عولمة و التراث نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عولمة و التراث - نسخه متنی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید











كلمة العدد : العولمة والتراث



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين ، وأفضـل الصلاة وأتـمّ السلام على سـيّدنا ونبيّنا محمّـد وآله الطاهرين.


بعد انهيار المنظومة الشيوعية في مهدها طرح الغربيّون مسألة العولمة السياسية ، وهي تعني توحيد العالم في نظام سياسي واحد ، وقد لقي هذا الكلام معارضة واسعة من دول العالم.


أمّا موضوعنا فهو العولمة الثقافية التي طُرحت في السنوات الأخيرة بشكل جادٍّ ، والتي تهدف إلى توحيد وسائل الثقافة في العالم ، وقد يطمح بعضـهم إلى طرح توحيد الثقافة نفسها..


وقد أبدت العديد من الدول والمنظّمات والجهات الثقافية المعنية معارضتها وتخوّفها من مشاريع العولمة وتقنيّاتها على لغاتها وثقافاتها الوطنية..


والسؤال المطروح هنا : هل هناك خوف على الثقافة الإسـلامية وتراثها من مشروع العولمة ؟!


وجوابه : إنّه ينبغي التمييز في خطر العولمة المتصوّر على الثقافة الإسلامية ، بين خطورة تقنيّاتها ووسائلها ، وبين خطورة الثقافة التي تنقلها ، فتبعد المسلم المعاصر عن كتابه الإسلامي ومصادر ثقافته وتراثه.


أمّا خطر الثقافة الغربية المادّية فهو خطر موجود منذ السابق ، وهو خطر عامّ ولا شكّ أنّه سيزداد على أجيال الأطفال والشباب في العالم أجمع ، بما تنقله تقنيّات العولمة.


وممّا يؤسف له أنّنا نرى الترويج لهذه الثقافة هو الشغل الشاغل لوسائل الإعلام والثقافة الغربية ، وأنّ بعض المؤسّسات الأهلية والحكومية في بلادنا الإسلامية تقع تحت تأثيرها ، وتختار لنفسها أن تكون وسائل دعاية لثقافة مادّية انحلالية تخالف دينها القويم وقيمه الإنسانية!


أمّا تقنيّات العولمة ووسائل نقل الثقافة بذاتها فلا نرى فيها خطراً... بل هي أدوات فعّالة لنشر التراث الإسلامي وإيصاله إلى عدد أكبر في العالم.. لا سيّما وأنّه تراث مظلوم مضطهد من الغربيّـين ، وقد عانى قروناً من الحظر والتعتيم وتشويه السمعة..


فلو استفاد المسلمون من تقنيّات العولمة وقاموا بالترجمات اللازمة لتعريف ثقافتهم ، لاستطاعت أن تدخل إلى الجامعات والمجتمعات الغربية.. وأن تغيّر كثيراً من الأفكار والتصوّرات المضادّة للاِسلام والمسلمين.


ويصدق هذا الكلام ذاته على تراثنا الشيعي داخل أكثر البلاد الإسلامية أيضاً! فإنّ أكبر مشكلة يعاني منها هذا التراث منذ صدر الإسلام حتّى اليوم ، هي أساليب الحظر والمنع والرقابة التي شملت كلّ أنواع تراث أهل بيت النبوّة الطاهرين ، ونتاج علماء مذهبهم الأفذاذ!


وهنا يأتي دور المؤسّسات المعنية بخدمة التراث من جميع المذاهب ، ومذهبنا بالأخصّ.. وتبرز مسؤوليّتها الجسيمة في هذا المجال ، وآمالها بالنهوض بها أيضاً.


يقول عبـد القادر الكاملي في مقال نشره في مجلّة « پي سي ماغازين » ، عدد حزيران 2000 ، بعنوان « عولمة التقنيّات العربية » :


ظلّت التقنيّات محايدة لغوياً ، حتّى ظهور الكمبيوتر ؛ فالسيّارة الألمانية ـ مثلاً ـ يمكن أن يستخدمها الفرنسي أو العربي بدون تأثير يذكر للّغة الألمانية على هذا الاستخدام.


أمّا الكمبيوتر ، فلا فائدة منه بدون برامج ، والبرامج ليست محايدة لغوياً.. فالألماني يرغب في إنجاز أعماله على الكمبيوتر بلغته القومية ، وكذلك الفرنسي والروسي والعربي ، إلى آخره...


وقد أدّى ذلك إلى ظهور علم جديد هو الحوسبة اللغوية ، يهدف إلى تطوير تقنيّات تمكّن الكمبيوتر من التعامل مع اللغات القومية ، وتمّ فعلاً تطوير تقنيّات خاصّة بكلّ لغة ، لكنّ استخدام التقنيّات الخاصّة بلغة معيّنة اقتصر على الشعوب الناطقة بهذه اللغة.


وعندما بدأت شبكة الإنترنِت بالظهور ، كانت اللغة الإنجليزية تهيمن عليها كلّـيّـاً ، لكن مع انتشارها السريع بدأ المشهد يتغيّر ، فالدراسة التي نشرتها مؤسّسة Reach Global للأبحاث ، ذكرت أنّ 85 مليوناً من أصل 200 مليون مستخدم عالمي لشبكة الإنترنِت ( نحو 43 بالمئة ) ، ينتمون إلى شعوب لغتها الأُمّ ليست الإنجليزية.


وتتوقّع مؤسّسة أُخرى للأبحاث ، هي Computer Electroics ، أن يزيد عدد هؤلاء عام 2002 م على عدد مستخدمي إنترنِت الناطقين بالإنجليزية ، وانخفضت أيضاً نسبة النصوص الإنجليزية إلى إجمالي النصوص التي تحتويها الشبكة ، فأصبحت تشكّل 72 بالمئة ، تقريباً.


ومع انطلاقة التجارة الإلكترونية ، وإجماع توقّعات الخبراء على إنّها ستشهد ازدهاراً كبيراً خلال السنوات المقبلة ، يُتوقّع أن يزداد الطلب على تقنيّات اللغات القومية ، ومن بينها العربية!


وجاء في مقاله أيضاً :


تشير دراسة نشرتها مؤسّسة Forrester Research للأبحاث ، إلى إنّ 80 بالمئة من مواقع ويب الأُوربّـيّة ، هي من النوع متعدّد اللغات ، وإنّ هذا يرشّحها لدور عالمي أكبر من الدور الذي تلعبه المواقع الأمريكية أُحادية اللغة ، ما لم تغيّر الأخيرة استراتيجيّتها ، وتتبنّى التعدّدية اللغوية. وإذا كنّا لم نشهد ـ حتّى الآن ـ استخداماً ملموساً للّغة العربية ضمن المواقع الأُوربّـية ، فإنّ هذا يتعلّق فقط بأولويّات تلك المواقع في المرحلة الراهنة ، ولا شكّ أنّ العربية ستدخل لاحقاً إلى المواقع الأُوربّـية التي تتطلّع إلى التجارة الإلكترونية مع البلدان العربية. انتهى.


وهذا يدلّ بوضوح على إنّ الثقافة الإسلامية يمكن أن تأخذ طريقها في عصر العولمة... ما دامت لغتها قد فرضت نفسها على وسائل الاتّصال والنشر العالمية..


كما يعني هذا أنّ على المؤسّسات الإسلامية أن تضيف إلى طريقتها التقـليدية في نشـر كـتب التـراث ، نشـرها في شـبكات الإنتـرنِت.. وهـو ما نشطت فيه عدد من المؤسّسات ، وفي طليعتها مؤسّستنا ، والحمد لله.


تبقى مسألةٌ طرحَها بعضُهم ، هي التخوّف من أن يحلّ الكتاب الإلكتروني محلّ الكتاب المطبوع.. ؟الألكتروني
وفي رأينا أنّه لا مبرّر لمثل هذا التخوّف.. فحتّى لو صـحّ ذلك فهو لا يؤثّر على قيمة كتب التراث المطبوعة والمخطوطة.. وستبقى هي الأصل والسند الوثائقي لكلّ ما ينشر من ثقافتنا بالنشر الإلكتروني ، أو بأيّ طريقة أُخرى.الألكتروني ،
فقد كتب الصحفي المصري الدكتور نبيل شرف الدين في شبكة هجر الثقافية ، مقالاً بعنوان « قضية للمناقشة : عن الصحافة الورقية.. ومستقبلها » ، قال فيه :


هناك عدّة صور للصحافة.. صحافة الخبر.. وأظنّ أنّ الفضائيات حسمت لصالحها هذه المعركة ، فلن ينتظر إنسانٌ الإنترنيت ـ كما كان يفعل آباؤنا ـ حتّى الصباح ، أو يدير مؤشّر الراديو صوب « هنا لندن » مثلاً...


هـناك صـحافـة التـحلـيل والحـوار والتـحقـيق.. وهـذه أتـت علـيها الفضائيات ، فالناس تحبّ مشاهدة المصدر ( الضيف ) يتحدّث دون تدخّل الصحفي بتنميق أو تشويه ما يقوله. كما يحبّ الناس رؤيته بانفعالاته.. بملامح المكابرة أو الاقتناع أو العدوانية أو الحكمة أو أيّـاً ما كانت..


وهذه لا تسـتطيع الصحف الورقية نقلها أساساً..


هناك أخيراً صحافة الرأي.. وبصراحة فهنا في منتديات الحوار أجمل وأفضل منابر للرأي في تاريخ الإنسانية كلّها ، العلماني أمام الإسلامي وجهاً لوجه.. المُعارِض أمام السلطوي عياناً بياناً.. وكلّ من يظنّ في نفسه كاتباً يقتحم الملعب ، والحكم هو ما نكتبه في النهاية..


طيّب.. ماذا تبقّى للصحف سوى لفّ الطعمية ( الفلافل ) فيها ؟! انتهى.



وقد أجابه عدد من المناقشين بأنّ الكلمة على الورق يبقى لها مكانتها وطعمها الخاصّان وتأثيرها على الناس... إلى آخره.


لكن لو صحّ توقّع هذا الكاتب عن الصحافة ، فهو لا ينطبق على كتب التراث ومصادر الثقافة الإسلامية ؛ بسبب صفتها التراثية الوثائقية..


مضافاً إلى حاجة الملايين إلى القراءة من الكتاب والتوثيق المباشر منـه.


ويبقى التراث وما حمل من مصادر ثرّة للمعرفة والفكر هو الأساس المكين لكلّ نهضة علميّة أو ثقافيّة اليوم كما هو أمس وفي مستقبل الأيّام أيضاً ، ذلك لأنّه لا بديل عن الأصيل الثابت يوماً ما.



هيئة التحرير






























/ 1