تأملات فی آیات الحج نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تأملات فی آیات الحج - نسخه متنی

عبدالرحمن شرفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید







تأمّلات في آيات الحجّ



عبدالرحمن شرفي


قاضى المحكمة العليا ـ السودان


هذه رؤى
لهموم ووحدة المسلمين وإسلامهم من خلال مناسك الحجّ وآياته... والفارق يبدو
جلياً بين الواقع والواجب ـ من هذه الرؤى.


مقدّمة


قال تعالى:


{وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ
يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِر يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجّ
عَمِيق * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ
فِي أَيَّام مَعْلُومَات عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الاَْنْعَامِ
فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ * ثُمَّ
لِيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ
الْعَتِيقِ * ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ
لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمْ الاَْنْعَامُ إِلاَّ مَا يُتْلَى
عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنْ الاَْوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ
الزُّورِ * حُنَفَاءَ للهِِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ
يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ
أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَان سَحِيق * ذَلِكَ وَمَنْ
يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ * لَكُمْ
فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَل مُسَمّىً ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ
الْعَتِيقِ * وَلِكُلِّ أُمَّة جَعَلْنَا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا
اسْمَ اللهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الاَْنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ
إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرْ الُْمخْبِتِينَ *
الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى
مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِيِّ الصَّلاَةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ
يُنْفِقُونَ * وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ
اللهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ
فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ
وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ
تَشْكُرُونَ * لَنْ يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ
يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا
اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الُْمحْسِنِينَ * إِنَّ اللهَ
يُدَافِعُ عَنْ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ خَوَّان
كَفُور * أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ
اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ
دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ وَلَوْلاَ
دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْض لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ
وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيراً
وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ *
الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الاَْرْضِ أَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتُوْا
الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَللهِِ
عَاقِبَةُ الاُْمُورِ *}1.


هذه الآيات الكريمة، وما تضمّنتها من
حرمات الله وشعائره، ومناهج ابتغاء الغايات... نتلمّس فيها بعض معاني الوحدة
الإسلامية والتسليم للخالق.... وما يقتضيه هذا التسليم ـ والايمان ـ من
مدافعة ومناصرة... ونهدي هذه المعاني إلى كلّ من لبّى النداء الإبراهيمي من
لدن أبي الأنبياء، إلى أن يورث الله أرضه لعباده الصالحين ويرثها ومن
عليها... .


هذه المعاني إلى كل من أجاب النداء
وأقبل إلى الله وهو يردِّد: (لبّيك اللهمّ لبّيك)... أُقدّم هذه المعاني
ذكرى.. فالغفلة قد استطالت واستطارت... اُمّة الإسلام غافلة ـ غافلة ،
مغيّبة، ممزّقة، مذبوحة، مغتصبة. ... إنّها مؤامرة مدبَّرة من قبل النظام
العالمي الجديد، شعارها: (إبادة المسلمين واستخراب ديارهم)... إنّها بعض
الحقيقة ونحن في غناء عن مزيد بيان، غير أنه ما زال هنالك رجاء.. الرجاء
كائن، ما ظلّ الناس يهرعون رجالاً، وعلى كلّ ضامر، من كلّ فجٍّ عميق، ليذكروا
اسم الله في أيّام معلومات... يؤدّون فيها شعائر الله، وليطّوَّفوا بالبيت
العتيق... الأمل كائن رغم الغفلة...


{إنّ الذين اتقوا إذا مسَّهم طائفٌ من
الشيطان تذكّروا فإذا هم مبصرون}2.


... الغفلة ليست أبدية... إنّها طائف
تبدّدها التذكرة... (المسلمون قادمون)... هتاف بدأ ينبعث من حناجر شبابنا
المسلم... شعاع الفجر الصادق بدأ يشقّ ثنايا ظلمات اُفق الجاهلية المعاصرة...
جاهلية النظام العالمي الجديد... إنّها بدايات التذكرة... الذين كانت أعينهم
في غطاء عن منهج الله ... سيتّخذون إلى ربّهم سبيلاً وتولد اُمّتنا من جديد،
من بين أرحام ظلمات الجاهلية، ويصدق وعد الله القائل: {ولقد كتبنا في
الزبور من بعد الذكر أنّ الأرض يرثها عبادي الصالحون}3.


... الأرض التي عاث فيها الكافرون
فساداً، يرثها الصالحون من عباد الله... {الذين إن
مكّناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن
المنكر ولله عاقبة الاُمور}... ومبدأ المنطلق من هنا... من هذه الشعائر... نستشعر ذلك من تسلسل
هذه الآيات المبدوءة بالآذان الإبراهيمي... مروراً بصياغة الإنسان الرسالي ـ
والاُمّة الرسالية ـ ، وبيان الغايات ومناهج بلوغها... بلوغ غاية
الغايات {ولله عاقبة
الاُمور}.


ينخرط الإنسان المسلم في الطريق...
بعد التمكين الرباني... تسعد الإنسانية بمنهج الاُمّة الرسالية... هذه معاني
بعض أهداف الآيات القرآنية العظيمة حول شعائر الله... حجّ بيت الله... فإن
أصابت الرؤية ـ والقراءة ـ فالحمد لله على نعمة الضياء ونعمة البصر ونعمة
العلم الذي لم نؤت منه إلاّ قليلاً... {وقل ربِّ زدني
علماً}... وإن كانت
الاُخرى فنسأل الله المغفرة وإقالة العثرات.


/ 6