شهادة فی محراب العبادة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شهادة فی محراب العبادة - نسخه متنی

سامی الغریری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




الشهادة في محراب العبادة


من دلائل النبوة



عن أنس بن مالك، قال: مرض عليّ عليه السلام فدخلت عليه وعنده أبو بكر وعمر وعثمان فجلست عنده معهم، فجاء النبيّ صلى الله عليه وآله فنظر في وجهه فقال أبو بكر وعمر: قد تخوّفنا عليه يا رسول اللَّه، فقال صلى الله عليه وآله: لا بأس عليه ولن يموت الآن ولا يموت حتّى يملأ غيظاً ولن يموت إلّا مقتولاً


[
روى السيوطي في الخصائص الكبرى: 210/2 الحديث بهذا اللّفظ: قال أنس: دخلت مع النّبيّ صلى الله عليه وآله على عليّ وهو مريض. وعنده أبو بكر وعمر، فقال أحدهما لصاحبه: ما أراه إلّا هالكاً، فقال النبيّ صلى الله عليه وآله: إنه لن يموت إلّا مقتولاً، ولن يموت حتّى يملأ غيظاً. وفي تأريخ دمشق: 266/3 ح 1343 و 1344 قريب من هذا ولكن فيه فدخل عليه النبيّ صلى الله عليه وآله بدل دخلت عليه و تحوّلتُ عن مجلسي بدل فجلست عنده معهم و فجلس النبيّ صلى الله عليه وآله بدل فجاء ولم يشر إلى قول أبي بكر وعمر بل قال الحديث بلفظ: إنّ هذا لايموت حتّى... وفي ح 1344 ذكر قول أبي بكر و عمر: يا نبيّ اللَّه، لانراه إلّا لما به فقال صلى الله عليه وآله: لن يموت هذا الآن، ولن يموت إلّا مقتولاً.]



وعن فضالة الأنصاري


[
هو مولى النبيّ صلى الله عليه وآله نزل الشّام بعد ذلك كما جاء في المعارف: 148 وقتل أبو فضاله مع عليّ يوم صفين كما جاء في تأريخ دمشق: 283/3 ح 1372.]

قال: خرجت مع أبي إلى يَنْبُع عائدين لعليّ بن أبي طالب وكان مريضاً بها قد نُقل إليها من المدينة، فقال له: مايقيمك بهذا المنزل؟ ولو هلكت به لم يدفنك إلّا أعراب جهينة، وكان أبو فضالة من أهل بدر


[
تأريخ دمشق: 284/3 ح 1374، الاستيعاب: 681/2، مسند أحمد: 102/1، الرّياض النّضرة: 223/2، ومسند أبي داود: 23/1، بحار الأنوار: 195/42.]

، فقال له عليّ: لستُ بميّتٍ من وجعي هذا وذلك أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله عهد إليَّ أن لا أموت حتّى اُؤمر وتخضب هذه من دم هذا - وأشار إلى لحيته ورأسه - قضاءً مقضياً وعهداً معهوداً منه إليَّ


[
هذا الحديث ورد بألفاظ متعدّدة وبطرق أيضاً متعدّدة عن أبي فضالة وغيره كماجاء في البداية والنهاية: 218/6، و: 358/7، ورواه الطبراني، وقال الهيثمي: إسناده حسن كما جاء في الزوائد: 137/9، والحاكم في المستدرك وصحيحه: 113/3 و 143، ورواه الفتح الربّاني: 163/23، وكنز العمّال: 297/11، وذخائر العقبى: 115، والصواعق المحرقة: 121 ب 9 فصل 2. وفي المناقب لابن شهر آشوب: 111/3 الرواية عن عمّار أيضاً بلفظ: أتعلم من أشقى الناس؟ أشقى الناس اثنان: أُحيمر ثمود الذي عقر الناقة، وأشقاها الّذي يخضب هذه ووضع يده على لحيته. والمناقب لابن المغازلي: 8 ح5، ينابيع المودّة: 396/2 ط اُسوة، تأريخ دمشق: 278/3 ح 1364 و 1365 نفس الحديث مع اختلاف يسير في اللفظ وكذلك في فرائد السمطين: 327/390/1.]



وقال أبو المؤيد الخوارزمي في كتابه المناقب يرفعه بسنده إلى أبي الأسود الدؤلي أنه عاد عليّاً في شكوى اشتكاها. قال: فقلت له: قد تخوّفنا عليك يا أمير المؤمنين في شكواك هذه، فقال: لكنّي واللَّه ما تخوّفت على نفسي لأني سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يقول: إنّك ستُضرب ضربةً هاهنا - وأشار إلى رأسه - فيسيل دمها حتّى تخضب لحيتك، يكون صاحبها أشقاها كما كان عاقر النّاقة أشقى ثمود


[
المصادر السابقة بألفاظ مختلفة وبطرق عديدة فانظر المناقب للخوارزمي: 380 ح 400، مسند أحمد: 263/4، الحاكم في المستدرك: 140/3، ابن كثير في تاريخه: 247/3، الطبري في تاريخه: 261/2، السيرة لابن هشام: 236/2، مجمع الزوائد: 136/9، عمدة القارى للعيني: 630/7، طبقات ابن سعد: 509، عيون الأثر لابن سيّد الناس: 226/1، الإمتاع للمقريزي: 55، السيرة الحلبية: 142/2، تأريخ الخميس: 364/2، الغدير: 336/6.


فروى أحمد وقال الهيثمي: رواه أحمد والبزار ورجاله ثقات أنه صلى الله عليه وآله قال لعليّ: ألا أُحدثك بأشقى الناس رجلين: أُحيمر ثمود الّذي عقر الناقة، والّذي يضربك يا عليّ على هذه "يعنى رأسه" حتّى تبتل منه هذه "يعنى لحيته" وقال صلى الله عليه وآله له: إنّ الاُمّة ستغدر بك بعدي... وإنّ هذه ستخضب من هذا "يعنى لحيته من رأسه". وعن أبي سنان أنه عاد عليّاً في شكوى اشتكاها فقال لعليّ: لقد تخوّفنا عليك في شكواك هذه. فقال: ما تخوّفتُ على نفسي، عهد إليَّ أن لا أموت حتّى تخضب هذه من هذه. رواه الطبراني وقال الهيثمي اسناده حسَن: 137/9، والحاكم صحّحه: 113/3، وفرائد السمطين: 387/1 حديث 320.


وروي أنّ رجلاً من الخوارج يقال له الجعد بن بعجة قال لعليّ: اتق اللَّه - ياعليّ - فإنّك ميّت، فقال: بل مقتول، ضربة على هذا تخضب هذه، عهد معهود وقضاء مقضي وقد خاب من افترى. انظر المصادر السّابقة.


وعن عليّ عليه السلام مرفوعاً: - ياعليّ - أتدري من أشقى الأولين؟ قلت: اللَّه ورسوله أعلم، قال: عاقر الناقة، قال: أتدري من أشقى الآخرين؟ قلت: اللَّه ورسوله أعلم، قال: الّذي يضربك على هذه - وأشار إلى رأسه - فتبتلّ منها هذه - وأخذ بلحيته -. أخرجه أحمد في المناقب، وابن الضحّاك كما جاء في ذخائر العقبى: 115، وينابيع المودّة: 199/2 ط اُسوة. وجاء في الصواعق: قال أبو الأسود: فما رأيت كاليوم قط محارباً يخبر بذا عن نفسه. وفي الينابيع: فما رأيتُ أحداً قطّ يُخبرُ عن قتل نفسه غير عليٍّ. وانظر تأريخ دمشق: 273/3 ح 1354.]



قيل: وسئل عليّ؛ وهو على المنبر في الكوفة؛ عن قوله تعالى: }مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوامَا عَهَدُوااللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَ مِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَ مَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً{


[
الأحزاب: 23.]

فقال: اللّهمّ غفراً، هذه الآية نزلت فيَّ وفي عمّي حمزة وفي ابن عمّي عبيدة بن الحارث بن عبدالمطّلب، فأمّا عبيدة بن الحارث فإنّه قضى نحبه شهيداً يوم بدر، وأمّا عمّي حمزة فإنّه قضى نحبه شهيداً يوم أُحد، وأمّا أنا فأنتظر أشقى الاُمّة


[
في نسخة: أشقاها.]

يخضب هذه من هذا - وأشار بيده إلى لحيته ورأسه وقال: - عهدٌ عهده إليَّ حبيبي أبو القاسم صلى الله عليه وآله


[
انظر الصواعق المحرقة: 134 ب 9 فصل 5 في وفاته وص 207 ط دار الكتب العلمية بيروت وص80 ط القاهرة، المناقب للخوارزمي: 279 و197 ح 270 ط الحيدرية، شواهد التنزيل: 2/2 ح 627 و628، ونفس اللفظ ورد في سمط النجوم: 469/2، الغدير: 51/2 ط بيروت، الفضائل الخمسة: 287/2 عن الصواعق: 80 ط الميمنية، و: 132 ط المحمدية بمصر، نور الأبصار: 97، كشف اليقين: 371.


وانظر تعليق الشيخ المظفر في دلائل الصدق: 250/2، المسترشد في الإمامة: 647 وفيه ولم يقل كلّ مؤمن، بل كانت البيعة على الموت وعلى أن لايفرّوا ، كفاية الطّالب: 249 ط الحيدرية و: 122 ط الغري، ينابيع المودّة: 96 ط اسلامبول و: 110 ط الحيدرية، و: 285/1، و: 421/2 ط اُسوة، تذكرة الخواصّ: 17، تفسير الخازن: 203/5، معالم التّنزيل بهامش تفسير الخازن: 203/5، إحقاق الحقّ: 363/3.]



الموامرة



اجتمع قومٌ من غُلاة الخوارج، وتذاكروا القتلى من رفاقهم وذويهم، وكانوا بالساحة القريبة من بيت اللَّه، وعندما دلفوا من بين مصراعي الباب، متفرقين، واحداً بعد الآخر، أووا إلى بقعة نائية من المكان، عمياء خرساء، لا تشي بهم، فلا تطلع عليهم فيها عين، ولا تسمع منهم أذن، ولا ينقل عنهم لسان...وجلسوا يتسارون...وظلوا ساعة، بخلوتهم تلك، في حديث موصول، يلم بالنفس مختلف النبرات. وأخيراً التفت أحدهم إلى رفيقه، وقال: لو أننا شرينا أنفسنا للَّه عزوجل، فأتينا أئمة الضلال، وطلبنا غرتهم، وأرحنا منهم البلاد والعباد، وثأرنا لإخواننا الشهداء بالنهروان...


[
راجع أنساب السمعاني: 143/6، اللُباب لابن الأثير: 42/2، تهذيب التهذيب: 526/9، ذكرت هذه الواقعة مقطّعة في بعض الكتب التاريخية وأهل السِير، ونحن نشير هنا إلى المصادر كتأريخ الطبري: 143/5، مقاتل الطالبيين: 29 و47، طبقات ابن سعد: 35/3، أنساب الأشراف: 489/2 و499 و524، مروج الذهب: 411/2، الإمامة والسياسة: 159/1، الكامل في التاريخ: 389/3، مناقب الخوارزمي: 410 - 380، مناقب ابن شهرآشوب: 311/3، بحار الأنوار للمجلسي: 228/42، تأريخ ابن عساكر: 367/3 ح 1424 وأضاف قول الإمام عليّ عليه السلام عند ما ضربه ابن ملجِم فُزْتُ وربِّ الكعبةِ ، وذكرذلك البلاذري في الأنساب: 488/1 و490، تأريخ دمشق: 97/38، و: 303/3 ح 1402 وما بعدها، كنز العمّال: 697/13، الفتح الربّاني: 163/23، والحاكم في المستدرك: 144/3، ذخائر العقبى: 110 فضائل عليّ عليه السلام، الصواعق المحرقة: 133 باب 9 فصل 5 مع تقديم وتأخير بما يناسب السياق ويحفظ استرسال المعنى واللّفظ. وانظر الفتوح لابن أعثم: 276/2، أعيان الشيعة: 530/1 الاستيعاب: 59/3 بإضافة ... لا يفوتنكم الكلب أُسد الغابة: 38/4، ينابيع المودّة: 164، أرجح المطالب: 651، إحقاق الحقّ: 795/8.]

فتأمَّلَ قولَهُ الآخران. فأجمعوا رأيهم على أنّ وِزْرَ هذه الدماء إنّما يقع على ثلاثة هم أئمة الضلال كما يسمّونهم، ويعنون بهم: الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام، ومعاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص.


فقال عبد الرحمن بن ملجِم لعنه اللَّه، لصاحبيه:


[
هو عبدالرحمن بن عمرو بن ملجِم بن المكشوح بن نفر بن كلدة من حمير... وعداده في مراد هو حليف بني جبلة من كندة ويقال: إن مراداً أخواله. انظر أنساب الأشراف: 488/1 و489، والإمامة والسياسة: 179/1، وفي المناقب لابن شهرآشوب: 309/3 ذكر أنّ اسمه عبدالرحمن بن ملجم التجوبي - قبيله من حمير... قال ابن عباس: كان من ولد قدار عاقر ناقة صالح، وقصّتها واحدة لأنّ قدار عشق امرأة يقال لها رباب، كما عشق ابن ملجم قطاماً.]

أنا أكفيكم أمر عليّ بن أبي طالب .


وقال البُرَك:


[
هو الحجّاج بن عبيداللَّه الصريمي صريم مقاعس بن جكذاج بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، وفي الأخبار الطوال: 214 النزال بن عامر.]

أنا أكفيكم أمر معاوية .


وقال عمرو بن بكر:


[
هو داذويه مولى بني حارثة بن كعب بن العنبر كما ذكره البلاذري في أنساب الأشراف: 187/2. أمّا ابن قتيبة في الإمامة والسياسة: 179/1، فقد ذكره باسم: أذويه، وفي المروج والكامل للمبرّد باسم: زادويه، وفي الأخبار الطوال: عبداللَّه بن مالك الصيداوي.]

أنا أكفيكم عمرو بن العاص .


فتعاهدوا وتعاقدوا وتواثقوا باللَّه على ذلك أن لا ينكص واحد منهم عن صاحبه الّذي تكفّل به حتّى يقتله أو يموت دونه، فأخذوا أسيافهم فشحذوها ثمّ أسقوها السمّ، وتوجّه كلّ واحدٍ منهم إلى جهة صاحبه الّذي تكفّل به، وتواعدوا على أن يكون وثوبهم عليهم في ليلة واحدة، وتوافقوا على أن تكون هذه اللّيلة هي اللّيلة الّتي يسفر صاحبها عن ليلة تسع عشرة من شهر رمضان المعظّم، وقيل: هي اللّيلة الحادية والعشرون منه.


دخل ابن ملجم الكوفة، كان قد وفد، فيمن وفدوا على أمير المؤمنين، ليأخذ عطاءه...فما امتدت يده حتى أمعن الإمام فيها النّظر بلحظ خاطف ثاقب الشّعاع، صوب سنه بعد هنيهة إلى وجهه، وقال في هدوء: ما يحبس أشقاها؟... .


فهذا الحميري، هو طالب العطاء، وهو ذلك الأشقى الّذي أعلم الرسول صلى الله عليه وآله علياًعليه السلام نبأه، وقرنه بالشقاوة، عاقر ناقة ثمود.


فمرّ في بعض الأيّام بدارٍ من دور الكوفة فيها عرس، فخرج منها نسوة فرأى فيهنّ امرأة جميلة فائقة في حسنها يقال لها قَطام بنت الأصبغ التميمي


[
وذكر الشيخ المفيد في الإرشاد: 18/1 قطام بنت الأخضر التيمية، وذكر الطبري في تاريخه: 110/4 قطام ابنة الشجنة كما في بعض نُسخ الكتاب، وكان أمير المؤمنين عليه السلام قتل أباها وأخاها بالنهران، وانظر الطبقات: 3 ق23/1، و: 83/6 ط اُخرى وقد قتل أباها وأخاها يوم النهر، وذكر صاحب أنساب الأشراف: 487/1 قطام بنت علقمة لكن الشيخ المحمودي ذكر في الهامش رقم 1: وفي النسخة: هنا حطام ويظهر أنّ البلاذري ذكرها باسم حطام وليس قطام ويظهر أيضاً منه قول البلاذري في المتن أنّه - أي عبدالرحمن بن ملجم - تزوج قطام وأقام عندها ثلاث ليال، فقالت له في اللّيلة الثالثة: لشدّ ما أحببت لزوم أهلك وبيتك وأضربت عن الأمر الّذي قدمت له! فقال: إنّ لي وقتاً واعدت عليه أصحابي ولن أُجاوزه... وذكر البلاذري في: 491/2 قطام بنت شجنة، لكنه يذكر بعد: كان عليّ قتل أباها شجنة بن عدي وأخاها الأخضر بن شجنة، والظاهر أنّه خطأ إمّا من النسّاخ أو خطأ مطبعي. وفي الكامل للمبرّد: 1116/3 قطام بنت علقمة، وفي ابن أبي الحديد: 170/2 قطام بنت سخينة بن عوف بن تيم اللات، وفي الفتوح: 134/4 قطام بنت الأصبغ التميمي، أمّا في الأخبار الطوال: 214 قال: خطب إلى قطام ابنتها الرباب.


والخلاصة: أنه اختلف في اسمها بين المؤرّخين كما يلي: قطام بنت الأصبغ التميمي، قطام بنت الأخضر التّيمية، قطام ابنة الشّجنة، قطام بنت علقمة، حطام، قطام بنت شبحنة، قطام بنت سخينة بن عوف بن تيم اللات، قطام بنت الأصبغ التميمي.]

فنظر اليها لعنها اللَّه فهواها ووقعت في قلبه محبّتها، فقال لها: يا جارية أيم أنتِ أم ذات بعل؟ فقالت: بل أيم. فقال لها: هل لك في زوج لا تذمّ خلايقه؟ فقالت: نعم، ولكن لي أولياء اُشاورهم. فتبعها فدخلت داراً ثمّ خرجت إليه فقالت: يا هذا إنّ أوليائي أبوا أن يزوّجوني إلّا على ثلاثة آلاف درهم وعبدٍ وقينةٍ، قال: لكِ ذلك، قالت: وشريطة اُخرى؟ قال: وما هي؟ قالت: قَتلُ عليّ بن أبي طالب فإنّه قتل أبي وأخي


[
انظر المصادر السّابقة ومروج الذّهب: 457/2.]

يوم النهروان، قال: ويحك!


فترقق لها وقال: ومنْ يقدر على قتل عليّ؟ وهو فارس الفرسان وواحد الشجعان؟


فقالت: لا تكثر، فذلك أحبّ إلينا من المال، إن كنتَ تفعل ذلك وتقدر عليه وإلّا فاذهب إلى سبيلك؟


فقال لها: أمّا قتل عليّ بن أبي طالب فلا، ولكن إن رضيتي ضربتُه بسيفي ضربةً واحدةً وانظري ماذا يكون؟


قالت: رضيتُ ولكن ألتمس غرّته لضربتك، فإن أصبته انتفعت بنفسك وبي، وإن هلكت فما عنداللَّه خيرٌ وأبقى من الدنيا وزينة أهلها، عندئذ ارتد طرفه إلى ماضيه الموسوم...


وقال لها: واللَّه ما جاء بي إلى هذا المصر إلّا قتل عليّ بن أبي طالب،


قالت: فإذا كان الأمر على ما ذكرت دعني أطلب لك من يشدّ ظهرك ويساندك، فقال لها: افعلي. فبعثت إلى رجل من أهلها يقال له وَرْدان


[
ذكره الشّيخ المفيد في: 18/1 باسم: وَردْان بن مُجَالِد، وأضاف البلاذري في الأنساب:493/2 وهو ابن عمّ قطام....]

من تيم الرباب فكلّمته فأجابها. وخرج


[
وأورد صاحب مروج الذّهب في:423/2 أبياتاً من الشّعر:





  • ثلاثة آلاف وعبدٌ وقينةٌ
    فلامهرَ أغلى من عليٍّ وإنْ غلا
    ولا فتكَ إلّا دونَ فتك ابن ملجِم.]



  • وقتلُ عليٍّ بالحسام المصمّم
    ولا فتكَ إلّا دونَ فتك ابن ملجِم.]
    ولا فتكَ إلّا دونَ فتك ابن ملجِم.]





ابن ملجم بعد أن اتفقا على الخطبة والخطب! بعد أن وعدته الفتاة عوناً تقدمه له في شخص رجل من قبيلها مطاوع جليد جسور، يشد أزره، ويحمي ظهره - إلى رجل من أشجع يقال له شبيب بن بُجرة، من الخوارج فقال له: هل لك في شرف الدنيا والآخرة؟ قال: وكيف ذلك؟ قال: قتل عليّ بن أبي طالب، فقال له: هبلتك الهبول، ثكلتك أُمّك لقد جئت شيئاً إدّا، إذ كيف تقدر على ذلك؟ قال المتآمر بهدوء: أكمنُ له في المسجد الأعظم، فإذا خرج لصلاة الفجر، شددنا عليه فقتلناه، وأدركنا ثأرنا، وشفينا أنفسنا، وإن قتلنا فما عند اللَّه خيرٌ من الدنيا وما فيها، ولنا أُسوة في أصحابنا الّذين سبقونا.


فقال له: ويحك! لو كان غير عليّ كان أهون عليَّ، وقد عرفت بلاءه في الإسلام وسابقته مع النبيّ صلى الله عليه وآله وماأجدُ نفسي تنشرح لقتله، قال: أماتعلم أنه قتل أهل النّهروان العبّاد المصلّين؟ قال: بلى، قال: فنقتله بمن قتل من إخواننا. فأجابه إلى ذلك.


فقال ابن ملجم قاتله اللَّه: ولكن يكون ذلك في ليلة الحادية والعشرين منه فإنّها اللّيلة الّتي تواعدت أنا وصاحباي فيها على أن يبيّت كلّ واحد منّا على صاحبه الّذي تكفّل بقتله، فأجابوه إلى ذلك


[
وقال أبو الفَرَج الأصفهاني في المقاتل: 19: قالت قطام لهما: فإذا أردتما ذلك فالقياني في هذا الموضع فانصرفا من عندها فلبثا أيّاماً، ثمّ أتياها ليلة الجمعة لتسع عشرة خلت من شهر رمضان سنة أربعين. وقال المسعودي في المروج: 424/2: فدعت قطام لهما بحرير فعصبتهما... ومثله في البحار: 42/ 228-230 في حديث طويل.]



فزت و ربِّ الكعبة



كان الإمام عالماً بما سيجري عليه عارفاً بقاتله، يتوقّع ضربته:


وبالإسناد عن جابر بن عبداللَّه الأنصاري رضي اللَّه عنه، قال: إنّي حاضر عند عليّ بن أبي طالب في وقتٍ إذْ جاءه عبدالرحمن بن ملجِم لعنه اللَّه يستحمله فحمله ثمّ قال


[
رويت هذه القصة تارةً عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثُمالي عن أبي إسحاق السبيعي عن الأصبغ بن نُباتة قال: أتى ابنُ مُلْجِم أمير المؤمنين عليه السلام فبايعه فيمن بايع، ثمّ أدبر عنه فدعاه أمير المؤمنين عليه السلام فتوثق منه وتوكّد عليه أن لا يَغْدر ولايَنْكث ففعل، ثمّ أدبر عنه فدعاه عليه السلام الثانية فتوثّق منه وتوكّد عليه أن لا يغدر ولاينكث ففعل، ثمّ أدبر عنه فدعاه عليه السلام الثّالثة فتوثق منه وتوكد عليه أن لا يغدر ولاينكث، فقال ابن ملجم: واللَّه يا أمير المؤمنين مارأيتُك فعلتَ هذا بأحدٍ غيري! فقال أمير المؤمنين عليه السلام هذا البيت.


وتارةً روى هذه القصة جعفر بن سليمان الضُبعي عن المعلّى بن زياد قال: جاء عبدالرحمن بن ملجِم إلى أمير المؤمنين يستحمله فقال له: يا أمير المؤمنين، احملني، فنظر إليه عليه السلام ثمّ قال له: أنت عبدُالرّحمن بن مُلْجِم المُرادي؟ قال: نعم، قال: يا غزوان، احمله على الأشقر، فجاء بفرس أشقر فركبه ابن ملجم المرادي وأخذ بعنانه، فلمّا ولّى قال أمير المؤمنين عليه السلام....


قيل: إنّ البيت لعمرو بن معدي كرب كما في كتاب سيبويه: 276/1، والأغاني:27/10، والعقد الفريد: 121/1، وخزانة الأدب: 361/6. وانظر المصادر التّالية لذكر القصة الاُولى في المناقب لابن شهرآشوب: 310/3، والبحار: 192/42 ح 7 ونقل عن كشف الغمّة بيت الشّعر هكذا والقصة الثّانية أيضاً وردت في الإرشاد للشيخ المفيد: 12/1 و13، وذكر البيت وبإسناده عن جابر قال: إنّى لشاهد لعليّ وقد أتاه المرادي يستحمله فحمله ثمّ قال:


عذيري من خليلي من مراد


اُريد حباءه ويريد قتلى


وورد أيضاً في كشف الغمّة: 2/ 128-130، وكذلك الخوارزمي في المناقب، وابن شهرآشوب في: 310/3، والراوندي في الخرائج والجرائح:182/1 ح 14، طبقات ابن سعد: 22/3، وشرح النهج لابن أبي الحديد: 42/2، وشرح الشافية لأبي فراس: 99، والكامل للمبرّد: 550، وسمط النجوم العوالي لعبد الملك العصامي: 466/2 ولكن باختلاف يسير في اللّفظ بل قريب من لفظ الماتن، وكذلك شرح النهج: 170/2.


وانظر الفتوح: 277/2، مقاتل الطالبيين: 45، أنساب الأشراف: 502/2. وزاد في الاستيعاب:60/2 عن ابن سيرين بن عبيدة قال: كان عليّ عليه السلام إذا رأى ابن ملجم قال: - وذكر البيت -، فضائل الخمسة من الصحاح الستّة: 60/3، الرياض النضرة: 245/2، كنز العمّال: 412/6، و: 191/13، الصواعق المحرقة: 80، أساس البلاغة للزمخشري: 295، وقد نسبه إلى عمرو بن معدي كرب.]

:


أُريد حياتَهُ ويُريدُ قتلي


عذيري من خليلي من مُرادِ


ثمّ قال: هذا واللَّه قاتلي لا محالة، قلنا: يا أمير المؤمنين أفلا تقتله؟! قال: لا؛ فمَنْ يَقتلني؟ ثمّ قال عليه السلام


[
روى هذا البيت بطرق متعدّدة مع اختلاف يسير في اللّفظ، فمثلاً في أنساب الأشراف: 499/2 بلفظ فإن الموت لاقيك وبلفظ إذا حلّ بواديك رواه المدائني عن يعقوب بن داود الثقفي عن الحسن بن بزيع. وفي أنساب الأشراف: 500 عن فطر عن أبي الطفيل، وطبقات ابن سعد: 33/3 ط بيروت، الأغاني: 33/14 ط ساسي، مقاتل الطالبيين: 45، وكذا ذكره المجلسي في البحار: 194/42 وفي ص 278 ذكره مثل ما نقله المصنّف.


وفي شواهد التنزيل: 439/2 ح 1102 عن أبي الطفيل ولكن بلفظ شد بدل اشدد و يأتيك بدل لاقيكا و القتل بدل الموت . وانظر لسان الميزان: 404/3، الفتوح لابن أعثم: 278/2 ولكن بلفظ فقد بدل إذا . وكذلك في الكامل للمبرّد: 552 ولكن في الفتوح زيادة بيتين آخرين وهما:


فقد أعرف أقواماً


وإن كانوا صعاليكا


مساريع إلى النجد


ةِللغيّ متاريكا


قال: ثمّ مضى يريد المسجد وهو يقول:


خلّوا سبيلَ المؤمنِ المجاهدِ


في اللَّه لايعبد غير الواحد


ويوقظ الناس إلى المساجد


انظر الخرائج والجرائح: 182/1 ح 14، بحار الأنوار: 192/42 ح 6.


وفي حديث آخر: إنّ أمير المؤمنين عليه السلام سَهر تلك اللّيلة، فأكثر الخروج والنّظر في السماء وهو يقول: واللَّه ما كَذِبْتُ ولا كُذِبْتُ، وإنّها اللّيلة الّتي وُعِدتُ بها ثمّ يعاود مضجعه، فلمّا طلع الفجر شدّ إزاره وخرج وهو يقول |اشدُدْ...| انظر خصائص الأئمة: 63، وإعلام الورى: 161، ومناقب آل أبي طالب: 310/3، وشرح النهج: 225/17، والمعجم الكبير: 105/1، والمسترشد في إمامة أمير المؤمنين عليه السلام: 366 و367 هامش رقم 2، واُسد الغابة: 35/4، وكنز العمّال: 413/6، و: 196/13، الرياض النّضرة: 245/2، وفضائل الخمسة: 66/3، طبقات ابن سعد: 35/4، و: 21/3 و22، مشكل الآثار: 352/1، وتأريخ بغداد: 135/1، وقصص الأنبياء للثعلبي: 100، والإمامة والسياسة: 183/1، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 339/2، والنهاية: 76/3.]

:


اشْدُدْ حَيازيمكَ للموتِ


فإنّ الموتَ لاقيكا


ولاتَجْزَعْ من الموتِ


إذا حَلّ بناديكا


ولا تغترّ بالدهرِ


وان كان يواتيكا


كما أضْحَكَكَ الدهرُ


كذاكَ الدهرُ يبكيكا


وقال غنم بن المغيرة


[
كذا، والظاهر أنّ الصحيح هو عثمان بن المغيرة كما في أكثر المصادر.]

: كان عليّ بن أبي طالب عليه السلام في شهر رمضان من السنة التي قُتل فيها يفطر ليلة عند الحسن وليلة عند الحسين وليلة عند عبداللَّه بن جعفر، لا يزيد في كلّ أكله على ثلاث أو أربع لقم


[
انظر فرائد السمطين: 320/386/1، البحار: 276/42، الإرشاد: 14/1 ولكن بلفظ يتعشى بدل يفطر ، اُسد الغابة: 35/4، كنز العمّال: 413/6 و 414.]

ويقول: يأتيني أمرُ اللَّه وأنا خميصٌ، إنّما هي ليالٍ قلائل، فلم يمض الشهر حتّى قُتل عليه السلام


[
انظر الإرشاد: 14/1 ولكن بلفظ إنّما هي ليلةٌ أو ليلتان بدل إنّما هي ليالٍ قلائل . وقريب من هذا في إعلام الورى: 155، الخرائج للراوندي: 201/1 ح 41، مناقب الخوارزمي: 392 و400 و410، مناقب آل أبي طالب: 271/2، كنز العمّال: 195/13 ح 36583، اُسد الغابة: 35/4.]



وعن الحسن بن كثير عن أبيه قال: خرج عليّ عليه السلام في فجر اليوم الّذي قُتل فيه فأقبل الأوز يصحن في وجهه فطُردن عنه، فقال عليه السلام: ذروهنّ فإنّهنّ نوائح


[
انظر بحار الأنوار: 276/42 ولكن بلفظ: عن اُم كلثوم عليها السلام. ثمّ نزل إلى الدار وكان في الدار أُوزّ ؤقد أُهدي إلى أخي الحسين عليه السلام فلمّا نزل خرجن وراءه ورفرفن وصحن في وجهه، وكنّ قبل تلك اللّيلة لايصحن، فقال عليه السلام: لا إله إلّا اللَّه، صوارخ تتبعها نوائح، وفي غداة غدٍ يظهر القضاء. وانظر شرح النهج: 175/2 وانظر الفتوح: 278/2 ولكن بلفظ صوائح بدل صوارخ .


وانظرمروج الذهب: 425/2 بلفظ:...ويحك دعهن فإنّهن نوائح.وانظرقريب من هذافي خصائص الأئمة: 63، إعلام الورى: 161، مناقب آل أبي طالب: 310/3، اُسد الغابة: 35/4، كنز العمّال: 413/6، الرياض النضرة: 245/2، اُسد الغابة: 36/4، تذكرة الخواصّ: 162، ذخائر العقبى: 112.]

، فقتله ابن ملجم لعنه اللَّه.


وقال الحسن بن عليّ عليه السلام: قمت ليلاً فوجدت أبي قائماً يصلّي في مسجد داره فقال: يا بني أيقظ أهلك يصلّون فإنّها ليلة الجمعة صبيحة بدر، ولقد ملكتني عيناي فنمت فرأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فقلت: يا رسول اللَّه ماذا لقيتُ من اُمّتك من الأوَد واللّدد!!


[
رُوي ذلك بطرق عديدة، فمثلاً عن عمّار الدُهْني عن أبي صالح الحنفي قال: سمعت علياً عليه السلام يقول: رأيتُ النّبيّ صلى الله عليه وآله في منامي، فَشكَوْتُ إليه ما لقيت من امّتهِ من الْأَوَد واللّدَد - العوج والخصومة الشّديدة - وبكيتُ، فقال: لاتَبكِ يا علي والتّفِتْ، فالتفتُّ فإذا رجلان مُصَفَّدان، وإذا جلاميد تُرْضَح بها رؤوسها. انظر النّهاية: 244/4، الإرشاد: 15/1، المناقب للخوارزمي: 378 و402، مناقب ابن شهر آشوب: 311/3، كشف الغمّة: 433/1 ط الحديثة قريب من هذا اللّفظ، وتذكرة الخواصّ: 100، إعلام الورى: 155، بحار الأنوار: 225/42، نهج البلاغة: 128/1، نهج البلاغة لفيض الإسلام: 156 خطبة 96، تأريخ دمشق ترجمة الإمام عليّ: 295/3، الاستيعاب لابن عبد البرّ بهامش الإصابة: 61/3.]

فقال صلى الله عليه وآله: ادْعُ عليهم، فقلتُ: اللّهمّ أبدلنى بهم مَن هو خيرٌ منهم وأبدلهم بي مَن هو شرٌّ منهم


[
في نهج البلاغة لفيض الإسلام: 156 خطبة 69، وتأريخ دمشق: 295/3 والاستيعاب: 61/3 ورد بلفظ: ادْعُ عَلَيهم، فقلتُ: أبدلني اللَّه بهم خيراً منهم، وأبدَلهم بي شَرّاً لهم منّي.]



فجاء المؤذّن فأذنه بالصلاة فخرج وخرجت خلفه.


ثمّ إنّ عليّاً خرج فكبّر في الصلاة، ثمّ قرأ من سورة الأنبياء احدى عشرة آية، ثمّ ضربه ابن ملجم من الصفّ على قرنه - بسيفه فأصابه


[
وأضاف الشيخ المفيد في الإرشاد: 19/1: وقد كانوا قبل ذلك ألقَوا إلى الأشعث بن قيس ما ؤفي نفوسهم من العزيمة على قتل أمير المؤمين عليه السلام وواطَأهم عليه، وحضر الأشعث بن قيس في تلك اللّيلة لمعونتهم على ما اجتمعوا عليه. وكان حُجر بن عَدِيّ في تلك اللّيلة بائتاً في المسجد فسَمِع الأشعث يقول لابن ملجم: النجاء النجاء لحاجتك فقد فضحك الصبح، فأحسّ حُجرٌ بما أراد الأشعث فقال له: قتلتَهُ يا أعْور. وأضاف البلاذري في: 494/2. فلمّا قتل عليّ قال عفيف: هذا من عملك وكيدك يا أعور....


وقال أبو الفرج في مقاتل الطالبيين: 47: وللأشعث بن قيس في انحرافه عن أمير المؤمنين أخبار يطول شرحها... ومثل ذلك في شرح ابن أبي الحديد: 340/2. ولم يلتق حجر بن عديّ بعلي... وخرج مبادراً ليمضى إلى أمير المؤمنين عليه السلام فيخبره الخبر ويُحذّره من القوم وخالفه أمير المؤمنين عليه السلام فدخل المسجد فسبقه ابن ملجم... لكن في أمالي الشّيخ الصدوق: 18/3 ورد مسنداً عن الإمام عليّ بن الحسين عليه السلام: فوقعت الضربة وهو ساجد. وفي الكنز: 170/15 ح 497 أنّ ابن ملجم طعن عليّاً حين رفع رأسه من الركعة فانصرف وقال: اتمّوا صلاتكم ولم يقدّم أحداً... وقريب منه في تأريخ دمشق: ح 1397: انّ عبدالرحمن بن ملجم ضرب عليّاً في صلاة الصبح على دهش بسيف كان سمّه... وقريب منه في الفضائل لأحمد: ح 63 لكن بإضافة: ومات من يومه ودُفن بالكوفة.


أمّا ابن أبي الدنيا في مقتل أميرالمؤمنين: ح 532 فقال: إنّ عليّاً خرج فكبّر في الصلاة، ثمّ قرأ من سورة الأنبياء احدى عشرة آية، ثمّ ضربه ابن ملجم من الصفّ على قرنه - وأضاف: - انّه لمّا ضرب ابن ملجم عليّاً عليه السلام وهو في الصلاة تأخر فدفع في ظهره جعدة فصلى بالناس... وروى الطبراني في مجمع الزوائد: 141/9، والطبري: 84/6 ط اُخرى، وابن أبي الحديد: 34/2، والشيخ المفيد في الإرشاد: 20/1 ما يلي:... فأقبل عليه السلام ينادي: الصلاة الصلاة، فرأيت بريق السيف وسمعت قائلاً يقول: الحكم للَّه يا عليّ لالك، ثمّ رأيتُ بريق سيف آخر؛ وسمعت علياً عليه السلام يقول: لا يفوتنّكم الرجل....]

، وقال عليه السلام: فُزْتُ وربِّ الكعبة


[
انظر، الصواعق المحرقة لابن حجر العسقلاني: 80، الأربعون حديثاً للشهيد الأوّل: 3، نظم درر السمطين:137، نضد القواعد الفقهية للمقداد السيوري الحلي: 72، شرح الأخبار للقاضي النعمان المغربي: 442/2، خصائص الأئمة للشريف الرضي: 63، مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب: 385/1 و: 95/3.]



وهرب وَردان، ومضى شبيب لعنه اللَّه هارباً حتّى دخل منزله فدخل عليه رجل من بني أبيه فقتله.


وأمّا ابن ملجِم لعنه اللَّه فإنّ رجلاً من همدان لحقه فطرح عليه قطيفة


[
القطيفة: كساء له خمل. "نهاية ابن الأثير: 84/4".]

كانت في يده ثمّ صرعه وأخذ السيف منه وجاء به إلى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام فنظر إليه عليّ ثمّ قال النفسُ بالنفس إن أنا مِتُّ فاقْتلُوه كما قَتَلني، وإن سَلِمْتُ رأيتُ رأيي فيه


[
انظر مقاتل الطّالبيين: 22، وروى عنه ابن أبي الحديد في الشّرح:118/6 والبحار:231/42.]



فقال ابن ملجم لعنه اللَّه: واللَّه لقد ابتَعْتُه بألف وسَمَمْتُه بألف، فإن خانني فأبعد اللَّه مضاربه


[
ذكر ذلك الشّيخ المفيد في الإرشاد: 21/1، وذكر البلاذري في الأنساب: 494/2 بلفظ آخر: لقد أحددت سيفي بكذا وسممته بكذا....]



قال قتادة: فنادته أُمّ كلثوم ابنة سيّدنا عليّ عليه السلام: يا عدوّ اللَّه قتلت أمير المؤمنين، فقال: إنّما قتلتُ أباك


[
وذكر صاحب الأنساب: 495/2 انّه قال لها: لم أقتل أمير المؤمنين ولكن قتلت أباك!!....]



قالت: يا عدوّ اللَّه إنّي لأرجو أن لا يكون عليه باسٌ.


قال لها: أراك


[
في "ب": فعلى من.]

إذاً تبكين عليَّ، واللَّه، لقد ضربته ضربة لو قسّمت بين أهل الأرض لأهلكتهم


[
هذا وقد ذكر صاحب الأنساب أنه قال: لو كانت الضّربة بأهل عكاظ - ويقال: بربيعة ومضر - لأتت عليهم، واللَّه لقد سممته شهراً فإن أخلفني فأبعده اللَّه سيفاً وأسحقه.]



فاُخْرجَ من بين يدي أميرالمؤمنين والناس يلعنونه ويسبّونه ويقولون له: يا عدوّ اللَّه وماذا أتيت؟ أهلكت أُمّة محمّد صلى الله عليه وآله وقتلت خير الناس، وأ نّهم لو تركوهم به لقطّعوه لعنه اللَّه قطعاً، وهو صامت لا ينطق لهم.


وصيّة الإمام



وكان الإمام عليه السلام قد أوقف جميع ممتلكاته من الأراضي والعيون وإليك نصّ ما كتبه في كتاب الوقف:


هذا ما أوصى بِهِ وَقَضى بِهِ فِي ماله عَبْدُاللَّه عليٌّ ابتغاءَ وجه اللَّه، ليولجني به الجنّة ويصرفني به عن النار ويصرف النار عنّي يوم تَبيَضُّ وجوهٌ وتسودُّ وجوهٌ، أنّ ما كان لي من مالٍ بِيَنبُع يعرف لي فيها وما حولها، صدقة ورقيقها، غير أنَّ رباحاً وأبا نَيْزَرَ وجُبَيراً عتقاءٌ ليس لأحد عليهم سبيل، فهم مواليّ يعملون في المال خمس حِجَج، وفيه نفقتُهم ورزقهم وأرزاق أهاليهم.


ومع ذلك ما كان لي بوادِ القرى كلّه من مال لبني فاطمة، ورقيقها صدقة.


وما كان لي بدَيْمَةَ وأهلُها صدقة، غير أن زُرَيْقاً له مثلُ ما كتبتُ لأصحابه، وما كان لي بِأذِينةَ وأهلُها صدقة، والفَقيرَيْن كما قد علمتم صدقة في سبيل اللَّه.


وإنَّ الذي كتبتُ من أموالي هذه صدقة واجبة بَتْلَة، حيّاً أنا أو ميّتاً، يُنفق في كلّ نفقة يُبتغى بها وجهَ اللَّه في سبيل اللَّه ووجهه، وذوي الرحم من بني هاشم وبني المطلب والقريب والبعيد.


وإنّه يقوم على ذلك الحسنُ بن عليّ، يأكل منه بالمعروف، وينفقه حيث يراه اللَّه عزّوجلّ في حلٍّ محلَّل، لا حرج عليه فيه، فإن أراد أن يبيع نصيباً من المال فيقضي به الدينَ فليفعل إن شاء ولا حرج عليه، وإن شاء جعله سَرِيَّ المِلك، وإن وُلدَ عليّ ومواليهم وأموالهم إلى الحسن بن عليّ.


وإن كانت دارُ الحسن بن عليّ غير دار الصدقة فبدا له أن يبيعها إن شاء لا حرج عليه فيه، وإن شاء باع، فإنّه يقسِّم ثمنَها ثلاثة أثلاث، فيجعل ثلثاً في سبيل اللَّه وثلثاً في بني هاشم وبني المطلب، ويجعل الثلثَ في آل أبي طالب، وإنّه يضعه فيهم حيث يراه اللَّه.


وإن حَدَثَ بحسن حَدَثٌ وحسين حيٌّ فإنّه إلى الحسين بن علي، وإنّ حسيناً يفعل فيه مثل الذي أمرتُ به حسناً، له مثل الذي كتبتُ للحسن وعليه مثل الذي على الحسن.


وإنّ لبني ابنَيْ فاطمة صدقة عليّ مثل الذي لبني عليّ، وإنّي إنّما جعلتُ الذي جعلت لابنَيْ فاطمة ابتغاءَ وجه اللَّه عزّوجلّ وتكريم حرمة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وتعظيمهما وتشريفهما ورضاهما.


وإن حَدَثَ بحسن وحسين حَدَثٌ، فإنّ الآخر منهما ينظر في بني عليّ، فإن وجد فيهم من يرضى بهداه وإسلامه وأمانته فإنّه يجعله إليه إن شاء، وإن لم يرفيهم بعض الذي يريده فأنّه يجعله إلى رجل من آل أبي طالب يرضى به، فإن وجد آل أبي طالب قد ذهب كبراؤهم وذوو آرائهم، فإنّه يجعله إلى رجل يرضاه من بني هاشم.


وإنّه يشتَرِطُ على الذي يجعله إليه أن يتركَ المال على أصوله ويُنفق ثمره، حيث أمرتُه به من سبيل اللَّه ووجهه وذوي الرّحم من بني هاشم وبني المطلب والقريب والبعيد، لا يُباع شي ء منه ولا يُوهب ولا يُورَّث.


وإنّ مال محمّد بن عليّ على ناحيته، وهو إلى بني فاطمةعليهم السلام


[
أورد ابن شبّة هذه الفقرة هكذا: وإنّ مال محمّد على ناحية، ومال ابني فاطمة ومال فاطمة إلى ابني فاطمة .]



وإن رقيقيَّ الذين في صحيفة صغيرة التي كُتِبَتْ لي عتقاء.


هذا ما قضى به عليُّ بن أبي طالب في أمواله هذه الغد من يوم قدم مِسْكن ابتغاء وجه اللَّه والدار الآخرة، واللَّه المستعان على كلّ حال، ولا يحلّ لامرئٍ مسلم يؤمن باللَّه واليوم الآخر أن يقول في شي ء قَضَيتُه من مالي ولا يخالف فيه أمري من قريب أو بعيد.


أمّا بعد، فإنّ ولائدي اللّائي أطوفُ عليهنّ السبعة عشر:


منهنّ أمّهاتُ أولادٍ معهنّ أولادُهنّ، ومنهنّ حبالى، ومنهنّ من لا ولدَ له؛ فقضائي فيهنّ - إنْ حَدَثَ بي حَدَثٌ - أنّه من كان منهنّ ليس لها ولدٌ وليست بحبلى فهي عتيقٌ لوجه اللَّه عزّ وجلّ ليس لأحدٍ عليهنّ سبيلٌ، ومن كان منهنّ لها ولدٌ أو حبلى فتمسك على ولدها وهي من حظّه؛ فإن ماتَ ولدُها وهي حيّةٌ فهي عتيقٌ ليس لأحدٍ عليها سبيلٌ.


هذا ما قضى به عليّ في ماله هذا الغد من يوم قدم مِسْكَن.


شهد أبو شمر بن أبرهة وصَعصَعة بنُ صُوحان، ويزيدُ بنُ قيس وهيّاجُ بن أبي هيّاج.


وكتب عليّ بن أبي طالب بيده لعشرٍ خلون من جمادىَ الأولى سنة سبع وثلاثين


[
الكافي "49/7" وتهذيب الأحكام "146/9" وتاريخ المدينة لابن شبّة "225/1".]



وهذه قائمة بالموقوفات التي ذكرت في المصادر المتوفّرة:


1 - الأحْمر: في وادي الرجْلاء بين المدينة و الشام، ذكره في تاريخ المدينة "ص234".


2 - أدْبِيَة: في وادي إضَم في المدينة.ذكره ابن شبّه، تاريخ المدينة، ص222.


3 - أُذَيْنَة: اسم وادٍ من وديان قَبَليّه في المدينة.ذكره في معجم البلدان "309/4".


4 - الاَسْحَن:اسم وادٍ من وديان فدك . ذكره في تاريخ المدينة "225/1".


5 - بِئْر المَلك: فى وادي قَناة . ذكره في تاريخ المدينة "223/1".


6 - البُغَيْبِغَة: بئر قرب رشاء في المدينة. ذكره في تاريخ المدينة "220/1".


7 - البُغَيْبِغات: عدة عيون في يَنْبُع باسم: خَيْفُ الأراك و خَيف ليلى و خَيف بسطاس . ذكره في تاريخ المدينة "222/1".


8 - البَيْضاء: وادٍ في حَرَّة الرجلاء فيها مزارع وبساتين. ذكره في تاريخ المدينة "224/1".


9 - دورٌ في المدينة: في محلة بنى زُرَيْقٍ ذكرها الشيخ الطوسي في تهذيب الأحكام "131/9".


10 - دَيمَة: لم يحدّد موضعها.


11 - ذاتُ كمات:أربعة آبار في حرّة الرجلاء باسم ذوات العشراء و قعين و معيد و رعوان . ذكرها في تاريخ المدينة "224/1".


12 - رعيه:وارٍ في فدك ذكرها في تاريخ المدينة "224/1".


13 - عين أبي نَيْزر: عينٌ في ينبع تنسب إلى أبي نَيْزر أحد مماليك الإمام عليه السلام. ذكره السمهودي في وفاء الوفا بأخبار دارالمصطفى "127/1".


14 - عين موات: عينٌ في وادي القرى . ذكره في تاريخ المدينه، "223/1".


15 - عين فاقة: عينٌ في وادي القري و تسمى عين حسن أيضاً.ذكره في تاريخ المدينه، "223/1".


16 - عيون يَنبُع: قرب جبل رَضْوى و از مدينه هفت منزل فاصله دارد، داراى چشمه هاى پر آب وگوارا و زمينى حاصل خيز.ذكرها الحموى في معجم البلدان، "450/1" وأحصاها بعضهم "170" عيناً


[
العباسي في عمدة الاخبار فى مدينة المختار، "ص353". وراجع وفاء الوفا، ص1334.]



17 - فَقْرين: اسم موضعين في المدينه. لاحظ معجم البلدان "269/4" و وفاء الوفاء "ص1282" و عمدة الأخبار "ص318". ولهما ذكر في الكافي "54/7" وتهذيب الأحكام "148/9".


18 - القُصَيْبَة: بستان في فدك . ذكره في تاريخ المدينة "225/1".


19 - وادي القُرى: وادٍ شاسع بين المينة والشام فتحها الرسول صلى الله عليه وآله.


[
معجم البلدان، ج5، ص345]

ذكرها في معجم البلدان "345/5"


[
أخذنا هذا النص والقائمة من مقال بعنوان: موقوفات اميرالمؤمنين، على عليه السلام لقلم سيّداحمد اشكورى المنشور في مجلة ميقات حجّ الفارسية العدد "34".]



قال: ودعا أميرالمؤمنين عليّ عليه السلام حسناً وحسيناً فقال:


أوصيكما بتقوى اللَّه تعالى ولا تبغيا الدنيا وإن بغتكما ولا تأسفا على شي ء زوي منها عنكما وقولا بالحقّ واعملا للأجر، وارحما اليتيم وأعينا الضعيف الملهوف الضائع واصنعا للاُخرى، وكونا للظالم خصماً وللمظلوم ناصراً، واعملا بما في كتاب اللَّه تعالى ولا تأخذكما في اللَّه لومة لائم


[
انظر نهج البلاغة: 421 الكتاب 47، الفتوح: 281/2 وفيهما اختلاف يسير.]



ثمّ التفت إلى محمّد بن الحنفية فقال: هل حفظتَ ما أوصيتُ به أخويك؟ قال: نعم، فقال: فإنّي اُوصيك بمثله، وأُوصيك بتوقير أخويك لعظيم حقّهما عليك ولا تؤثر أمراً دونهما. ثمّ قال: أُوصيكما به فإنّه شقيقكما ابن أبيكما، وقد علمتما أنّ أباكما كان يحبّه


[
انظر الفتوح: 281/2 مع اختلاف يسير في اللّفظ. وانظر بحار الأنوار: 245/42، كشف الغمّة: 129/2.]



وفي رواية


[
ذكر هذه الرواية أهل السير والتأريخ وأرباب المناقب والمقاتل مع اختلاف يسير في بعض ألفاظها كالأصفهاني في مقاتل الطالبيين والطبري في تاريخه والكليني في الكافي والمجلسي في البحار وابن شعبة الحرّاني في تحف العقول ونهج البلاغة في كلّ شروحه الكتاب 47 وابن أعثم في الفتوح والشيخ المفيد في الإرشاد وغيرهم كثير، ونحن نذكر عين ما روى ابن الصبّاغ المالكي في كتابه هذا الّذي نحقّقهُ مع الأخذ بعين الاعتبار المخطوطات والنسخ التى بأيدينا والمصادر أيضاً.]

عن الحسن بن عليّ عليه السلام: لمّا حضرت أبي الوفاة أقبل يوصي فقال: هذا ما أوصى به أميرالمؤمنين عليُّ بن أبي طالبٍ أخو محمّد رسول اللَّه وابن عمّه وصاحبه وخليفته، أوصى بأنه يشهد أن لا إله إلّا اللَّه وحده لا شريك له وأنّ محمّداً عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدّين كله ولو كره المشركون صلوات اللَّه وبركاته عليه إن صلاتى ونسكى ومحَياي ومماتي للَّه ربِّ العالمين لا شريك له وبذلك أمرتُ وأنا أولُ المسلمين الأنعام: 162 و163


[
وأضاف ما بين القوسين في مقاتل الطّالبيين: 51 بما يلي: وقريب من هذا في البحار: 248/42، وتحف العقول عن آل الرّسول: 197 و198، وتأريخ الطّبري: 113/4، والحاكم في المستدرك: 143/3، وتأريخ ابن كثير: 328/7، والكامل لابن الأثير: 168/3، والغدير: 325/1 وذِكره الأبيات الشّعريةورَدّه لابن حزم الظّاهري.]

رسول اللَّه وخيرته، اختاره بعلمه وارتضاه لخيرته.


وأنّ اللَّه باعث مَن في القبور، وسائل الناس عن أعمالهم، عالمٌ بما في الصدور.


ثمّ قال: إنّي أُوصيكَ - يا حَسَنُ - "وجميع ولدي وأهلي" وأهل بيتي ومن بلغه كتابي هذا بتقوى اللَّه ربّكم ولاتموتن إلّا وأنتم مسلمون، واعتصموا بحبل اللَّه جميعاً ولاتَفرّقوا، فإنّى سمعتُ رسول اللَّه يقول: إصلاحُ ذاتِ البين أفضل من عامّة الصلاة والصيام وإنّ المبيدة الحالقة للدين فساد ذات البين، ولا حول ولا قوة إلّا باللَّه العليّ العظيم، انظروا إلى ذوي أرحامكم فصلوهم يهوّن اللَّه عليكم الحساب.


اللَّه اللَّه في الأيتام فلا تغُبُّوا أفواههم بجفوتكم. "فلا تغيّروا أفواههم، ولا يضيعوا بحضرتكم، فقد سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يقول: من عال يتيماً حتّى يستغني أوجب اللَّه عزّوجلّ بذلك الجنّة كما أوجب اللَّه الآكل مال اليتيم النار"


[
ما بين القوسين من البحار: 248/42]



واللَّه اللَّه في جيرانكم، فإنّهم وصيّة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فما زال يوصينا بهم حتّى ظننّا أ نّه سيورثهم.


واللَّه اللَّه في القرآن فلا يسبقنكم إلى العمل به غيركم.


اللَّه اللَّه في الصلاة فإنّها عماد


[
وفي نسخة: عمود.]

دينكم.


اللَّه اللَّه في بيت ربكم فلا يَخلُونَّ منكم ما بقيتم، فإنّه إن ترك لم تناظروا، وإنّه إن خلا منكم لم تنظروا.


اللَّه اللَّه في صيام شهر رمضان، فإنّه جُنّة من النار.


واللَّه اللَّه في الجهاد في سبيل اللَّه بأموالكم وأنفسكم.


اللَّه اللَّه في زكاة أموالكم، فإنّها تطفى غضب ربكم.


اللَّه اللَّه في اُمّة نبيّكم، فلا يظلمّن بين أظهركم.


اللَّه اللَّه في أصحاب "اُمّة" نبيّكم، فإنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أوصى بهم.


اللَّه اللَّه في الفقراء والمساكين فأشركوهم في معايشكم.


اللَّه اللَّه في ما ملكت أيمانكم، فانّها كانت آخر وصيّة رسول اللَّه عليه السلام إذ قال: أُوصيكم بالضعيفين فيما ملكت أيمانكم


ثمّ قال: الصلاة الصلاة، لاتخافوا في اللَّه لومة لائم، فإنّه يكفيكم من بغى عليكم وأرادكم بسوء، قولوا للناس حُسناً كما أمركم اللَّه، ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولّي الأمر عنكم، وتدعون فلا يُستجاب لكم، عليكم بالتواضع والتباذل والتبارّ، وإيّاكم والتقاطع والتفرّق والتدابر وتعاونوا على البرّ والتّقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا اللَّه إنّ اللَّه شديد العقاب المائدة: 2


[
أضاف ما بين القوسين في المصادر السّابقة أيضاً:


وانظر المعمّرون والوصايا للسجستاني: 149، التّأريخ للطبري: 85/6 و61، الأمالي للزجّاجي: 112، الكافي: 51/7، مروج الذّهب: 425/2، تحف العقول: 197، من لا يحضره الفقيه: 141/4، مناقب الخوارزمي: 278، كشف الغمّة: 58/2، ذخائر العقبى: 116، روضة الواعظين للفتال النّيسابوري: 136، المعارف: 178/2.]

وكفى بك وصيّاً بما أوصاني به رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فإذا كان ذلك يا بنيّ فالزم بيتك وابكِ على خطيئتك، ولا تكن الدنيا أكبر همّك،


واُوصيك يا بنيّ بالصلاة عند وقتها والزكاة في أهلها عند محلّها، والصمت عند الشبهة، والاقتصاد، والعدل في الرضا والغضب، وحسن الجوار، وإكرام الضيف، ورحمة المجهود وأصحاب البلاء، وصلة الرحم، وحبّ المساكين ومجالستهم والتّواضع فإنّه أفضل العبادات، وقصر الأمل، وذكر الموت، والزهد في الدنيا فإنّك رهن موتٍ وغرض بلاء وطريح سقم.


واُوصيك بخشية اللَّه تعالى في سرّ أمرك وعلانيتك، وأنهاك عن التسرّع بالقول والفعل، وإذا عرض شي ء من أمر الآخرة فابدأ به، وإذا عرض شي ء من أمر الدنيا فتأ نّه حتّى تصيب رشدك فيه، وإيّاك ومواطن التّهمة والمجلس المظنون به السوء، فإنّ قرين السوء يغير جليسه.


وكن للَّه يا بنيّ عاملاً،وعن الخنا زجوراً، وبالمعروف آمراً، وعن المنكر ناهياً، وواخِ الإخوان في اللَّه، وأحبّ الصّالح لصلاحه، ودار الفاسق عن دينك وابغضه بقلبك، وزايله بأعمالك لئلا تكون مثله، وإيّاك والجلوس في الطّرقات، ودع المماراة ومجاورة من لا عقل له ولا علم.


واقتصد يا بنيّ في معيشتك، واقتصد في عبادتك، وعليك فيها بالأمر الدّائم الّذي تطيقه، والزّم الصّمت وبه تسلم، وقدّم لنفسك تغنم، وتعلّم الخير تعلم، وكن ذاكراً للَّه تعالى على كلّ حال، وارحم من أهلك الصّغير، ووقّر منهم الكبير، ولا تأكلنّ طعاماً حتّى تتصدّق منه قبل أكله، وعليك بالصوم فإنّه زكاة البدن وجنّة لأهله.


وجاهد نفسك، واحذر جليسك، واجتنب عدوّك، وعليك بمجالس الذِكر، وأكثر من الدعاء فإنّي لم آلك يا بنيّ نصحاً وهذا فراق بيني وبينك.


واُوصيك بأخيك محمّد خيراً فإنّه شقيقك ابن أبيك، وقد تعلم حبّي له. أمّا أخوك الحسين فإنّه شقيقك وابن اُمّك وأبيك، ولا اُزيد الوصاة بذلك أزيدك وصاية.


واللَّه الخليفة عليكم، وإيّاه أسأل أن يصلحكم، وأن يكفّ الطغاة والبغاة عنكم، والصبر الصبر حتّى يقضي اللَّه الأمر، ولا حول ولا قوّة إلّا باللَّه العليّ العظيم


[
انظر نصّ هذه الوصية في أمالي الشيخ المفيد: 222 - 220، أمالي الشيخ الصدوق: 4 و5. وانظر الكامل في التاريخ: 436/2، البحار: 292/42، أعيان الشيعة: 533/1 قريب من هذا.]



ثمّ قال للحسن: يا حسن، ابصروا ضاربي، أطعموه من طعامي، واسقوه من شرابي، فإن أنا عشتُ فأنا أولى بحقّى، وإن متُّ فاضربوه ضربةً، ولا تمثّلوا به فإنّي سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يقول: إيّاكم والمثلة ولو بالكلب العقور


[
انظر نهج البلاغة: 421، و: 647/3 و648، و: 2/ 78-80 الكتاب 47، كنز العمّال: 413/6، مسند الإمام الشّافعي في قتال أهل البغي: 180، مستدرك الصحيحين: 144/3، تأريخ الطبري: 114/4، كشف الغمّة: 130/2، بحار الأنوار: 246/42 و 257، ينابيع المودّة: 30/2، و: 445/3 ط اُسوة.]



يا حسن، إن أنا متُّ لا تغال في كفني فإنّي سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يقول: لا تغالوا في الأكفان فامشوا بي بين المشيتين، فإن كان خيراً عجلتموني إليه، وإن كان شرّاً ألقيتموه عن أكتافكم.


يا بني عبدالمطّلب لا ألفينّكم تريقون دماء المسلمين بعدي، تقولون: قتلتم أميرالمؤمنين، ألا لايقتلنّ بي إلّا قاتلي


[
انظر نهج البلاغة: 421 الكتاب 47، ينابيع المودّة: 3/ 444-445، بحار الأنوار: 246/42 و250.]



ثمّ لم ينطق إلّا بلا إله إلّا اللَّه حتّى قبض عليه السلام وذلك في شهر رمضان سنة أربعين


[
انظر الكافي: 51/7 و52، بحار الأنوار: 250/42، ينابيع المودّة: 145/3 ط اُسوة.]



تجهيزه



وغسّله الحسن والحسين وعبداللَّه بن جعفر، ومحمّد بن الحنفية يصبّ الماء، وكُفّن في ثلاثة


[
وردت عبارات وألفاظ عديدة بهذا الخصوص، فمنهم من قال كفّن في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص كما ورد في أنساب الأشراف للبلاذري: 496/2 وكذلك الماتن، ومنهم من قال خمسة أثواب كما في البحار: 294/42 و244، وكذلك في نسخة "ج"، وفي تأريخ الطّبري: 114/4: كفّن في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص، وفي العدد للواقدي مخطوط ورقة 96: كفن في ثلاثة أثواب بيض ليس فيها قميص ولاعمامة...، وانظر كشف الغمّة: 131.]

أثواب ليس فيها قميص، وصلّى عليه ابنه الحسن عليه السلام وكبّر عليه سبع تكبيرات


[
اتفق المؤرّخون وأهل السِير والتأريخ والحديث أنّ الّذي صلّى عليه هو ابنه الإمام الحسن عليه السلام ولكنهم اختلفوا في عدد التكبيرات، فالماتن وجماعة كالبحار في: 495/42 قالوا: كبّر سبعاً كما أمره به أبوه عليه السلام وقال بعضهم كأنساب الأشراف: 496/2 و497: وكبر عليه أربعاً... ولكن هذه الرواية ضعيفة ومعارضة بما هو أقوى منها، ممّا رواه علماء الشيعة وجماعة من أهل السنّة من أنّ أصل صلاة الميّت ذات خمس تكبيرات وأنّ أوّل من جمع الناس على أربع هو عمر بن الخطّاب كما رواه العسكري في كتاب الأوائل: 83 ورواه عنه في الطّرائف: 175 وتأريخ دمشق لابن عساكر: ح 1407 من ترجمة الإمام عليّ عليه السلام. وقد رواه أحمد بن حنبل في مسند زيد بن أرقم من مسنده: 367/4 و370 و372، ورواه أيضاً في عنوان الصّبر على الحمّى من منتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد: 221/1، ورواه أيضاً المحاملي في: 3 من أماليه الورق "28"، وتأريخ بغداد: 143/11، وفي تأريخ الطّبري: 114/4: وكبّر عليه الحسن تسع تكبيرات.]



قبره الشريف بالنجف



ودُفن في جوف اللّيل بالغري


[
وهذا ممّا أجمعت عليه أئمة أهل البيت عليهم السلام ورواه عنهم شيعتهم خلفاً عن سلف، وهو عندهم من الضّروريات الثّابتة بالتواتر مثل كون بيت اللَّه الحرام بمكّة، وقبر النّبي صلى الله عليه وآله في بيته بمسجد المدينة المنوّرة.


أمّا ما قيل بأنّه عليه السلام دفن في مسجد الجماعة في الرّحبه ممّا يلي أبواب كندة بالكوفة أو ممّا قيل انّه دفن بالكناسة، أو ممّا قيل بالسدّة وغمّي قبره مخافة أن ينبشه الخوارج فلم يعرف ذلك من الأئمة عليهم السلام وذلك أنّ الخوارج في ذلك الوقت كانوا مطرودين منكوبين وقد أخبرعليه السلام بذلك قبل استشهاده بل ربما الخوف كان من معاوية وأشياعه لانّهم لو علموا بموضع قبره لحفروه وأخرجوه وأحرقوه كما فعلوا بزيد بن عليّ بن الحسين عليه السلام كما ذكر ذلك العلّامة المجلسي في البحار: 290/42 و220 ح 26، وانظر دفنه عليه السلام في إعلام الورى: 202، فرحة الغري: 51 و39، مقاتل الطّالبيين: 42، كامل الزّيارات: 33، كفاية الطّالب: 471، الفتوح: 283/2، وقال في الهامش رقم 2: والغري نصب كان يذبح عليه العتائر والغريان طربالان، بناءان كالصومعتين بظاهر الكوفة قرب قبر عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وانظر معجم البلدان: 282/6 وذكر في الهامش رقم 3 من الفتوح: 283/2: وقيل إنّ عليّاًعليه السلام أوصى أن يخفى قبره لعلمه أنّ الأمر يصير إلى بني اُمية فلم يأمن من أن يمثّلوا بقبره، وقد اختلف في قبره، فقيل في زاوية الجامع بالكوفة، وقيل بالرحبة من الكوفة، وقيل بقصر الإماره منها، وقيل بنجف الحيرة في المشهد الّذي يزار به اليوم.]

موضع معروف يزار إلى الآن


ويُقال له: النَجَفُ، وفيه يقول بعض الشعراء


[
انظر المصادر السّابقة.]

:





  • تسح سحايب الرضوان سحّاً
    ولازالت رواة المُزن تهدي
    إلى النجف التحية والسلاما



  • كجود يديه ينسجم انسجاما
    إلى النجف التحية والسلاما
    إلى النجف التحية والسلاما





ولمّا فرغوا من دفنه عليه السلام جلس الحسن عليه السلام وأمر أن يؤتى بابن ملجِم لعنه اللَّه فجي ء به، فلمّا وقف بين يديه قال: يا عدوّ اللَّه قتلت أمير المؤمنين وأعظمت الفساد في الدّين


[
انظر البحار: 42/ 282-285 ولكنه نسب بعض هذه الألفاظ إلى النّاس وهم ينهشون لحمه بأسنانهم ويقولون له: يا عدوّ اللَّه، ما فعلتَ؟ أهلكتَ اُمّة محمّد، وقتلتَ خير النّاس؟ ثمّ أورد قول الإمام الحسن عليه السلام: يا ويلك يا لعين، يا عدوّ اللَّه، أنتَ قاتل أمير المؤمنين، ومثكلنا إمام المسلمين؟ هذا جزاؤه منك حيث آواك وقرّبك وأدناك وآثرك على غيرك؟ وهل كان بئس الإمام لك حتّى جازيته بهذا الجزاء يا شقي؟ - إلى أن قال له الملعون: - يا أبا محمّد، أفأنت تنقذ من في النّار؟ وإلى أن قال الإمام الحسن عليه السلام إلى حذيفة الّذي جاء باللعين: كيف ظفرت بعدوّ اللَّه وأين لقيته؟ وانظر الواقعة في الإرشاد للشيخ المفيد: 32/1.]

ثمّ أمر به فضُربت عنقه وأخذه الناس وأدرجوه في بواري وأحرقوه لعنه اللَّه


[
المصدر السّابق، بحار الأنوار: 232/42، كشف الغمّة: 130/2.]

وقيل: إنّ اُم الهيثم بنت الأسود النخعية استوهبت جيفته من الحسن عليه السلام وأحرقتها بالنار


[
الإرشاد: 22/1، تأريخ الطّبري: 114/4، الكامل في التّاريخ: 436/2، كشف الغمّة: 128/2 النّهاية: 227/4، بحار الأنوار: 232/42.]



وقد صحّ النقل أنّ عليّاً عليه السلام ضربه عبدالرحمن بن ملجم ليلة الجمعة الحادي والعشرين من شهر رمضان المعظّم سنة أربعين ومات من ضربته ليلة الأحد وهي الليلة الثالثة من ليلة ضرْبِه


[
جاء في بحار الأنوار: 213/42 بلفظ: حتّى قبض ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان ليلة الجمعة سنة أربعين من الهجرة، وكان ضُرب ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان. وهكذا أيضاً في الغَيبة للشيخ الطّوسي: 127 عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام، وفي رواية اُخرى في نفس المصدر عن صفوان بن يحيى قال: بعث إليَّ أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام بهذه الوصية، وفي رواية اُخرى أ نه قُبض ليلة إحدى وعشرين وضُرب ليلة تسع عشرة وهي الأظهر.


وفي مناقب آل أبي طالب: 78/2: قُبض عليه السلام قتيلاً في مسجد الكوفة وقت التّنوير ليلة الجمعة لتسع عشرة ليلة مضين من شهر رمضان. وفي الإرشاد: 9/1 قال: وكانت وفاته عليه السلام قبيل الفجر من ليلة الجمعة ليلة إحدي وعشرين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة قتيلاً بالسيف... وفي نهج البلاغة: 181/2 قال: وكان عمره عليه السلام ثلاثاً وستين سنة، ومدة خلافته أربع سنين وتسعة أشهر ويوماً واحداً.


وللناس خلاف في مدة عمره وفي قدر خلافته، فانظر تأريخ الطّبري: 116/4، والفتوح: 282/2، وفي المقاتل: 54 قال: توفي عليه السلام وهو ابن أربع وستين سنة... في ليلة الأحد لإحدى وعشرين ليلة مضت من شهر رمضان. وانظر أنساب الأشراف: 498/2، أمّا الكامل في التّاريخ: 433/2 فقال: وفي السّنة 40 ه قتل عليٌّ في شهر رمضان لسبع عشرة خلت منه، وقيل لإحدي عشرة، وقيل لثلاث عشرة بقيت منه، وقيل في شهر ربيع الآخر سنة 40، والأوّل أصحّ. وقال العلّامة السّيّد محسن الأمين: 530/1: قُتل عليه السلام سنة 40 من الهجرة في شهر رمضان، ضُرب ليلة التّاسع عشر ليلة الأربعاء، وقُبض ليلة الجمعة إحدى وعشرين على المعروف بين أصحابنا وعليه عمل الشّيعة اليوم.]

، وكان عمره إذ ذاك خمساً وستين سنة


[
انظر مناقب آل أبي طالب:78/2، بحار الأنوار: 199/42 وفيه: وله يومئذٍ خمس وستون سنة ؤفي قول الصّادق عليه السلام وقال أهل السّنّة: ثلاث وستون سنة. وورد في كشف الغمّة: 131/2 بلفظ:... فيكون عمره خمساً وستّين سنة، وقيل: بل كان ثلاثاً وستّين، وقيل: بل ثماني وخمسين، وقيل: بل كان سبعاً وخمسين سنة، وأصحّ هذه الاقوال هو القول الأوّل. وانظر تأريخ الطّبري: 116/4 و 117، أنساب الأشراف: 498/2 قال: وكان له يوم توفي ثلاث وستون سنة، وذلك هو الثبت. ويقال: إنّه توفي وله تسع وخمسون سنة... وانظر أيضاً الطّبقات لابن سعد: 38/3، مقتل ابن أبي الدنيا: ح 49،تأريخ بغداد: 136/1، تأريخ دمشق: ح 1445، و: 318/3 ح 1429 ترجمة الإمام عليّ عليه السلام نقلاً عن الخطيب، الكافي: 1 باب مولد أمير المؤمنين: 452.]

أقام منها مع النّبيّ خمساً وعشرين سنة


[
انظر المصادر السابقة، وكذلك بحار الأنوار: 244/42 نقلاً عن كشف الغمّة: 131/2.]

منها قبل البعث والنّبوة اثنتي عشرة سنة وبعدها ثلاثة عشر سنة


[
انظر المصادر السابقة. والإمامة والسياسة لابن قتيبة: 181/1، ومروج الذهب: 385/2، وابن الأثير: 2/ 440-492، طبقات ابن سعد: 37/3، المعارف: 209، المحبر: 17، نهاية الأرب: 218/2.]

، ثمّ هاجر واقام مع النبيّ صلى الله عليه وآله بالمدينة إلى أن توفّي النبيّ صلى الله عليه وآله عشر سنين ثمّ عاش من بعد وفاة النبيّ إلى أن قُتل عليه السلام ثلاثين سنة فجملة ذلك خمس وستون سنة.


رثاء الإمام



وفي قصّة عبدالرحمن بن ملجم لعنه اللَّه ومهره لقَطام واشتراطها عليه قَتل عليّ عليه السلام، يقول الفرزدق


[
انظر الفتوح لابن أعثم: 284/2 هامش رقم 1، المقاتل: 50، مروج الذّهب: 423/2، أنساب الأشراف: 507/2، الإرشاد: 22/1، تأريخ الطّبري: 116/4، و: 87/6 ط اُخرى نسب الشّعر إلى ابن أبي مياس المرادي، وفي سمط النّجوم العوالي: 468/2 نسبه للفرزدق كما عند الماتن والمصادر السّابقة. وفي شرح النّهج: 171/2، والكامل للمبرّد: 495 نسبها إلىّ ابن ملجم لعنه اللَّه وفي الأخبار الطّوال: 214 قال: وقال شاعر، وفي الاستيعاب: 472 قال: وممّا قيل في ابن ملجم، بحار الأنوار: 232/42 و 266 باب 127.]

:





  • فلم أرَ مهراً ساقه ذو سماحةٍ
    ثلاثة آلاف وعبدٌ وقينةٌ
    فلا مهر أغلى من عليٍّ وإن غلا
    ولا فتك إلّا دون فتك ابن ملجمِ



  • كمهر قَطامٍ من فصيحٍ وأعجمِ
    وضرب عليٍّ بالحسام المصمّمِ
    ولا فتك إلّا دون فتك ابن ملجمِ
    ولا فتك إلّا دون فتك ابن ملجمِ








  • فلا عزّ للأشراف إن ظفرت بها
    فحربة وحشيّ سقت حمزة الردى
    وحتف عليّ من حسام ابن ملجمِ



  • ذئاب الأعادي من فصيح وأعجمِ
    وحتف عليّ من حسام ابن ملجمِ
    وحتف عليّ من حسام ابن ملجمِ





وقال أبو الأسود الدؤلي في قتل عليّ عليه السلام


[
انظر مناقب آل أبي طالب: 82/2 و83، بحار الأنوار: 242/42 و243، نور الأبصار: 217 ط دار الجيل بيروت بالإضافة إلى المصادر السابقة، ومروج الذهب: 428/2، الكامل في التاريخ: 438/4، تأريخ الطبري: 116/4 مع اختلاف يسير في اللّفظ، أنساب الأشراف: 508/2، ديوان أبي الأسود الدؤلي: 32، وفي البحار: 298/42 قال أبو مخنف: فلمّا فرغوا من إهلاكهم وقتلهم أقبل الحسن والحسين عليهما السلام إلى المنزل، فالتفت بهم أُمّ كلثوم وأنشدت تقول هذه الأبيات لمّا سمعت بقتله. وقيل: إنّها لاُمّ الهيثم بنت العربان الخثعمية وقيل: لأبي الأسود الدؤلي شعراً يقول:





  • ألا يا عين جودي واسعدينا
    ألا فابكي أمير المؤمنينا



  • ألا فابكي أمير المؤمنينا
    ألا فابكي أمير المؤمنينا





وكذلك اختلف الرواة في ترتيب هذه الأبيات كما جاء في المقاتل: 55، والاغاني: 122/11.]

:


sp />
[
ورد في نور الأبصار: 98 اسم الشّاعر بلفظ بكر بن حسان ، وفي فضائل الخمسة: 71/3 بلفظ بكر بن حمّاد التّاهرتي وكذلك ذكره ابن حجر في الإصابة: 179/3 وقال: وهو من أهل القيروان في عصر البخاري وأجازه عند السّيِّد الحميري الشّاعر المشهور الشّيعي وهو في ديوانه. وكذلك في الاستيعاب: 472/2، مروج الذّهب: 43/2، الكامل لابن الأثير: 171/3، تمام المتون للصفدي: 152، وفي الغدير: 326/1 ذكره باسم بكر بن حسّان الباهلي .]

:





  • قُلْ لابن ملجم والأقدار غالبةٌ
    قتلت أفضل من يمشي على قدم
    وأعلم الناس بالقرآن ثمّ بما
    صهر النّبيّ ومولاه وناصره
    وكان منه على رغم الحسود له
    ذكرتُ قاتله والدّمع منحدر
    قد كان يخبرنا أن سوف يخضبها
    قبل المنية أشقاها وقد كانا



  • هدمت للدين والإسلام أركانا
    وأفضل الناس إسلاماً وإيمانا
    سنّ الرّسول لنا شرعاً وتبيانا
    أضحت مناقبه نوراً وبرهانا
    مكان هارون من موسى بن عمرانا
    فقلتُ سبحان ربِّ العرش سبحانا
    قبل المنية أشقاها وقد كانا
    قبل المنية أشقاها وقد كانا





وبالإسناد عن الزهري قال: قال لي عبدالملك بن مروان: أيّ واحدٍ أنت أن حدّثتني ما كانت علامة يوم قُتل عليّ بن أبي طالب؟ قلت: يا أمير المؤمنين ما رفعت حصاة ببيت المقدس إلّا وكان تحتها دم عبيط. فقال: أنا وأنت غريبان في هذا الحديث


[
انظر مناقب الخوارزمي: 388 ح 404، مناقب آل أبي طالب: 481/1 و482، والبحار: 308/43 و309 ولكن بلفظ لم يرفع من وجه الأرض حجر إلّا وجد تحته دم عبيط . وفي أربعين الخطيب وتأريخ النّسوي انّه سأل عبدالملك بن مروان الزّهري: ما كانت علامة يوم قتل عليّ عليه السلام قال: ما رفع حصاة من بيت المقدس إلّا كان تحتها دم عبيط، ولمّا ضرب في المسجد سمع صوت... ثمّ هتف هاتف آخر: مات رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ومات أبوكم... وانظر فرائد السّمطين: 389/1 رقم 325 و336، وقريب من اللّفظ الأوّل في مستدرك الصّحيحين: 113/3، وتأريخ دمشق: 316/3 ح 1424. وانظر مقتل أمير المؤمنين لابن أبي الدّنيا: ح 109.]



ومن كتاب المناقب لأبي بكر الخوارزمي قال: قال أبو القاسم الحسن بن محمّد: كنت بالمسجد الحرام فرأيت الناس مجتمعين حول مقام إبراهيم عليه السلام فقلت: ما هذا؟ فقالوا: راهب قد أسلم وجاء إلى مكّة وهو يحدّث بحديثٍ عجيب.


فأشرفتُ عليه فإذا شيخ كبير عليه جبّة صوف وقلنسوة صوف عظيم الجثة وهو قاعد عند المقام يحدّث الناس وهم يسمعون إليه فقال: بينما أنا قاعد في صومعتي في بعض الأيام إذ أشرفت منها إشرافة فإذا طائر كالنسر الكبير قد سقط على صخرة على شاطئ البحر فتقيّأ فرمى من فيه ربع إنسان، ثمّ طار فغاب يسيراً ثمّ عاد فتقيّأ ربعاً آخر، ثمّ طار وعاد فتقيأ هكذا، إلى أن تقيّأ أربعة أرباع إنسان، ثمّ طار فدنت الأرباع بعضها إلى بعض فالتأمت، فقام منها إنسان كامل وأنا أتعجّب ممّا رأيت، فإذا بالطائر قد انقضّ عليه فاختطف ربعه، ثمّ عاد واختطف ربعاً آخر، ثمّ طار وهكذا إلى أن اختطف جميعه، فبقيت أتفكّر وأتحسّر ألا كنت سألته مَن هو وما قصّته.


فلمّا كان في اليوم الثاني فإذا بالطائر قد أقبل وفعل كفعله بالأمس، فلمّا التّأمت الأرباع وصارت شخصاً كاملاً نزلتُ من صومعتي مبادراً إليه ودنوته وسألته: باللَّه مَن أنت يا هذا؟ فسكت عنّي، فقلت له: بحقّ من خلقك إلّا ما أخبرتني مَن أنت؟ فقال: أنا ابن ملجم، فقلت: ما قصّتك مع هذا الطائر؟ قال: قتلت عليّ بن أبي طالب فوكّل اللَّه بي هذا الطائر ليفعل بي ما ترى كلّ يوم. فخرجت من صومعتي وسألت عن عليّ بن أبي طالب مَن؟ هو فقيل لي: إنّه ابن عمّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فأسلمت وأتيت مؤتمّاً هذا البيت الحرام قاصداً الحجّ وزيارة النبيّ صلى الله عليه وآله


[
انظر: المناقب للخوارزمي: 389 ح 405، ومناقب آل أبي طالب: 481/1 و482، والبحار: 309/42 قريب من هذا، وفضائل الخمسة: 68/3.]




/ 1