• عدد المراجعات :
  • 596
  • 10/4/2009
  • تاريخ :

قنبلة اردوغان في نيويورك نصر لايران و صفعة لاسرائيل

رجب طيب اردوغان

جاءت تصريحات رئيس الوزراء التركي ، رجب طيب اردوغان امام الجميعة العامة للامم المتحدة ، رغم انها لم تكن الاولى من نوعها التي تحمل تحديا واضحا لكيان الاسرائيلي ، الا انها هذه المرة جاءت بما هو اكثر جرأة و شجاعة و المقصود هنا الموضوع النووي.

فمعروف ان الحديث عن امتلاك اسرائيل اسلحة نووية يعد من المحرمات في الغرب ، الا ان اردوغان لم يابه لوجوده في اميركا ، و دخل منطقة المحظور باعلانه على الملا ان ترسانة اسرائيل النووية تشكل خطرا على المنطقة ، ولم يكتف بما سبق ، بل انه فاجا الجميع ايضا بدفاعه عن ايران في مواجهتها مع الغرب بشان برنامجها النووي.

موقف بطولي جديد :

و كان اردوغان خرج في 28 ايلول/ سبتمبر بتصريحات جريئة هاجم خلالها الدول الغربية لوقوفها ضد ايران لسعيها لامتلاك قدرات نووية ، في حين تغمض عينيها عن امتلاك اسرائيل للاسلحة النووية.

و قال في كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة : " لقد تحدث معي الرئيس الايراني ، محمود احمدي نجاد و قال انهم لا يريدون انتاج سلاح نووي ، بل تخصيب اليورانيوم لاهداف سلمية " .

قال رجب طيب اردوغان ، رئيس الوزراء التركي : "لقد استخدمت اسرائيل الفوسفور ضد غزة . ما هذا ؟ سلاح دمار شامل . و نتيجته قتل 1400 امراة و طفل و جرح 5 الاف شخص . فلماذا لا نتحدث عن هذا ؟ ، لماذا لا تناقش هذه المسالة ؟ ".

و اضاف : " نحن ضد وجود اسلحة نووية في الشرق الاوسط ، لكن في الشرق الاوسط يوجد بلد عنده سلاح نووي هو اسرائيل ، الفارق ان اسرائيل ليست موقعة على اتفاقية منع الاسلحة النووية ، فيما ايران موقعة عليها ".

و تابع : "لقد استخدمت اسرائيل الفوسفور ضد غزة . ما هذا ؟ سلاح دمار شامل . و نتيجته قتل 1400 امراة و طفل و جرح 5 الاف شخص . فلماذا لا نتحدث عن هذا ؟ ، لماذا لا تناقش هذه المسالة ؟ ".

وذكر اردوغان بالعراق ، متسائلا "ما الذي يجري في العراق؟ ان بلدا وحضارة بكاملها قد دمرت وقتل مليون انسان. واليوم يريدون فعل الشيء نفسه بايران والذريعة السلاح النووي".

و فيما يتعلق بماساة قطاع غزة ، واصل اردوغان ما كان بداه في "منتدى دافوس" ، ولكن هذه المرة امام الجمعية العامة للامم المتحدة ، حيث قال : " الناس في غزة يعيشون في الخيم و لا يجدون مياها يشربوها ، و امام هذا المشهد هل مارسنا دورنا الانساني ؟ ، و ما الذي فعلته الامم المتحدة او مجلس الامن الدولي ؟ ، الا يملكان من قدرة على فرض العقوبات ام لا ؟ ".

و اتهم القوى الكبرى بممارسة ازدواجية في التعامل مع المنطقة ، قائلا : "بقدر ما هو الامن مهم لاسرائيل فانه مهم ايضا للفلسطينيين . و بقدر ما تريد اسرائيل ان تكون مستقرة بقدر ما هو مشروع للشعب الفلسطيني ان يكون حرا ، و يعيش في سلام ".

كما اتهم المجتمع الدولي بانه لم يف بتعهداته قبل ثمانية اشهر باعادة اعمار غزة عندما منعت اسرائيل مرور مواد البناء الى داخل القطاع.

و مع ان هذا الموقف قد يثير علامات استفهام كثيرة لدى البعض خاصة ، و ان تركيا عضو في حلف الناتو ، و تستضيف قاعدة انجرليك الاميركية الجوية على اراضيها ، و تتمتع بعلاقات جيدة مع اسرائيل بجانب ان امتلاك طهران لاسلحة نووية قد يرجح كفة النفوذ الاقليمي لصالح ايران على حساب الدور التركي.

 اتهم رئيس الوزراء التركي ، رجب طيب اردوغان القوى الكبرى بممارسة ازدواجية في التعامل مع المنطقة ، قائلا : "بقدر ما هو الامن مهم لاسرائيل فانه مهم ايضا للفلسطينيين . و بقدر ما تريد اسرائيل ان تكون مستقرة بقدر ما هو مشروع للشعب الفلسطيني ان يكون حرا ، و يعيش في سلام ".

الا ان المتابع للتطورات الاخيرة في المنطقة ، يلمس ان اردوغان يريد توصيل رسالة قوية للغرب مفادها ان اسرائيل هى الخطر الاكبر على استقرار المنطقة و ليست ايران ، هذا بالاضافة للرسالة الاهم ، و هى ان تركيا لن تكون الورقة الرابحة التي سيعتمد عليها اوباما و نتنياهو في تنفيذ اية مغامرة عسكرية ضد ايران.

و يبدو ان اردوغان يتحرك في موقفه هذا من عدة اعتبارات ابرزها ، ان امتلاك اسرائيل فقط للسلاح النووي ، يهدد كافة دول المنطقة بما فيها تركيا ، كما ان دفاعه عن موقف ايران قد يدفع اوباما للتحرك لمنع سباق تسلح نووي في المنطقة في حال ادرك ان تركيا قد تحذو هى الاخرى حذو ايران.

هذا بالاضافة لحرص تركيا على علاقاتها مع ايران سواء ما يتعلق منها بالتعاون في مواجهة التحدي ، الذي يشكله الانفصاليون الاكراد او فيما يتعلق بالنواحي الاقتصادية ، فتركيا كانت بدات منذ وصول حزب العدالة و التنمية ذي الجذور الاسلامية للسلطة في اتباع سياسة جديدة ، تقوم على جذب الاستثمارات العربية و الاسلامية ، و في ظل الازمة المالية العالمية الحالية ، فان الغرب لن يساعد الاقتصاد التركي كثيراً ، بل ان ايران في ظل العقوبات الدولية المفروضة عليها قد تعتمد بشكل كبير على الشركات التركية لتلبية احتياجاتها في كافة المجالات ، فيما تحصل انقرة في المقابل على النفط الايراني باسعار زهيدة.

و لعل مسارعة تركيا لطمانة ايران عقب اعلانها في 18 سبتمبر/ايلول ، انها ابرمت مع الولايات المتحدة صفقة صواريخ باتريوت يؤكد مدى حرص انقرة على تحسين علاقاتها مع طهران.

و كان وزير الخارجية التركي ، احمد داوود اوغلو شدد على ان بلاده تسعى من وراء هذه الصفقة الى تعزيز قدراتها الدفاعية لتعزيز امن تركيا ، و ليس لمواجهة برامج التسلح الايرانية.

و اضاف : " ان تركيا كانت تخطط لشراء نظام باتريوت من الولايات المتحدة منذ مدة غير قصيرة لاغراض تعزيز امنها الخاص و ردع التهديدات ".

و كان وزير الخارجية التركي ، احمد داوود اوغلو شدد على ان بلاده تسعى من وراء هذه الصفقة الى تعزيز قدراتها الدفاعية لتعزيز امن تركيا ، و ليس لمواجهة برامج التسلح الايرانية.

و جاءت تصريحات اوغلو على خلفية تقارير اجنبية ، كشفت ان اوباما سيعتمد على تركيا في تنفيذ مشروعه الصاروخي الجديد للتصدي للخطر الايراني ، و لذا وافق على صفقة لبيع تركيا 13 بطارية صواريخ باتريوت المطورة "باك-3" المخصصة للتصدي لاخطار الصواريخ الباليستية ، و ذلك في صفقة تبلغ قيمتها 7.8 مليار دولار وتعتبر الاكبر من نوعها بين البلدين الحليفين منذ عقود.

و تحدثت التقارير السابقة ايضا عن ان الولايات المتحدة تهدف من وراء الصفقة الى تعزيز القدرات العسكرية لتركيا وتقوية نظامها الصاروخي الدفاعي بمواجهة ترسانة الصواريخ الباليستية الايرانية المصنعة محليا والمستوردة من روسيا والصين من فئة "سكود" و"نودونج" التي يراوح مدى بعضها بين 500 و800 كيلومتر.

تركيا تحركت سريعا لنفي صحة التقارير السابقة ، التي تهدد بتوتير العلاقات مع الجارة ايران، بل وفاجا اردوغان العالم اجمع بدفاعه عن طموحات ايران النووية السلمية.

و يبقى الامر الاهم من وجهة نظر اردوغان ، و هو ان اي عمل عسكري ضد ايران لن تسلم منه الجارة تركيا سواء كان ذلك فيما يتعلق بظهور مشكلة لاجئين ايرانيين على اراضيها او فيما يتعلق بالتاثير السلبي على اقتصادها الذي شهد انتعاشة كبيرة في السنوات الاخيرة.

و الخلاصة ان اردوغان يتحرك في دفاعه عن ايران ، ليس فقط من اعتبارات عاطفية باعتبارها بلداً جاراً و مسلماً و انما لادراكه ايضا ان اطماع اسرائيل في المنطقة ليس لها حدود ، و تهدد الامن القومي التركي عاجلا او اجلا .

يذكر ان اردوغان كان قد انسحب من جلسة منتدى دافوس الاقتصادي ، و التي عقدت في 29 كانون الثاني/يناير الماضي بعد مشادة كلامية بينه و بين الرئيس الاسرائيلي ، شيمون بيريز حول الحرب على غزة ، الامر الذي اكسبه شعبية واسعة في العالمين العربي والاسلامي.

محيط - جهان مصطفى

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)