فی رحاب العقیدة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فی رحاب العقیدة - نسخه متنی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



وحدة المسلمين


بسم الله الرحمن الرحيم

كل ذلك معلناً(صلى الله عليه وآله) بالدعوة إلى اللَّه وتوحيده في الذات والصفات والأفعال والعبادة ، مبشراً بجنَّة عرضها السموات والأرض لمن أطاعه واتبعه ، منذراً بنار عميق قعرها شديد عذابها لمن عصاه ، وقد أيَّد اللَّه عزَّ وجل نبيَّه بالمعجزات الخالدة الواضحة والعلائم اللائحة إظهاراً لنبوته ، وإكراماً لمقامه ، كما أمر الناس باتباعه بقوله : {ومَا آَتَاكُم الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهَاكُم عَنْهُ فَانْتَهُوا}(1) وبقوله تعالى : {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُم . . .}(2) .

واستعداد إلهي ، وبما ألهم من حكمة إلهيَّة حتى انقادت النفوس لهذا الدين القويم عن رضا واختيار منها إلا من أبى وجاهر بالمحاربة; فكان من الحكمة ـ كما أمر اللَّه عزَّ وجلَّ ـ أن يناجزه الرسول حرباً بحرب ومعركة بمعركة ، حتى استتبَّ الأمر له (صلى الله عليه وآله)كما أراد ، وكان خلال تلك الفترة التي عاشها بين ظهراني الناس لم يفتأ يُعلِّمُهم الكتاب والحكمة ، حتى قال في خطبة الوداع وهي خطبة الغدير : «معاشر الناس . . ما من شيء يقربكم من الجنَّة إلا دللتكم عليه ، وما من شيء يبعدكم عن النار إلا نبهتكم عليه» فأنزل اللَّه عزَّ وجلَّ يومئذ : {اليَومَ أَكْمَلْتُ لَكُم دِينَكُم وَأَتْمَمْتُ عَلَيكُم نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُم الإسْلاَمَ دِينَاً}(3) ، ولمَّا أصبح الدين قويّاً حينئذ قال تعالى : {اليَوْمَ يَئِسَ الذِّينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُم فَلاَ تَخْشَوهُم واخشونِ . .}(4) .

وبعد وفاته (صلى الله عليه وآله) دأب المسلمون على الاقتداء بالنبي في أقواله وأفعاله ، لا يحيدون عن ذلك في عقيدة أو عمل ، وذلك لأنَّ العمل ليس إلا مرآةً لما يعتقد المرء ، ممَّا يعقد عليه جَنَانه ، حيث كان قد أسَّس (صلى الله عليه وآله)للمسلمين قانوناً يصونهم ويحفظ بعضهم عن بعض يوجب حقن النفس والمال والعرض ، وهو «من قال لا إله إلا اللَّه حرم دمه وماله وعرضه» كل ذلك حقناً لدماء المسلمين عن القتل ، وحفظاً لأموالهم عن السرقة ، ولأعراضهم عن الهتك .

ولذا ينبغي لك ـ أخي المسلم ـ أن تحقِّق العزم في قلبك والبناء في جنانك على أن تحافظ على كل ما جاء به الرسول من تعاليم سمحة ومحببةً للناس إلى هذا الدين الكبير ، مجتنباً في ذلك ما يشين إلى الإسلام ، ويُنَفِّر الخَلْقَ منه ; كألفاظ التكفير والتفسيق للمسلمين من سائر المذاهب الإسلاميَّة ، لمجرد أن خالفوك في الرأي في مسألة فقهية أو علميَّة ، إذ الربُّ واحد وهو المتوجه له الخلق بالعبادة ، والرسول محمد(صلى الله عليه وآله) واحدٌ يقر المسلمون له بالطاعة ، والكتاب واحد وهو ما أنزل على النبي(صلى الله عليه وآله) ، والقبلة واحدة وهي التي يتوجه لها المسلمون قاطبة في أرجاء المعمورة ، وأهل بيت النبي(صلى الله عليه وآله) هم الذين أمر اللَّه عزَّ وجلَّ والنبي(صلى الله عليه وآله)بمحبتهم واتباعهم; فحريٌّ بنا أن نتكاتف كي نطرد مِن البين مَنْ يحاول التفريق بين المسلمين ، وتشتيت جمعهم ، وتبديد شملهم .

ومن الالتزام بجادَّة الاستقامة أن يتثبت المؤمن في عقيدته بما يوافق النص الصحيح الوارد عن اللَّه عزَّ وجلَّ في كتابه وعن نبيَّه (صلى الله عليه وآله) وعن أهل بيته الكرام ، مستنداً في ذلك كلِّه إلى فطرة العقل السليم المدرك ، وما أودع فيه من الهداية بما يقوم عليه البرهان الجلي ، دون خوف من أحد قط .

ولنجتمع على مثل هذه العقيدة الصافية والتولي لمن تولاه اللَّه والتبري ممَّن تبرأ اللَّه منه داعين اللَّه عزَّ وجلَّ أن يُفرِّج عن المؤمنين والمسلمين في أرجاء الأرض بصلاح أمورهم وهدايتهم لما يريده اللَّه منهم من الاتباع لدينه القويم والوفاء بما عاهدوا عليه من كلمة الإسلام .

وصلَّى اللَّه على محمد وآله الطاهرين

وصحبهم التابعين لهم بإحسان .

/ 31