القرآن مع عليّ(عليه السلام) - قرآن مع علی علیه السلام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

قرآن مع علی علیه السلام - نسخه متنی

حسن الحاج

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



القرآن مع عليّ(عليه السلام)



ماذا
ينقمون منك؟ وهل ينقمون إلاّ صدق إيمانك وسابقة ولائك وعظيم منزلتك وجهادك
وخصالك ومناقبك الكثيرة؟!


إضافةً
إلى أحاديث رسول الله التي وردت فيك وأقوال عظيمة تشيد بمكانتك وعلو
قدرك . . . هناك آيات نزلت بحقّك وتفرّدتَ بها وأخرى وقد
انضمّت إليك فيها نفوسٌ طاهرةٌ : سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء
وولداك سيّدا شباب أهل الجنّة الحسن والحسين(عليهما السلام) ، نأتي على
ذكر بعض هذه الآيات بما يتناسب وهذه المقالة المختصرة جدّاً البعيدة عن
الإطالة والتفصيل الذي يتطلّبه الخوض في هذه الآيات وفي موردها وما أثير
حولها من إيرادات وإشكالات والإجابة عنها ، التي تكفّلت بها كتب ومصادر
مطولة . ومن شبهات ، غرضها إبعاد أيّ فضيلة للإمام(عليه السلام)
تحملها آيات كريمة أو روايات شريفة أو مواقف جريئة أو أقوال صادقة ،
فراحت أقلامهم وأفكارهم تختلق منهجاً آخر في محاربتك فغدوا يحرفون الكلم من
بعد مواضعه ويبدلون قولا غير الذي سمعوه وعقلوه . . . وهو أمر
ورثوه من آبائهم وتعبدوا به . . وراحوا يلتزمون روايات مختلقة أو
ضعيفة للوصول إلى أهدافهم في تقويض فضائلك وإلغاء أو تهميش دورك ومواقفك
الرسالية . . .


فبعيداً عن كلّ هذا ، نشير إلى بعض تلك
الآيات :


* {إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ
اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ
وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}1


هناك
حيث راح عليٌّ(عليه السلام) يؤدّي صلاته ، إذ جاءه سائل يطلب
شيئاً ، فما كان من الإمام(عليه السلام) وهو في ركوعه وقد أوجع السائل
قلبه ، إلاّ أنّ مدّ إليه يده متصدّقاً بخاتم كان في
إصبعه .


«وقد
ذكرت روايات يقوي بعضها بعضاً ـ وهذا القول للدكتور وهبة الزحيلي ـ
أنّها نزلت في عليّ بن أبي طالب ، الذي سأله السائل وهو راكع في
تطوع ، فتصدّق عليه بخاتمه . . .»2


الواحدي في أسباب النزول عن ابن عبّاس أنّه قال :


أقبل
عبدالله بن سلام ومعه نفر من قومه قد آمنوا ، فقالوا : يا رسول
الله ، إنّ منازلنا بعيدة ، وليس لنا مجلس ولا متحدّث ، وإن
قومنا لما رأونا آمنا بالله ورسوله وصدّقناه ، رفضونا وآلوا على أنفسهم
أن لا يجالسونا ، ولا يناكحونا ولا يكلّمونا ، فشقّ ذلك
علينا . فقال لهم النبيّ : { إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللهُ وَرَسُولُهُ
وَالَّذِينَ آمَنُوا . . . }
الآية .


ثمّ
إنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) خرج إلى المسجد والناس بين قائم وراكع ،
فنظر سائلا ، فقال : هل أعطاك أحدٌ شيئاً؟


قال : نعم
خاتم من ذهب [فضّة] .


قال : من
أعطاكه؟


قال : ذلك
القائم ، وأومأ بيده إلى عليّ بن
أبي طالب .


فقال : على
أيّ حال أعطاك؟


قال :
أعطاني وهو راكع .


فكبّر النبيّ(صلى
الله عليه وآله) ثمّ قرأ : { وَمَنْ
يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمْ
الْغَالِبُونَ}3 .


وفي هذا يقول
حسان بن ثابت :




أبا حَسَن تفديك نفسي
ومهجتي وكلّ بطيء في الهدى
ومُسارع فأنت الذي أعطيت إذ كنتَ راكعاً
فدتك نفوس الخلق يا خير
راكع خاتمك
الميمون يا خير سيد
ويا خير شار ثمّ يا خير
بايع فأنزل
فيك الله خير ولاية
وبيّنها في محكمات
الشرايع


وهناك
مصادر كثيرة من الفريقين أكّدت هذا المورد لهذه الآية المباركة4 .


* { فَمَنْ
حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا
نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ
وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ
عَلَى الْكَاذِبِينَ}5 .


قد
ينتهي الجدال إلى باب أو طريق مسدود ، فيقف كلا الطرفين متمسكاً
بما عنده ، وهنا قد يبادر أحدهما حرصاً منه على الثمرة ، فيعلن
شيئاً ـ بعيداً عن أدلّة كلّ منهما; لأنّ الحجج والأدلّة لم تؤدِ إلى نتيجة ـ
يحسم ذلك النزاع ، وهو ما فعله رسول الله(صلى الله عليه وآله) ـ المتيقن
للحقّ الذي بين يديه ـ في نقاشه الحاد مع نصارى نجران ، الذين راحوا
يتمسكون بباطلهم ، وحتّى يكشف القناع عن وجوههم وعنادهم ، فدعاهم
إلى المباهلة بأن يدعو كلّ فريق أحباءه الخلّص ، ثمّ يدعو الله تعالى أن
يصبّ لعنته وغضبه على الكاذب منهما وأن يطرده من
رحمته .


الواحدي في أسباب النزول عن جابر بن عبدالله أنّه قال : قدم وفد أهل
نجران على النبيّ(صلى الله عليه وآله) : العاقب والسيد ، فدعاهما
إلى الإسلام ، فقالا : أسلمنا قبلك ، قال :
كذبتما ، إن شئتما أخبرتكما بما يمنعكما من الإسلام ، فقالا :
هات أنبئنا ، قال : حبّ الصليب ، وشرب الخمر ، وأكل لحم
الخنزير [وفي رواية أخرى عن الحسن أنّه(عليه السلام)قال لهما : كذبتما
يمنعكما من الإسلام [ثلاث] : سجودكما للصليب ، وقولكما : اتخذ
الله ولداً ، وشربكما الخمر ، فقالا : ما تقول في
عيسى؟


قال : فسكت النبيّ(صلى الله عليه وآله) ونزل القرآن : { ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَليْكَ مِنْ الاْيَاتِ
وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ * إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ ـ إلى قوله ـ
فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا
وَأَبْنَاءَكُمْ . . .} . فدعاهما رسول الله(صلى
الله عليه وآله) إلى الملاعنة ، فوعداه إلى الملاعنة على أن يغادياه
بالغداة ، فغدا رسول الله(صلى الله عليه وآله) فأخذ بيد عليّ
وفاطمة ، وبيد الحسن والحسين ، ثمّ أرسل إليهما ، فأبيا أن
يجيبا ، فأقرّا له بالخراج ، فقال النبيّ(صلى الله عليه
وآله) : «والذي بعثني بالحقّ لو فعلا لمطر الوادي
ناراً» .


قال
جابر : فنزلت فيهم هذه الآية : { فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا
وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا
وَأَنْفُسَكُمْ} .


قال
الشعبي : أبناءنا : الحسن والحسين ، ونساءنا :
فاطمة ، وأنفسنا : عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه6 .


وفي
الكشّاف . . . فقال أسقف نجران : يا معشر النصارى! إنّى
لأرى وجوهاً لو شاء الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها ، فلا
تباهلوا فتهلكوا ، ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة7 .


ولما
سئل أبوعبدالرحمن محمّد بن عائشة عن أفضل أصحاب رسول الله(صلى الله عليه
وآله) ، راح يعدد أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال :
أبوبكر ، وعمر ، وعثمان ، وطلحة ، والزبير ،
وسعد ، وسعيد ، وعبدالرحمن بن عوف ، وأبوعبيدة بن
الجرّاح .


فقال
له السائل : فأين علي بن أبي طالب(عليه
السلام)؟


قال : يا هذا! تستفتي عن أصحابه أم عن نفسه؟


قال : بل عن أصحابه .


قال : إنّ الله تبارك وتعالى يقول : { فَقُلْ
تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ
وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ} فكيف يكون
أصحابه مثل نفسه؟!8


وهناك
مصادر أخرى9 .


* { إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ
الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}10 .


إنّ
مسألة طهارة (الإمام علي وفاطمة الزهراء والحسن والحسين(عليهم السلام)) أمر
متّفق عليه عند جميع المسلمين ، بل حتّى عند أعدائهم يعدّ أمراً واضحاً
لا لبس فيه ولا غموض ، ولا شكّ يعتريه ، وأمامك التأريخ
والتراجم ، فلا تجد شخصاً إلاّ ويقول بتزكيتهم وطهارتهم بل لم يذكر لنا
التاريخ عيباً فيهم أو خطأ ارتكبوه أو شططاً وقعوا فيه فيما كثرت زلاّت غيرهم
وعظمت أخطاؤهم ومعاصيهم سواء أكانوا رجالا أو نساء . . .
فسيرتهم (عليهم السلام) صالحة ، ونفوسهم طاهرة ، وحياتهم
مباركة . . . نعم اختلفوا معهم ، ناصبوهم
العداء ،ثاروا عليهم ، تمرّدوا عليهم ، افتروا
عليهم . . . ولكن لا شك في طهارتهم وإنّما هي الدنيا ومطامعها
و«إنّه الملك لو نازعتني عليه لأخذتُ الذي فيه عيناك»11 .


ثمّ
إنّ عدل القرآن كالقرآن في طهارته وصفائه : « . . . إنّي
تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل
بيتي . .» .


فقد
راح رسول الله(صلى الله عليه وآله) يعدّهم ليكونوا منهلا عذباً تنتهل منه
الأمّة ، ومصدرَ خيروعطاء للناس ومنبع تبليغ لدين
الله و أحكامه وسنة نبيّه(صلى الله عليه وآله)، ومرجعاًللأمّة
تعود إليهم دائماً في تلقّي الأحكام وفي اتّخاذ المواقف . . .
فلا بدّ من أن يكونوا(عليهم السلام)على درجة عالية من تزكية النفوس وطهارتها
وعلى يقين وبصيرة بدين الله وسنة نبيّه الأكرم، فطهارتهم وبالتالي عصمتهم هبة
إلهيّة اختصّهم بها الله تعالى دون الآخرين.


وكانت
أمّ المؤمنين أمّ سلمة تتمنّى أن تكون من أهل البيت (عليهم السلام)
الذين كانوا في بيتها مجتمعين تحت كساء واحد .


فقد
جمع رسول الله(صلى الله عليه وآله) عليّاً وفاطمة والحسن والحسن تحت كساء
واحد وقال : «اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي أذهب عنهم الرجس وطهّرهم
تطهيراً .»


فتقول
أمّ سلمة لرسول الله(صلى الله عليه وآله) : فأنا معهم يا نبيّ
الله؟!


فيقول
لها : «أنتِ على مكانك ، وأنت على خير» .


انظر
الواحدي في أسباب النزول : بسنده عن أمّ سلمة : أنّ النبيّ(صلى
الله عليه وآله) كان في بيتها ، فأتته فاطمة رضي الله عنها بِبُرمة فيها
خزيرة ، فدخلت بها عليه ، فقال لها : ادعي لي زوجك
وابنيك ، قالت : فجاء عليّ والحسن والحسين ، فدخلوا فجلسوا
يأكلون من تلك الخزيرة ، وهو على منامة له ، وكان تحته كساء
خيبريّ ، قالت : وأنا في الحجرة أصلّي ، فأنزل الله تعالى هذه
الآية : { إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ
لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ
تَطْهِيراً} .


قالت : فأخذ فضل الكساء فغشّاهم به ، ثمّ أخرج يديه فألوى بهما إلى
السماء ثمّ قال : اللّهم هؤلاء أهل بيتي وخاصّتي [وحاميتي] فأذهب عنهم
الرجس وطهّرهم تطهيراً .


قالت : فأدخلت رأسي البيت فقلت : وأنا معكم يا رسول الله ،
قال : إنّك إلى خير إنّك إلى خير ، ونقل أيضاً عن أبي سعيد أنّ هذه
الآية «نزلت في خمسة : في النبيّ(صلى الله عليه وآله) وعليّ وفاطمة
والحسن والحسين رضوان الله عليهم أجمعين12 .


واُنظر
غيره من المصادر13 .


* { أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً
لاَ يَسْتَوُونَ}14 .


الطبري
في تفسيره عن عطاء بن يسار ; نزلت بالمدينة في عليّ بن
أبي طالب(عليه السلام) والوليد بن عقبة بن أبي معيط ، كان بين
الوليد وبين عليّ(عليه السلام) كلام ، فقال الوليد بن عقبة : أنا
أبسط منك لساناً ، وأحدّ منك سناناً ، وأردّ منك
للكتيبة .


فقال
علي(عليه السلام) : اسكت ، فإنّك فاسق .


فأنزل
الله فيهما : {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ
كَانَ فَاسِقاً لاَ يَسْتَوُونَ ـ إلى قوله ـ بِهِ
تُكَذِّبُونَ} .


وقال
ابن عبّاس وغيره من المفسّرين : يعني بالمؤمن عليّاً وبالفاسق الوليد
ابن عقبة15 .


وختاماً لهذا الإيجاز نقول : إنّ هذه بعض الآيات التي حظي عليٌّ إما بها
كاملة وإمّا بنصيب وافر منها فعن حلية الأولياء أنّ رسول الله(صلى الله عليه
وآله) قال : «ما أنزل الله آيةً فيها {يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} إلاّ وعليّ رأسها وأميرها»16 .


وعن
عبدالله بن عبّاس أنّه قال : «ليس من آية في القرآن
فيها : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا} إلاّ وعليّ رأسها وأميرها وشريفها ، [وعن حذيفة بن
اليمان . . . إلاّ وكان لعليّ لبّها ولبابها . كما في
شواهد التنزيل 1 : 63 ، 67] وقد عاتب الله أصحاب محمّد في
القرآن ، وما ذكر عليّاً إلاّ بخير»17 .


وعنه
أيضاً : «ما نزل في أحد من كتاب الله تعالى ما نزل في عليّ»18 .


/ 3