دور الحجّ في تحقيق القيادة الموحّدة - دور الحج فی تحقیق القیادة الموحدة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

دور الحج فی تحقیق القیادة الموحدة - نسخه متنی

عباس علی عمید الزنجانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



دور الحجّ في تحقيق القيادة الموحّدة



قال الله الحكيم:
{جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً
للناس}1 .


إنّ
عبادة الحجّ قادرة على أن تؤدّي الدور الكبير على صعيد التوعية والتوجيه
الديني ، وتوطيد عرى التلاحم بين أبناء اُمّتنا الإسلامية; ولأجل ذلك
لقد أُعطي للحج مكانة خاصّة في الشريعة الإسلامية بين سائر الأحكام
والفرائض ، ولو ألقينا نظرة واسعة على موقفه ومدى اهتمام القرآن والسنّة
بهذه الفريضة الكبرى وجذوره التاريخية ، والعلاقة الوطيدة المتشابكة
بينه وبين أصل التوحيد;
لأمكننا أن نفهم الأبعاد الواسعة لفلسفة الحج والأسرار العميقة ، التي
تنطوي عليها هذه العبادة الجماعية ، وبالتالي أن نتعرّف على مكانة الحج
ودوره الكبير في تمهيد القدرات على صعيد تجسيد الإسلام وتحقيق أهدافه
السامية ، وأن تثير الوعي الجديد الإسلامي في الجيل المسلم الذي تحول
إلى حركة ثورية إسلامية ، جعلت العالم يتطلّع إلى الإسلام كموقع جديد من
مواقع الثورة وكحركة رائدة من أجل تفسير المبادلات السياسية المعاصرة كقوّة جديدة تستطيع أن
تقضي على جميع القوى الشريرة شرقيها وغربيها في العالم.


حين
نتعرّف على هذه المكانة للحج والفلسفة الكامنة فيه وسائر أهداف الشريعة
الإسلامية من هذه الفريضة الكبيرة ، فسوف لا نسمح لأنفسنا أن نكتفي
بأداء مراسيم شكلية وأعمال خاوية غير ذات محتوى ، وأن نشهد كلّ عام
إهدار كلّ هذه القوى والإمكانات ونمكث جالسين دون أن نستثمر المعطيات
الحياتية العظيمة للحجّ .


نحن
نتابع التحقيق في هذه المعطيات وفي الوقت نفسه نؤمن أن الحج وسائر الفرائض
الإلهية أمر تعبّدي ونلزم أنفسنا بالامتثال المطلق لها ، وهذه الدراسة
لا تضعف روح التعبّد بل تتّجه إلى تقويتها .


لا شك
أن مناسك الحج وأحكامه لها أشكال تعبّدية ثابتة لا تقبل التغيير ،
فكل تغيير وتصرّف في الشكل الظاهري لمناسك الحج وأعماله بحجّة التفلسف
وتحقيق الأهداف والأسرار مرفوض .


لكن مع
ذلك هلاّ يلزمنا التعريف بما يحتويه قوله (صلى الله عليه وآله) : لو أنفقت جبل قبيس ذهباً في سبيل الله ما أدركت فضيلة
الحج 2 .


وما يعنيه قول الإمام الصادق(عليه السلام): لا تماثل الحج عبادة . وحديث
عليّ(عليه السلام)يؤكّد عن عاقبة ترك الاُمّة للحجّ ، قال(عليه السلام)
: لا تتركوا حجّ بيت ربّكم فتهلكوا
3 .


وفي
حديث آخر يحذّر المسلمين وقادتهم من ترك الحجّ ، ويرى أن ذلك يؤدي إلى
سقوط شخصية الاُمّة وزوال عزّها وشرفها وسيادتها أمام الأجانب ،
قال(عليه السلام):


الله الله في بيت ربّكم لا تخلوه ما بقيتم فإنّه إن
ترك لم تناظروا 4 .


والإمام
الصادق(عليه السلام) يبيّن هذه الحقيقة بتعبير آخر ويقول:


أما أن الناس لو تركوا حج هذا البيت لنزل بهم العذاب
وما نوظروا؟! 5 .


ولاشك
أن ترك الحج على قسمين: إمّا أن يترك العمل فلا يحجّ أحد ، أو يحجّ
بصورة شكلية غير ذات محتوى .


هذه
الأخيرة هي التي اُبتلي بها العالم الإسلامي اليوم ، فبالتالي نزل بهم
العذاب ألا وهو الأسر
السياسي والاقتصادي وسقوط شخصية الاُمّة وزوال سيادتها . هذه الأحاديث ـ
وما أكثر عددها ـ تدعو إلى التأمّل وتشير إلى أنّ الحج مدرسة لتخريج رجال
أكفّاء مع الغزاة في سبيل الله ، كما قال رسول الله(صلى الله عليه وآله)
: الغازي في سبيل الله والحاج وفود الله
دعاهم 6 .


/ 10