• عدد المراجعات :
  • 1081
  • 3/8/2010
  • تاريخ :

الفكر الأصيل_ الحكومَة الإسلاميّة(4)

الله اکبر

حَول الحكومَة الإسلاميّة

حاكميــة الديــن

ترى ما معنى حاكمية الدين؟ هل أن الحاكمية تعني السلطة المطلقة لشخص أو فئة معينة على الناس، أم تعني تحمل مسؤوليات كبيرة من قبل بعض الأشخاص الذين يتساوَون مع الآخرين من حيث الحقوق؟ ما هو منشأ هذهالحاكمية؟ وإذا ما تقرر أن يكون هناك شخص أو عدة أشخاص على رأس الحكومة الإسلامية، فبأي المقاييس يمكن لهؤلاء أن يحددوا المسؤوليات لأنفسهم؟

إن الإسلام قد أعطى أجوبة لمثل هذه الأسئلة، فهناك مقاييس فيما يتعلق بمسؤولي الحكومة الإسلامية كي لا يتمكن الأشخاص الذين يفتقرونالى تلك الخصائص من ترشيح أنفسهم للمناصب. فالإسلام لا يسمح بأن يشغل الفاسدون والمستبدون والأوغاد مناصب لهم عبر الحصول على آراء الناس.

إن رأي الناس أمر لا بد منه، إلا أن الشخص الذي له المؤهلات المطلوبة، عليه في نفس الوقت أن يكون تقياً عادلاً وعارفاً بالإسلام. فالشخص الذي يريد إدارة المجتمع، يجب أن يعرف الإسلام معرفة كاملة «أفمَن يهديالى الحق أحق أن يُتّبع أمّن لا يهدِّي إلا أن يُهدى فما لكم كيف تحكمون» ، (يونس، 35).

نعم، من الضروري أن يكون الحاكم الإسلامي عارفاً بالدين وواعياً، ومَن يملك هذه الشروط ويتميز بالتقوى وضبط النفس يستطيع أن يرشح نفسه. ثم يصل الدور الى الناس ليبدوا رأيهم فيه، فإذا لم يوافقوا عليه، فلن يكون حكمه شرعياً، إذ أن الإسلام لا يقبل بفرض أية حكومة على الناس.

إن حكومة الله في النظام الإسلامي ممزوجة بحكومة الناس، ولذلك فعندما نقول "جمهورية إسلامية" فهذا يعني أن حفظ القوانين والأحكام الإسلامية لا يتناقض ونظام الجمهورية وانتخاب الناس.

والسؤال المطروح هو كيف يجب أن تكون أخلاق الحاكم، ونوع الحكومة؟

إن التقربالى الناس والتحدث معهم والعيش مثلهم، هي من المقاييس الأخرى لمسؤولي الحكومة الإسلامية. وأينما سُمِع اسم للحكومة الإسلامية فيجب البحث عن هذه المقاييس، وكلما روعيت هذه المقاييس اقتربت تلك الحكومة من الإسلام.

ومتى ما اقترنت حاكمية الكفر والفسق وسلطة المستكبرين العالميين وحفظ المصالح النفطية وغير النفطية لناهبي الشعوب، باسم الإسلام، فإن اسم الإسلام - آنئذ - لن يتعدى التزوير.

نحن لا نقبل بأي شكل من الأشكال أن تكون هناك حكومة إسلامية في ظل حاكمية أميركا والإتحادالسوفياتي وبقية القوى العظمى. لذلك فإن الحكومة الإسلامية (أي القسم الأساسي من الكيان السياسي للعالم السياسي) والتي تراعى فيها كافة السياسات الإسلامية الأخرى ومن بينها «ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً» (النساء، 141).

ومن جملة السياسات الأخرى «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم...» فهذه السياسات يجب أن تكون قائمة، لنتأكد من أن الحاكمية هي حاكمية إسلامية.

آية الله العظمى السيد علي الخامنئي


الفكر الأصيل

الفكر الأصيل _الحكومَة الإسلاميّة (2)

الفكر الأصيل_ الحكومَة الإسلاميّة (3)

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)