدا، لقد تعب الكثيرون في الغرب من هذه النزاعات، وكذلك هو حال الأميركيين أيضا.

إنديك: ثمة ثلاثة أسباب تفسر لماذا لا تستطيع الولايات المتحدة الانسحاب: إن ذلك الجزء من العالم يولد النفط الذي يزود الصناعات في الغرب بالوقود، وكذلك في الصين والهند أيضا على نحو متزايد، ولدى أميركا التزامات بديمومة بقاء إسرائيل ورفاهية الدولة اليهودية من جهة، والتزام بضمان أمن حلفائنا العرب من جهة أخرى.

- شبيغل: إلى أي مدى يمكن لأوباما أن يغير المسار؟

إنديك: نحن الأميركيين نتمتع بهذه البراءة الرائعة، والمخيفة مع ذلك، وهي الاعتقاد بأننا موكلون بمهمة تغيير المناطق المضطربة من العالم، حتى إن الأكثر إقلاقاً هو أننا لا نفكر بأن تلك هي مسؤوليتنا نحن فقط، وإنما نظن أيضاً بأننا نستطيع فعليا إعادة قولبة الشرق الأوسط طبقا للصورة التي نريد كمكان سلمي وديمقراطي، واستجابة لتلك الغريزة، انخرط جورج دبليو بوش وبيل كلينتون في الشرق الأوسط رغم أنهما انتهجا طريقتين مختلفتين جدا لتحقيق تلك الغاية، واحدة عبر صنع السلام والأخرى عبر صنع الحرب، لكنهما تقاسما تلك النزعة الساذجة التي أفضت إلى فشلهما كليهما، والآن بات علينا أن نصبح أقل سذاجة، وأن نكون أكثر تواضعاً، وأنا متأكد من أن أوباما قد فهم ذلك كله.

ثمة ثلاثة أسباب تفسر لماذا لا تستطيع الولايات المتحدة الانسحاب: إن ذلك الجزء من العالم يولد النفط الذي يزود الصناعات في الغرب بالوقود، وكذلك في الصين والهند أيضا على نحو متزايد، ولدى أميركا التزامات بديمومة بقاء إسرائيل ورفاهية الدولة اليهودية من جهة، والتزام بضمان أمن حلفائنا العرب من جهة أخرى.

- شبيغل: ما هو الأثر الذي سيتركه هذا التواضع على السياسة الأميركية؟

إنديك: إن هدف تغيير منطقة بأكملها لا يعدو كونه حلم يقظة، إننا لا نستطيع فعل ذلك، ولعل جزءا من تواضعنا الجديد يكمن في فهم أننا لا نستطيع إنجاز ذلك وحدنا، فتلك ليست «طريقنا أو الطريق السريع الخاص بنا»، إذا رغبنا بأن نعمل مع أعضاء مطابقين لنوعية تفكيرنا من المجموعة الدولية، سيكون علينا أن نبحث عن هدف مشترك، وأن تأخذ مصالحهم بعين الاعتبار.

- شبيغل: هل يعني ذلك أن على الأوروبيين أن يضطلعوا بدور ما؟ وهل هم موضع ترحيب للقيام بذلك؟

إنديك: سيكون للأوروبيين دور في كل شيء تحاول أميركا فعله في ظل حكم أوباما، بل حتى أكثر من سنوات كلينتون.

- شبيغل: لماذا أنت مفعم بالثقة حيال ذلك؟

إنديك: لقد أصبح الوضع مختلفاً جدا، إننا لم نعد القوة المهيمنة في منطقة الشرق الأوسط، فنحن نواجه تحديا من إيران التي تدعي السيطرة على المنطقة، وقد انخفضت، إلى حد كبير، قدراتنا القتالية لأن قواتنا مقيدة في حربين في العراق وأفغانستان، وظلت قوتنا الناعمة تتعرض للتشويه المستمر نتيجة لسنوات حكم بوش.

- شبيغل: هل انتهت أيام العز بالنسبة لأميركا؟

إنديك: لقد انحسر نفوذنا في المنطقة على نحو كبير، وتحتاج أميركا إلى أصدقاء سيكون عليها أن تعمل معهم، ويجب أن يضم أصدقاؤنا، ليس الأوروبيين وحسب، وإنما الروس والصينيين أيضا.

- شبيغل: وما هو الثمن الذي يترتب على أوباما دفعه؟

إنديك: إذا أريد للشرق الأوسط أن يحظى بأولوية، وأنا مقتنع بأنه سيحظى بذلك، فستحتاج الولايات المتحدة لأن تولي اهتماما أكبر لمصالح حلفائها المحتملين.

 

لقد انحسر نفوذنا في المنطقة على نحو كبير، وتحتاج أميركا إلى أصدقاء سيكون عليها أن تعمل معهم، ويجب أن يضم أصدقاؤنا، ليس الأوروبيين وحسب، وإنما الروس والصينيين أيضا.

- شبيغل: هل تعني تقديم تنازلات؟

إنديك: لا أحبذ استخدام كلمة تنازلات، لكننا نحتاج لفهم شيء لم يستوعبه جورج دبليو بوش أبدا: إننا لا نستطيع أن نحصل على الأمرين، يحتاج أوباما وبسرعة إلى الجلوس مع القيادة الروسية، وإلى محاولة التوصل إلى فهم أفضل لمصالح الروس، وإذا أردنا أن نحصل على الدعم الروسي في منطقة الشرق الأوسط، فإن علينا إعادة النظر في استراتيجيتنا الحالية حول توسيع «الناتو» أو حول نشر منظومة الدرع الصاروخية في أوروبا الشرقية، إننا لا نستطيع الحصول على التعاون الروسي في استراتيجية ترمي لوقف البرنامج النووي لإيران، وتؤسس لإقامة منظومة الدرع الصاروخية في الوقت نفسه.

المصدر: العالم الاخباري


الحرب المعلنة بعد الحادي عشر من سبتمبر

إطلالة على حادثة الحادي عشر من سبتمبر

الأرضيّة العسكرية للسياسة العسكرية الأميركية

الأرضيّة السياسية للسياسة العسكرية الأميركية

الأرضيّة الاقتصادية للسياسة العسكرية الأميركية

الأرضيّة التاريخية للسياسة العسكرية الأميركية

المشاكل‎ النفسيه‎ التي‎‎ يعاني منها الجنود العائدون‎‎ من العراق‎ الي‎ اميركا

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)