شخصية العدد المسعودي - شخصیه العدد المسعودی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شخصیه العدد المسعودی - نسخه متنی

جعفر صادق الخلیلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید











شخصية العدد المسعودي


جعفر صادق الخليلي



(معهد العلوم الإنسانية والدراسات الثقافية)


هو علي بن الحسين بن علي، أبوالحسن المسعودي المؤرخ والرحالة،والجغرافي والعلم من ولد عبدالله بن مسعود، صاحب النبي ( صلي‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم )، ذكره ابن النديم فقال إنه من أهل المغرب، وذكره جمال الدين الأسنوي في طبقات الشافعيةفقال :«أصله من بغداد»، كذلك تقول عنه «الموسوعة العربية الميسرة» إنه :


«ولد ونشأ في بغداد»، ويكرر ذلك منير البلعلبكي في «موسوعة المورد» فيقول:« ولد في بغداد وتوفي في الفسطاط»، ويتابعهم في ذلك المنجد في الأعلام فيقول:« ولد في بغداد من عائلة تنتسب إلي الصحابي ابن مسعود... عابه الناقدون علي بعض ما جاء في كتابه (مروج الذهب ومعدن الجوهر) من الاستطرادات والمعلومات غير الصحيحة..»


ولكن لا أعلم لِمَ لم يصل إلي علم هؤلاء ما رواه هو عن نفسه و عن مكان ولادته. فهو في السِّفر الثاني من كتابه المعروف بمروج الذهب...قال: «وأوسط الأقاليم إقليم بابل الذي مولدنا به وإن كانت رِيَب الأيام أَنْأَت بيننا وبينه و ساحقت مسافتنا عنه، وولّدت في قلوبنا الحنين إليه إذ كان وطننا ومسقطنا...» نقلا عن ياقوت الحموي في معجم الأدباء. فهو إذن ولد في بابل بالعراق وتوفي سنة ست أربعين وثلاثمائة، او خمس وأربعين وثلاثمائة، و قد أجمعوا علي أنه توفي بالفسطاط. سافر إلي بلاد كثيرة، فزار فارس وكرمان والهند وسرنديب (سيلان / سيريلانكا) ومدغشقر وما وراء النهر وآذربايجان وجرجان والشام واخيراً قصد مصر واستقربها، وكان من قبل قد أمضي شبابه في بغداد أهم كتبه هو مروج الذهب و معادن الجوهر، وهو تاريخ عام يبدأ بالخليقة وينتهي بسنة 947م. كتب فيليب حتي في دائرة المعارف الاميركية: «المؤرخ والجغرافي العربي، ويطلق عليه احياناً لقب هيرودوتس العرب. كان أول مؤرخ عربي استعمل الأحداث التاريخية استعمالاً واسعاً، وأول من نظم مادته موضوعياً بدلاً من التدرج التاريخي. وعلي الرغم من ضياع معظم كتاباته، إلا أن ما بقي منها ذو قيمة كبير للعلماء من بعده .


لا يعرف الكثير عن حياة المسعودي إلا ما يؤخذه من طيات كتاباته. من الواضح انه ولد في بغداد في اواخر القرن التاسع. كان متعطشاً لمغامرة وللتعلم...» ويورد الكتاب ذكر ارجاء العالم التي رحل إليها شرقاً و غرباً . ثم يقول : بما انه كان من المعتزلة الذين يرون أن العقائد dogmaيجب ان تخضع للاختبار العقلي، فإنه لم يتردد في اخذ المعرفة من اليهود والمسيحيين والهندوس و من غير المسلمين الآخرين. و قد اعتقد ببعض الاساطير والحكايات من دون نقد، ولكنه دّون الكثير من المعلومات التي لم توجد في مواضع اخري.. لم يبد أن أي مظهر من مظاهر الحية أو النشاطات العقلية غريبة عليه. وقد غطت اهتماماته الدين والفلسفة والأخلاق والسياسة والاقتصاد والعلم والفن. وكانت طريق عرضه لمادته تختلف عما ألفه أسلافه من حشد الأحداث دون تنظيم حول السنين. لقد ابتدع المسعودي الاسلوب الموضوعي، و شرح مادته فيما يتعلق بالعائلات الملكية والملوك والناس، وقد قلده في ذلك ابن خلدون وغيره من مشاهير المؤرخين...أهم كتبه الموجودة هو «مروج الذهب ومعادن الجوهر» وقد ترجمه الي الفرنسية .


C. A. Barbier de Meymard, A.J.b.P. le courteille .


في مجلدات في باريس (1861 ــ1877). و في اواخر أيامه كتب خلاصة لما كتبه مع بعض الاضافات، تحت عنوان (كتاب التنبيه والإشراف).


معاصر و المسعودي


عاصر المسعودي عدداً من الخلفاء العباسيين، ابتداء بأواخر أيام المعتضد بالله العباسي، الذي مدحه في كتابه «مروج الذهب». أحسن المعتضد معاملة الأسرة العلوية التي تنتسب إلي علي بن أبي طالب ( عليه‏السلام ) بينما كان الخالف قبله يسيئون معاملتهم هم .


وبعد المعتضد ولي الأمر المكتفي بالله. و قد وصف المسعودي عصره فقال: «أفضي الأمر إليه بعد توطئة أبيه الأمور له، فبلي بكثرة الفتوق عليه واضطراب الأطراف. كان ماله جماً وجيوشه كثيفة، فقام بأمور مقتضياً فعال أبيه، محتذياً طرائقه، و لم يكن ممن يوثف بشجاعة ولاجبن».


في هذه الفترة عاصر المسعودي علماء مثل عبدالله بن احمد بن حنبل، و ثعلب إمامي اللغة العربية، والبزاز صاحب المسند، و محمد بن نصر المروروزي، و أبي جعفر الترمذي شيخ الشافعية في العراق .


ثم عاصرالمسعودي الخليفة المقتدر بالله الذي قال عنه:« أفضت الخلافة اليه وهو صغير غِرّ ترف لم يعان الأمور ولا وقف علي أحوال الملك..»


أما الخليفة المرتضي باللّه ، عبداللّه بن المعتز ، الذي بدأ حكمه بالصرع مع انصار الخليفة المعزول المقتذر، فانتشرت الفوضي في بغداد، حيث كان يعيش المسعودي، ووقع السلب والنهب والقتل، ونجح المقتدر في استفادة الخلافة والقي بابن المعتز في السجن حتي مات .


كان المسعودي في عهد هذين الخليفتين في سن الشباب، و لم يكن قد بدأ رحلاته خارج بغداد، لذلك أفرد جانباً من كتابيه، مروج الذهب والتنبيه والإشراف إلي الحديث عن ابن المعتز كشاعر مجيد، فقال عنه إنه «كان أديباً، بليغاً، شاعراً، مطبوعاً، مجوّداً، مقتدراً علي الشعر، قريب المأخذ، سهل اللفظ، جيد القريحة، حسن الاختراع للمعاني .


و من معاصريه كان محمدبن داود الفقيه الذي قال عنه إنه «قد علا في رتبة الأدب، وتصرف في بحار اللغة، وتفنن في موارد المذاهب..وكان عالماً بالفقه منفرداً.» وتحدث المسعودي أيضا عن ابن بسام الشاعر فقال انه:« كان شاعراً لَسِناً، مطبوعاً في الهجاء: لم يسلم منه وزير ولا أمير ولا صغير ولا كبير. له هجاء في أبيه واخوته و سائر أهل بيته.» واستشهد بكثير من شعره .


كذلك عاصر المسعودي علي عهد المقتدر بالله عدداً من النوابغ، مثل الفقيه محمد بن داود الظاهري، وابن شريح شيخ الشافعية، والجنيد شيخ الصوفية، و النسائي صاحب السنن، و الجبائي شيخ المعتزلة، و ابن جرير الطبري، و الزجاج النحوي، و الأخفش الصغير النحوي، و ابو عوانة صاحب الصحيح، و قدامة بن جعفر الكاتب، و ابن زكريا الطبيب .


و بعد مصرع المقتدر خلفه أخوه القاهر بالله، فساد بغداد الفوضي والإضطراب و قد اشتهر بالفسوة وسوء التدبير و قبح سياسته، وما لبث أن خلع وسملت عيناه، بعد ان حكم سنة و نصف. وفي ذلك العهد ابدي المسعودي اعجابه بابن دريد الذي نبغ في الشعر واللغة ووصفه بأنه خليفة الخليل بن أحمد، واستشهد بكثير من شعره .


بعد تلك الفترة لم يعدالمسعودي يقوم بتفصيل أحداث أيام الخليفة الراضي بالله، بل راح يتحدث عن مواضيع فرعية، مثل حديثه عن الشطرنج في أربع صفحات .


عاصر المسعودي نهضة علمية وثقافية، علي الرغم مما شاهدناه من ضعف الدولة العباسية وانحلالها السياسي واستقلال معظم الولايات عن السلطة المركزية ببغداد، وإن ظلت تعترف بتبعيتها للخلاف العباسية،. وكانت هذه الولايات كلها وطناً للمسلمين جميعاً، فلا حدود وسياسية ولا عقبات في سبيل الانتقال. لذلك فقد استطاع المسعودي وغيره من الرحالة والجغرافيين أن يتنقلوا بين الأقطار الإسلامية بيسر وسهولة.


إلا أن من مظاهر هذا العصر سد باب الإجتهاد، فوقف مسير التشريع الإسلامي، ومضي عصر الإبتكار، وبدأ عصر التحجر، وأصبح أصحاب المذاهب الأولون كما لو كانوا معصومين. لذلك تجمدت المذاهب في اوائل القرن الرابع الهجري. واقتصر علي المذاهب الأربعة وأبطل ــ كما قيل ــ نحو خمسمائة مذهب، فوقف التشريع منذ ذلك التاريخ، بل إن الجمود أصاب بعض العلوم والفنون، فلا تجديد في الأدب» فلا أدب غير الأدب القديم، ولا لغة غير الالفاظ القديمة.


وممن عاصرهم المسعودي في شبابه الشاعرابن الرومي و شهد وفاته في بغداد، واشاد بشعره


رحلات ابن مسعود


برع المسعودي في ألوان متنوعة من العلوم والفنون والثقافات الأدبية واللغوية والفقهية في عصره، كما ألم ّ بالتاريخ والجغرافيا والفلسفة، وتعلم كثيراً من اللغات، كالفارسية، والهندية، واليونانية، والرومية، والسريانية. ثم ارتأي أن يرحل الي مختلف البلدان العربية وغير العربية. واستفاد من هذه الرحلات وجمع كثيراً من الحقائق التاريخية والجغرافية، مما جعل المفكرين يعدونه مؤرخاً وجغرافياً ورحالة.


بدأ المسعودي رحلاته سنة 309 هــ وغادر بغداد إلي الاطراف الشرقية من الدولة العباسية، فطاف ببلاد فارس وكرمان، واستقر فترة في إصطخر.


وفي السنة التالية عيم المسعودي شطر الهند وملتان والمنصورة ثم عرج علي كنباية وصيمور، وأقام فترة في بومبي، وفترة أخري في سرنديب (سيلان). ومن هناك ركب البحر مع بعض التجار إلي الصين، وجاب المحيط الهندي وزار جزائره وموانيه، وعاد فزار مدغشقر وزنجبار، ورجع إلي عمان


رحلة المسعودي الثانية بدأت في 314 هــ.إلي ما وراء آذربايجان وجرجان، ثم إلي الشام وفلسطين. وفي 332 رحل إلي أنطاكية وزار ثغور الشام، ثم عاد إلي الشام واستقر فترة في دمشق، وتنقل بين العراق والشام ومصر، واخيراً استقر في مصر. والسبب في عدم عودته الي وطنه العراق، بالرغم من حنينه اليه، هو الوضع المضطرب الذي كان سائداً في بغداد بسبب التنازع علي السلطة بين القوي غير العربية من أتراك وبويهيين، هذا بالاضافة إلي إشتهار مصر بالهدوء والاستقرار وبنهضتها العلمية الثقافية. وهناك أتم تأليف كتابه «مروج الذهب» سنة 336هــ و الذي كان قد باشر بكتابته سنة 332 هــ، كما أنه شرع بوضع النسخة الأولي كتابه «التنبيه والإشراف» في الفسطاط ايضا، في 344هــ.


تأثير الرحلات في المسعودي


الرحلات التي قام بها المسعودي في انحاء العالم المعروف يومذاك كان لها تأثير كبير في ضحي كتاباته و تدوين المعلومات الواسعة التي جمعها خلالها، فهو لم يتبع نهج المؤرخين الذين سبقوه، بل وضع نهجاً جديداً و طوّر أسلوب الدراسات التاريخية حتي تأثر به كثير من المؤرخين الذين جاءوا بعده، و منهم ابن خلدون. لقد حاد المسعودي عن طريقة الطبري، شيخ المؤرخين، في كتابة التاريخ فهو قد أرخ بالسنين، سنة بعد سنة. و قد عاب ابن الأثير هذه الطريقة قائلا إنها تكرر الحادثة الواحدة في عدد من السنين، وهذا ما تنبه له المسعودي قبله وتجنبه، مقترباً أكثر إلي طريقة اليعقوبي، التي طورها وأضاف إليها الكثير من تجاربه وخبراته، ومزج الدراسات التاريخية بالجغرافية، وفتح آفاقاً جديدة في الدراسات الإجتماعية والاقتصادية والدينية، واهتم بمعالم الحضارات المختلفة، بطريقة موضوعية.


لقد أثر المسعودي في الدراسات التاريخية والجغرافية تأثيراً عميقاً واضحاً، فقد وضع أسس مدرسة جديدة في الدراسات التاريخية، فاهتم بالتحليل التاريخي والبحث عن الاسباب والدوافع، وفقد الأحداث. وحذا ابن خلدون حذوه في منهجه وزاد عليه، مما ميزه عن كثير من المؤرخين والمفكرين .


كذلك كان تأثير المسعودي في الدراسات الجغرافية التي أقامها علي أسس جديدة، فرحلاته لم تكن للنزهة أو التكسب، إذ تدل كتبه علي معرفة واسعة باللغات والعادات والتقاليد والآداب والأخلاق والسياسية، وهو أعمق وأدق من غيره من الرحالة والجغرافيين، كالمقدسي و البيروني، بينما سار كل من الاصطخري وأبي الفدا علي نهج المسعودي في رحلاته .


كان المسعودي معتزلي المذهب، إلا أنه لم يشر إلي ذلك في كتبه، فقد كان يميل إلي الحياد التام والبعد عن التعصب. ولعل هناك سبباً آخر، وهو ضعف مذهب المعتزلة منذ بداية العصر العباسي الثاني، فقد بدأ الخليفةالمتوكل، أول خلفاء هذا العصر، عهده بنهي الناس عن القول بخلق القرآن، مخالفاً بذلك المأمون و المعتصم و الواثق، وانتصر مذهب أهل السنة بظهور أبي الحسن الأشعري الذي كان قد تربي في أحضان المعتزلة، ثم رفض تعاليمهم في الأربعين من عمره، معتمداً علي الأسسلحة المنطقية التي أمدوه بها فحاربهم بقية حياته .


شخصية المسعودي


علي الرغم من أن احداً لم يكتب شيئاً صريحا عن المسعودي في حياته اليومية واخلاقه ونفسيته، إلاّ أن من الممكن أن يستنتج الباحث ذلك بين سطور كتاباته، وخاصة «مروج الذهب».و «التنبيه والإشراف».


في« مروج الذهب» نشاهد المسعودي رجلا وطنياً صادقاً ومخلصاً، و علي الرغم من أنه أمضي أكثر من 25 سنة في التجوال حتي أصبح شخصية عالمية، فإنه لم ينس موطنه الأصلي، العراق، حيث ولد ونشأ، ففي هذا يقول: «.. إن من علامة وفاء المرء و دوام عهده، حنينه إلي إخوانه، وشوقه إلي أوطانه، وبكاءه علي ما مضي من زمانه..»


و المسعوديعالم واثق بنفسه وبعلمه وبما وصل إليه من ثقافة ومعرفة، وهو يقدر قيمة كتبه وينهي عن التصرف فيها بأي شكل من الأشكال ويستنزل غضب الله علي من يفعل ذلك. ولكنه، مع ذلك، متواضع تواضع العلماء ويعتذر عمايكون في كتبه من سهو أو تغييرات وقعت من جانب النساخين .


المسعودي كمؤرخ


سبق القول إن المسعودي كان في مقدمة المؤرخين العرب الذي نهج نهجاً جديداً ميزه عن غيره من المؤرخين .


كان المؤرخون الذين سبقوه يعتمدون علي الروايات المنقولة، فكان أحدهم يقول: «حدثنا فلان عن فلان..» و قد تعدد الرواة الذين اعتمدوهم، بعضهم من الثقات وبعضهم ممن اشتهروا بالإختلاق أو المبالغة أو عدم الدقة، و كثيراً ما تناقضت الرويات واختلفت التفاصيل .


أما المسعودي فقد ذكر الأخبار والأحداث من غير سند، وإنما كر مصادره في مقدمة كتبه، وامتاز عن غيره بأنه كتب دراسة نقدية ومقارنة عن مصادره. وقد اتبع المؤرخون من بعده هذه الطريقة. المشاهدة كانت من أهم مصادر المسعودي، وقلما اعتمد النقل المعنعن، بل اعتمد علي مشاهداته الشخصية خلال رحلاته الطويلة والعديدة، فكانت أخباره تنبض بالحياة وتتصف بالواقعية. لذلك فهو انتقد الذين اعتمدوا علي الأخبار كيفما كانت. ومن الذين انتقدهم كان الجاحظ، وصحح له أخطاءه الجغرافية، من ذلك قوله: «وقد زعم عمروبن بحر الجاحظ أن نهر مران، الذي هو نهر السند، من النيل. و يستدل علي أنه من النيل بوجود التماسيح فيه. فلست أدري كيف وقع له هذا الدليل؟ و ذكر ذلك في كتابه المترجم بكتاب «الأمصار» وهو كتاب في نهاية‏الغثاثة لأن الرجل لم يسلك البحار ولا أكثر من الأسفار ولا يعرف المسالك والأمصار، وإنما كان حاطب ليل، ينقل من كتب الوراقين. »


هذا و قد كان المسعودي نفسه عرضة للنقد، فقد هاجمه ابن خلدون لما ذكره المسعودي من قصة الإسكندر وما كان عن صد دواب البحر له عن بناء الإسكندية، واتخاذ الإسكندر تابوتاً خشبياً يحتوي علي صندوق من زجاج ليعاين تلك الدواب في قاع البحر حتي يصوغ لها من التماثيل المعدنية ما يجعلها تخافها وتفر من أمامها. كذلك انتقد ابن خلدون المسعودي في حديثه عن مدينة النحاس التي صادفها موسي بن نصير في فتوحه في بلاد المغرب، والتي قال عنها المسعودي أنها بلدة موصدة الأبواب. و قد عاب عليه أيضاً حديثه عن تمثال الزرزور في روما والذي قال عنه المسعودي إن الزرازير تجتمع عليه في يوم معلوم من السنة حاملة الزيتون .


إلاّ أن ابن خلدون قد أشاد برحلات المسعودي برغم أنه قد عاش بعده بنحو 400 سنة.


امتاز المسعودي أيضا باهتمامه بالدراسات الإجتماعية والإقتصادية فصور حياة العديد من الشعوب التي زارها، عربية وغير عربية.


و كان ابن حوقل و البيروني ممن تأثر برحلات المسعودي ونهجا منهجه في الترحال وتدوين الأخبار، وإن ظل هو أدق منهما في ذلك.


لقد أمدنا المسعودي بمعلومات وافية عن الأديان في العالم حسب مشاهداته، فكتب في «مروج الذهب» عن الوثنية، والهياكل، وبيوت النار والأصنام، وعقائد الهند والصين، وعبادة الكواكب، وعقيدة العالم في البيت الحرام، و دين الصابئة، وعبادة النار، كما تحدث عن معابد اليونان والرومان والصقالبة والصينين والفرس .


لقد اهتم المفكرون الغربيون بالمسعودي وكتبه، فترجموا كثيراً منها، منذ القرن التاسع عشر، إلي كثير من اللغات الأوروبية.


و قد وصفه بعضهم بأنه بلينوس الشرق، وآخرون قالوا إنه هيرودوتس المشرق .


ينقل غستاف لوبون، في كتابه «حضارة العرب» عن كاترمير أنه قال عن المسعودي: «إذا ما نظر الإنسان إلي كتبه بُهت من تنوع المواضيع التي كتب فيها، و من كثر المسائل المهمة العويصة التي حلها.»


آثار المسعودي


لقد كتب المسعودي في التاريخ كتباً عديدة، منها: تاريخ الخليقة تحت عوان «ذكر المبدأ و شأن الخليقة وذرء البرية».


و كتب عن تاريخ الفرس فقال إن الناس تنازعوا في أنسابهم، فمنهم من قال إنهم من ابناء فارس بن ياسور بن سام بن نوح، وأن النبط من ولد نبيط بن ياسور بن سام بن نوح، ففارس و نبيط أخوان. و منهم من زعم أنهم من ولد لوط من ابنتيه. و قال آخرون إنهم من ولد بوان بن ايران بن الأسود بن سام بن نوح.


وكتب المسعودي أيضا عن تاريخ اليونان، قائلا إنهم ينسبون إلي ولد إسحاق، أو أن يونان هو ابن يافت بن نوح، و غير ذلك.


و تحت عنوان «ذكر ملوك الروم وما قاله الناس في أنسابهم و عدد ملوكهم وتاريخ سنيهم»، قال إنهم ينسبون إلي اسم ابيهم روم بن سماحلين بن هربان بن عقلا بن العيص بن اسحاق بن ابراهيم الخليل ( عليهم‏السلام )...و غير ذلك‏و


و كتب أيضا عن أديان العرب قبل الاسلام تحت عنوان «ذكر ديانات العرب وآرائها في الجاهلية»، فقال إن منهم من كان موحداً يقر بخالقه، مثل قس بن ساعدة الإيادي، و رئاب الشني، و بحيرالراهب. و كان منهم ممن أقر بالخالق ولكنه أنكر الرسل وعكف علي عبادة الأصنام، ومنهم من كانوا كذلك إلاّ انهم انكروا البعث و كانوا من الدهريين. وآخرون كانوا يعبدون الملائكة زاعمين أنهم بنات الله .


و من طريف ما يذكره المسعودي في «مروج الذهب» هو المحاولات القديمة التي جرت لتوصيل البحر الابيض المتوسط (بحر الروم) بالبحر الأحمر (بحر القلزم)، حتي أن احد ملوك الروم حفر طريقاً بينهما فلم يتأت له ذلك «لارتفاع القلزم وانخفاض بحر الروم...والموضع الذي حفره ببحر القلزم يُعرف بذنب التمساح وهو علي ميل من مدينة القلزم، عليها قنطرة عظيمة يجتازها من يريد الحج من مصر..».


مؤلفاته


بالاضافة إلي كتابيه المشهورين «التنبيه والإشراف» و« مروج الذهب و معادن الجوهر» كتب المسعودي كتباً عديدة أشار إليها في الكتابين المذكورين، ولكنها ضاعت جميعاً، و هي


1. كتاب فنون المعارف وما جري في الدهور السوالف.


2. أخبار الزمان و من أباده الحدثان .


3. كتاب الرسائل


4. كتاب التاريخ في أخبار الأمم من العرب والعجم .


5. كتاب أخبار الخوارج .


6. كتاب الأوسط .


7. كتاب ذخائر العلوم و ما كان في سالف الدهور.


8. كتاب نظم الجواهر في تدبير الممالك والعساكر.


9. كتاب الاستذكار لما جري في سالف الأعصار.


10. كتاب نظم الأعلام في أصول الأحكام .


11. كتاب نظم الأدلة في اصول الملة.


12. كتاب المسائل والعلل في المذاهب والملل .


13. كتاب خزائن الدين وسرالعالمين .


14.كتاب المقالات في أصول الديانات .


15. كتاب سرالحياة.


16. رسالة البيان في اسماء الأئمة.


17. الأخبار المسعوديات .


18. كتاب وصل المجالس .


19. كتاب تقلب الدول وتغيير الآراء والملل.


20. كتاب إلابانه في اصول الديانة.


21. كتاب مقاتل فرسان العجم .


22. كتاب الصفوة في الإمامة.


23. كتاب الاستبصار في الإمامة.


24. كتاب المبادي‏ء والتراكيب .


25. كتاب الرؤوس السبعة.


26. الزاهي .


27. كتاب الدعاوي .


28. كتاب الاسترجاع .


29. كتاب مزاهر الأخبار و ظرائف الآثار.


30. كتاب الرؤيا والكمال


31. كتاب طب النفوس .


32. كتاب حدائق الأذهان في اخبار الرسول .


33. كتاب القضايا والتجارب .


34. كتاب الواجب في الفروض واللوازم .


35. كتاب الزلف .











1. ابراهيم، حسن تاريخ الاسلام .


2. ابن الأثير، الكامل .


3. ابن خلدون، المقدمة.


4. نفسه، العبر و ديوان المبتدأ والخبر.


5. ابن خلكان، وفيات الأعيان .


6. ابن طباطبا، الفخري في الآداب السلطانية.


7. ابوالفدا، المختصر في أخبار البشر.


8. امين، احمد، ظهر الاسلام .


9. الأمين، محسن، اعيان الشيعة، تحقيق حسن الأمين .


10. Encyclopedia Americana, U.S.A.


11. البعلبكي، منير، موسوعة المورد.


12. الحموي، ياقوت، معجم الأدباء .


13. الخربوطلي، الدكتور علي حسني، مصر العربية لإسلامية .


14. نفسه، المسعودي.


15.سرور، جمال، الحضارة الإسلامية في الشرق .


16. لوبون، غوستاف، حضارة العرب .


17. متز، الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري.


18. المسعودي، التنبيه والإشراف .


19. نفسه، مروج الذهب.


20. معين، الدكتور محمد، فرهنگ فارسي.


21. المنجد في الاعلام.


22. الموسوعة العربية الميسرة، اشراف محمد شفيق غربال.

/ 1