کتاب المغازی لأبان بن عثمان نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

کتاب المغازی لأبان بن عثمان - نسخه متنی

رسول جعفریان

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید










كتاب المغازي لأبان بن عثمان

رسول جعفريان

(باحث فيالتاريخ)
نقد و تعريف يأتي به الي جانب سيرة حياة أبان، لذلك يجب اهمال ما يخص اللوءلوءي من منازعات. تقول المصادر الشيعية عنه انه كان من موالي قبيلة البجيلة. اننا نعلم ان يكون المرء مولي لا يعني انه اعجمي، سواء بين العرب قبل الاسلام و احتمالاً بعده، و قد كان عقد الولاء موجودا، و من ذلك ولاء زيدبن حارثة لرسول الله (ص) و ولاء عمار بن ياسر لبني مخزوم. و مع ذلك فان احتمال ان يكون ابان اعجميا قوي جدا. قبيلة البجيلة قحطانية، و هي، مثل كثير من القبائل الحجازية او اليمنية، هاجرت الي العراق في اوائل الفتوحات، و حضرت القادسية. في هذه الحرب التحق بعض الفرس اختيارا بالعرب و والوهم. و كثيرون آخرون من الفرس وقعوا في الأسر، ثم بعد اطلاق سراحهم اصبحوا علي مر الزمن يعرفون بموالي القبائل العربية. و قد حاربت قبيلة البجيلة في حرب صفين الي جانب اميرالمؤمنين (ع)، و دافعت عن المختار ضد مناوئية. و عليه فلابد من وجود آثار من التشيع في هذه القبيلة. «الاحمر» كان لقبا شائعا، و يذكر السمعاني عددا ممن اشتهروا بهذا اللقب، فيقول: «الاحمر» صفة الرجل الذي فيه حمرة و هي من الألوان. و يستشهد ابن منظور بشواهد كثيرة لاثبات ان هذه الصفة كناية عن بياض الوجه، لا احمراره. و علي هذا هل يمكن ان يكون «الاحمر» ذا علاقة بلقب «الحمراء» الذي كان الايرانيون الساكنون في العراق يلقبون به؟ اذا كان ذلك فلا شك في ان ابان عجمي ايراني، و انه استطاع، مثل كثير من المحدثين الشيعة و السنة ان ينال خلال جيل اوجيلين او ثلاثة مركزا علميا ممتازا. محمدبن سلام، تلميذه، اوردله لقب «الأعرج» ايضا، فهو يذكره في عدد من المناسبات باسم «ابان الاعرج». اذا اخذنا بنظر الاعتبار ما يقتبسه منه في طبقات الشعراء، فلابد ان يكون ابان الذي نحن بصدده، و لعل «الاعرج» تصحيف «الاحمر».


لابد من القول ان هناك شخصا آخر باسم ابان بن عثمان بن عفان، ابن الخليفة الثالث، قد تسنم منصب حاكم المدينة لسنوات، و يقال انه كانت له يد في اخبار السيرة النبوية. ان هذا التشابه الاسمي جعل بعضهم يحسبه هو أبان الامامي المذهب، من ذلك فؤاد سزگين الذي كتب عن كتّاب السيرة النبوية في العصر الا ءول فذكر بينهم ابان بن عثمان بن عفان، و قال ان اليعقوبي قد اقتبس في تاريخه اقوالاً منه، بينما الذي ورد ذكره في تاريخ اليعقوبي هو ابان بن عثمان الاحمر، و الدليل علي ذلك هو ان اليعقوبي يقول إن ابان من رواة اخبار الامام جعفرالصادق (ع)، فلاشك اذن في ان سنوات عمر ابن الخليفة الثالث‏ــ و هو قد شارك في حرب الجمل مع عائشة‏ــ لم تبلغ الحد الذي بجعله من رواة اخبار الامام الصادق (ع). ثم ان نظرة الي مصادر احاديث الشيعة و معرفة بسيطة بأ حاديث أبان تكشفان عن هذا الحظأ الكبير. ولا شك في ان موطنه كان الكوفة، حيث كانت تسكن قبيله البجيلة. و النجاشي، بعد أن يذكر انه «كوفي». يقول: «كان يسكنها تارة و يسكن البصرة تارة». و لهذا كان اشخاص من امثال ابي عبيدة معمر بن المثني، و محمدبن سلام الجُمَحي في البصرة من تلامذته. و يجدر التنويه بقول الكشّي: «وكان ابان من اهل البصرة».


و هناك نكتة اخري عن محل سكناه في الكوفة هي قول الكشي «كان من الناووسية» فيمكن ان تقرأ «من القادسية» التي لا تبعد سوي بضعة فراسخ عن الكوفة، فليس من الخطأ القول عن القادسي انه كوفي. الشبيري، مسرداً لم ينشر بعد، عن مشايخ أبان والروايات التي رووها عنه، مع ذكر مظانّها، و قد استعنّا به هنا. كان ابان من اصحاب الامام الصادق (ع) و قد نقل عنه كثيرا من الاحاديث من دون واسطة، كما انه قد تتلمذ علي عدد من كبار اصحاب الامامين الباقر و الصادق، وروي احاديث كثيرة عن الامامين عن طريق اساتذته. و لعل هذا دليل علي انه كان من شبان اصحاب الامام الصادق (ع). بالقاء نظرة علي مشايخ ابان و تلامذته ندرك مقامه العلمي الرفيع بين اصحاب الامام الصادق (ع). من بين مشايخه زرارة‏بن اعين، و ابان‏بن تغلب، و اسحاق‏بن عمار، و معاوية بن عمار، و ابو بصير، و عيسي‏بن عبدالله، و منصوربن حازم، و عبدالله‏بن ابي يعفور، و بشير النبال، و زيد الشحام، و فضيل‏بن يسار، و صفوان الجمال، و محمدبن مسلم. من افضل تلامذته ابن ابي عمير و يعتبر أبان من اهم مشايخه. و من اهم الذين رووا عنه: محمدبن زياد البياع، و محمد بن زياد الازدي، و حماد بن عيسي، و حسن بن علي بن فضال، و احمد بن محمد بن ابي نصير البزنطي، و علي بن مهزيار، و محمد بن وليد الصيرفي، و عبدالله بن حماد الانصاري، و حسن‏بن علي الوشاء، و محمد بن خالد البرقي، و حسن بن محبوب، و يونس بن عبدالرحمان، و ابراهيم بن ابي البلاد، و فضالة بن ايوب الازدي، و محمد بن سنان، و علي بن الحكم. و بالاضافة الي العديد من التلاميذ الذين رباهم، له كتابان: احدهما هو كتاب السيرة هذا الذي سوف نواصل الكلام عليه. و كتابه الآخر هو «الاصل» الذي يشير اليه الشيخ علي وجه الاجمال، و هو، بالطبع، يضم الكثير من الاحاديث الفقهية و العقائدية التي انتقلت عن طريق تلامذته الي مصادر الحديث.


ابان و الاتجاه الناووسي

النوبختي و سعدبن عبدالله الأشعري، في معرض ذكر الفرق التي ظهرت بعد ارتحال الامام الصادق (ع)، يشيران الي فرقة لم تؤمن بموت الامام، و اعنقدوا انه المهدي. و قداطلق عليها اسم الفرقة الناووسية: «سميت بذلك لرئيس لهم من اهل البصرة يقال له فلان بن فلان الناووس» ليس هناك شرح واضح في المصادر عن هذا الشخص. قال بعضهم ان اسمه هو عبدالله، و سماه آخرون باسم عجلان. تفصيل هذا البحث في تعليقات كتاب «مقالات».


المصادر الموجودة قلما تشيرالي الرواة الذين يحملون هذا الاعتقاد. يحتمل ان كلاما في هذا قد كان في البداية ثم سرعان ما زال و امّحي. من المعلوم ان الشيعة في تلك المرحلة قد قسموا عموما الي فرقتين كبيرتين هما الامامية و الاسماعيلية. جاء في رجال الكشي عن انتماء ابان بن عثمان الي الناووسية كما يلي: «محمدبن مسعود [العياشي [قال: حدثني علي بن الحسن [بن علي الفضال] قال: كان ابان من اهل البصرة و كان مولي بجيلة و كان يسكن الكوفة و كان من الناووسية». كتب الرجال الاخري ــ باستثناء الشيخ و النجاشي اللذين لم يذكرا شيئا ابدا عن هذا الأمرــ تشير كلها الي هذه الرواية فيما يتعلق بانتماء ابان الي الناووسية. العلاّمة ايضا يذكر مارواه الكشي، و يبدأ بالقول: «كان ابان من الناووسية». و بالاستناد الي قول الكشي بأن ابان كان من اصحاب الاجماع، و بعد مقارنة ذلك بهذا الاتهام يقول: «فالاقرب عندي قبول روايته و ان كان فاسد المذهب». من العجيب ان العلاّمة في «المنتهي» يقول ان ابان من الواقفة، ثم يعتبر «فطحيا» في موضع آخر، و الظاهرانه اعتمد علي ما في ذاكرته ــ حسب تخمين العلامة التستري ــ عن فساد مذهب ابان عند كتابة الموضوع، ولكنه بدلاً من الناووسية اعتبره واقفيا او فطحيا.


في معرض بيان انه من اصحاب الاجماع، يقول ابن داود الحلّي: «و قد ذكر اصحابنا انه كان ناووسيا، فهو بالضعفاء أجدر، ولكن ذكرته هنالثناء الكشي عليه». و علي الرغم من قوله «ذكر اصحابنا»، ينبغي ان لانشك في ان مصدر قوله انما هو ما قاله الكشي. و عليه فان مصدر هذا الاتهام هو مقولة الكشي عن ابن فضال الذي هو نفسه فطحي المذهب. لعل اهم سبب للشك في هذا الاتهام هو انه علي الرغم من قضاء ابان سهراته الكثيرة بين المحدثين و الفقهاء الامامية لم يشر احد من اصحاب مصادر الحديث القديمة، و خاصة النجاشي و الشيخ، الي هذا الاتهام، هذا مع ان ابان ظل حيا بعد ذلك لسنوات. ان عدم اشارة النجاشي و الشيخ الي هذا الاتهام يمكن ان يكون دليلا علي عدم صحته. النكتة الأخري هي ان بعض نسخ الكشي تذكر «القادسية» بدلاً من «الناووسية». فاذا اخذنا بنظر الاعتبار الغلط في نُسخ الكشي، و احتمال صحة النسخ البديلة، فان هذا الأمر يبدو صحيحاً. ان القرينة علي عدم صحة نسبة الناووسية اليه هي ان الكشي نفسه يذكر ان ابان من بين اصحاب الاجماع. و الدليل الذي يمكن ان يدل علي صحة «القادسية» هو ان النقل المذكور يعني ببيان هوية ابان الشخصية و محل سكناه: «كان ابان من اهل البصرة و كان مولي بجيلة و كان يسكن الكوفة و كان من القادسية» فالظاهر ان القائل كان يريد ان يشير الي محل سكناه في الكوفة، و القادسية لا تبعد عن الكوفة سوي خمسة عشر فرسخا، يمكن اعتبار سكنتها، من حيث المنطقة، من اهل الكوفة. ان نسبة ابان الي الناووسية ينكرها الباحثون، و قد اورد بعض ادلتهم صاحب كتاب «التنقيح» الذي اعترض عليه. ولكن لابد من القول انه علي الرغم من ان بعض هذه الادلة لا تستطيع بمفردها ان تثبت عدم صحة هذه النسبة، ولكنها بمجموعها ــ كما قال العلامة التستري ايضاــ تحول دون القبول اطلاقا بهذه النسبة. و قد أيد كل من العلامة و العارف بالرجال المعاصر آية الله الشبيري الزنجاني في توضيحاته عدم صحة التهمة الموجهة اليه. ان القول بأن ابان قد روي عن الامام الكاظم (ع) يمكن ان يكون دليلا علي انكار اتهامه بالناووسية. يقول العلامة التستري في رفض هذه التهمة: «إنالم نقف علي روايته عنه، ولا عدّه الشيخ و البرقي في الرجال في غير اصحاب الصادق (ع).» وفي قبال ذلك لابد من القول بأن النجاشي قد صرح قائلا بان ابان قد: «روي عن ابي عبدالله و ابي الحسن (ع)!.


يضاف الي ذلك ان في «معاني الاخبار» روايتين ينقلهما ابان عن الامام الكاظم (ع).


و الدليل الآخر الذي يمكن ذكره علي عدم صحة اتهام ابان بالناووسية هو الرواية التي ينقلها الكشي نفسه و ابان من بين رواتها: محمدبن الحسن قال: حدثني ابوعلي، قال: حدثنا محمدبن الصبّاح، قال: حدثنا اسماعيل بن عامر عن ابان عن حبيب الخثعمي، عن ابن ابي يعفور، قال: كنت عندالصادق (ع) اذ دخل موسي (ع) فجلس، فقال ابوعبدالله: «يابن ابي يعفور، هذا خير ولدي و أجلهم إلي، غير ان الله عزوجل يضل قوما من شيعتنا، فاعلم انهم قوم لاخلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم.» قلت: جعلت فداك، قد ازغت قلبي عن هؤلاء. قال: «يضل به قوما من شيعتنا بعد موته جزعا عليه، فيقولون: لم يمت، و ينكرون حق الأئمة من بعده و يدعون الشيعة الي ضلالهم، وفي ذلك ابطال حقوقناو هدم دين الله. ياابن ابي يعفور، فالله و رسوله بريء و نحن منهم براء.»
هذه الرواية تستنكر صراحة العقيدة التي وردت في المصادر باسم الناووسيه.لنسب والأيام» يقول العلامة التستري، رحمة الله عليه: «هذا و ابو عبدالله محمدبن سلام الذي قال في الفهرست و النجاشي: «اخذ عن ابان هذا» لم اعرفه، و المعروف ابو عبيد قاسم بن سلام، و يأتي في محله محمدبن سلام، لكنه متأخر، فقال الحموي في ذاك: مات سنة 232 ه·· . فيشكل ان يأخذ عن هذا الذي من اصحاب الصادق (ع).» لاريب ان الشخص الذي عناه الشيخ و النجاشي هو محمدبن سلاّم الجُمَحي المتوفي سنة 232 او 231 ه·· . و هو صاحب كتاب «طبقات فحول الشعراء» المعروف و الذي طبع مؤخرا و قد صححه تصحيحا جيدا جدا محمود محمد شاكر. محمدبن سلام ينقل عن ابان بن عثمان الاحمر في اكثر من عشرة مواضع اخبارا و اشعارا، و علي هذا لايمكن قبول قول العلامة التستري. و فيما يتعلق بالعمر، فعلي الرغم من هذه المنقولات فاننا مضطرون الي ايجاد نوع من التوازن بين عمري الاستاذ و تلميذه الي الحد الذي يسمح لهما بحضور جلسات الدرس. و فيالوقت نفسه لم يكن ابان، طبعا، الصحابي الوحيد للامام الصادق (ع)، بل، خلافا لتصور العلامة التستريالذي كتب يقول انه لم ير رواية من الامام الكاظم (ع) منقولة عنه. و لكن سبق القول ان هناك خبرين نقلهما ابان عن الامام الكاظم (ع) مذكورين في كتاب «معاني اخبار». و علي هذا يمكن ان يكون حيا في سنة 170. أو بضع سنوات بعد ذلك. لابد من القول صراحة ان تتلمذ محمدبن سلام و ابي عبيدة معمر بن المثني علي يد ابان، علي الرغم من كونهما من الوجوه الادبية البارزة في القرنين الثاني و الثالث الهجري، لدليل علي علو مقام ابان العلمي يومذاك. و عليه يلزم القول انه لم يكن محدثا للاخبار الفقهية فحسب، بل كان ايضا عالما بارزا واديبا ذا نفوذ و مؤرخا عارفا باخبار العرب و أيامهم. نورد هنا اقتباسين مما نقله محمدبن سلام عن ابان بن عثمان: قال ابن سلام: اخبرني ابان بن عثمان البجلي، قال: مرّلبيد بالكوفة في بني فهد، فأتبعوه سؤولاً يسأله: من أشعر الناس؟ فقال: الملك الضّليل. فأعادوه اليه، فقال: ثم من؟ فقال: الغلام القتيل. و قال غير ابان، قال: ثم ابن العشرين ــ يعني طرفة‏ــ قال: ثم من؟ قال: الشيخ ابوعقيل ــ يعني نفسه. [قال ابن سلام اخبرني] ابان بن عثمان البجلي، قال: مرّ [الاخطل] بالكوفة في بني رؤاس، و مؤذنهم ينادي بالصلاة، فقال بعض شبانهم: أبا مالك، ألا تدخل فتصلي؟ فقال: اصلّي حيث تُدركني صلاتيوليس البر وسط بني رؤاس
المواضع التي وردت فيها المقتبسات من ابان بن عثمان في «طبقات فحول الشعراء» هي: 1/103 و 253 و 255 و 2/375 و 382 و 439 و 471 و 472 و 482 و 490 و 492 و 541. و قدر وردت هذه المنقولات في «الاغاني» و في مصادر اخري سنذ كرها في الهامش. يعرف لأبان كتابا غير هذا، ولكنه قال إن له كتابا آخر باسم «الأصل» في العبارات التالية: «و ما عرف من مصنفاته إلاّ كتابه الذي يجمع المبتدأ و المبعث و المغازي و الوفاة و السقيفة و الردة.» كان هذا الكتاب يشتمل في الأصل علي عدد من الفصول، يعد كل فصل منها كتابا، و لكنها جميعا كتاب واحد، كما قال عنه الشيخ. يعدد الشيخ طرقه للوصول الي الكتاب، ثم يضيف: «و هناك نسخة اخري أنقص منها رواه القميون». من المحتمل أن يكون هذا الكتاب تحت تصرف علي بن ابراهيم و نقل عنه في تفسيره. و لقد كان النجاشي عارفا بالكتاب ايضا، فهو يقول: «له كتاب حسن كبير يجمع المبتدأ و المغازي و الوفاة و الردة.» و يكرر ياقوت هذه العبارة نفسها بشأن الكتاب، من دون ان يذكر إن كان هو قد رآه أم لا. لسوف نري ــ علي قدر مالدينا من اطلاع ــ أن الشخص الوحيد الذي استعان بكتاب ابان وصرح بذلك، هو الشيخ الطبرسي. أما الآخرون الذين استفادوا من الكتاب فقد نقلوا الرواية عن طريق اساتذتهم واصلة الي ابان، من دون اشارة الي الكتاب نفسه. لتوضيح ذلك لابد من مقدمة قصيرة: ابتداءً لابد من الاشارة الي أنه بالاضافة الي السماع من الاساتذة، كان الرجوع الي الكتب المدونة مألوفا منذ القرن الاول الهجري. مع ذلك كانت اهمية السند في نقل الحديث و الأخبار، جعل الاستفادة من المدونات أمرا لايكون إلا بإجازة صاحب الرواية او حتي السماع و القراءة. في هذه الحالة عند ما كان تلميذ يحصل علي الاحاديث عن طريق السماع او القراءة، ما كان احد يروي عنه هذه الاحاديث إلا اذا كان يعرف استاذ الراوي و يطمئن اليه، اذ كان من اليسير جدا أن يقوم بعضهم بوضع الأحاديث. و مع ذلك فلم يكن وضع الأحاديث قليلاً، و لكن لم يكونوا يومذاك يعرفون طريقا آخر افضل لمنع وقوع الوضع. اذا أثار احد شكوكهم راحوا يفتشون عمن يمكن أن يكون قد نقل الحديث نفسه عن ذلك الشيخ، غير الناقل المشكوك فيه. كان هذا هو الاسلوب الوحيد لقبول الحديث منه. لقد أوردنا هذا التوضيح لنعرف سبب عدم الرجوع الي الكتب في القرون الأولي، و إنما كان يكتفي بذكر اسم الاستاذ. و فيما يتعلق بكتاب ابان، فان الذين ذكروا اسمه فقط من المتحمل جدا ان كتابه كان في متناول أيديهم ايضا.د (ع).» سبق القول إن فؤاد سزگين قد استند الي هذا الكلام في قوله إن لأبان بن عثمان بن عفان كتابا في السيرة اعتمده اليعقوبي فيما كتب. ان ابن الخليفة الثالث كان قد توفي فيمابين سنة95 و105 ه·· . لذلك فانه ما كان يمكن أن ينقل عن جعفر بن‏محمد الصادق (ع). و قد ارتكب هذا الخطأ عبد العزيز الدوري ايضا. ينقل اليعقوبي في تاريخه العديد من الروايات عن الامام الصادق (ع) ولكن لابد من القول انه في الفهرست المذكور صرح بأنه نقل من أبي البَختري عن الامام الصادق (ع) بعض الروايات، و عليه فليس كل مانقل في كتابه عن الامام الصادق (ع) مأخوذا من ابان. أما ماينقله اليعقوبي عن الامام الصادق (ع) من طريق أبان او ابيالبَختري فهي: 1. حديث عن مولد رسول الله (ص) في الثاني عشر من شهر رمضان (ج 2ص 7). 2. حديث عن ان الفاصلة بين زواج عبدالله من آمنه و ولادة الرسول (ص) كانت عشرة اشهر (ج 2ص9). 3.رواية بشأن جبريل و نزوله لأول مرة علي رسول الله (ص) في يوم الجمعة العشرين من شهر رمضان، و لذلك اتخذ المسلمون الجمعة عيدا (ج2ص22-23). 4. رواية عن ان معجزات كل نبي تتناسب مع شيوع حالة خاصة في زمانه، و ان معجزة القرآن كانت بسبب شيوع السجع و الخطابة... في زمان بعثة رسول الله (ص) (ج2ص35). 5. رواية عن نزول القرآن و انتظار رسول الله (ص) حتي نزول آية القتال و البدء بالحرب (ج2ص44). 6. رواية عن القاء جبريل كلمة عند مواراة الرسول (ص) التراب بحيث كان الحاضرون يسمعون الصوت دون ان يروا احدا (ج2ص114) هنا لك في تاريخ اليعقوبي روايات أخري تشبه مانقل عن ابان في المصادر الاخري شبها تاما. من ذلك خبر عن خديجة (ع) ينقله الشيخ المفيد في «الأمالي» ص 110 واليعقوبي اورده في (ج1ص35) بدون ذكر السند.ي نسخة من كتاب «رواه القميون»، كما ان الشيخ الصدوق ايضا ينقل أحاديث كثيرة في كتابيه «علل الشرايع» و «الامالي» عن أبان، بعضها يخص تاريخ الانبياء و بعضها يحض سيرة الرسول (ص). الامام ابوطالب يحيي‏بن الحسين‏بن هارون (340-421) من أئمة الزيدية في ديار الديلم و گيلان، ينقل في كتاب اماليه تحت عنوان «تيسير المطالب» اخبارا عن أبان في مواضع عدة، و اسنادها جميعا متشابهة حتي تصل الي أبان: «اخبرني ابي، قال: اخبرنا محمدبن الحسن‏بن الوليد، قال: حدثنا محمدبن الحسن الصفار، عن محمدبن الحسين بن ابي الخطاب، قال: حدثنا جعفربن بشير البجلي، عن أبان‏بن عثمان». هذا الاشتراك في الاسناد و النقل عن أبان قد يؤخذ علي انه نقل من كتاب أبان. و الشيخ المفيد الذي جاء اسمه كأول شخص في اول اشارة للشيخ الطوسي الي ابان، يورد نقولات عن أبان.332(رل··ي‏قرواــپ ن من المحتمل ايضا ان الطبرسي قد نقل من هذا الكتاب في «مجمع البيان» و لكن هنا اكتفي من السند بذكر المعصوم، لذلك ليس الأمر واضحا. كان كتاب «اعلام الوري» في متناول ابن شهرا شوب، فنقل منه عن كتاب أبان. من بين مقتبسات ابن شهراشوب من أبان هناك حديث واحد عن مولد رسول الله (ص) لم يذكر في «اعلام الوري»، ولكن في المواضع الاخري مصدره هو «اعلام الوري» علي الرغم من أنه لم يشر الي ذلك، و دليل ذلك هو إنه في الوقت الذي يقتبس مانقله الطبرسي عن أبان يقتبس قبل ذلك و بعده من ابن اسحاق او من غيره في «المناقب». الراوندي في «قصص الانبياء» يستند الي كتاب «اعلام الوري» فيما يتعلق بالمغازي، ولكنه لا يشير اليه و لا الي اسم أبان، إنما تشابه العبارات هو الذي ينبئ عن ذلك. و في فصل تاريخ الانبياء يتكرر اقتباسه من أبان.¨: «هو أبان بن ابي حازم البجلي الكوفي» و قد ورداسم هذا الشخص في «ميزان الاعتدال» (1/9) و «الضعفاء» للعقيلي (1/44) و «تهذيب الكمال» للمزي (2/14). ابن سعد (طبقات، 6/355) يقول: «توفي أبان في خلافة ابي جعفر بالكوفة». لقد ذكرنا هذه الايضاحات ليتبين لنا إن كان أبان بن عبدالله في السند الأول هو نفسه أبان بن عثمان. في وقت يكونان فيه متعاصرين، و اسماهما أبان، و لقبهما البجلي و كلاهما ينقلان هذا الحديث نفسه عن أبان‏بن تغلب! لابد من الاشارة هنا الي أن المزّي اعتبر أن ابان بن تغلب من مشايخ ابان بن عبدالله. و من المحتمل جدا أن يكون سنده في ذلك هو هذا الحديث. إننا نري أن أبان بن عبدالله في السند الاول خطأ، إنما المقصود هو ابان بن عثمان الاحمر. و لابد من ملاحظة أن هذا السند: ابان‏بن عثمان، عن ابان‏بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن عباس قد تكرر عشرات المرات.


علي كل حال، هذا الحديث كثير الورود في مصادر أهل السنة، حيث ذكر أن راويه هو أبان بن عثمان.


كتاب «المبتدأ» لأبان‏بن عثمان

الفصل الاول من كتاب ابان هو «كتاب المبتدأ» و هو اسم مأخوذ من «البدء و البديء: الاول» و يقصد به اخبار الاولين القدامي، و مصداقه الخاص هو اخبار انبياء الله منذ آدم (ع)، إذ كان المؤرخون المسلمون يبدأون بتاريخ الانسان من ذلك الزمان، بتأثير من التدوين التاريخي في التورات و القرآن. ابن اسحاق ايضا كتب في بداية كتابه في السيرة فصلا باسم «المبتدأ» و الذي حذفه بعد ذلك ابن هشام، و مازلنا نلاحظ وجود أمثال هذا الفصل في كتب التاريخ العامة. مثل تاريخ اليعقوبي و تاريخ الطبري. في هذه الفصول تورد عادة أخبار عن أهل الكتاب و هي فصول تكثر فيها الا سرائيليات من أقوال اليهود او من المصادر اليهودية. يذكرابن النديم عددا من الكتب بهذا العنوان. كما قلنا من قبل، الفصل الاول من كتاب أبان يسمي «المبتدأ». و عنوان الكتاب قد يشمل كتابا مستقلا او فصلا من كتاب، بمثلما كانت الابواب الفقهية في كتاب تعنون تحت عنوان كتاب متميز. و قد اعد أبان هذا الفصل بذكر روايات عن الأئمة (ع) و من مصادر اخري، لذلك لا يمكن الوثوق بجميع ما اورده فيه. فيما يلي نورد فهرستا بالاخبار المنقولة عن ابان في مختلف المصادر. لابد من القول إن من المصادر التالية التي كانت اكثر استنادا علي كتاب أبان هما كتابا الراوندي «علل الشرايع» و «قصص الانبياء». و كثيرا ما يمكن أن تكون ارجاعات الهوامش مقتبسة الواحد من الآخر، و هذا يصدق اكثر علي «البحار» الذي يكاد يكون قد اورد جميع نقولات قصص الانبياء، لذلك فقد تغاضينا عن ذكر مواضع القصص نفسها. المواضع التي اقتبس فيها من كتاب «المبتدأ» لأبان في المصادر التالية فيما يخص الانبياء، كما يلي: تفسير العياشي: ج 1 ص 365 و ج 2 ص 183. تفسير القمي: في الصفحات 37 و 304 و 469 و 568 (الطبعة الحجرية). الاختصاص: ص265. مجمع البيان: ج 1ص 204. علل الشرايع: في الصفحات. 13 و 28 و 35 و 36 و 38 و 66 و 69 و 72 و 74 و 398 و 418 و 546 و 551 و 562 و 578 و 584. معاني الاخبار: ص 269. امالي الصدوق: ص 170. كمال الدين: ج 1ص 147. فضائل الاشهر الثلاث ]![ : ص 22. الخصال: ج 1ص 50و502. ثواب الاعمال: ص 77. بحارالانوار: ج 11 في الصفحات 87 و 100 و 103 و 175 و 178 و 179 و 181 و 210 و 266 و 291 و 293 و 317 و 318 و 323 و 324 و 331 و 337 و 385. ج 12 فيالصفحات 4-7 و 13 و 38 و 39 و 44 و 77 و 79 و 85 و 104 و 111 و 115 و 117 و 128 و 130 و 160 و 161 و 256 و 261 و 303 و 307 و 341. ج 13 فيالصفحات 10 و 38 و 42 و 120-123 و 136 و 176 و 178 و 242 و 243 و 265. ج 14 فيالصفحات 38 و 39 و 110 و 115 و 137 و 139 و 180 و 192 و 201 و 214 و 219 و 251 و 252 و 270 و 371 و 427 و 445 و 448.. ولكنه مع ذلك لجأ الي الطرق العادية احيانا في نقل الحديث لإ كمال كتابه. فمثلا ينقل في بعض الاحيان عن أبان‏بن تغلب عن عكرمة عن عبدالله‏بن عباس، و احيانا اخر ينقل الحديث مرسلاً بحيث انه لم يذكر اسم الامام المعصوم، فمن المحتمل في هذه المواضع انه نقل رواية عن غير الأئمة المعصومين. بالنظر لأن جوانب كبيرة من السيرة قد اوردها الطبرسي في «اعلام الوري» بدون ايراد اسنادها، لذلك لايمكن دراسة اسناد أبان في هذا الكتاب دراسة مسهبة. و لكن في الوقت نفسه مما بقي في ايدينا منه و من الثقاة الذين يقتبس منهم، مثل زرارة، و ابي بصير، و محمدبن مسلم، و أبان‏بن تغلب و غيرهم، يمكن الوثوق بدقة كتابه. و بما أن جميع كتب السيرة المستقلة التي كتبها الشيعة قد تلفت، مع الاسف، فترميم سيرة أبان يعتبر خطوة علي طريق معرفة وجهات نظر الشيعة فيما يتعلق بسيرة الرسول (ص). هناك، في الحقيقة، مقادير مهمة من اخبار السيرة في تفسير علي‏بن ابراهيم القمي و كذلك في تفسير ابي الجارود عن الامام الباقر (ع) و رواية مستقلة اخري، و لكنها جميعا ليست لها قيمة سيرة كاملة منظمة و دقيقة. لابد أن نضيف أن عملية ترميم الكتاب قد انجزت و هو جاهز للنشر. إليكم فهرستا عن مواضيع كتاب المغازي لأبان، و نشير الي أن كل عنوان يمكن أن يحتوي علي خبر قصير او طويل: * مكة قبل الاسلام: الكافي، ج 4 ص 210. * ميلاد رسول الله (ص): الكافي، ج 8ص 300- أمالي الصدوق، ص 234- مناقب‏ابن شهرآشوب، ج 1 ص 53 و 57. * بداية النبوة: أمالي‏ابن الشيخ، ص 28- تيسير المطالب، ص6. * المعراج: البحار: ج 17ص 336 عن امالي الصدوق‏ــ الكافي: ج 8 ص 262 و 276ـ تفسير القمي، ص 111. * رسول الله و المشركون: تفسير العياشي،ج 2 ص 252- روضة الكافي،ص103. * رسول الله و خديجة: أمالي الشيخ المفيد، ص 110. * رسول الله و دعوة القبائل: دلائل النبوة لابي نعيم، ص282- 288. دلائل النبوة للبيهقي، ج 2ص 422. * اختيار النقباء: الخصال، ج 1 ص 89 و 90. * غزوة بدر: تفسير القمي، ص 235 و 236- الكافي، ج 8 ص 111- سعد السعود، ص 102- 104. * بنو النضير: تفسير القمي، ص 671- 673 (الطبعة الحجرية). * غزوة احد: الكافي، ج 8 ص 110- الخصال، ج 2 ص15- علل الشرايع، ج 1 ص 7- معاني الاخبار، ص 40- اعلام الوري، ج 1 ص 177- 183- المناقب، ج 1 ص 192-193. * حمراء الأسد: اعلام الوري، ج 1 ص 83- 185. * غزوة الاحزاب: الكافي، ج 8 ص216و277- تفسير القمي ج 2 ص 186- اعلام الوري، ج 1 ص 193-196. * وفاة الرسول (ص): الكافي، ج 1 ص 236- علل الشرايع، ص 66، أمالي المفيد، ص 212. * بنو هاشم و المعارضون: اعلام الوري، ج 1 ص 271 و272- الكافي، ج 8 ص 295- 297. * غسل رسول الله (ص): اعلام الوري، ج 1 ص 270- كامل الزيارات، ص 13- تهذيب الاحكام، ج 1 ص 461. * اخلاق رسول الله (ص): الكافي، ج 6 ص 270 و 548- كتاب الزهد، ص 44 و 49- الاختصاص، ص 299- معانيالاخبار، ص 119- أمالي الصدوق، ص377- الكافي، ج 8 ص 332- علل الشرايع، ص 35- الكافي، ج 2 ص 632- الخصال، ج 2 ص6و87. * بنو قريظة: البحار، ج 15 ص 206 عن كمال الدين. * حديث الافك: الجمل، ص 426. * صلح الحديبية: الثاقب في المناقب، ص43- اعلام الوري، ج 1 ص206. * خيبر: اعلام الوري، ج 1 ص208- 210- تيسير المطالب، ص29. * مؤتة: اعلام الوري، ج 1 ص212و213- المناقب، ج 1 ص 257- تيسير المطالب، ص31. * فتح مكة: المناقب، ج 1 ص206ـ اعلام الوري، ج 1 ص 218- الكافي، ج 5 ص33و527. * السرايا بعد فتح مكة: اعلام الوري، ج 1 ص225- 228- علل الشرايع، ص473. * غزوة حنين: الكافي، ج 8 ص376. * المنافقون في تبوك: اعلام الوري، ج 1 ص246. * المباهلة: اعلام الوري، ج 1 ص256. * حجة الوداع: اعلام الوري، ج 1 ص260و261. * ابوذر و رسول الله (ص): الكافي، ج 8 ص128. * بنوضبة: الكافي، ج 7 ص245. * نزول سورة و العاديات في حق علي (ع): تأويل الآيات الظاهرة، ص811. * الخطبة الشقشقية: معاني الاخبار، ص361و 362. ع . مقدمه‏اي بر تاريخ تدوين حديث، ص 5-11.


اول كتاب في تاريخ الاسلام كان كتاب سليم بن قيس المعاصرللحَجّاج.


إن التحديدات التي كانت مفروضة علي الشيعة حملهم علي السعي للمحافظة علي معتقداتهم، و قلما كانوا يعنون بالبحث عمّا لدي الآخرين. كانت العناية بالاخبار الشيعية محفوفة بالمخاطر. و قد جلد ابو عبدالله احمدبن محمد مئة جلدة بأمر من المتوكل لعدم احترامه بعض افراد السلف. و كان قد ألف عددا من كتب التاريخ.


و من الادلة الاخري علي عدم الاهتمام النسبي هو أن حركة المسلمين التاريخية التي كانت تدور عموما حول أحداث الخلافة، كانت مرفوضة في نظر الشيعة، لذلك لم تكن تحظي باهتمامهم. إلا أن هذا لا يعني أن مساهمة الشيعة في تدوين الآثار العلمية كانت قليلة، بل بالعكس، إذ بالمقارنة مع غيرهم، مع اخذ النسبة العددية و الامكانات بنظر الاعتبار، يتبين أن للشيعة علي هذا الصعيد سابقة جديرة بالثناء. إن المساعي العلمية للشيعة و لمؤيديهم قد بلغت مبلغا حملت احمدبن يونس علي أن يقول: «جميع اصحاب المغازي كانت لهم ميول شيعية» مثل ابن اسحاق و ابن معشر يحيي‏بن سعيد الاموي و غيرهما. و حتي الطبري قداتهم بالتشيع، او انه، كما سبق أن قلنا، حصلت له مؤخرا ميول شيعية. كذلك اتهم ابن الاعثم بالتشيع. و اذا ما تجاوزنا المتهمين بالتشيع، فهناك مؤرخون من الشيعة فعلا، مثل اليعقوبي، و هو من المؤرخين المبرزين الشيعة الامامية. و المسعودي، صاحب كتاب، «مروج الذهب»، من الشيعة الزيدية، في الأقل. و نصربن مزاحم المنقري، صاحب كتاب «وقعة صفين» يعد من الشيعة، و يعد كتابه من الكتب التاريخية القيمة التي و صلتنا. و هناك آخرون مثل: ابياحمد عبدالعزيز بن يحيي الجلودي، من الشعية الامامية و من المؤرخين، و قد عدد ابن النديم بعض كتبه.


احمدبن عبدالله الثقفي من الشيعة الذين ذكرهم الخطيب و اعتبره مؤلف «مقاتل الطالبيين»، و قد اورد ابن النديم بعضا من مصنفاته.


محمدبن زكريا بن دينار الغلابي، من المؤرخين الشيعة، و قد اشار النجاشي الي كتبه عن مقاتل الطالبيين، و له كتاب في فاطمة الزهراء (ع). و قداورد ابن‏النديم اسماء بعض من كتبه. ابراهيم بن‏محمد الثقفي، من مشاهيرا المؤرخين الشيعة. كان في البداية زيدي المذهب، ثم انتمي بعد ذلك الي مذهب الشيعة الامامية. له مصنفات في المغازي، و السقيفة، و الشوري، و مقتل عثمان، ومقتل علي (ع)، و مقتل الحسين (ع) و في مواضيع اخري، لم يبق منها سوي كتابه القيم «الغارات».


جابربن يزيد الجعفي (م 128،129) من المحدثين و المؤلفين الشيعة. له عدد من الكتب في المقاتل نقل منها كل من الطبري و نصربن مزاحم. و قد ذكره النجاشي و ذكر كتبه.


اصبغ بن نباته، من اصحاب الامام علي(ع) و توفي في اوائل القرن الثاني. كان يحفظ للامام اكثر من سبعين خطبة، و من رواة عهد الامام الي مالك الاشتر. له كتاب في مقتل الامام الحسين (ع). يحيي بن الحسن العبيدلي (م 277) من مؤرخي الشيعة و له كتاب بعنوان «اخبار المدينة» و آخر بعنوان «نسب آل ابي طالب» و قد اقتبس منه ابو الفرج الاصفهاني في كتابه عن مقاتل الطالبيين، كمااستعان به صاحب كتاب «بحر الانساب»، و قد ذكره النجاشي ايضا.


هذه اسماء بعض المؤرخين الشيعة. و ثمة اسماء اكثر في رجال النجاشي و الشيخ الطوسي و كذلك في فهرست منتجب الدين. من الرواة الشيعة الذين تجب الاشارة اليهم ابو مخنف و هشام بن محمد الكلبي، و قد كانا من المؤرخين بمعني الكلمة. و قداورد النجاشي شرح حالهما فيرجاله.


إن عناوين بعض المؤلفات الشيعية التاريخية تدل علي أن هؤلاء كانوا يولون اهتماماً خاصاً بالسيرة النبوية والحوادث المهمة فيصدرالاسلام.


من ذلك، مثلا، كتاب «اسماءآلات رسول‏الله و اسماء سلاحه» و كتاب «وفاة النبي(ص)» لعلي ابن‏الحسن بن‏علي بن فضال.


و بعض عناوين مصنفات عبدالعزيز الجلودي الأزدي ـ من علماء الشيعة‏المعروفين فيالبصرة و من اصحاب الام الجواد (ع) ـ مثل كتاب «الجمل» و كتاب «صفين» و كتاب «الحكمين» و كتاب «الغارات» و كتاب «الخوارج» و كتاب «نسب‏النبي (ص)» و كتاب «ذكر علي(ع) في حروب النبي (ص)» و كتاب «مآل الشيعة بعد علي (ع)» و كتاب «اخبار التوابين و عين‏الوردة»، و كتاب «اخبار المختار» و «اخبار علي بن‏الحسين (ع)» و «اخبار ابيجعفر محمدبن علي (ع)» و «اخبار عمربن عبدالعزيز» و «اخبار من عشق من‏الشعراء» و «اخبار قريش و الاصنام» و كتاب «طبقات العرب و الشعراء» و كتاب «خطب‏النبي(ص)» و كتاب «خطب عثمان» و كتاب «كتب‏النبي (ص)» و كتاب «رسائل عمر» و كتاب «اخبار الوفود علي النبي (ص) و ابيبكر و عمر» و كتاب «رايات الأزد» و كتاب «مناظرات علي‏بن موسي‏الرضا (ع)».


احمدبن اسماعيل بن عبدالله البجلي من اهل قم، له مصنفات تاريخية، منها كتاب «العباسي» الذي يقول عنه النجاشي: «و هو كتاب عظيم نحو من عشرة آلاف ورقة من اخبار الخلفاء و الدولة العباسية، رأيت منه اخبار الأمين».


و من بعض مؤلفات المحدث الشيعي احمدبن محمد بن خالدالبرقي كتاب «الشعر والشعراء» و كتاب «البلدان و المساحة» و كتاب «التاريخ» و كتاب «الانساب» و كتاب «المغازي». و من امثال هذه‏الكتب كثيروردها فيفهرست الشيخ و رجال النجاشي.


إن أبان بن عثمان هو نفسه شاهد قائم علي قوة تدوين التاريخ بين‏المحدثين الشيعة، فقد كان متبحراً ايضاً فيالنسب والشعر و هما من لوازم العالم المؤرخ. و قد سبق‏القول إن محمدبن سلام الجمحي و ابا عبيد معمربن المثني كانا من تلامذته فيهذا الباب، و الجميع يعلمون مدي علو كعب هذين فيالشعر و الادب.


يمكن القول إن اسلوب تدوين التاريخ عندالشيعة قد ناله الاهمال بمرور الزمن، و لم يعن به إلا فيالمباحث الكلامية. و من بين علماء الشيعة فيالقرنين الرابع و الخامس لابد من الاشارة الي الشيخ المفيد (م 413) بصفته مؤلف كتابين قيمين هما «الجمل» و هو دراسة كلامية ـ تاريخية يستند الي مصادر موثوق بها عن حرب‏الجمل، و الآخر هو كتاب «الارشاد» و هو شرح حياة‏الامام علي (ع) و أئمة‏الشيعة الآ خرين، و هو بحث تاريخي ـ كلامي. و الكتب الاخري التي كتبت فياحوال الأئمة (ع) مثل «اعلام الوري» و «كشف‏الغمة» جاءت بعده.





























/ 1