أبو المرتضی بن شهاب رائد النهضة الاصلاحیة فی جنوب شرق آسیا نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أبو المرتضی بن شهاب رائد النهضة الاصلاحیة فی جنوب شرق آسیا - نسخه متنی

شهاب محمد اسد

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید







السيد محمد بن عبدالرحمن بن شهاب




عالم من العلماء الاعلام، بحاثة ومدقق حينما يكتب في موضوع، تتسم دراسته حين يطرق بحثا بالعمق والمنطق العلمي، اللذين يدلان على علو موهبته ودقته في البحث باسلوب علمي منطقي. مع سلاسة التعبير والبعد عن التعقيدات.




له صلات وثيقة مع الامير شكيب ارسلان وكانا يتبادلان المعلومات العلمية والمباحثات التاريخية، وكان الامير شكيب ارسلان يعتمد اعتمادا كليا على السيد محمد بن عبدالرحمن خصوصا في الابحاث العلمية والتاريخية، وفي تعليقات الامير شكيب ارسلان على كتاب (حاضر العالم الاسلامي) للورد ستودارت، يجد القارئ فصلا طويلاً من دراسة السيد محمد بن عبد الرحمن بن شهاب عن جزر القمر شملت صفحات عديدة من الكتاب.




السيد محمد بن شهاب من رجال النهضة الاصلاحية في المهجر الشرقي ومن الساسة البارزين، وفي فترة من الفترات ترأس جمعية خير وتولى مجلس ادارتها عام 1901، وبجانب هذا كله فهو من رجال الاقتصاد والاعمال التجارية وباستطاعته تمويل الحركات الاصلاحية بالمال، وهو من رجال حزب شركت اسلام البارزين دعم الحزب بالنفس والنفيس.




في عام 1928 انتخب بالاجماع رئيسا عاما للهيئة المركزية العليا للرابطة العلوية، وتولى رئاستها سنوات حتى وافته المنية عام 1949 بمدينة سورابايا ودفن فيها عن عمر ناهز 62 عاما. كان لنبأ وفاته رجة كبيرة في الاوساط الاسلامية، شيعت جنازته الى مثواه الاخير في غاية المهابة مجللا بعلم الرابطة العلوية وانهالت برقيات التعازي المشاركة في هذا المصاب من جميع الاحزاب والجمعيات والشخصيات البارزة في المهاجر الشرقية وجنوب الجزيرة كما شاركت وفود الاحزاب والجمعيات من جميع بلدان جاوا، واقيمت له مجالس التعازي في جميع بلدان المهاجر الشرقية وأبنه الخطباء ورثاة الشعراء وكتبت الصحف فصولا مطولة وسلسلة من المقالات تستعرض فيها تاريخ حياته المليئة بالجهاد والكفاح الطويل واعماله المثمرة.




رثاه كثيرون من شعراء المهجر الشرقي وجنوب الجزيرة، منهم زميله في الكفاح وصديقه شاعر المهجر الشرقي السيد احمد السقاف بهذه المرثية:









  • بشراه أدى الواجبات وودَّعا
    والعيش كالحلم اللذيذ يحول دو
    من شؤم هذا العصر هذا السلك كم
    ولكم أثار أسىً وقطَّع مهجةً
    يتحسَّس الخبر المسيء فكلما
    لو كان يشعر أو يحس بما به
    يجري لذاب من الأسى وتقطعا



  • والموت مبتدأ الحياة لمن سعى
    ن تمامه داعي المنون إذا دعا
    أدمى القلوب وكم أراع وكم نعى
    وكم استدرَّ من الجفون الأدمعا
    ألقاه جاء به إلينا مسرعا
    يجري لذاب من الأسى وتقطعا
    يجري لذاب من الأسى وتقطعا





* * *









  • هدَّ القوى نبأٌ لو استولى على
    نبأٌ أذيع صبيحة الاثنين أز
    (ملأ) الربوع أسى فلا تلقى امرأً
    (فغدا) يفارقنا السهاد وقد نفى
    جهرت به هذي (المُسِرَّة) ليتها
    أخذت تحدثني بأن محمداً
    عاف البقاء مع الليالي إذ رأى
    لبَّى نداء الحق مسروراً وأصبح
    عاش الفقيد من القلوب محبباً
    وقضى فوُدِّع بالقلوب مشيَّعا



  • جبل لأصبح خاشعاً متصدعا
    عج وقعه منا القلوب وروّعا
    إلا لقيت محوقلا مسترجعا
    عنا الكرى نبأ أقضَّ المضجعا
    همست به أو فاتني أن أسمعا
    لما رأى ضعَة الزمان ترفعا
    حق الإله لدى الأنام مضيَّعا
    بالرضى من ربه متمتعا
    وقضى فوُدِّع بالقلوب مشيَّعا
    وقضى فوُدِّع بالقلوب مشيَّعا





* * *









  • صبراً بني علوي إن الخطب مشتر
    فمصيبة الاسلام في زعمائه
    وهم الأنام ومن سواهم في الورى
    صبراً على مر القضاء بني أبي
    والمرء يدفع خصمه حتى إذا
    حكم الإله فحقه أن يخضعا



  • ك على كل الأنام توزعا
    تنتاب أنصار الفضيلة أجمعا
    همَجٌ حكى البُهم السَّوام الرتعا
    إذ لا يردّ مقدراً أن نجزعا
    حكم الإله فحقه أن يخضعا
    حكم الإله فحقه أن يخضعا





* * *









  • غاب الشهاب مخلفاً آثاره
    فسلوا المدارس هذه لتجيب إذ
    من ذا سواه على إقامتها قضى
    فبعزمه جمعية الخير ارتقت
    للعلم علم الدين أضحت منهلاً
    وبه اقتدى من قام في فتح المدا
    وله تجاه البائسين وفي صفوف
    فمتى وعى خبراً يثير دواعي الـ
    وغدا يدير الاكتتاب فكم لمنـ
    جلَّت مناقبه عن الإحصاء ليـ
    ولو استطعت وكان لي قلم جعلـ
    يكفيه فخراً أن رابطة العلى
    فسما بها نحو العلى حتى قضى
    عرف الزمان وأهله ورأى الحوا
    ورأى بني علوي استولى على
    وتفرقت أهواؤهم حتى غدا
    فدعا الرجال إلى التآخي وابتنى
    غرسٌ تبارك ثم أصبح مورقاً
    وسقاه من ماء التعارف فاستوى
    ونما وأخرج شطأه وتفرعا



  • إذ ليس للانسان إلا ما سعى
    لو لا الفقيد لما رعاها من رعى
    أيامه وبما أفاد تبرعا
    وغدا بها روض المعارف ممرعا
    يروي العطاش وللفضائل منبعا
    رس فاقتفى آثاره وتتبعا
    المشفقين مكانة لا تدَّعى
    إشفاق بات مؤرقاً لن يهجعا
    ـكوب سعى وعلى مُقِلٍّ وسّعا
    ـس لطامع في حصرها أن يطعما
    ـتُ لكل مكرمة أتاها مَشرَعا
    قد صيَّرته لسرّها مُستودعا
    متبوئاً منها المحل الأرفعا
    دث تستجدَّ لكل قوم منزعا
    مجموعهم عدم الوفاق وأوقعا
    حبل المودة بالحظوظ مقطعا
    حصناً برابطة الإخاء مُمنَّعا
    بالإتحاد وبالتصافي أينعا
    ونما وأخرج شطأه وتفرعا
    ونما وأخرج شطأه وتفرعا





* * *









  • أنعم برابطة الكرام فإنها
    لا بل هي الشمس المضيئة نورها
    وهي السفينة للنجاة أدار دفـ
    بحميّة تأبى عليه لدى اشتبا
    وصلابة تأبى عليه إذا استبا
    وندىً يفسر للورى معنى الكـ
    ولو اقتضى النفع الضحية لافتدى
    إخلاصه في النفع حين يقوم بيـ
    تهوي القلوب إليه إجلالاً فحيـ
    ـث أقام عَزَّ وحيث نادى أسمعا



  • كالغيث إذ يحيي الموات البلقعا
    عم البسيطة لم يغادر موضعا
    ـتها الفقيدُ كما أدار المجمعا
    ه الرأي إلا أن يفيد وينفعا
    ن الحق إلا أن يقول ويصدعا
    ـريم وكيف ينفق ما تملك أجمعا
    نفع العموم بروحه وتطوعا
    ـن الناس يجعل للنصيحة موقعا
    ـث أقام عَزَّ وحيث نادى أسمعا
    ـث أقام عَزَّ وحيث نادى أسمعا





* * *









  • من سوء حظي أن يقيّدني النوى
    إذ لو حضرت لقمت في تلك الجمـ
    ولقلت هذا ابن الشهاب بقية السـ
    هذا الرئيس مودعاً أحبابه
    لا بدع أن نأسى وأن نتوجعا



  • عن فرض تشييع الفقيد ويمنعا
    ـوع مؤبناً ومترجماً ومشجعاً
    ـلف الكرام الصالحين مودَّعا
    لا بدع أن نأسى وأن نتوجعا
    لا بدع أن نأسى وأن نتوجعا





* * *









  • علَم الهدى هذا وهذا النعش بالـ
    ليس الذي يشتَمُّ نشر المسك بل
    يا من عهدنا منه حُسْنَ رعاية
    ها هم بنوك يشاهدونك راحلاً
    دعهم فقد فقدوا أباً متحنّناً
    اليوم نُعذر إن تملَّكَنا الأسى
    واليوم يجمُلُ أن يتمَّ ثباتنا
    واليوم يحسن أن نخلّد ذكره
    وضع الفقيد لنا الأساس فحقنا
    فالعيب أن يبقى الأساس معطلاً
    فإلى الأمام تقدَّموا للخير قو
    وتجشموا الأخطار لا كان الذي
    طعم المنون لدى المحقق واحدٌ
    الموت حقٌ والمقدّر لا يُردّ
    ونحن عن طلب العلى لن نرجعا



  • ـعَلَم المفدى قد بدا متلفعا
    نشر الثناء على الفقيد تضوَّعا
    هلا ترى الأبصار حولك خُشَّعا
    لا يملكون اليوم إلاَّ الأدمعا
    برّاً تقياً مستقيماً أروعا
    ويحق للأكباد أن تتصدَّعا
    ويزيننا بالصبر أن نتذرعا
    بفعالنا بعد الفواتح والدعا
    أن نستمر على البناء ونرفعا
    والويل أن ينهار أو يتزعزعا
    لوا ليس منا من تأخر إصبعا
    يخشى المخاطر أو يهاب المصرعا
    مهما تعدَّد شكله وتنوّعا
    ونحن عن طلب العلى لن نرجعا
    ونحن عن طلب العلى لن نرجعا





* * *




وممن رثاه العلامة السيد علوي بن طاهر الحداد بمرثية مطلعها:









  • رقوا لقلب حليف البث مشجون
    في غمرة من طوامي الحزن مسجون



  • في غمرة من طوامي الحزن مسجون
    في غمرة من طوامي الحزن مسجون





ومنهم ايضا السيد عبدالله الحبشي بمرثية مطلعها:









  • افل الشهاب فعمت الظلمات
    وتزايدت باُفوله الحسرات



  • وتزايدت باُفوله الحسرات
    وتزايدت باُفوله الحسرات





وغيرهم ممن رثاه كثيرون واكتفينا بهذا النزر اليسير.




* * *




هؤلاء الذين ذكرتهم هنا هم بعض شخصيات من تلامذة السيد ابن شهاب من مجموعة كبيرة منتشرة في المهاجر الشرقية وجنوب الجزيرة ممن عرفتهم واجتمعت بهم وعاشرتهم، هؤلاء الذين نهجوا نهجه ومشوا على طريقته وطبقوا تعاليمه وواصلوا الجهاد للوصول الى الغاية والهدف الشريف.مؤلفاته




خلف السيد ابن شهاب تراثا قيما فياضا من مؤلفاته الكثيرة طبع بعضها طبعات قديمة بمطابع حجرية في الهند وسنغافورا قبل ما يقرب من قرن من الزمن، ومنها ما طبع بمصر عام 1302 تقريباً، وطبع منها ديوانه في اندونيسيا عام 1924. وما زال اكثر مؤلفاته مخطوطاً،اما المطبوعة فتكاد تكون نادرة الوجود يعسر الحصول عليها الآن، ولم يُعد طبع شيء منها على رغم اهميتها.




هذه قائمة ببعض مؤلفاته المطبوعة المعروفة التي عثرنا عليها:




1 ـ رشفة الصادي في فضائل بني النبي الهادي.




2 ـ فتوحات الباحث.




3 ـ العقود اللؤلؤية في اسانيد السادة العلوية.




4 ـ الترياق النافع.




5 ـ اقامة الحجة على التقي بن حجة.




6 ـ اسعاف الطالب.




7 ـ نوافح الورد.




8 ـ الورد القطيف شرح الورد اللطيف.




9 ـ ذريعة الناهض، وقد شرحها بعض علماء اليمن.




10 ـ النظام في المنطق.




11 ـ تحفة المحقق.




12 ـ كشف النقاب عن وجهة الصواب.




13 ـ الشهاب الثاقب على السباب الكاذب.




14 ـ الارجوزة.




15 ـ رفع الخيط عن مسائل الضغط.




16 ـ التنوير.




17 ـ التذكير.




18 ـ وجوب الحمية من مضار الرقية.




19 ـ الديوان.




اما المخطوطات كما حدثني بعض الاخوة فمنها:




20 ـ الشجرة العلوية.




21 ـ الديوان الحميني.




هذه بعض مؤلفاته التي عرفناها او عثرنا عليها او سمعنا عنها من بعض الاخوة ممن يملكون هذه الكتب، والمعلوم ان هذه الكتب التي ذكرناها الّفت في سنوات متفاوتة من سني حياته، منها ما الّفه وهو في شرخ شبابه ومنها ما كتبه وهو في مرحلة نضوجه ومنها عندما وصل الى مرحلة شيخوخته، وكذا كانت قصائده التي قالها في مناسبات عديدة خلال الاعوام المديدة من سني حياته، وكلها تصور الادوار التي عاشها وصارعها.




والمعروف وكما يتحدث به الاخوة ان للسيد ابن شهاب مؤلفات اخرى متعددة المواضيع ولكني لم اقف عليها، فقد قيل ان مؤلفاته تزيد عن الاربعين كتاباً. اما محاضراته وخطبه فكان يلقيها ارتجالا ولم يدوّن منها الا اليسير جداً، ولو كان الامر كاليوم حيث وجود آلة التسجيل لكانت محاضراته وخطبه التي كان يلقيها مجموعة كبيرة تضاهي مؤلفاته.مكتبته




تظم مكتبة السيد بن شهاب بحيدر آباد الدكن بالهند انفس الكتب من امهات المراجع العلمية من مطبوعات ومخطوطات وتعد من كبريات المكتبات الشخصية الخاصة والتي تضاهي مكتبات الجامعات العالمية.




عندما تاحت لي الفرص في زيارتي للهند عام 1973 حرصت كل الحرص على الذهاب الى حيدر آباد لزيارة اسرة المغفور له السيد ابن شهاب، وكان يرافقني في هذه الزيارة الاستاذ محمد منور نينار الاستاذ بجامعة جواهر لال نهرو في نيودلهي والعلامة الباحثة السيد عبدالله مديحج المقيم بحيدر آباد، وكانت أول مرة اجتمع فيها باحفاد السيد ابن شهاب وبحضور من الفضلاء بينهم السيد عبدالله خمور والسيد العيدروس.




بحثت مع احفاد السيد ابن شهاب بحضور السادة المذكورين قضية مكتبة جدهم وما فيها من المخطوطات القيمة النادرة التي لا تقدر بثمن، وهي تراث اسلامي عظيم، واقترحت عليهم:




اولاً ـ وجوب المحافظة التامة على هذهِ الكتب، والعناية بها وصيانتها من التلف والضياع، فلا تكون عرضة للارضة وعدم التصرف فيها حفظا لهذا التراث القيم الذي مضى عليه اكثر من نصف قرن من وفاة المغفور له وذلك خدمة للعلم وارضاء لروح الفقيد وبراً به، وبذلك نصون التراث خدمة للاُمة لينتفع الناس به ويستفيد طلبة العلم والباحثين منه.




ثانياً ـ بما أنّ الاوضاع في حيدر آباد حالياً غير مرضية بجانب قلة من يهتم بامثال هذه الكتب، وعدم اكتراث الشباب بهذه القضية لانشغالهم بامور الحياة الصعبة وتكاليفها الباهضة المرهقة، ثم وجود ضغوط خفية من الدولة وارباب النفوذ من البراهمة على المسلمين وعرقلة سير الدعوة الاسلامية، وكان بطبيعة الحال ان ينصرف الناس عن هذه الكتب وينعدم إقبالهم عليها، كان من المستحسن حفظاً لهذا التراث الاسلامي من التلف ولعدم الامن في المستقبل من مصادرة الحكومة لهذه المكتبة او ضمها الى المكتبات الحكومية، أن تباع هذه المكتبة بكاملها لاحدى المكتبات العالمية الكبيرة او مكتبات الجامعات لتضمها الى مكتبتها وبذلك تحفظ هذه الكتب وينتفع بها الناس وطلاب العلم والباحثين والمؤلفين وغيرهم، وفي الوقت نفسه نرضي السيد ابن شهاب.




نال اقتراحي هذا رضى الاحفاد واستحسان الحاضرين ووافق الجميع ممن حضر على هذا الاقتراح. ووعدتهم باتيان من يرغب في امتلاك هذه المكتبة بكاملها شراءً نقداً. وتكررت زيارتي بعد تلك الجلسة لهذه الاسرة خلال اقامتي بحيدر آباد. وقد تم موضوع بيع المكتبة بالرضى والاستحسان، وقمنا بزيارة ضريح المغفور له السيد بن شهاب وكان يرافقني في هذه الزيارة السيد عبدالله مديحج وكان هو الدليل، وموقع الضريح في ساحة مسجد جامع سلطان القعيطي، سلطان حضرموت الساحل.




غادرت الهند وفي اثناء رحلاتي كنت اعرض هذه المكتبة على من اتوسم فيه الخير لاقتنائها. ومن حسن الصدف بعد مضي فترة قصيرة من الوقت التقيت بالسيد حسن مدرسي وشرحت له الامر فوعدني خيراً، وسعى لتحقيق هذه الامنية، ورغبت احدى الحوزات العلمية في ايران في اقتناء هذه المكتبة بكاملها بشروط، وهي كما يلي:




1 ـ الثمن يتفق عليه بقرار من لجنة خاصة وبرضا الطرفين البائع والمشتري.




2 ـ يدفع الثمن نقداً وفوراً.




3 ـ يتحمل المشتري جميع التكاليف واجور التعبئة والنقل والشحن وما اليها من المصاريف الاخرى.




على هذا تم الاتفاق، وبدأ السيد حسن مدرسي والحوزة العلمية يعدّان العدة لتنفيذ شراء المكتبة بكاملها. وسافر السيد حسن مدرسي الى الهند ووصل الى حيدر آباد موفداً من قبل الحوزة العلمية لاتمام الاجراءات اللازمة في انهاء شراء المكتبة ونقلها الى ايران بموجب الشروط المتفق عليها.




مضى وقت واذا بي افاجأ برسالة من السيد حسن مدرسي يخبرني انه فوجئ بصدمة عنيفة عندما وصل الى حيدر آباد واجتمع باحفاد السيد ابن شهاب عندما ابلغوه ان الكتب كلها شحنت وارسلت الى المكلا باليمن الجنوبي الديمقراطي.




وواقع الامر انه حدثت ظروف طارئة لأسرة السيد ابن شهاب بعد انتظار، خامرهم الياس والشك، وحبّب اليهم احد القادمين من جنوب الجزيرة والموفد من قبل حكومة عدن عدم بيع المكتبة، فمن الاصلح حفظاً لهذه الكتب الكثيرة والقيمة إهداؤها الى احد المعاهد العلمية بجنوب الجزيرة. وبالفعل شحنت الكتب كلها في صناديق عديدة وارسلت الى المكلا. وقد قام بتجهيزها وتحمل مصاريفها بعض المحسنين.




وصلت الكتب الى المكلا والبلاد تحت سيطرة الحكم الماركسي الشيوعي، وقد قيل ان الدولة صادرت الكتب طبقاً للتعاليم الماركسية التي تحارب الاديان والمبادئ الاخرى باعتبار هذه الكتب كلها سامة مخدرة للعقول يمنع تداولها وقراءتها، ما عدا الكتب الماركسية الشيوعية.




لا يعلم احد مصير هذا الكتب، وتعدّدت الاقاويل، فمنها قول انها احرقت بكاملها لئلا تتعب الرقابة من مراجعتها بحجة انها كتب سامة، ومنها انها جمعت وضمت الى كتب المكتبة العامة للدولة. وهكذا كانت الخسارة فادحة عامة.




1 ـ ضياع الكتب وعدم انتفاع احد بها، وفقدان تراث كبير بفقدها وهي اكبر خسارة.




2 ـ الخسارة المادية، فلم تنتفع اسرة السيد ابن شهاب بشيء منها.




3 ـ التكاليف التي تحملها المحسنون لشحن الكتب الى المكلا ضاعت هباء.




قضي الامر وفات الاوان وعاد السيد حسن مدرسي بعد تحمل مشقة السفر، آسفاً خائباً، وعاد من حيث اتى بخفي حنين يعض اصابعه ندماً من ضياع المكتبة فوق ما تحمله من المتاعب ومشقة الاسفار والتنقلات وما صرف لاجلها من مصاريف.




بعد عودته الى ايران بعث الي برسالة جاء فيها:




بسمه تعالى




الى اخي في الله العلاّمة الجليل الاستاذ محمّد اسد شهاب:




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ارجو ان تكونوا على صحّة وعافية كاملتين وأن يديم الله عليكم نعمه وان يرزقكم خير الدنيا والآخرة. فانّي لا انسى مالك عليّ من الفضل فيما قمت به من تكريم وحفاوة لاخيك والمخلص لك اثناء تشرفي لاداء العمرة في رجب من هذه السنة. وإن هذا إلاّ تعبير عن اصالتك ونجابتك ودليل على فضائلك الجمة وانتسابك الرّوحي والنّسبي إلى آل البيت صلوات الله عليهم. ومالي ازاء خلقك الرفيع وادبك الجليل سوى ان ادعو إلى الله ان يكثر من امثالك وان يمنّ علينا ببقائك.




وبعد فان كان على ذكرك سألتني ان اسافر الى الهند لحمل كتب العلاّمة السيد ابي بكر بن شهاب الدين(رحمه الله) ونقلها الى ايران لان تبقى ذكرى خالدة له في احدى المكتبات العامة. وقد وفّقني الله لهذا السفر في شهر ذي القعدة المنصرم فذهبت الى الحبيب احمد بن عبدالله مديحج في حيدرآباد وسلّمته كتابك الذي كتبت له بواسطتي إلاّ انه اخبرني انّ الكتب نقلت الى حضرموت قبل سبع سنوات فرجعنا بخفي حنين....آل البيت النبوي (عليهم السلام)




السيد ابن شهاب ممن تملك قلوبهم حب الرسول سيد البشر سيدنا محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)، وخامر عواطفه وجوب الدفاع عنه وآل بيته الطاهرين الميامين رضوان الله وسلامه عليهم اجمعين، بعقيدة راسخة وايمان قوي، يتجلى ذلك واضحاً في احاديثه وما يلقيه من محاضرات وما في مؤلفاته، منها: رشفة الصادي في بحر فضائل بني النبي الهادي([18]) وما يجده القارئ في قصائده الكثيرة المثبتة في ديوانه المطبوع وغير المثبت منها، واحاديثه خصوصاً بعد بلوغه مرحلة النضوج وتجاوزه سن الاربعين من عمره الى ايام شيخوخته. ففي قصيدته التي يمدح فيها رسول الله النبي المصطفى محمداً(صلى الله عليه وآله وسلم)ميزة ظاهرة وبارزة لا نرى هذه الميزة لدى الكثيرين من الشعراء المادحين، لقد قالها بدافع العقيدة واحساساته المرهفة، فنلمس في كل بيت من ابيات تلك القصيدة العواطف الرقيقة والشعور الدافق الذي يقطر من نفسية الشاعر المليئة بالرقة والتأثر ويصور منتهى الحنو وهو راجع لسبب العلاقة الوثيقة النسبية، فوق الصلة الدينية التي يشارك فيها غيره ممن لا صلة لهم بالنبي نسباً ولا رحماً، فهو لا يثني مجرد ثناء فحسب ولكنه يحن حنو الطفل الرضيع الى امه وحنو الام الى طفلها الرضيع.




ففي ثنايا كلماته وعباراته نغمة عميقة مليئة بالعطف والود والولاء ولا غرو فهو يحن بروح الرحم وعاطفة البنوة المتسلسلة في بيت النبوة الي المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم) وكأنه يضرب على وتر لا يوجد في قيثارة غيره.









  • اذا اشتبكت دموع في خدود
    تبين من بكى ممن تباكى



  • تبين من بكى ممن تباكى
    تبين من بكى ممن تباكى





الا تراه في مرثيته في الامام الشهيد علي ابن ابي طالب(عليه السلام) كيف ينوح ويتألم ويبكي ويحن ثم يثور غيرة وحمية وحماسة([19]).




للسيد ابن شهاب مولفات كثيرة في آل البيت(عليهم السلام) كلها دراسات علمية وبحوث تاريخية، وكذا قصائده التي جاش بها صدره وتبلورت في مدائحه للنبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ومراثية للامام علي(عليه السلام) وسائر الائمة من آل البيت النبوي الشريف(عليهم السلام).




نأتي هنا بنتف ومقتطفات مما تعد فرائد عصماء من قصائده. ونستفتح بقصيدته التي ناجى بها سيد الانبياء الاصفياء نبينا محمد(صلى الله عليه وآله) عند تشرفه بزيارته بالمدينة المنورة عام 1302هـ وكان عمره انذاك 40 عاماً، وقف امام مقصورة الضريح الشريف وانشد قصيدته هذه جهراً امام الملأ من الزوار من جميع الاقطار وهم امام الضريح الطاهر والزوار يصغون اليه، وما ان أتمّ إلقاء قصيدته حتى تسابق الجمع الغفير من الزوار ينهالون عليه مسلمين بمزيد من الاعجاب والتقدير وطلبوا منه نص القصيدة وتناقلوها.




لقد كان الوضع في ذلك الزمن سمحاً، خلافاً للوضع الحاضر الذي يعتبر الزيارة والتقدير والتعظيم شركاً عظيماً لا يغتفر.




وقد شرح كثير من الادباء والعلماء هذه القصيدة وعلق عليها آخرون من الكتاب والمؤرخين، منهم الاستاذ المؤرخ السيد محمد ضياء شهاب، ولا يزال الكتاب مخطوطاً، ومطلع هذه القصيدة التي توسل بها الى النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) هو:









  • لذي سلم والبان لولاك لم اهوا
    ولولاك ما انهلت على الخد ادمعي
    لتذكار ما الروحاءتحويه من احوى([20])



  • ولا ازددت من سلع وجيرانه شجوا
    لتذكار ما الروحاءتحويه من احوى([20])
    لتذكار ما الروحاءتحويه من احوى([20])





ثم يصف السيد حالته عندما تشرف امام الضريح الطاهر لسيد البشر أنه كيف عرته هزة الجلال والعظمة، معتذراً عن تأخره عن اداء واجب الزيارة، فيقول:









  • واني لتعروني لذكراك هزة
    وها انا قد وافيت للروضة التي
    وقفت بذلي زائراً ومسلماً
    عليك سلام الخاضع الرافع الشكوى



  • كما اخذت سلمان من ذكرك العروا
    بها نير الايمان ما انفك مجلوا
    عليك سلام الخاضع الرافع الشكوى
    عليك سلام الخاضع الرافع الشكوى





يجد القارئ القصيدة بكامها وهي طويلة مثبتة في فصل (القصائد التي اوصى بها).




وقصيدة اخرى من جملة قصائده قالها في مدح سيد الكائنات النبي المصطفى محمد وآله عليهم افضل الصلاة وازكى التسليم. هذه القصيدة، وهي من روائع قصائده، عدد ابياتها 41 بيتاً بالحروف المهملة، وهي تدل على منتهى نبوغه الشعري ومطلعها:









  • ساد رسل الله طه احمد
    هو روح الله والامر ومعـ
    ـلو له العالم وهو المدد



  • مصدر الكل له والمورد
    ـلو له العالم وهو المدد
    ـلو له العالم وهو المدد





والقصيدة هذه مثبتة ايضاً في فصل القصائد التي اوصى السيد بنشرها.




إن مرثيته في مولانا الامام علي بن ابي طالب(عليه السلام) التي حازت شهرة عالمية، قالها في يوم ذكرى استشهاد الامام علي(عليه السلام) في 21 رمضان المعظم عام 1306هـ. وكان عمر السيد بن شهاب آنذاك 44 عاماً، وقد اصبحت هذه المرثية العصماء الفريدة تتلى في شهر رمضان من كل عام في ذكرى يوم استشهاد الامام(عليه السلام)، ومن هذه المرثية:









  • قفا وانثرا دمعا على الترب احمرا
    ولا تجعلا غير السواد ولبسه
    ولا تألوا جهدا عن النوح والطما
    صدورا بها الايمان اثرى واثمرا



  • وشقا لعظم الخطب اقبية الكرى
    شعاراً لتذكار المصاب الذي جرى
    صدورا بها الايمان اثرى واثمرا
    صدورا بها الايمان اثرى واثمرا





ويستطرد في هذه القصيدة موجهاً خطابه الى الامام علي(عليه السلام) يشكو ويشرح له ما يلاقيه ابناؤه وسلالته واتباعه من طغيان الظلمة الذين يسعون لابادة هذه المجموعة من الوجود انتقاماً لما حدث في معركة بدر حيث يفتخر المنتقم يزيد الاموي بقوله:









  • لعبت هاشم بالملك فلا
    ليت اشياخي ببدر شهدوا
    لأهلوا واستهلوا فرحاً
    لست من خندف ان لم انتقم
    من بني احمد ما كان فعل



  • خبر جاء ولا وحي نزل
    جزع الخزرج من وقع الاسل
    ثم قالوا يا يزيد لا تشل
    من بني احمد ما كان فعل
    من بني احمد ما كان فعل





يقول السيد ابن شهاب وهو يخاطب الامام علياً(عليه السلام) فيما حدث وصار لابنائه وسلالته من بعده من ظلم الظالمين وطغيان الطاغين:









  • وبعدك جاءت ذات ودقين يا ابا
    دماء بنيك الغر طلت وبدلت
    لقد عم كرب الدين في كربلاء اذ
    بتربتها امسى الحسين معفرا



  • تراب وجاءت بعد ام حبوكرى
    حفيظة قرباهم عقوقا مكفرا
    بتربتها امسى الحسين معفرا
    بتربتها امسى الحسين معفرا





ويتلهف متأسفاً لتاخر عصره وعدم مشاركته في تلك المعارك، متمنياً لو تاحت له الظروف وحظي بحضور تلك الايام، لينضم إلى صفوف آل البيت المجاهدين الميامين ومن معهم من الابرار، واسمعه اذ يقول:









  • ويا ليتنا في يوم صفين والذي
    ونشرب بالكأس الذي تشربونه
    فاما واما او نموت فنعذرا



  • يليه شهدنا كي نفوز ونظفرا
    فاما واما او نموت فنعذرا
    فاما واما او نموت فنعذرا





وكلها مليئة بالحماسة المتدفقة والعواطف السامية.




امله الوحيد في حياته




ليس للسيد ابن شهاب امل في حياته بعد ادائه فريضة الحج واداء العمرة والتشرف بزيارة سيد الكونين المصطفى خير البشر سيدنا ونبينا محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)بالمدينة المنورة سوى شيء واحد فقط، هو زيارة العتبات المقدسة بالنجف الاشرف حيث مثوى سيد الاوصياء امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب(عليهما السلام) ثم كربلاء حيث مثوى سيد الشهداء الامام الحسين(عليه السلام)، هذه الامنية ظلت تراود نفسه وتؤجج قلبه وهو يعاني منتهى الحسرة، شاعراً بشيء من النقصان اذ لم تتح له ظروف الوصول إلى هناك لزيارة تلك البقاع الطاهرة. تتجلى امنياته تلك في احاديثه وفي قصائده، اذ يصور فيها مشاعره المعبرة عن عمق احساساته الدفينة، فيقول:









  • وهل لي الى ساح الغريين زورة
    اذا جئتها حرمت ظهر مطيتي
    واخلع نعلي في طواها كرامة
    اذا شاهدت عيناى انوار قبة
    سجدت اليها سجدة الشكر خاشعاً
    هنالك ذات المرتضى ومقرها
    وجنة مأواها وحسن مقامها



  • لاستاف ريّا رندها وبشامها
    وحررتها من رحلها وخطامها
    لساكنها الثاوى أريض اكامها
    بها مركز الاسرار قطب انتظامها
    وعفرت وجهي من شذي رغامها
    وجنة مأواها وحسن مقامها
    وجنة مأواها وحسن مقامها





وقبل ان يختتم السيد قصيدته هذه، التي يجدها القارئ كاملة في فصل آخر من هذا الكتاب، وجّه السيد التماسه مخاطباً الامام علي بن ابي طالب معتذراً عن التقصير ومؤملاً منه الحضوة:









  • اليك ابا الريحانتين مديحة
    مقصرة عن عشر معشار واجب الثـ
    مؤملة زلفى لديك وحظوة
    وازكى صلاة بالجلال تنزلت
    على المصطفىوالمرتضى ما ترنمت
    وفاطمة الطهر التي المجد كله
    وسبطي رسول الله ريحانتيه والـ
    واصحابه الموفين ايمان عهده
    وبيعته في بدئها واختتامها



  • بعلياك تعلو لا بحسن انسجامها
    ـناء وان ادت مزيد اهتمامها
    ومعذرة عن عيها واحتشامها
    من المنظر الاعلى واذكى سلامها
    على عذبات البان ورق حمامها
    محيط بها من خلفها وامامها
    ائمة من اعقابه وفئامها
    وبيعته في بدئها واختتامها
    وبيعته في بدئها واختتامها





الغدير([21])




لما بلغ السيد ابن شهاب 68 عاماً من عمره وهو متمتع بروحية النضال الوثابة المليئة بنشاط الشباب، انشأ هذه القصيدة في عام 1330 وتليت قراءتها في حفل عيد الغدير في وصف وثناء امير المؤمنين علي بن ابي طالب(عليه السلام). وعدد ابياتها (110) أبيات وهو العدد الابجدي المطابق لاسم مولانا امير المؤمنين علي(عليه السلام). وسميت القصيدة النبأ اليقين وتعرف بالقصيدة الغديرية لان الهدف والقصد الاول هو التطرق لذكر تنصيب النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) للامام علي(عليه السلام) بالخلافة من بعده فهو وليه ووصيه. وبيعة 8الغدير هو الحدث التاريخي العظيم الذي امتلأت به بطون امهات كتب التاريخ، والذي يحاول انكاره ضعفاء النفوس الحاقدون.




القيت هذه القصيدة أول مرة في الحفل العظيم امام الجمع الغفير من معظم الشخصيات والطبقات البارزة من علماء ورجال التربية والساسة في الهند، نالت الاستحسان والتقدير وتناقلها المعجبون ونسخها الناسخون وتناولتها الايدي وانتشرت بصفة واسعة في جميع الاوساط في المهجر الشرقي وجنوب الجزيرة، ولمع نجم السيد ابن شهاب.




مطلع هذه القصيدة:









  • خذو الحذر ان تطّوفوا بخيامها
    وان تجهروا يوما برد سلامها



  • وان تجهروا يوما برد سلامها
    وان تجهروا يوما برد سلامها





وما زال السيد يسترسل في مدحه للامام علي(عليه السلام)حتى يصل الى لب الموضوع فيطرقه بقوله:









  • اليس بخم عزمة الله امضيت
    بها قام خير المرسلين مبلغاً
    الست بكم اولى ومن كنت صادع
    هو العروة الوثقى التي كل من بها
    اما حبه الايمان نصا وبغضه
    اما حبه حب النبي محمد
    بلى وهما والله ازكى انامها



  • الى الناس انذاراً بمنع اختصامها
    عن الله امراً جازماً بالتزامها
    بمن هو مولاها وحبل اعتصامها
    تمسك لا يعروه خوف انفصامها
    جلي امارات النفاق وشامها([22])
    بلى وهما والله ازكى انامها
    بلى وهما والله ازكى انامها





سواد العين




هذه المرثية العصماء المسمّاة سواد العين في استشهاد مولانا الامام الشهيد ابي عبدالله الحسين بن علي(عليهما السلام)، وهي مرثية مشهورة متداولة ومعروفة بين اوساط محبي آل البيت واتباعهم، تتلى في مجالس المآتم الحسينية يوم ذكرى استشهاده في العاشر من شهر محرم كل عام، وتقرأ ايضاً في مناسبات اخرى، ومطلع هذه المرثية:









  • براءة بر في براء المحرم
    فهل خامر الايمان قلب امرئ يرى
    ويسترسل السيد ابن شهاب الى ان يقول:
    بجيش لحرب ابن البتول عرموم
    غواة يرون الشرك اكبر مغنم
    غواة يرون الشرك اكبر مغنم



  • عن اللهو والسلوان من كل مسلم
    بتلك الليالي لاهياً ضاحك الفم
    فهاجت جماهير الضلال واقبلت
    تألب جمع من فراش جهنم
    غواة يرون الشرك اكبر مغنم





ثم يصف الحسين البطل المغوار التي ابت نفسه الكريمة الا العز والشرف والكرامة بقوله:









  • ابت نفسه الشماء الا كريهة
    يموت بها موت العزيز المكرم



  • يموت بها موت العزيز المكرم
    يموت بها موت العزيز المكرم





ثم يوجه السيد ابن شهاب خطابه الى تلك الاسرة الحاقدة التي تكره الاسلام بقوله:









  • فيا اسرة العصيان والزيغ من بني
    هدمتم ذرى اركان بيت نبيكم
    لتشييد بيت بالمظالم مظلم



  • اُمية من يستخصم الله يخصم
    لتشييد بيت بالمظالم مظلم
    لتشييد بيت بالمظالم مظلم





الى ان يقول:









  • ولا بدع ان حاربتم الله انها
    ونازعتم الجبار في جبروته
    ولكنه من راغم الله يرغم



  • لشنشنة من بعض اخلاق اخزم
    ولكنه من راغم الله يرغم
    ولكنه من راغم الله يرغم





ثم يصف السيد ابن شهاب غيظه تأسفاً من عدم المشاركة في المعركة الشريفة حيث الطغيان في محاولته لطمس الحق وابادته:









  • وإنا وان كنا من الضيم والاسى
    فلسنا الاُلى ننحو بندب سراتنا
    ولكننا غيظاً نعض اكفنا
    لما فاتنا من ثأرنا المتقدم



  • وفرط التلظي نمزج الدمع بالدم
    نياح الغواني خفن سوء التأيم
    لما فاتنا من ثأرنا المتقدم
    لما فاتنا من ثأرنا المتقدم





ثم يوجه السيد ابن شهاب خطابه الى النبي محمد خير البرية ويشكو له عبث الايادي الاثيمة بآل بيته بعد وفاته:









  • نبي الورى بعد انتقالك كم جرى
    دهتهم ولما تمض خمسون حجة
    خطوب متى يلممن بالطفل يهرم



  • ببيتك بيت المجد والمنصب السمى
    خطوب متى يلممن بالطفل يهرم
    خطوب متى يلممن بالطفل يهرم





ثم يقول:









  • فكم كابد الكرار بعدك من قلىً
    وخلف الى فتك الشقي ابن ملجم



  • وخلف الى فتك الشقي ابن ملجم
    وخلف الى فتك الشقي ابن ملجم





ثم يقول السيد ابن شهاب بعد ان يسترسل في شكواه: إنه يعظم كل من عظمه النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)، حيث يقول:









  • نعظم من عظمت ملء صدورنا
    ونرفض رفض النعل من لم تعظم



  • ونرفض رفض النعل من لم تعظم
    ونرفض رفض النعل من لم تعظم





هاج النواصب فكالوا عليه التهم بانه رافضي لقوله: نرفض رفض النعل، وفي هذا الموضوع يقول السيد ابن شهاب من قصيدة طويلة:









  • قال لي بعض مدعي العلم ممن
    هل ترفضت قلت لم ادر ما الرفـ
    ـض لديكم حقيقة واعتبارا



  • اضرم الحمق بين جنبيه نارا
    ـض لديكم حقيقة واعتبارا
    ـض لديكم حقيقة واعتبارا





الى آخر القصيدة.




يقول السيد محمد بن عقيل: وقد ولع اخابث النواصب وسفهاؤهم باطلاق كلمة الرفض على كل موال لاهل البيت معاد لاعدائهم.




وعلق الاستاذ المؤرخ السيد صالح العامدي عل هذه القصيدة التي يجدها القارئ كاملة في فصل خاص بالقصائد التي اوصى السيد بنشرها في مكان آخر من هذا الكتاب. يقول السيد الحامدي: رحمك الله يا بن شهاب، ليس الثأر ثأرك، ولا ثأري انا، ولا ثأر هاشمي ومطلبي، ولكنه ثأر محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) وترة كل من اُشرب في قلبه دين محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) وحب محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)، وتلك فتن يأتي الله بها مقاييس يقاس بها عمق الايمان، وبعد فماذا؟




تلك اسرار، وفي طيها اسرار، وقد ذهب الظالم والمظلوم، وعند الله تختصم الخصوم، اما نحن فنشارك في تمني أنه لو اُتيح لنا ان نشهد في صف آل محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)تلك الوقائع ونخوض معهم تلك المعامع ونشرب بالكأس الذي يشربونه، فاما واما او نموت فنعذرا.




تتلى هذه المرثية الحسينية المعروفة بقصيدة (سواد العين) في كل مناسبة في مجالس العزاء الحسينية.




الثناء العاطر




هذه احدى قصائد السيد بن شهاب التي اوصى بها للنشر، وجل قصائده التي اوصى بها تتعلق بآل البيت النبوي الطاهر(عليهم السلام) وهذه القصيدة التي سماها الثناء العاطر على اهل البيت الطاهر(عليهم السلام) تتكون من 91 بيتاً وهي من القصائد المطولات.




اشتهر السيد ابن شهاب بمدائحه للنبي محمد وآل بينه(عليهم السلام). فكان له بسبب ذلك ما رفعه الى سدة شاعر آل البيت. وبهذا اشتهر وعرف، فطار صيته، وله في مدائحه لآل البيت فن خاص رائع، ومنحىً مستقل ممتاز بأسلوبه الاخاذ في شعره، فلم يكن تابعاً لغيره بل ظل متشبشاً متمسكاً بطريقته الخاصة واسلوبه المعروف بسمو المعنى وشائق العبارة، وسلاسة التركيب حيث تنعكس فيه روح الشاعر ونفسيته من حب ودفاع واستماتة، والمأمول من الجيل الصاعد ان يتولى ويقوم بشرح واف لقصائد السيد ابن شهاب.




وقصيدته هذه المسماة بالثناء العاطر مطلعها:









  • دع ذكر ايام الشباب الراحل
    ـكونين هادينا الشفيع الكافل
    واخيه حيدرة الشجاع الباسل
    ـن الحبر علام القضاء الفاصل
    بعد الرسول قضت بحزن الثاكل
    يأباه غير مكابر متحامل
    دة من فريق في الشقاوة واغل
    نة، لكن الجبار ليس بغافل
    نة، لكن الجبار ليس بغافل



  • وحديث لابسة الحلى والعاطل
    واملأ ضميرك من محبة سيد الـ
    وبحب صهر المصطفى ووصيه
    ذى العزم ساقي الحوض مولى المؤمنيـ
    والدرة الزهراء فاطمة التي
    ذات السيادة مطلقاً بالنص لا
    والسيدين اللابسي حلل الشها
    خانوا بقتلهما الامانة والديا
    نة، لكن الجبار ليس بغافل





ثم يصف اهل الكساء الذين نزلت فيهم الآيات البينات وانهم حجة الله على الناس اجمعين وهم الآيات البينات الكبرى، وماذا يقول الجاحد؟









  • اهل الكساء الخمسة الاشباح حـ
    هم بينات الله، هم آياته الـ
    ـكبرى لارغام الجحود الجافل



  • ـجة ذى الجلال على المريب الداجل
    ـكبرى لارغام الجحود الجافل
    ـكبرى لارغام الجحود الجافل





ثم يصف الاحاديث المروية عن آل البيت(عليهم السلام) المعروفة بالسلسلة الذهبية وكيف اخذوا عن النبي اخذاً مباشراً متسلسلاً من إمام الى إمام إليه(صلى الله عليه وآله وسلم):









  • الآخذى علم الرسول شريعة
    منهم يشم شذى النبوة بالولا
    وهم الائمة والأدلة يوم تز
    شرف النبوة والعروج ورؤية الـ
    شرف الى العرش انتهى، فامامه
    من لم يصل عليهم فصلاته
    اثنى عليهم ذو الجلال فكل ما
    نثني به تحصيل امر حاصل



  • وحقيقة من فاضل عن فاضل
    دة والوراثة والسلوك العادل
    دحم الخلائق كالجراد العاظل
    ـباري تبارك والكتاب النازل
    تقف الثوابت وقفة المتضائل
    بتراء في اسناد اوثق ناقل
    نثني به تحصيل امر حاصل
    نثني به تحصيل امر حاصل





ثم يصف فضائل آل البيت(عليهم السلام) بما مجّدهم الله به في القرآن الكريم من سورة (هل اتى) وتطهير ذواتهم تطهيراً كاملاً شاملاً:









  • في هل اتى تمجيدهم وبآية الا
    من سبق تطهير الذوات ومن ذها
    ب الرجس عن ماضيهم والقابل



  • حزاب قطع لسان كل مجادل
    ب الرجس عن ماضيهم والقابل
    ب الرجس عن ماضيهم والقابل





ويبشر السيد ابن شهاب محبي آل البيت(عليهم السلام) ومؤدي حقوقهم بالجزاء الاوفى من الله عزوجل:









  • وعلى محبيهم لواء الحمد يخـ
    ـفق بالامان من العقاف الهائل



  • ـفق بالامان من العقاف الهائل
    ـفق بالامان من العقاف الهائل





وبعد ذلك يصف الذين يستحلون بغض الآل بأن مثلهم كمثل كلاب السوء التي تبول في المساجد وان نور الشمس لا يطمسه دخان، وهم ليسوا الا ككلاب السوء او كحمار السوء المعربد وكلا السوأين لا يضران ولا ينفعان.









  • مثل الذين استحلى اذى بيت الرسو
    ولربما سود الكلاب على البدو
    ايضر اشعال الدخان لطمس نو
    واذا حمار السوء عربد ناهقاً
    ايحط من قدر الجواد الصاهل



  • ل كجرو سوء في المساجد بائل
    ر تهر ان منيت بداء عاضل
    ر الشمس بل تعشى عيون الشاعل
    ايحط من قدر الجواد الصاهل
    ايحط من قدر الجواد الصاهل





هذه القصيدة طويلة كما ذكرنا، وانما أوردنا منها بعض الابيات لنعطي للقارئ الصورة الواضحة الحقيقية لروح السيد بن شهاب، ونود في هذه المناسبة لفت نظر القارئ الى البيت الذي وردت فيه الصلاة على آل البيت(عليهم السلام) من هذه القصيدة، وذلك قوله:









  • من لم يصل عليهم فصلاته
    بتراء في اسناد اوثق ناقل



  • بتراء في اسناد اوثق ناقل
    بتراء في اسناد اوثق ناقل





لان الصلاة على الآل مقرونة بالصلاة على النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)، إذ عندما سئل النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم): كيف نصلي عليك؟ أجاب(صلى الله عليه وآله وسلم) بقوله: قل: اللهمّ صلِّ على محمد وآل محمد كما صليت على ابراهيم وآل ابراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على ابراهيم وآل ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد.




هذه هي الصلاة كما امرنا بها النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) وهي الصلاة المعروفة بالصلاة الابراهيمية، كما نهى النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) عن الصلاة البتراء اي حذف ذكر الآل. وفي هذا الموضوع يقول الامام محمد بن ادريس الشافعي:









  • يا آل بيت رسول الله حبكم
    كفاكم من عظيم القدر انكمو
    من لم يصلِّ عليكم لا صلاة له



  • فرض من الله في القرآن انزله
    من لم يصلِّ عليكم لا صلاة له
    من لم يصلِّ عليكم لا صلاة له





بشرى للمحبين




بشرى للمؤمنين الذين يقتفون آثار النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) وآل بيته الكرام بأن لهم مستقبلاً أخروياً زاهراً، وهنيئاً لهم بذلك المقام الاعلى مع المصطفى الرسول الاعظم وآل بيته الميامين، يقول السيد ابن شهاب فيهم:









  • بشرى مؤدي حقهم بالشرب من
    حوض تتم به نجاة الناهل



  • حوض تتم به نجاة الناهل
    حوض تتم به نجاة الناهل





يحار الانسان ويتعجب من القوم الذين يكرهون آل بيت النبي الميامين، وهم يتلون القرآن تكراراً، وفيهم يقول السيد:









  • عجباً لمن يتلو الكتاب مكرراً
    فيرى ويسمع ثم يجحد مجدهم
    افيرحم الجبار من يؤذي بني
    مختاره هيهات ليس بفاعل



  • وحديث انسان الوجود الكامل
    حسداً و تكذيباً لأصدق قائل
    مختاره هيهات ليس بفاعل
    مختاره هيهات ليس بفاعل





وللسيد ابن شهاب ابيات اخرى في مبغضي آل البيت(عليهم السلام) وهم الذين اسودت قلوبهم لكراهيتهم للنبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) فكرهوا ايضاً اهل بيته.




اما الذين يوالون آل بيت النبوة(صلى الله عليه وآله وسلم) فيقول عنهم السيد ابن شهاب:









  • ومن دينه حب النبي وآله
    بيوم التنادي كيفما كان يقبل



  • بيوم التنادي كيفما كان يقبل
    بيوم التنادي كيفما كان يقبل





فحب النبي وآله هو النهج القويم والطريق السوي وهو الصراط الحق للذين انعم الله عليهم بالخير العميم، ولذا يحث السيد الناس على محبة الرسول وآل بيته(صلى الله عليه وآله وسلم):









  • وكن محب محبيهم وناصرهم
    ووال بالود من والى خليفته
    والزم عداوة من اضحى معاديه



  • فبغضهم وجلال الله يؤذيه
    والزم عداوة من اضحى معاديه
    والزم عداوة من اضحى معاديه





يقصد السيد من سياق واضح العبارة وجوب موالاة الخليفة امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب، وموالاة الائمة من بعده، وعلى المرء أن يملأ قلبه وضميره بمحبة النبي وآله. يقول السيد:









  • واملأ ضميرك من محبة سيد الـ
    وبحب صهر المصطفى ووصيه
    ذي العزم ساقي الحوض مولى المؤمنيـ
    ـن الحبر علام القضاء الفاصل



  • ـكونين هادينا الشفيع الكافل
    واخيه، حيدرة الشجاع الباسل
    ـن الحبر علام القضاء الفاصل
    ـن الحبر علام القضاء الفاصل





وبهذا الصدد رد السيد ابن شهاب على ابن الكلواذي الناصبي الذي تطاول على مقام آل البيت لبغضه لهم وكان يحسب انه قادر على مس كرامتهم، فرد عليه السيد بقصيدة مطلعها:









  • قل لابن كلواذي وخيم المورد
    اوقعت نفسك في الحضيض الاوهد



  • اوقعت نفسك في الحضيض الاوهد
    اوقعت نفسك في الحضيض الاوهد





وفي نهاية القصيدة يقول السيد:









  • ان المحب مع الحبيب مقره
    فعليكما سخط الاله ومقته
    وعلى الذي يقتديآل بيت النبوة



  • ولسوف تعلم مستقرك في غد
    وعلى الذي يقتديآل بيت النبوة
    وعلى الذي يقتديآل بيت النبوة





يقول السيد ابن شهاب في كتابه رشفة الصادي صفحة (134) عن آل بيت النبوة الكرام ما يلي:




ولما رأيت ألسن المحبين بمدائحهم لاهجة، وقلوبهم لسماعها مرتاحة ومبتهجة، وشاهدت لأئمة البلاغة الى ذلك البيت المعمور ولوجاً، ولمخدرات القرائح الى ذلك الفلك العالي صعوداً وعروجاً، ولا يكاد المعاني في تلك الرياض الانيقة دخولاً وخروجاً، وكنت قديماً لفقت ابياتاً تشبثت فيها بخدمة ذلك الجناب الرفيع، وتشبهت فيها باهل الادب، ولكن انى يدرك الضالع شأو الضليع، استخفني على اثباتها الطرب لحديث المرء مع من احب.




وهذه نتف من القصيدة التي اشار اليها السيد، ومطلعها:









  • من غرامي بقرطها والقلاده
    ان امت مغرما فموتي شهاده



  • ان امت مغرما فموتي شهاده
    ان امت مغرما فموتي شهاده





وبعد ابيات طويلة يتخلص الى ذكر آل بيت النبوة بقوله:









  • آل بيت الرسول اشرف آل
    انتم السابقون في كل فخر
    اسس الله مجدكم واشاده



  • في الورى انتم اشرف ساده
    اسس الله مجدكم واشاده
    اسس الله مجدكم واشاده





واستمر السيد في مدح آل بيت النبوة الى ذكر فضلهم وفضائلهم بالكمال والشمول ثم يقول:









  • من يصلِّ ولم يصل عليكم
    معشر حبكم على الناس فرض
    اوجب الله والرسول اعتماده



  • فهو مبد لذى الجلال عناده
    اوجب الله والرسول اعتماده
    اوجب الله والرسول اعتماده





ويستطرد السيد الى ذكر الأئمة(عليهم السلام) واصفاً موقفهم يوم الحشر والنشر حاملين الوية الحمد الخفاقة ومحبوهم من ورائهم شاكرون حامدون آمنون مستبشرون:









  • وبكم ايها الائمة في يو
    يوم تأتون واللواء عليكم
    والمحبون خلفكم في امان
    فاز والله في القيامة شخص
    كل من لم يحبكم فهو في النا
    خاب من كان مبغضا أحداً منـ
    ظل من يرتجى شفاعة طه
    بعد ان كان مؤذياً اولاده



  • م التنادى على الكريم الوفاده
    خافق ما اجلها من سياده
    حين قول الجحيم هل من زياده
    لكم بالوداد أدّى اجتهاده
    ر وان اوهنت قواه العباده
    ـكم ومن قد اساء فيه اعتقاده
    بعد ان كان مؤذياً اولاده
    بعد ان كان مؤذياً اولاده





ويختتم السيد ابن شهاب قصيدته هذه بقوله:









  • وعليهم من الرسول سلام
    ليس يحصي سوى الكريم عداده



  • ليس يحصي سوى الكريم عداده
    ليس يحصي سوى الكريم عداده





يقول السيد ابن شهاب في كتابه رشفة الصادى صفحة (137) عن قصيدته هذه بعد ان نقل الكثير من القصائد في مدح آل البيت الطاهر من قصائد فحول الشعراء المتقدمين والمعاصرين ما يلي:




اقول: وفيما نقلته من الابيات من النظم في هذه الوريقات، نزهة رائقة، لخواطر المحبين، ورشفة من صبيب ذلك العذب المعين، واشارة الى ما وراء ذلك مما مدح به اهل البيت الاطهار، وإيماء الى ما نظم في حقهم من الشعر الذي لا تحتمله كبار الاسفار، وجناب النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) يسع جوائر الجميع، والمقدم الى حضرته وحضرات اهل بيته لا يضيع، وقد اصغى عليه الصلاة والسلام الى بانت سعاد وقد كسا كعباً البردة عند الانشاد.




* * *




الشجرة العلوية:




اهدى احد سراة العلويين للسيد ابن شهاب كتاب (الشجرة العلوية) وبعد اطلاعه عليه، كتب في الحال أبياتاً على ظهر الكتاب، نقتطف منها ما يلي:









  • فروع سمت بالمجد من دوحة العليا
    فاكرم بها من دوحة طاب اصلها
    ومن حيدر اعني ابن فاطمة الذي
    وفاطم والريحانتين ومن جرى
    اولئك حزب الفضل من آل هاشم
    وعنهم حديث المجد يروى وفيهم
    عليهم مدار الحق بل وبهديهم
    تناط امور الشرع اثباتاً او نفيا



  • لها الصب يصبو لا لهند ولا ميا
    ومن سلسبيل الوحي طاب لها السقيا
    اذا صال لم يغلب وان قال لم يعيا
    من النسل جري الاصل اكرم به جريا
    بناة العلى ليسوا عدياً ولا طيا
    مواريث طه العلم والحلم والفتيا
    تناط امور الشرع اثباتاً او نفيا
    تناط امور الشرع اثباتاً او نفيا







الحب والولاء:




الحب والولاء، والبغض والكراهية، ضدان متعاكسان لا يجتمعان، والمحب مع من احب، والحب النقي لله تعالى يدفع بالمحب للولاء والاخلاص له والاستماتة من اجله، ومحبة الله تدفع المؤمن الى المحبة والاخلاص لنبيه رسول الرحمة(صلى الله عليه وآله وسلم) والدفاع عنه بالمال وبكل ما اوتي من قوة، ذلك هو الحب الصادق، وحب النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) يمتزج حتمياً بحب آل بيته(عليهم السلام)والى ذلك يشير السيد ابن شهاب ويقول:




يقول السيد حسين حامد المحضار في مؤلفه عن السيد ابن شهاب:




ان مذهب السيد ابن شهاب هو مذهب العالم المهتدي السائر على النهج النبوي على ضوء صحيح المنقول وصحيح المعقول.




النجاة




ان الايمان بالحق والدفاع عنه ومحاربة الباطل هو السبيل الوحيد الى النجاة واليه يدعو السيد ابن شهاب ويحث الجميع للتشبث بمحبة النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) المنقذ الاعظم باتباع اوامره والابتعاد عن نواهيه وانتهاج منهج النبي المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم) واهل بيته(عليهم السلام)والاقتداء بهم وباعمالهم والسير على طريقهم وموالاتهم، وآل البيت(عليهم السلام) هم العترة الطاهرة الذين ورثوا علم النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)، وكل من سلك طريقتهم نجا من الضلال.









  • اذا كنت ذاعين الى المجد رامقه
    عليك بحب المصطفى من بهديه
    وايده بالمعجزات فاصبحت
    وحب الوصي المرتضى حيدر الذي
    وتعظيمك الزهراء سيدة النسا
    وحب الشهيدين اللذين اعتدت على
    واولادهم حمال اسرارهم وحا
    وهم كابر عن كابر قد توارثوا
    اولئك اهل البيت والعترة الاُلى
    وعن جدهم قد جاء ان وجودهم
    وان محبيهم بيوم الجزاء في
    ومبغضهم حشو الجحيم وهل ترى
    وكم اورد الحفَّاظ اخبار فضلهم
    الوف من الاعلام دانوا ودوّنوا
    بتقبيل ايديهم نوال المنى لمن
    ولكن اذا لم يرضه ابن([23]) فحبذا
    فكن مخلصا في حبهم كي تنير في
    فؤادك من افق العنايات بارقه



  • ونفس الى اسمى المراتب تائقه
    ودعوته نجّى الجليل خلائقه
    براهينه للشرك بالحق ماحقه
    له هجمات في المواقف خارقه
    فليس لها منهن في الفضل لاحقه
    حباتهما غلف من الدين مارقه
    فظي الدين من كيد الفئات المفارقه
    غوامض علم المصطفى وحقائقه
    بفضلهم الآي الكريمة ناطقه
    امانٌ لئلاّ تصبح الارض غارقه
    معيتهم اذ راية الحمد خافقه
    لهم مبغضاً الا القلوب المنافقه
    بنقل ابانوا عزوه وطرائقه
    جلائل ما امتاز وابه ودقائقه
    له نية التعظيم للمجد سائقه
    ودعواه حقا خلة غير لائقه
    فؤادك من افق العنايات بارقه
    فؤادك من افق العنايات بارقه





بنو الزهراء:




من الكتب التي الفها السيد ابن شهاب، كتاب (رشفة الصادي من بحر فضائل بني النبي الهادي) الّفه في عنفوان شبابه، واسلوبه في هذا الكتاب اسلوب المتقدمين الذين يتخذون السجع في العبارات، طبع اول طبعة عام (1303هـ) بالقاهرة وفيها بعض اخطاء وهنات ليست من عنده، ربما كانت متعمدة، فقد تبرأ السيد منها، فلا يخلو الأمر من ايد اثيمة تلاعبت بحذف كلمة اضاعت المعنى والمقصد وإضافة كلمة اخرى اخلت بالمعنى وعكست الواقع فاضاعت الهدف. ولم يطبع الكتاب بعد تلك الطبعة الى الآن فأصبح من الكتب النادرة.




ذكرنا في فصل خاص هذا الكتاب بعنوان (رشفة الصادي) بيّنا فيه الحقيقة وامطنا اللثام لازالة الشك من الاذهان. والكتاب في مجموعه كتاب قيم، يحتج به كثير من الباحثين والعلماء الاعلام منهم العلامة حجة الاسلام السيد شرف الدين الموسوي مؤلف كتاب النص والاجتهاد والمراجعات وغيرها من مؤلفاته الشهيرة، وكذا السيد العلامة آية الله شهاب الدين المرعشي يعتبر كتاب رشفة الصادي من الكتب المعتبرة المعتمد عليها، راجع رسالته المثبتة في هذا الكتاب.




أثبت السيد ابن شهاب هذه القصيدة في مقدمته لكتابه رشفة الصادي، وهي ايضاً مثبتة في ديوانه المطبوع، حيث يصف بني الزهراء بقوله:









  • هم الراقون في اوج الكمال
    وهم سفن النجاة اذا ترامت
    امان الارض من غرق وخسف
    وهم في غرة الدنيا بدور
    وهم ساداتنا من غير شك
    كفى خبر الوصية انهم والـ
    وان محبهم في الحشر ناج
    بنو الحسنين للثقلين شادوا
    بنو الزهراء افضل كل انثى
    بنو الهادي وبضعته التي لا
    عليهم بعد جدهم صلاة
    وتسليم ورحمة ذي الجلال



  • وهم اهل المعارف والمعالي
    باهل الارض امواج الضلال
    وحصن الملة الصعب المنال
    تسامت بالجميل وبالجمال
    فنحن عبيدهم وهم الموالي
    ـكتاب معاً الى يوم الجدال
    من النيران ذات الإشتعال
    قصور المجد والرتب العوالي
    وحيدر السميدع للنزال
    تقاس لدى التفاضل بالمثال
    وتسليم ورحمة ذي الجلال
    وتسليم ورحمة ذي الجلال





الائمة:




ان الذود والدفاع عن النبي واهل بيته امر محتم مفروض على كل فرد من المسلمين بدون استثناء، فالنبي والائمة هم خلاصة الخلاصة، والائمة هم الآخذون ارث الرسول بالتلقي والاجازة، يروون الاحاديث النبوية عن اب وجد مسلسلة الى النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)، تلك الاحاديث التي يطلق عليها اسم السلسلة الذهبية، وبهذا يحث السيد ابن شهاب كل مسلم على موالاة النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) وآل بيته(عليهم السلام) فيقول:









  • لُذْ بالنبي وبالأئمة من بني
    فهم الخلاصة من سلالة احمد
    والآخذو إرث الرسول اجازة
    والمقتفون سبيله قَدَماً على
    حتى انتهى سر النبي مسلسلاً
    يروون عن آبائهم عن جدهم
    وهم بحور العلم فاض اذيها([24])
    تحيى بها موتى القلوب ولم تزل
    بمعارف وعوارف ولطائف
    ومواهب ومناقب ومراتب
    وبدا هناك من الحقيقة حقها
    بمشاهد تصفو لكل مجاهد
    ومدارك ومناسك ومسالك
    وبذلك امتزج امتزاج الراح بالـ
    فاسلك سبيلهم وزرهم والتزم
    ثم الصلاة على النبي وآله
    والصحب ماهب النسيم الحاجري



  • علوي الغر الهداة الحائر
    ومعين فياض الندى المتواتر
    وتلقيا من كابر عن كابر
    قدم الى القدم الشريف الطاهر
    فيهم الى اهل الزمان الحاضر
    عن جبرئيل عن العزيز الفاطر
    من ذلك البحر المحيط الزاخر
    تسقي حدائق كل قلب عامر
    وعواطف من ذي الجلال الغافر
    وغرائب وعجائب للناظر
    في سرّ سير باطن عن ظاهر
    وموارد عذبت لكل موازر
    للقوم لم تسلك لغير الضامر
    ـماء الاوائل منهم بالآخر
    شرط التأدب في وقوف الزائر
    والصحب ماهب النسيم الحاجري
    والصحب ماهب النسيم الحاجري





كيف الخلاص؟




ان الاسراع للتوبة والاعتراف بالخطيئة هو المسلك السوي للعودة الى الصراط المستقيم لكسب رضا الله الغفور الرحيم، والى هذا الموضوع يشير السيد ابن شهاب في قصيدة طويلة نقتطف منها ما يلي:









  • حتى متى الرجعى الى الغفار
    وعلام تحجم ان تتوب فينمحي
    كيف الخلاص وما الوسيلة للنجـ
    ـاة سوى الحبيب المصطفى المختار



  • والى متى التسويف بالاعذار
    درن الذنوب بماء الاستغفار
    ـاة سوى الحبيب المصطفى المختار
    ـاة سوى الحبيب المصطفى المختار





ويختتم السيد قصيدته الطويلة هذه بهذه الابيات:









  • وارفع اذى متمردي جيرانها الـ
    وعليك بعد المصطفى واخيه والـ
    والعترة الاطهار اقمار السرى
    ومهاجري الاصحاب والانصار



  • ـغاوين واقطع شأفة الاشرار
    ـزهراء والحسنين صلى الباري
    ومهاجري الاصحاب والانصار
    ومهاجري الاصحاب والانصار





الامام جعفر الصادق(عليه السلام):




يقـول العلامـة السيد محمـد بن عقيل صاحب المؤلفات ما يلي: احتج الستة في صحاحهـم بجـعفر الصادق(عليه السلام) الا البخـاري فكـأنه اغـتر بما بلغه عن ابن سعد وابن عياش وابن القـطان في حقـه على انـه احتج بمن قدمنا ذكرهم (اي بعض شياطـين النواصـب ومنافقيهم) وهنا يتحير العاقل ولا يدري بماذا يعتذر عن البخاري. ويقول السيد ابن عقيل في كتابه العتب الجميل على اهل الجرح والتعديل، المطبوع في صيدا ـ لبنان عام 1942 في صفحة 33 ما يلي:




وقـول القـطان آنفا فـي الامـام جـعفر الصادق(عليه السلام):ومجالد احب الي منه كلمة جافة مؤذية، ومجالد بعينه هو مجالد بن سعيد الهمداني وقد ذكره في تهذيب التهذيب وذكر مقالاتهم، ومنه تعلم في اي درك انزلوا عالم اهل البيت الطاهر، والله المستعان. واسمع الآن ما يقوله السيد ابن شهاب:




قضية اشبه بالمرزئههذا البخاري امام الفئهبالصادق الصديق ما احتج فيصحيحه واحتج بالمرجئهومثل عمران بن حطان اومروان وابن المرأة المخطئهمشكلة ذات عوار الىحيرة ارباب النهى ملجئهوحق بيت يممته الورىمغذّة في السير او مبطئهانّ الإمام الصّادق المجتبىبفضله الآي أتت منبئهاجل من في عصره رتبةلم يقترف في عمره سيئهقلامة من ظفر ابهامهتعدل من مثل البخاري مئه ان كراهية وبغض آل البيت(عليهم السلام) داء وبيل اجتث القلوب السقيمة، والنفوس المريضة ينبعث نتنها بدون شعور المرء المبغض مهما حاول إخفاءه، وكل اناء بما فيه ينضح.




القصائد التي اوصى بها:




للسيد ابن شهاب قصائد كثيرة لا تحصى، فهو المعروف بالشاعر المكثر في انشاء القصائد الطويلة، وقد يرتجل القصائد في المناسبات، وجل قصائده من النوع الجيد والممتاز، ولا تمر عليه مناسبة دون ان يقول شعراً، حتى قيل عنه الشاعر المكثر والشاعر القصصي. وما جمع في ديوانه هو الجزء اليسير مما استطاع جمعه القائمون بطبعه في اندونيسيا. مع ان مركز عمله ومكتبته كان في حيدر آباد بالهند. جل اشعاره متفرق هنا وهناك، لم يعتن بها كما لم يهتم بها غيره. ما عدا القصائد التي اوصى بها، فهي متداولة بين الأيدي وله مراسلات نثراً وشعراً كان يبعثها الى زملائه ولم تكن لديه مسوداتها، فان وجدت فلدى المرسل اليه اذا كان ممن يحتفظون بالرسائل، لان العصر الذي عاش فيه لم تكن معروفة فيه اساليب نقل الرسائل وحفظها وطبعها بالآلات الحديثة.




القصائد التي احتفظ بها السيد هي قصائد قيلت بمجموعها في آل البيت النبوي الطاهر مدحاً او رثاء، جمعها ورتبها واوصى بنشرها ولا تزيد عن خمس وعشرين قصيدة.




إننا نقدر جهود القائمين على في جمـع ما يمكن جمعه من تلك القصائد المـتناثرة والمتفـرقة في وقـت قصير بعد وفاة المرحوم مباشرة حفظاً لتراثه من الضياع. ولو لا ما بذلوه من جهد لما طبع الديوان ولضاعت القصائد كما ضاعت سابقاتها.




من القصائد المفقودة التي لم نعثر عليها قصائده الارتقيات من حرف الظاء الى حرف الياء ومجموعها اثنتا عشرة قصيدة، وهي من روائع قصائده. أما الارتقيات من الالف الى الطاء فهي مثبتة في الديوان ومجموعها ست عشرة قصيدة، كلها تتسم بسمو المعنى ومتانة التركيب وسلاسة الاسلوب على منوال ما هو مثبت. ارجو ان يجدها الغير في وقت لاحق لتضاف وتكمل ما نقص حتى تتم الارتقيات كما نظمها السيد وكذا بعض قصائده الاخرى التي لا تزال مفقودة ومجهولة المصير. وما وجدنا منها فقد الحقناه بقصائده واشرنا إليه.




هذه هي القصائد التي اوصى بها للنشر مستهلاً إياها بقصيدة في مدح النبي المصطفى خير البشر محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)، وعدد ابياتها بيتان ومئة وهي مليئة بالحنو والعاطفة والشوق له ملتمساً فضله وفيض بركاته العميمة، جاءه زائراً مسلماً تائباً مقدماً شكواه فجاشت نفسه بكل ما يكنه قلبه من آلام من معاكسة بني قومه ومعاناته اذاهم وعداوتهم له، فقد نفد صبره وضاق صدره راجياً من الله النصر. وقد شرح القصيدة وعلق عليها تعليقاً وافياً لغة وتأريخاً، اخي المؤرخ البحاثة السيد محمد ضياء شهاب فجاء بمجلد ضخم لا يزال مخطوطاً.




لذي سلم




القصيدة الاولى الغراء في مدح سيد الاصفياء(صلى الله عليه وآله وسلم):









  • لذى سلم والبان لولاك لم أهوا
    ولولاك ما انهلت على الخد ادمعي
    فانت الحبيب الواجب الحب والذي
    وانت الذي لم أصب الا لحسنه
    وحيث اتخذت القلب مثوىً ومنزلاً
    أورّي اذا شبّبت يا ظبي حاجر
    واني وان نلت المنى منك نازخاً
    أبي الحب الا أن أذوب صبابة
    تحملت أثقالاً بها أطّ كاهلى
    وبي بين أحناء الضلوع لو اعج
    إلامَ احتمالي بالنوى مضض الهوى
    ثكلت حياتي أن أقمت ولم أقد
    خليلي من فهر أجيبا منادياً
    وكونا لدى الترحال والحط رفقة
    فياحبذا ازماعنا السير ترتمي بنا
    بإرقالها نرمي الفجاج ونقطع الـ
    ونهوى بها ولاشوق يحدو قلوبنا
    وما الغاية القصوى سوى المنزل الذي
    حاب بها القرآن والوحي نازل
    بلاد بها خير البرية ضارب
    مدينة خير المرسلين وخاتم النـ
    حبيب إله العرش مأمونه الذي
    نبي براه الله من نور وجهه
    وابرزه من خير بيت أرومة
    لآباء مجد ينتمي ولأمّها
    وبانت لدى ميلاده ورضاعه
    ومنذ نشا لم يصب قط ولم يزغ
    الى أن أتاه الوحي بالبعثة التي
    فأضحت به الاكوان تزهو وتزدهي
    واسرى به الرحمن من بطن مكة
    فقدمه الرسل الكرام وهل ترى
    وزج به والروح يخدمه الى
    الى الملأ الاعلى الى الحضرة التي
    فأولاه ما أولاه فضلاً ومنة
    وفي النزلة الاخرى تجلى إلهه
    فما كان أزهى ليلة قد سرى بها
    فأكرم بمن أضحى بمكة داعياً
    أتى وظلام الشرك مرخ سدوله
    فما زال يدعوهم بحكمة ربه
    واصبح يتلو سيد الكتب بينهم
    فأعجز أرباب البيان بديعه
    تنبئهم عن كل علم سطوره
    فصدقه أهل السوابق والألى
    وكذبه قوم عن الحق قد عموا
    فسفه أحلام المشايخ منهم
    فهاجر من بطحاء مكة سارياً
    فما راعهم الا الصباح وأن رأوا
    وأم مع الصديق أكالة القرى
    فشرّف إذ وافى منازل طيبة
    وألقى عصا التسيار إذ أحسنوا له
    وفيها فشا الاسلام وانبجست بها
    وناصره الانصار فيها وآمنوا
    وقاتل من لم يدخل الدين طائعاً
    وفرق شمل المشركين بعزمه
    وقاد اليهم جحفلاً بعد جحفل
    يصبّحهم من صحبه بفوارس
    يخوضون لج الهول علماً بأن من
    مآثر تروى عن حنين وخيبر
    ولمْ لا وهم في نصر من سبح الحصى
    وكلمه ضب الفلاة وسلمت
    وحن اليه الجذع شوقاً وإننا
    فأي فؤاد لم يهم في وداده
    ولما شكا العافون ما حل عندما
    دعا فاستهل الغيث سبعاً بصيّب
    فأينعت الاثمار فيها وأخرجت
    وعم العباد الخصب وانجاب عنهم
    أتى ناسخاً دين اليهود وشرعة الـ
    فما لغلاة السبت أبدوا جحوده
    وما للنصارى انكروا بعثة الذي
    فبعداً لكم أهل الكتابين إنكم
    ولا بدع ان يرضى العمى بالهدى من ار
    ومن يبتغ التثليث ديناً فلن ترى
    ولو أنهم دانوا بدين محمد
    ألا يا رسول الله يا من بنوره
    ويا خير من شدت اليه الرحال من
    اليك اعتذاري عن تأخر رحلتي
    على أن خمر الشوق خامرني فلم
    وإني لتعروني لذكراك هزة
    وما غير سوء الحظ عنك يعوقني
    وها أنا قد وافيت للروضة التي
    وقفت بذلي زائراً ومسلماً
    صلاة وتسليم على روحك التي
    عليك سلام الله يا من بجاهه
    عليك سلام الله يا من توجهت
    عليك سلام الله يا سيداً سرت
    سلام على القبر الذي قد حللته
    اليك ابن عبدالله وافيت مثقلاً
    غفلت عن الاخرى وأهملت امرها
    ومنك رسول الله ارجو شفاعة
    ولي في عريض الجاه آمال فائز
    ومن سرك ابذر في فؤادي ذرة
    على عتبات الفضل انزلت حاجتي
    وقد صح لي منك انتماء ونسبة
    وانت الذي تؤوي النزيل وتكرم الـ
    وقد مسني من اهل بيتي وبلدتي
    فكن منصفي فالصبر ضاق نطاقه
    وقابل بألطاف القبول مديحة
    بمدحك تزهو لا برونق لفظها
    تؤمل ان يسقى محررها غداً
    وصلى عليك الله ما انهل صيب
    صلاة كما ترضى معطرة الشذا
    ويسري الى أرواح آلك سرها
    وصحبك والاتباع في السر والنجوى



  • ولا ازددت من سلع وجيرانه شجوا
    لتذكار ما الروحاءتحويه من احوى([25])
    سريرة قلبي دائما عنه لا تطوى
    ولم يله عن ذكراه سري ولو سهوا
    ففتشه وانظر سيدي صحة الدعوى
    بزينب او سلمى وانت الذي تنوى
    على البعد عن مغناك مولاي لا أقوى
    وغصن شبابي كاد للبين ان يذوى
    من الشوق لايقوى على حملهارضوى([26])
    تنادر في الاحشاء جمر الغضا حشوا
    وحتامَ أفلاذي بنار الجوى تشوى([27])
    مطية عزمي نحو منزل من اهوى
    الى الفوز يدعو لا للبنى ولا علوى
    لنضو اشتياق يمتطي للسرى نضوا([28])
    اليعملات السهل والشقة الشجوا([29])
    ـهضاب ونطوي في سرانابها الدوا([30])
    مجدين حتى نبلغ الغاية القصوى
    لحصبائه العيوق يغبط والعوّا
    وجبريل في أرجائها ينشر الألوا
    سرادقه واختارها الدار والمثوى
    ـبين والهادي الى الاقوم الاقوى
    بغرته في الجدب تستمطر الانوا
    وأوجد منه الكون جلّ الذي سوى
    وأطهرهِ ذاتاً واشرفه عزوا([31])
    ت عزنجيبات الى امنا حوا
    براهين آي لا ترد لها دعوى
    ولم يأت محظوراً ولم يحضر اللهوا
    برحمتها عم الحضارة والبدوا
    ولا بدع ان تاهت سروراً ولا غروا
    الى القدس يختال البراق به زهوا
    لبكر العلا غير ابن آمنة كفوا
    طباق السما والحجب من دونه تطوى
    بها ربه ناجاه يا لك من نجوى
    وأشهده بالعين ما جل ان يروى
    لدى سدرة من دونها جنة المأوى
    وعاد ولما تبدُ من فجرها الأضوا
    وأمسى الى عرش المهيمن مدعوّا
    وبالناس عن نهج الرشاد عمى أروى([32])
    الى اليمن والايمان والبر والتقوى
    فيالك من تال ويالك متلوّا
    وأخرسهم رغماً والغى به اللغوا
    وتخبرهم بالغيب من آيه الفحوى
    أتيح لهم أن يشربوا كاسه صفوا
    وصموا بإعجاب النفوس وبالطغوا
    وآذوه لما عاب دينهم الالوى
    وباتت عيون القوم عن نوره عشوا
    على رأس كل منهم الترب محثوا
    تلين له الشجوا وتطوى له الفجوا([33])
    وسكانها والترب والماء والجوا
    وللمؤمنين الاوس والخزرج المأوى
    عيون الهدى والحق وانزاحت الأسوا
    به وارعووا عن جهلهم أحسن الرعوى
    وشن على اعدائه الغارة الشعوا
    ثُبات فما اسطاعوا لتمزيقه رفوا([34])
    ووالى عليهم في ديارهم الغزوا
    يرون مذاق الموت ان جالدوا حلوا
    نجا من حتوف الحرب تقتله الادوا
    وعن أحد والفتح والعدوة القصوى
    بكفيه والاشجار جاءت له حبوا
    عليه ولانت تحت اخمصه الصفوا([35])
    من الجذع اولى ان نحن وان نجوى([36])
    وأية نفس لا تزال به نشوى
    بأنيا بها عضتهم السنة السنوا([37])
    مريع سقى سفل المنابت والعلوا
    غثاء من المرعى لأنعامهم أحوى
    بدعوته البأساء والقحط واللأوا
    ـنصارى وأحيا بالحنيفية الفتوى
    عناداً وفي التوراة أنباؤه تروى
    بأخباره الإنجيل قد جاء مملوا
    ظللتم على علم وآثرتم الأهوا
    تضى الفوم والقثاء بالمن والسلوى
    له أذنا للحق واعية خذوا([38])
    وملته لاستوجبوا العز والبأوا([39])
    وطلعته يستدفع السوء والبلوى
    عميق فجاج الارض تلتمس الجدوى
    الى سوحك المملو عمن جنى عفوا
    يدع فيّ عرقا لا يحن ولاعضوا
    كما أخذت سلمان من ذكرك العروا
    ولكنني احسنت في جودك الرجوا
    بها نير الايمان ما انفك مجلوا
    عليك سلام الخاضع الرافع الشكوى
    اليها جميع الفخر أصبح معزوّا
    ينال من الآمال ما كان مرجوا
    الى سوحه الركبان تطوي الفلا عدوا
    بهيكله العضباء ترفل والقصوا([40])
    فأضحى بأنوار الجلالة مكسوا
    بأوزار عمر مر معظمه لهوا
    وطاوعت غي النفس في زمن الغلوا([41])
    تغادر مسودّ الصحائف ممحوا
    بما رامه من فيض فضلك مبدوا
    لأرجع بالعلم اللدني محبوا
    وتالله لا يمسي نزيلك مجفوا
    اليك لسان الطعن من دونها يكوى
    ـسليل وترعى الجار والصهر والحموا
    اذىً وكثير منهم اكثروا العدوا
    وخذلي بحقي يا بن ساكنة الأبوا
    مبرأة عن وصمة اللحن والإقوا
    وترجو على الاتراب ان تدرك الشأوا([42])
    من الكوثر المورود كأساً بها يروي
    من المزن فاخضلت بجناته الجنوى
    تفوح بها في الكون رائحة الغلوى([43])
    وصحبك والاتباع في السر والنجوى
    وصحبك والاتباع في السر والنجوى





سيد الكائنات




القصيدة الثانية بموجب ترتيب فقيدنا الشاعر في مدح سيد الكائنات النبي الاعظم محمد(صلى الله عليه وآله وسلم). تمتاز هذه المديحة الفريدة بكونها مهملة الحروف اي أنها خالية من الحروف المنقطة. ليس من السهل كتابة صفحة واحدة نثراً بالحروف المهملة فكيف اذا كانت شعراً موزوناً ومقفىً؟




تتكون هذه القصيدة من 41 بيتاً، بينما يعجز البعض عن انشاء عدة ابيات بالحروف المهملة، وهذا نوع من تفنن وقدرة شاعرنا ونبوغه في الشعر والادب.









  • ساد رسل الله طه احمد
    هو روح الله والامر ومعـ
    كامل لما سرى الهمه
    للورى هاد وللأملاك والـ
    وله الكرار رِدء حامل
    صهره المملوء علماً صدره
    وعلى الاعدا حسام صارم
    والطهور الطهر لو لا حلمها
    وعلى كل اماء الله طـ
    وإماما العدل ما ودهما
    ولدا الحوراء مرحى لهما
    حاملا الاسرار ما ساءهما
    علما علم على مسطور امـ
    لا رعى الله الاُلى عادوا رسو
    اسلموا طوعاً وكرهاً ورأوا
    هم اولو ارحامه لارحموا
    وعلى حل عرى الاسلام والسـ
    صرموا العهد أسالوا دم او
    عاملو السوء لهم ما عملوا
    واصل الله على اهل الكسا
    هم لعمر الله اعلام العلى
    ملأوا الامصار علماً واسعاً
    كم أمال حرروها ومعا
    وحسود ساءهم صُمَّ صدا
    كرم الاصل الى الأولاد سا
    وسرى الاولاد مسرى الاصل حا
    مدحهم والطور والمسطور والـ
    سُوَر محكمها كالدهر والـ
    طهروا والإصر ممحو كما
    كل راء سامع والاهم
    مرسلو دمعهم مهما دَعَوا
    ولهم درس كلام الحكم الـ
    حرم الله على الحمراء لحـ
    كرم الواسع لا ما عملوا
    مععهم حول لواء الحمد كـ
    كلما امّ حماهم آمل
    أَصلح اللهم اكراماً لهم
    واعد رحماك للاسلام حو
    وكد الاعداء وارددهم حسـ
    وعلى اهل الكساء الله صـ
    ما دعا داع وما ساع سعى
    وحدا حاد وصاح الهدهد



  • مصدر الكل له والمورد
    ـلوله العالم وهو المدد
    علم ما اللوح حواه الصمد
    ـملأ الاعلى الامام الاوحد
    علم الاسلام وهو الامرد
    وله العم الهمام الاسد
    سلّه الله ورمح املد
    لدهى الاسلام هول اسود
    ـرا لها والله صح السؤدد
    وله الحمراء مأوىً احد([44])
    معصم المعصوم مهد امهد([45])
    ساء طه والصراط الموعد
    ـرهما صال العدو الملحد
    ل الهدى لولا هواهم لهدوا
    عودهم اولى الى ما عودوا
    مكرهم ارداهم والحسد
    ـلم مرداً وكهولاً مردوا
    لاده والآل طراً هددوا
    ولهم حر السموم الموصد
    ء سلاماً وعلى ما ولدوا
    وهم اُس الهدى والعمد
    وله أعلى عماد اطدوا
    ل محال حصرها والعدد
    ه واصماه الاسى والكمد([46])
    ر ولو طال المدى والامد
    ل محل لهم ما وعدوا
    ـحرم المعمور اوحى الاحد
    ـحمد اطراء لهم مطرد
    حكم الله الممد المسعد
    ولوى الرأس الاصم الارمد
    سحراً او هللوا او حمدوا
    ـعدل راح والمصلى المعهد
    ـمهم مهما سواهم وردوا
    ومراد الله لا ما حصدوا
    ـل موال وعداهم طردوا
    حصل السعد له والسدد
    كل حام ومحام وحَّدوا
    لاً وطولاً وسمواً عهدوا
    ـارى اسارى عمدوا أو هودوا
    ـلى دواماً والسلام السرمد
    وحدا حاد وصاح الهدهد
    وحدا حاد وصاح الهدهد





الامام علي بن ابي طالب(عليه السلام)




بعد مدحه سيد المرسلين، سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)، تأتي مباشرة بالترتيب الموصى به هذه القصيدة العصماء وهي مرثية في مولانا امير المؤمنين وامام المتقين سيدنا علي بن ابي طالب(عليه السلام)بموجب امره في حياته وترتيبه بدون فاصل بعد النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)، ومن هنا يتضح كل الوضوح ما يذهب اليه.




انشاء هذه المرثية في 21 من شهر رمضان المعظم عام 1306هـ بمناسبة ذكرى استشهاد امير المؤمنين الامام علي(عليه السلام)، وتقرأ هذه القصيدة سنوياً من هذا الشهر في مجالس خاصة لمحبي آل البيت ومواليهم.




انشأ هذه المرثية بروحه المتأثرة واحساسته المنكسرة، تتفجر منه ا لآلام والاحزان من ثنايا كل كلمة من الكلمات. ومن مطلع المرثية يظهر منتهى تأثره العميق من الفاجعة، آلمته وتوجع منها ثم حث على لبس السواد ونثر الدموع وشق الاقبية لهذا المصاب الأليم. والسيد ابن شهاب لا يصانع ولا يجامل اذ يقول بوضوح في اعداء آل البيت(عليهم السلام)ومخالفيهم من النواصب:









  • وتباً لقوم خالفوك وزخرفوا
    وتباً لمن والاهم وارتضاهم
    وصب عليهم ربهم سوط نقمة
    وجرعهم طين الخبال وتبرا



  • لاشياعهم زوراً من القول منكرا
    أئمته في الدين يا بئس ما اشترى
    وجرعهم طين الخبال وتبرا
    وجرعهم طين الخبال وتبرا





ثم يقول باعتزاز وافتخار بعقيدته ومبدأه انه من الموالين للامام علي(عليه السلام)يحب من احبه ويعادي من عاداه:









  • نوالي مواليكم ونقلي عدوكم
    وشقا لعظم الخطب اقبية الكرى
    شعاراً لتذكار المصاب الذي جرى
    صدوراً بها الايمان اثرى واثمرا
    يخفف من نيرانها ما تسعرا
    وينسخه كر الجديدين مذ عرا
    لفقد وصي المصطفي سيد الورى
    تصدع فيها كل قلب تذكرا
    وامسى به الاسلام منهدم الذرى
    دم الراس فوق العارضين تحدرا
    لاصبح مسكاً ذلك البحر اذفرا
    يواليه في الكفر الصريح الى الثرى
    بصادق وحى الله نبّا وخبرا
    بها لم يشب ايقانه دونها امترى
    ليمضي أمرا في الكتاب مقدرا
    ـمرادي وخصت بالشهادة حيدرا
    يساور بازاً او يصاول قسورا
    تهاب شبا اسيافها اسد الشرى
    وثانيه ايام التحنث في حرا
    واعظمهم جوداً ومجداً ومفخرا
    وارفعهم في محف الزهد منبرا
    اذا ازّ قدر الحرب كر وكبرا
    تَردّد بين الاسر والقتل مهدرا
    ـمنيبين أن جن الدجى وتعكرا
    تبلجت الانوار والحق اسفرا
    لأشياعهم زوراً من القول منكرا
    ائمته في الدين يا بئس ما اشترى
    أرادوا فإن المرء يحصد ما ذرا
    تراب وجاءت بعد ام حبوكرى
    حفيظة قرباهم عقوقاً مكفرا
    بتربتها امسى الحسين معفرا
    مواثيق طه فيه محلولة العرى
    فيا لأخ والى فاودى فاعذرا
    بيحيى وعيسى اسوة بالذي جرى
    فؤاد به خط السعادة سطرا
    تحكم فيهم نابذو الدين بالعرا
    قصاراه او عوداً وخمراً وميسرا
    اكنت بها من بدر الغدر مضمرا
    وفي الارض عاثوا مفسدين تحبرا
    من اللعن ما لبى الحجيج وكبرا
    شآبيب لعن كلما بارق شرا
    وجرّعهم طين الخبال وتبرا
    نمتّ اليكم بالولادة والقرا([47])
    ونجتث عرق النصب ممن به اجترى
    يليه شهدنا كي نفوز ونظفرا
    فاما واما او نموت فنعذرا
    رثاءً ومدحاً بالبديع محبرا
    وانظم دراً من ثناكم وجوهرا
    يحق له اوالله ان تتبخترا
    يحق له اوالله ان تتبخترا



  • ونجتث عرق النصب ممن به اجترى
    قفا وانثرا دمعاً على الترب احمرا
    ولا تجعلا غير السواد ولبسه
    ولاتألوا جهداً عن النوح والطما
    وما النوح مجد في الخطوب وإنما
    وما كل خطب يخلق الدهر حزنه
    ألم تريا ما في قلوب أولي التقى
    اذا مضت العشرون من رمضانه
    مصاب به الايمان اضحى مكبلاً
    بضربة اشقى الآخرين ابن ملجم
    دم لو مزجت البحر منه بقطرة
    فيا ضربة اهوت بضاربها ومن
    ويا ضربة عنها الامين ابن عمه
    فجاء لها ليث الكتائب موقناً
    ولم يلتفت اذ ناحت الوز دونه
    هو الحين لكن حكمة الله اشقت الـ
    والا فما قدر الخبيث اللعين ان
    بسبق القضا نالت يد الكاب هامة
    فآه على ضو النبي وصهره
    وأعلم اهل الارض بعد ابن عمه
    واولهم من حوض الايمان مشرباً
    واضربهم للهام في حومة الوغى
    اذا قارع الابطال ظلت نفوسهم
    الا يا امير المؤمنين وسيد الـ
    عليك سلام الله يا من بهديه
    وتباً لقوم خالفوك وزخرفوا
    وتباً لمن والاهم وارتضاهم
    لئن ظفروا من هذه الدار بالذي
    وبعدك جاءت ذات ودقين يا ابا
    دماء بنيك الغرّطلت وبدلت
    لقد عم كرب الدين في كربلاء اذ
    على حين قرب العهدبالوحي اصبحت
    ومن دونه العباس خرّ مجندلاً
    ولا بدع ان نالوا الشهادة بل لهم
    لتذكار ذاك اليوم فلبيك كل ذي
    فكم ماجد من آل بيت محمد
    ومن لس الاقينة او حظيّة
    ضغائن في سود الكلاب أمية
    مواليد سوء حاربوا الله عنوة
    على ظالمي آل الرسول صواعق
    على ظالمي آل الرسول وهم هم
    وصب عليهم ربهم سوط نقمة
    الا يا ذوي المختار انا عصابة
    نوالي مواليكم ونقلي عدوكم
    ويا ليتنا في يوم صفين والذي
    ونشرب بالكاس الذي تشربونه
    بني المصطفى طبتم وطاب ثناؤكم
    فلا زلت مهما عشت ابكي عليكم
    ودونكم عذراء نظم بكم زهت
    يحق له اوالله ان تتبخترا





النبأ اليقين




القصيدة المسلسلة الرابعة من الترتيب، في مدح امير المؤمنين الأمام علي بن ابي طالب(عليه السلام) وسماها النبأ اليقين في مدح امير المؤمنين، وعدد ابياتها (110) أبيات وهي من القصائد المطولة، وعدد ابيات هذه القصيدة كعدد اسم الممدوح، انشأ هذه المديحة في عام 1330هـ. تقرأ هذه القصيدة في شتى المناسبات. ويقول السيد ابن شهاب ان الناس مهما بلغوا ما بلغوا من سمو المكانة فانهم مقتدون بالامام علي(عليه السلام)مصداقاً لقول الرسول الاعظم نبينا محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)علي مع الحق، والحق مع علي وقول الامام علي (عليه السلام): سلوني قبل ان تفقدوني والسيد ابن شهاب يقول:









  • مذهبي مذهب الوصي ابي السبـ
    ـطين، فالحق دائر حيث دارا



  • ـطين، فالحق دائر حيث دارا
    ـطين، فالحق دائر حيث دارا





وفي معنى ان الناس اتباع للامام علي(عليه السلام) يقول السيد ابن شهاب ملخصاً اياه في هذا البيت:









  • فكل امرئ من سابقي امة الهدى
    ثم يستطرد ويقول:
    سوى المرتضى جاءت بصدق حذامها
    سوى المرتضى جاءت بصدق حذامها



  • وان جل قدراً مقتد بغلامها
    ولا سيف الا ذو الفقار ولافتى
    سوى المرتضى جاءت بصدق حذامها





يسرد السيد ابن شهاب ويصف فضائل الامام علي(عليه السلام)وجهاده جنباً لجنب مع النبي لتعزيز مكانة الاسلام مفادياً بنفسه وروحه.. يبارز اعداء الاسلام كمبارزته لعمر بن ود يوم الخندق حيث احجم الغير واعرضوا عن دعوة الرسول، ولبى الامام وحده. يقول السيد ابن شهاب:









  • وعمر ابن ود يوم اقحم طرفه
    دنا ثم نادى القوم هل من مبارز
    تحدى كماة المسلمين، فلم تجب
    فناجزه من لا يروع جنانه
    وعاجله من ذي الفقار بضربة
    وكم غيرها من غمة كان عضبه
    مبدد غماها وجالي قتامها([49])



  • مدى هوة لم يخش عقبى ارتطامها
    ومن لسبنتى([48]) عامر وهمامها
    كأن الكماة استغرقت في نيامها
    اذا اشتبت الهيجاء لفح ضرامها
    بها اذنت انفاسه بانصرامها
    مبدد غماها وجالي قتامها([49])
    مبدد غماها وجالي قتامها([49])





ذكرني هذا الوصف بما قاله شاعر آل البيت(عليهم السلام)الاستاذ محمد كاظم الازري البغدادي في قصيدته المشهورة بالشمسية في مدح النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) وآل بيته(عليهم السلام). وقيل ما مدح النبي محمد وآل بيته بمثل القصيدة الشمسية، وقد خمسها كثير من فحول الشعراء القدماء والمعاصرين. يقول الازري في قصيدته الشمسية عن وقعة الخندق ومبارزة الامام علي(عليه السلام)ابن ود:









  • ظهرت منه في الوغى سطوات
    يوم غصت بجيش عمرو بن ود
    وتخطى الى المدينة فرداً
    فدعاهم وهم الوف ولكن
    اين انتم من قسور عامري
    فابتدى المصطفى يحدث عما
    قائلاً ان للجليل جناناً
    من لعصر وقد ضمنت على الله
    فالتووا عن جوابه كسوام
    واذا هم بفارس قرشي
    قائلاً ما لها سواي كفيل
    ومشى يطلب البراز كما تمـ
    فانتضى مشرفيه فتلقى
    والى الحشر رنة السيف منه
    يا لها ضربة حوت مكرمات
    هذه من علاه احدى المعالي
    وعلى هذه فقس ما سواها



  • ما اتى القوم كلهم ما اتاها
    لهوات الفلا وضاق فضاها
    لا يخاف العدى ولا يخشاها
    ينظرون الذي يشب لظاها
    تختشي الاسد بأسها في شراها
    يؤجر الصابرون في اخراها
    ليس غير المجاهدين يراها
    له من جناته اعلاها
    لا تراها مجيبة من دعاها
    ترجف الارض خيفة ان يطاها
    هذه ذمة علي وفاها
    ـشي خماص الحشى الى مرعاها
    ساق عمرو بضربة فبراها
    يملأ الخافقين رجع صداها
    لم يزن ثقل اجرها ثقلاها
    وعلى هذه فقس ما سواها
    وعلى هذه فقس ما سواها





هذا ما اردنا نقله من القصيدة الشمسية للازري.




استرسل السيد ابن شهاب في مديحته (النبأ اليقين) في وصف الوقائع وجهاد الامام علي(عليه السلام)الذي ثبت فيها حيث هرول الآخرون فارين مدبرين جزعين ثم تطرق الى ذكر البيعة في غدير خم التاريخي، وما جرى فيها من خطبة النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) لبيعة الإمام واختتم قصيدته المديحية بقوله:









  • وأزكى صلاة بالجلال تنزلت
    على المصطفى والمرتضى ما ترنمت
    وفاطمة الطهر التي المجد كله
    وسبطي رسول الله ريحانتيه والـ
    أئمة من اعقابه وختامها



  • من المنظر الأعلى وأزكى سلامها
    على عذبات البان ورق حمامها
    محيط بها من خلفها وامامها
    أئمة من اعقابه وختامها
    أئمة من اعقابه وختامها





قلنا: ان السيد ابن شهاب رجل واضح الى ابعد الحدود لا يمالئ ولا يتزلف، بل يحارب التزلف والنفاق بشدة.




وهذه قصيدة النبأ اليقين في مدح امير المؤمنين كاملة:









  • خذوا الحذر ان تطّوفوا بخيامها
    واياكم ان تنعتوها وتعلنوا
    فعنها وعن خلع العذار بعشقها
    يحاولن غضاً من كرامة قدرها
    يلاطفن من لم يصب نحو جمالها
    دعوهن في عشوائهن وعرضوا
    ولا تنكروا اطراء ضراتها وقوا
    وعن غمرات الحب كونوا بمعزل
    ولا تقتدوا بي حيث اقدمت انني
    ذرونيوشأنيواقبلوا النصح واطبعوا
    فليس لكم عزمي وبأسي ونجدتي
    ساحمل نفسي في هوى غادة النقا
    واجري جيادي بين عشاق حسنها
    واصمي غوي العاذلات بثاقب
    وخير لنفسي خوضها حومة الوغى
    منازل سلمى وجهتي وهي كعبتي
    ينازعنها في امرة الحسن نسوة
    افيهن كلاّ من صباحة وجهها
    فما السحر الا من سقيم جفونها
    اليها صبا اهل البصائر والنهى
    واسعدهم حظاً بها من لصدقه
    وقد علمت ان ليس غيري من الألى
    تجرعت مر الصاب صوناً لعهدها
    محاسنها الغراء عين محاسن الـ
    علي اخي المختار ناصر دينه
    واعلم اهل الدين بعد ابن عمه
    واوسعهم حلماً واعظمهم تقىً
    وأولهم وهو الصبي اجابة
    فكل امرئ من سابقي امة الهدى
    ابي الحسن الكرار في كل مأقط
    فتى سمته سمت النبي وما انتقى
    فدت نفسه نفس الرسول بليلة
    تعاهد فيها االمشركون وأجمعوا
    على الفتك بالذات الشريفة غيلة
    فبات علي في فراش محمد
    لعمري هل تدري بأن أمامها
    له فتكات يوم بدر بها انثنت
    تذوب على اهل القليب قلوبها
    سقى عتبة كأس الحتوف وجرع الـ
    وفي أحد أبلى تجاه ابن عمه
    بعزم سماوي ونفس تعودت
    اذاق الردى فيها ابن عثمان طلحة
    وفيها لعمري جاء جبرئيل شاكراً
    ولا سيف الا ذوالفقار ولا فتى
    وفي خيبر هل رحبت نفس مرحب
    حصونٌ حصان الفرج كان بسيفه
    رماها امام الرسل بالاسد الذي
    ولولاه قاد الجيش ما دُكّ معقل
    وعمرو بن ود يوم اقحم طرفه
    دناثم نادى القوم هل من مبارز
    تحدى كماة المسلمين فلم تجب
    فناجزه من لا يروع جنانه
    وعاجله من ذي الفقار بضربة
    وكم غيرها من غمة كان عضبه
    به في حنين ايد الله حزبه
    تقدم إذْ فرّ الجماهير وانبرى
    سل العرب طراً عن مواقف بأسه
    وناشد قريشاً من اطل دماءها
    وكسر معبوداتها ثم قادها
    اجنت له الحقد الدفين واظهرت
    ولما قضى المختار نحباً تنفست
    اقامت ملياً ثم قامت ببغيها
    قد اجتهدت قالوا وهذا اجتهادها
    اليس لها في قتل عمار عبرة
    اليس بخم عزمة الله امضيت
    بها قام خير المرسلين مبلغاً
    الست بكم اولى ومن كنت صادعٌ
    هو العروة الوثقى التي كل من بها
    اما حبه الايمان نصاً وبغضه
    اما حبه حب النبي محمد
    تزاحمن في فكري اذا رمت نظمها
    أأنعته بالعلم وهو عبابه
    او الكرّ والاقدام وهو هزبره الـ
    او الجود وهو السحب منهلة او الـ
    هو الحبر قوام الليالي تحنثاً
    شمائل مطبوع عليها كأنها
    حنانيك مولى المؤمنين وسيد الـ
    ابثك شكوى لوعة وصبابة
    فلي قلب متبول ونفس تدلهت
    وداد تمشّى في جميع جوارحي
    هو الحب صدقاً لا الغلو الذي به
    ولا كاذب الحب ادعته طوائفٌ
    تخال الهدى والحق فيما تأولت
    وتنبزني بالرفض والزيغ ان صبا
    تلوم ويأبى الله والدين والحجا
    فاني على علم وصدق بصيرة
    الا ليت شعري والتمني محبب
    متى تنقضي ايام سجني وغربتي
    وهل لي الى ساح الغريين زورة
    اذا جئتها حرمت ظهر مطيتي
    واخلع نعلي في طواها كرامة
    اذا شاهدت عيناي انوار قبة
    سجدت اليها سجدة الشكر خاشعاً
    هنا لك ذات المرتضى ومقرها
    وثمة يحيى من موات القلوب ما
    يفيضون من تلك المشاعر مالئي الـ
    واني على نأي الديار وبينها
    منوط بها ملحوظ عين ولائها
    امت اليها بالبنوة واقتفا
    اليك ابا الريحانتين مديحة
    مقصرة عن عشر معشار واجب الثـ
    اذا لم تصب رياً فنغبة طائر
    ونفثة مصدور تخفف بعض ما
    مؤملة زلفى لديك وحظوة
    وازكى صلاة بالجلال تنزلت
    على المصطفى والمرتضى ما ترنمت
    وفاطمة الطهر التي المجد كله
    وسبطي رسول الله ريحانتيه والأ
    واصحابه الموفين ايمان عهده
    وبيعته في بدئها واختتامها



  • وان تجهروا يوماً برد سلامها
    محاسن يقضي حبها باكتتامها
    عواذل تخفي الغل تحت ابتسامها
    ويلحظن شزراً من قضى في هيامها
    ويغمزن من لبى دعاة غرامها
    بسلوانها واصغوا لدعوى اتهامها
    نفوسكم من ثلبها وانثلامها
    قصي ولا تستهدفوا لسهامها
    خبير باخطار الهوى واقتحامها
    على جبهات الذل عارا هتضامها
    واهدار روحي في مرامي مرامها
    على الصعب ركضاً او تسام لسامها
    الى ان ارى قدحي معلى استهامها
    من الشهب حتى تنزوي في كمامها
    لمرضاتها من بردها وسلامها
    ارى الفوز في تقبيلها واستلامها
    واين خزامى رامة من ثمامها
    مشابهة او من قناة قوامها
    وما السكر الا من مروّق جامها
    ومن خبروا خذم الظُبا من كهامها
    اذا زارها منت برفع لثامها
    بها شغفوا كُفأً لعالي مقامها
    وحفظ مواثيق الهوى وذمامها
    ـوصي قريع الحرب حال احتدامها
    وملته يعسوبها وامامها
    بأحكامه من حلها وحرامها
    وازهدهم في جاهها وحطامها
    الى دعوة الاسلام حال قيامها
    وان جل قدراً مقتد بغلامها
    مبدد شوس الشرك نقاف هامها
    مواخاته الا لعظم مقامها
    سرى المصطفى مستخفياً في ظلامها
    على الختر بئس العهد عهد لثامها
    على طمس انوار الهدى باصطلامها
    ليبتاع ما تهذي به في سوامها
    على الفرش ساقيها حميم حمامها
    صناديد فهر همُّها في انهزامها
    اسى وترثيها بعض بنامها
    ـوليد ابنه بالسيف مُرَّ زُؤامها
    وفل صفوف الكفر بعد التئامها
    مساورة الابطال قبل احتلامها
    امير لواء الشرك غرب حسامها
    مواساته في كشف غمى غمامها
    سوى المرتضى جاءت بصدق حذامها
    بغير شبا قرضابه لاخترامها
    كما قيل اقواها وفض ختامها
    فرائسه الآساد حال اغتلامها
    ولا اذعنت ابطالها باغتنامها
    مدى هوة لم يخش عقبى ارتطامها
    ومن لسبنتى عامر وهمامها
    كأن الكماة استغرقت في منامها
    اذا اشتبت الهيجاء لفح ضرامها
    بها آذنت انفاسه بانصرامها
    مبدد غماها وجالي قتامها
    وقد روعت اركانه بانهدامها
    لسفك دم الاعدا وشل لهامها
    تجبك عراقاها ونازح شامها
    وهد ذرى ساداتها وكرامها
    الى دين طه المصطفى بخزامها
    له الود في اسلامها وسلامها
    نفوس كثير رغبة في انتقامها
    طوائف تلقى بعد شر أثامها
    لجمع قوى الاسلام ام لانقسامها
    ومزدجر عن غيها واجترامها
    الى الناس انذاراً بمنع اختصامها
    عن الله امراً جازماً بالتزامها
    عن الله امراً جازماً بالتزامها
    تمسك لا يعروه خوف انفصامها
    جليّ امارات النفاق وشامها([50])
    بلى وهما والله ازكى انامها
    فتحجم اقلامي لفرط ازدحامها
    فسائله عن امواجه والتطامها
    ـغضوب فما العبسي وابن كدامها([51])
    ـبلاغة وهو المرتقي في سنامها
    وفي وقدات القيظ خدن صيامها
    سجايا اخيه المصطفى بتمامها
    ـمنيبين والساقي بدار سلامها
    يهيّجهابالليل سجع يمامها
    بحبك يا مولاي قبل فطامها
    وخامرها حتى سرى في عظامها
    يفوه معاذ الله بعض طغامها
    تشوب قلاها بانتحال وئامها
    غروراً وترميني سفاهاً بذامها
    اليك فؤادي في غضون كلامها
    وحرمة آبائي استماع ملامها
    من الامر لم انقد بغير زمامها
    الى النفس تبريداً لحرّ أوامها
    وتنحل روحي من عقال اغتمامها
    لاستاف ريّا رندها وبشامها
    وحررّتها من رحلها وخطامها
    لساكنها الثاوي اريض اكامها
    بها مركز الاسرار قطب انتظامها
    وعفرت وجهي من شذي رغامها
    وجنة مأواها وحسن مقامها
    سقته شآبيب الرضا بانثجامها([52])
    ـحقائب من جم الهبات جسامها
    وصدع الليالي شعبنا واحتكامها
    قريب اليها مرتو من مدامها
    سبيل هداها صادعاً باحترامها
    بعلياك تعلو لا بحسن انسجامها
    ـناء وان ادت مزيد اهتمامها
    وطلّ اذا لم يهم وبل رذامها
    تراكم في احنائه من جمامها
    ومعذرة عن عيها واحتشامها
    من المنظر الاعلى واذكى سلامها
    على عذبات البان ورق حمامها
    محيط بها من خلفها وامامها
    ئمة من اعقابه وفئامها
    وبيعته في بدئها واختتامها
    وبيعته في بدئها واختتامها





ثارت حفائظ النواصب من هذه القصيدة وتقوّلوا على السيد ابن شهاب وتعرض لمؤامرة المتآمرين، فقاومهم بصرامة كما هو معروف عنه وكما يتعرض له كل مصلح في التاريخ، فهزمهم شر هزيمة وباؤوا بالخسران المبين.




لم يكن السيد ابن شهاب في موقفه المتصلب ورسوخ ايمانه وقوة عقيدته إلا امتداداً لمن سبقه من كبار المصلحين والقادة الافذاذ واجلاء العلماء العاملين. وبوجود السيد ابن شهاب وقيامه ودعوته للنهضة الاصلاحية تفتحت الاذهان وتحررت العقول فشيدت المعاهد العلمية وفتحت المدارس وتقاطر طلاب العلم ينهلون من معينه الدافق الذي لا ينضب، نبغ الكثير منهم فكانوا احسن اسوة لمن بعدهم.




أشار السيد ابن شهاب مؤكداً في قصيدته الى حادثة تاريخية مهمة جداً، وهي الاجتماع الذي عقده رسول الله سيدنا محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) لجميع الذين شاركوه في تأدية الحج، وهو الحج الاخير بالنسبة للنبي. فان هذا الحادث التاريخي الخطير في تاريخ الاسلام، الذي حاول اعداء الاسلام واعداء الحق غمطه وطمسه ثم انكاره ما وسعهم الانكار والتزييف والتضليل والغمط لهو حادث معلوم. وتاريخ ابلج كالشمس في رابعة النهار. وقد تولى المؤرخون والباحثون تحقيق هذه الحادثة من جميع جوانبها، وقد حاول بعض الحمقى انكارها كراهية وبغضاً للنبي(صلى الله عليه وآله وسلم)وتكذيباً لاقواله(صلى الله عليه وآله وسلم). وكفى الجميع ما قام به العلامة الشيخ الاميني من تاليف كتابه القيم (الغدير) الذي جمع فيه كل ما يتعلق بهذا الحادث وما قيل فيه مستنداً إلى المصادر التاريخية من قديم الزمن الى يومنا هذا. ومستفيضاً في بحثه، وقد بلغ عدد مجلداته احد عشر مجلداً، ومع ذلك لم يستوعب كل ما قيل في الموضوع نثراً وشعراً.




اود ان اثبت هنا ما قاله شاعر النبي، حسان بن ثابت الذي كان من جملة الحاضرين الذين شهدوا البيعة للامام علي(عليه السلام)يوم غدير خم، يا معشر مشيخة قريش اتبعها قولي بشهادة من رسول الله في الولاية ماضية.









  • يناديهم يوم الغدير نبيهم
    وقد جاءه جبريل عن امر ربه
    وبلغهم ما انزل الله ربهم
    فقام به اذ ذاك رافع كفه
    فقال فمن مولاكم ووليكم
    الهك مولانا وانت ولينا
    فقال له قم يا علي فأنني
    فمن كنت مولاه فهذا وليه
    هناك دعا اللهم وال وليه
    فيا رب اُنصر ناصريه لنصرهم
    امام الهدى كالبدر يجلو الدياجيا



  • بخم واسمع بالنبي مناديا
    بأنك معصوم فلا تك وانيا
    اليك ولا تخش هناك الا عاديا
    بكف علي معلن الصوت عاليا
    فقالوا ولم يبدوا هناك تعاميا
    ولن تجدن فينا لك اليوم عاصيا
    رضيتك من بعدي اماماً وهادياً
    فكونوا له انصار صدق مواليا
    وكن للذي عادى علياً معاديا
    امام الهدى كالبدر يجلو الدياجيا
    امام الهدى كالبدر يجلو الدياجيا





اما نص خطبة البيعة التي خطبها النبي محمد رسول الرحمة(صلى الله عليه وآله وسلم) بغدير خم فمعروفة ومشهورة، ذكرتها كتب التاريخ([53]).




سواد العين




المسلسلة الخامسة من القصائد المرتبة في رثاء مولانا الامام الحسين بن علي أبي الشهداء(عليهما السلام)، سماها الشاعر سواد العين في رثاء الامام الحسين(عليه السلام) وهذه المرثية هي احدى قصائده الشهيرة، يحفظها الكثير عن ظهر قلب وتتلى في كل مناسبة خصوصاً في المآتم الحسينية، وتتكون المرثية من خمسين بيتاً كلها غرر.




ما رأيت اهتمام الناس من جميع الاجناس من مسلمين وغير مسلمين كاهتمامهم بما كتبوه عن شخصية الامام الحسين بن علي(عليه السلام) دراسة وبحثاً وتحقيقاً وتعليقاً من نواح شتى من تاريخ حياته ومنهم من جمعوا اقواله وخطبه وما قيل عنه نثراً وشعراً وما قيل في ذكرى استشهاده من الخطب والقصائد. ولم تنحصر في لغة دون اخرى وإنما كتبت بلغات كثيرة من لغات العالم. وقد جمع الاستاذ الاديب السيد جواد شبر ما قيل في الامام الحسين(عليه السلام) من قصائد منذ القرن الاول الهجري الى يومنا هذا وسماه (ادب الطف)، فكانت موسوعة شعرية ادبية جاءت في عشر مجلدات ولا تزال الكتب تؤلف إلى اليوم وستستمر الى المستقبل عن الامام الحسين(عليه السلام); فالكُتاب يكتبون والمطابع تطبع عن هذه الشخصية الفذة، والدارسون والمحققون والمؤرخون يهتمون بهذا المعين العذب الذي لا ينضب، والقراء متلهفون لقراءة كل ما يكتب عن هذه الشخصية العملاقة.




ولا تحصي المجاميع ما قيل ويقال وما كتب ويكتب من مؤلفات في هذا الموضوع. هذا على رغم وجود محاولة من البعض ممن سماهم السيد ابن شهاب كلاب النار الذين ارادوا طمس الحقائق فطمسهم الله، وحاول البعض الآخر تحريف التاريخ وتزويره لصالح اعداء آل البيت(عليهم السلام) فجرفهم الزمن وحاق بهم سوء المنقلب. وبقى الحسين بن علي شامخاً بارزاً وهو الرائد الاول للاصلاح ومحاربة الفساد. بقي الى اليوم وسيبقى الى الابد مبجلاً محترماً. انه قبس من نور جده محمد المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم) وشعاع من أشعة النبوة وهذه هي المرثية:









  • براءة بر في براء([54]) المحرم
    فهل خامر الايمان قلب امرئ يُرى
    ليال بها الخطب الجسيم الذي اكتسى
    ليال بها ايدي اللئام تلاعبت
    ليال بها في الارض قامت وفي السما
    ليال بها نتنى الخنازير او لغوا
    ليال بها ذبح ابن بنت محمد
    فأي جنان بين جنبي موحد
    وأي فؤاد دينه حب احمد
    على دينه فليبك من لم يكن بكى
    همام رأى رايات ملة جده
    وسنة خير المرسلين تجذمت
    فاغضبه من ذاك ما سرّ اسرة
    ويمم سكان العراق لينزعوا
    توجه ذو الوجه الاغر مؤدياً
    فوازره سبعون من أهل بيته
    فهاجت جماهير الضلال واقبلت
    تألب جمع من فراش جهنم
    يقرون بالقرآن لكن لعله
    لتعزيز طاغ جاءت ابنة بحدل
    وخذلان هاد اشرقت في جبينه
    وحين استوي في كربلاء مخيماً
    احاطت به تلك الاخابث مثل ما
    وصدوه عن ماء الفرات ليطردوا
    وساموه اعطاء الدنية عندما
    وهيهات ان يرضى ابن حيدرة الرضا
    أبت نفسه الشماء الاكريهة
    هو الموت مر المجتنى غير انه
    فأذكى شواظ الحرب بالعسل الظما
    وقارع حتى لم يدع سيف باسل
    وصبحهم بالشوس من صيدقومه
    على ضمر تأتم في حومة الوغى
    يبيعون في الجلّى نفائس أنفس
    ولما أراد الله ايقاف روحه
    اتاح له نيل الشهادة راقياً
    فديتك بدراً برجه سرج سابح
    خضيب دماء كالعروس يزف في
    معفرة بالترب اعضاء جسمه الـ
    وما ضره ان أوطأوا حر صدره
    ولكنها شنعآء توجب لعنهم
    هي الفتنة الصماء لم يلف بعدها
    بنيّر دين الله سبط رسوله
    كليث الشرى العباس والشبل قاسم
    عرفنا بهم معنى اذا الشمس كورت
    بها اهتز عرش الله وارتجت السما
    بها اسودت الدنيا اسىً وتهتكت
    اولاك الكرام المبتغو فضل ربهم
    سقى الله بالطف الشريف قبورهم
    وزادهم المولى علىً وكرامة
    وبعداً لقوم لم يقوموا لنصرهم
    رأوا شيعة الرجس ابن سعد وشمر
    ولم تتحرك للحفيظة منهم
    ايزوى ابن طه عن منصة جده
    كأن الهدى من بيت صخر تفجرت
    فيا اسرة العصيان والزيغ من بني
    هدمتم ذرى اركان بيت نبيكم
    تداركتم في البغي ولداً ووالداً
    ولم تمح حتى الان آثار زوركم
    فاصل الشقا انتم ومن يحذ حذوكم
    فلا تكتمن الله ما في نفوسكم
    ولا بدع ان حاربتم الله انها
    ونازعتم الجبار في جبروته
    ولم تحسبوا من طيشكم ان عنكم
    ستجزون في الاُخرى نكالاً مؤبداً
    غدرتم بسادات البرية غدرة الـ
    وانّا وان كنا من الضيم والاسى
    فلسنا الاُلى ننحو بندب سراتنا
    ولكننا غيظاً نعض اكفنا
    وما من بواء في بني اللؤم تشتفى
    ولكن اغضاء الجفون على القذى
    ومن شؤم سوء الحظ كان بروزنا
    ويا ليت انَّا والامانيّ عذبة
    لخضنا عباب الهول تشتد تحتنا
    وقائدنا يوم الذمار ابن فاطم
    لندرك احدى الحسنيين بنصره
    اجل قدرة المولى تبارك انفذت
    لتبيض يوم الحشر بالبشرا وجه
    نبي الورى بعد انتقالك كم جرى
    دهتهم ولما تمض خمسون حجة
    فكم كابد الكرار بعدك من قلىً
    وصُبت على ريحانتيك مصائب
    ضغائن ممن اعلن الدين مكرهاً
    اضاعوا مواثيق الوصية فيهم
    فسق غير مأمور الى النار حزبهم
    حبيبي رسول الله انّا عصابة
    لنا منك اعلى نسبة باتّباعنا
    ونسبة ميلاد فم الطعن دونها
    نعظم من عظمت ملء صدورنا
    لدى الحق خُشن لا نداجي طوائفاً
    سراعاً الى التأويل وفق مرادهم
    هل الدين بالقرآن والسنة التي
    ولكن عن التمويه ينكشف الغطا
    وأزكى صلاة الله ما ذّر بازغٌ
    على روحك المعنى الذي الفيض منه في
    وعترتك المستودعي سر علمك المـ
    واصحابك المروين في نصرة الهدى
    صلاةً كما احببت مشفوعة الادا
    بنشر سلام بالعبير مختمالثناء العاطر



  • عن اللهو والسلوان من كل مسلم
    بتلك الليالي لاهياً ضاحك الفم
    به افق الجرباء صبغة عندم([55])
    بهام بدور للمعالي وانجم
    مآتم اعلى الناس قدراً واعظم
    مدى غيهم والبغي في طاهر الدم
    وعترته رمز الكمال المترجم
    بنار الأسى والحزن لم يتضرم
    وقرباه لم يغضب ولم يتألم
    لرزء الحسين السيد الفارس الكمي
    منكسة والشرع غير محكم
    عراها ودين الله بالجحد قد رمي
    هواهم قنى القينات او شرب حنتم
    شجاه وهم والله شرّ ميمم
    لواجبه لم يلوه لحي لوم
    وشيعته من كل طلق مقسم
    بجيش لحرب ابن البتول عرمرم
    غواة يرون الشرك اكبر مغنم([56])
    لسخرية اقرارهم او تهكم
    به نابذ الدين الحنيفي مجرم
    اشعة انوار الحبيب المعظم
    بتربتها اكرم به من مخيم
    يحيط سوار من حديد بمعصم
    عن الحوض حتى يقذفوا في جهنم
    رأوا منه سمت الخادر المتوسم
    بخطة خسف او بحال مذمم
    يموت بها موت العزيز المكرم
    ألذ واحلى من حياة التهضم
    وشب لظاها من شبا كل مخذم
    بمعترك الهيجاء غير مثلم
    نسور الفيافي من فرادى وتوأم
    بيحمومه او ذي الجناح المحوم
    لنصر الهدى لا نيل جاه ودرهم
    بمنظره الاعلى وقوف المسلم
    معارج مجد صعبة المتسنم
    هوى فانطوى سر العباء المطلسم
    قباء بصبغ الارجوان مرسم
    ـكريم وهذا سرُّ حِلّ التيمم
    سنابك ورد ذي نعال وادهم
    وتحسر عن وجه النفاق الملثم
    منار من الايمان غير مهدم
    وعترته خوص المنية ترتمى
    وعميه والفتاك عون ومسلم
    ورمز انكدار في النجوم مكتم
    باملاكها من هولها المتجشم
    بها حرمة البيت العتيق وزمزم
    ورضوانه تحت العجاج المقتم
    بوبل من الجود الالهي مثجم
    بافضل تسليم عليهم وادوم
    على قدرة منهم بعزم مصمم
    تجاولهم وابن الدعي الجهنمي
    حفائظ تطغي منهم كل مرقم
    ويرضى لها ترب الخلاعة عبشمي
    ينابيعه والوحي من ثم ينتمي
    امية من يستخصم الله يخصم
    لتشييد بيت بالمظالم مظلم
    وزخرفتم افك الحديث المرجم
    وتصديقه ممن عن الحق قد عمي
    له يسد جلباب العذاب ويلحم
    ليخفى ومهما يكتم الله يعلم
    لشنشنة من بعض اخلاق أخزم
    ولكنه من راغم الله يرغم
    عيون قصاص الغيب ليست بنوم
    على ما اقترفتم من عقوق ومأثم
    ـيهود بيحيى والمسيح بن مريم
    وفرط التلظي نمزج الدمع بالدم
    نياح الغواني خفن سوء التأيم
    لما فاتنا من ثأرنا المتقدم
    به النفس من بلبابها والتذمم
    وتمهيد عذر المعتدي شر ميسم
    من الغيب بعد المشرب المتوخم
    شهدنا وطيس الحرب بالطف اذ حمي
    خماصُ الطوى من كل طام مطهم
    كاشبال غاب امها خير ضيغم
    منال الاماني اومنية مقدم
    ارادته طبق القضاء المحتم
    وتسود اخرى لارتكاب المحرم
    ببيتك بيت المجد والمنصب السمي
    خطوب متى يلممن بالطفل يهرم
    وخُلف الى فتك الشقي ابن ملجم
    شهيد المواضي والشهيد المسمم
    ولولا العوالي لم يوحد ويسلم
    ولم يرقبوا الاَّ ولا شكر منعم
    اذا قيل يوم الفصل ما شئت فاحكم
    بمنصبك السامي نعزّ ونحتمي
    لهديك في اقوى طريق واقوم
    على رغم مغتص بصاب وعلقم
    ونرفض رفض النعل من لم تعظم
    لديهم دليل الوحي غير مسلم
    لرفع ظهور الحق بالمتوهم
    بها جئت ام احكامه بالتحكم
    لدى الملك الديّان يوم التندّم
    وما افترّ ثغر البارق المتبسم
    مجرّد هذا الكون والمتجسم
    ـصون عن الاغيار عرب واعجم
    صدى كل مشحوذ الغرار ولهذم
    بنشر سلام بالعبير مختمالثناء العاطر
    بنشر سلام بالعبير مختمالثناء العاطر





القصيدة السادسة من القصائد المسلسلة، سماها الثناء العاطر على اهل البيت الطاهر(عليهم السلام).




بدأ مديحته هذه كما يبدأ في كثير من قصائده الاُخرى بالغزل، ولكن غزله هذه المرة عكس المألوف، فهو يدعو الى ترك الغانيات وذكرهن ونسيان الماضي وايام الشباب الراحل والابتعاد عن الخدور، والعودة الى الله العظيم الشأن وطلب التوبة والتماس الغفران، والى محبة سيد المرسلين الهادي الشفيع الامين ومحبة وصيه الامام علي(عليه السلام)، ومحبة فاطمة الزهراء(عليها السلام) التي فاضت روحها حزناً مما جرى عليها وهي سيدة نساء العالمين على الاطلاق بالنص الصريح، يسر النبي ما يسرها، ويسوؤه ما يسوؤها، ثم الامامين الشهيدين الحسن والحسين وهم اهل الكساء الذين طهرهم الله تطهيراً وهم حاملوا علم الرسول ولواء الحمد.




يقرر السيد ابن شهاب قول الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم): لا تصلّوا علي الصلاة البتراء بقوله:









  • من لم يصل عليهم فصلاته
    فرض من الله في القرآن انزله
    من لم يصل عليكم لا صلاة له
    من لم يصل عليكم لا صلاة له



  • بتراء في اسناد اوثق ناقل
    يا آل بيت رسول الله حبكم
    يكفيكم من عظيم القدر انكم
    من لم يصل عليكم لا صلاة له





فان محبي آل البيت يحشرون تحت لواء الحمد الخفاق في يوم لا ينفع مال ولا بنون. ويتعجب السيد من اُولئك الذين يتلون القرآن تكراراً ومراراً ويقرأون الاحاديث النبوية الطاهرة ثم ينكرون ما تلوه ويكذبون ما قرأوه وما سمعوه وما رأوه، يجحدون فضائل آل البيت(عليهم السلام) بل يكذبون الاحاديث وينكرونها ويغالطون في الآيات القرآنية ويفسرونها حسب اهوائهم كأنهم لا يعرفون العربية.









  • فيرى ويسمع ثم يجحد مجدهم
    حسداً وتكذيباً لا صدق قائل



  • حسداً وتكذيباً لا صدق قائل
    حسداً وتكذيباً لا صدق قائل





هذه هي القصيدة الثناء العاطر ومجموع ابياتها 92 بيتاً:









  • دع ذكر ايام الشباب الراحل
    وانبذ بقية ما بقلبك من هوى
    وذر الخدور وما بها من خرد
    نهنه فؤادك ما بقيت فأنت في
    واركب نجيب التوب في المثلى الى
    والِ التململ تحت أروقة الظلا
    واعزم سؤالك ان تكون مدى الحيا
    واملأ ضميرك من محبة سيد الـ
    والعلة الغائية القصوى لخلـ
    وبحب صهر المصطفى ووصيه
    ذي العزم ساقي الحوض مولى المؤمنيـ
    والدرة الزهراء فاطمة التي
    ذات السيادة مطلقاً بالنص لا
    والسيدين اللابسي حلل الشها
    خانوا بقتلهما الامانة والديا
    اهل الكساء الخمسة الاشباح حـ
    هم بينات الله هم آياته الـ
    الآخذي علم الرسول شريعة
    يدلون بالحسب الصميم الضخم والـ
    نسب بأجنحة الملائكة ارتقى
    نسب لباذخ مجده تعنو الوجو
    ناهيك من نسب على نافيه لعـ
    شرف الى العرش انتهى فأمامه
    شرف النبوة والعروج ورؤية الـ
    من لم يصل عليهم فصلاته
    سفن النجاة امان اهل الارض من
    حبل اعتصام المؤمنين فحبذا المـ
    منهم يشم شذا النبوة بالولا
    وهم الأئمة والادلة يوم تز
    في يوم تذهل كل مرضعة عن الـ
    وبنيهم البيت المبارك والمقـ
    عمد الهدى من كل ممتطئ سنا
    الحافظين السر حتى الآن لم
    القانتين الراكعين الساجديـ
    الذاكرين الله بين مخافت
    السالكي السنن القويم النابذي
    وعلى محبيهم لواء الحمد يخـ
    ورد الحديث بذا وليس محمد
    تنفر على الركبان حمل مشاتهم
    بشرى مؤدي حقهم بالشرب من
    اثنى عليهم ذوالجلال فكل ما
    في هل اتى تمجيدهم وبآية الأحـ
    من سبق تطهير الذوات ومن ذها
    قضت الارادةوهيوصف الذاتوالتبـ
    بالعفو عن صوري ذنبهم فما
    ولئن اصاب البعض منهم محنة
    فلهم بذلك أسوة في الانبيـ
    مثل الذي استحلى أذى بيت الرسو
    ايضر اشغال الدخان لطمس نو
    ولربما سود الكلاب على البدو
    واذا حمار السؤ عربد ناهقاً
    عجباً لمن يتلو الكتاب مكرراً
    فيرى ويسمع ثم يجحد مجدهم
    اغويه اغراه؟ ام في قلبه
    ينهي فيأبى النصح ملتجئاً الى
    والعلم يخبث حيث تحسد عترة الـ
    سل شانئ الاشراف هل ابقيت بيـ
    افيرحم الجبار من يؤذي بني
    اتصح دعوى حب احمد مع قلى
    هم منقذو غرقى الغواية والضلا
    نزلوا باقطار البلاد نزول ما
    من عالم يهدي ومن متمول
    فلكل ارض حظها منهم فلا
    وبسفح وادي حضرموت لهم عديـ
    بوركت من سفح فسيح زاهر
    سيما تريم الخير سدرة منتهى
    بلد مقدسة العراص كثيرة الـ
    فلك تدور به بدور بني الرضى
    زهر ولكن ان تغب أجرامها
    حرم الديار الحضرمية مطلع الأ
    دبغت باقدام الاكابر ارضها
    وسماؤها أمتازت بكثرة صاعد الأ
    تزهو مساجدها بانواع العبا
    لله عز وجل لا لرياء او
    شمم العفاف عليهم باد فلا
    أنف فلا الاشراف شيمتهم ولا
    تلك الديار بها عقدن تمائمى
    لاهم زدها رفعة وكرامة
    واهدا لجميع الى الصوابوتب على الـ
    غث من سحاب الفضل جدب قلوبنا
    واسلك بنا نجد الكرام الاتقيا
    وامنح رضاك مقصراً يدعوك من
    واعده للغناء جم الحظ من
    وانله ما ينوي من الاصلاح والنـ
    واجمع وسدد رأي قادتها وكن
    وابعث الى متخطفي اطرافها
    وعليك اقسمنا بجاه محمد
    أن تستجيب كما وعدت دعاءنا
    وعلى ثرى اجداثهم جد من صلا
    واغمر به الصحب الاُلى نصروا الهدى
    ما اهتز روض بالحيا وترنمت
    اطياره من صافر او هادل



  • وحديث لابسة الحلى والعاطل
    ليلى ومائس قدها المتمايل
    كيلا تصاب بسهم طرف بابلي
    شغل عن البيض الكواعب شاغل
    ساحات ذي الطول المجيب السائل
    م وكن الى الرحمن أوّل آئل
    ة وبعد مغموراً بلطف شامل
    ـكونين هادينا الشفيع الكافل
    ـق الكائنات سميها والسافل
    واخيه حيدرة الشجاع الباسل
    ـن الحبر علام القضاء الفاصل
    بعد الرسول قضت بحزن الثاكل
    يأباه غير مكابر متحامل
    دة من فريق في الشقاوة واغل
    نة لكن الجبار ليس بغافل
    ـجة ذي الجلال على المريب الداجل
    ـكبرى لارغام الجحود الجافل
    وحقيقة من فاضل عن فاضل
    ـنسب الصحيح الثابت المتداول
    شأواً اليه الوهم ليس بواصل
    ه فكم هنالك من مليك مائل
    ـنة ربه وعلى الدعي الداخل
    تقف الثوابت وقفة المتضائل
    ـباري تبارك والكتاب النازل
    بتراء في اسناد اوثق ناقل
    غرق مصابيح الظلام الحائل
    ـتمسكون وخيبة للناكل
    دة والوراثة والسلوك العادل
    دحم الخلائق كالجراد العاظل
    ـطفل الرضيع ووضع حمل الحامل
    ـدس والكثير الطيب المتناسل
    م المجد وضاح الجبين حلاحل
    يعلم لحاف غيرهم او ناعل
    ـن بخشية وغزير دمع سائل
    بدعائه وثنائه او زاجل
    شبهات كل مخالف ومخاتل
    ـفق بالأمان من العقاب الهائل
    فيما يقول بهازئ أو هازل
    طوبى لمحموليهم والحامل
    حوض تتم به نجاة الناهل
    نثني به تحصيل امر حاصل
    ـزاب قطع لسان كل مجادل
    ب الرجس عن ماضيهم والقابل
    ـديل فيه من المحال الباطل
    معنى انتقاد الاحمق المتعاقل
    واذى عدو خارجي خاطل
    ـاء ورفعة لمقامهم في الآجل
    ل كجرو سوء في المساجد بائل
    ر الشمس بل تعشى عيون الشاعل
    ر تهر إن منيت بداء عاضل
    ايحط من قدر الجواد الصاهل
    وحديث انسان الوجود الكامل
    حسداً وتكذيباً لا صدق قائل
    مرض سقاه نقيع سم قاتل
    مخصوص نص او سقيم دلائل
    ـهادي وخير منه جهل الجاهل
    ـن لظى وبينك من حجاب حائل
    مختاره؟ هيهات ليس بفاعل
    اولادنه؟ ام هل لها من قابل
    ل الى ذرى ارخى واخصب ساحل
    ء المزن امطر في المحل الماحل
    يسدي وأواه منيب عامل
    يخشى على الدين اغتيال الغائل
    ـد معابد ومعاهد ومنازل
    زاه بغرّ بني المهاجر آهل
    مسرى العطاش الى الغزير الوابل
    ـبركات والخيرات للمتناول
    ونجوم اكدر والفريط([57]) الحافل
    فضياؤها في الكون ليس بآفل
    قمار للثاوي بها والقافل
    فترابها طب السقيم الناحل
    نوار من عمل التقى المتراسل
    دة من مؤد فرضه او نافل
    دعوى مقام اولرجوى نائل
    يدرى الغني من الفقير العائل
    يتزلفون لذي ثراء طائل
    وبها عرفت فرائضي ونوافلي
    واغمر بنيها بالندى المتواصل
    ـمغمور في غفلاته والناهل
    بمجلل لصدى البصائر صاقل
    ء المخلصين شهيرهم والخامل
    قلب بأودية البطالة جائل
    ارث الاصول واخذ سهم عائل
    ـفع العميم لاهلها في العاجل
    معهم لدرء المعتدي والصائل
    من عاجل التشتيت اكبر خاذل
    والآل امن المستجير الواجل
    وبحقهم حقق رجاء الآمل
    تك والسلام بمستهل هاطل
    بالمشرفي وبالاصم الذابل
    اطياره من صافر او هادل
    اطياره من صافر او هادل





آل البيت(عليهم السلام)




ليس احب للسيد ابن شهاب من آل البيت(عليهم السلام)فهو مغرم بحبهم وولائهم والدفاع عنهم، تكبد في حبهم عداوة المعتدين وتحمل اذيتهم، فهو يجد في حبه لهم والاستماتة من اجلهم ما يشفي اواره ويروي غليله، فيكثر مدحهم والاستغاثة بهم والتضرع اليهم، وفي هذا يقول:









  • فيكم يعذب المديح ويحلو
    وبه يسرع القريض انقياده



  • وبه يسرع القريض انقياده
    وبه يسرع القريض انقياده





استهل مديحته في آل البيت بغزل لطيف متخلصاً الى مدح آل البيت(عليهم السلام)وهذه القصيدة هي المسلسلة السابعة، وفي هذه المديحة اعاد نفس المعنى والمقصد باسلوبه الظريف وعبارته الطريفة مهاجماً الذين يصلون الصلاة البتراء، تحاشياً منهم الصلاة على الآل، معاكسين لأوامر النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) مخالفين لسنته متحدين اوامره ونواهيه استعلاء. يقول السيد عنهم:









  • من يصلِّ ولم يصل عليكم
    معشر حبكم على الناس فرض
    اوجب الله والرسول اعتماده



  • فهو مبد لذي الجلال عناده
    اوجب الله والرسول اعتماده
    اوجب الله والرسول اعتماده





ثم يتوسل بائمة آل البيت(عليهم السلام) واصفاً يوم الموقف، والناجين من اتباع آل البيت(عليهم السلام)، واللواء انذاك خفاق في الوقت الذي تقول فيه جهنم: (هل من مزيد)فيقول:









  • وبكم ايها الائمة في يو
    يوم تأتون واللواء عليكم
    والمحبون خلفكم في امان
    حين قول الجحيم هل من زياده



  • م التنادي على الكريم الوفاده
    خافق ما اجلها من سياده
    حين قول الجحيم هل من زياده
    حين قول الجحيم هل من زياده





اما مبغضو آل البيت(عليهم السلام) فقد خابوا فيما يعتقدون، لانهم لا يؤمنون بشفاعة النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)، ولأنهم هم الذين ينصبون العداء لآل البيت(عليهم السلام) وفيهم يقول السيد:









  • كل من لم يحبكم فهو في النا
    إلى ان يقول:
    نرى عن ملة الرسول ارتداده
    من غرامي بقرطها والقلاده
    غادة حل حبها في السويدا
    نحوها تنزع النفوس فتلقا
    واذا عرج النسيم عليها
    زارني طيفها ومن بوعد
    من لصب يصب صيّب دمع
    ليس إلا لها وللنفر البيـ
    يا عريباً بأي واد اقاموا
    آل بيت الرسول اشرف آل
    انتم السابقون في كل فخر
    انتم للورى شموس واقما
    انتم منبع العلوم بلا ريـ
    انتم نعمة الكريم علينا
    لم يزل منكم رجال واقطا
    انتم العروة الوثيقة والحبـ
    سفن للنجاة ان هاج طوفا
    وبكم أَمن امة الخير اذ انـ
    اذهب الله عنكم الرجس اهلَ الـ
    وبتطهير ذاتكم شهد القر
    لا بما قد عملتموه من الخيـ
    من يصلِّ ولم يصلِّ عليكم
    معشر حبكم على الناس فرض
    فاز من رأس ماله من رضاكم
    حبكم يغسل الذنوب عن العبـ
    وبكم أيها الأئمة في يو
    يوم تأتون واللواء عليكم
    والمحبون خلفكم في امان
    فاز والله في القيامة شخص
    كل من لم يحبكم فهو في النا
    هكذا جاءنا الحديث عن الها
    كل قال لكم فابعده اللـ
    خاب من كان مبغضاً احداً منـ
    ضلَّ من يرتجي شفاعة طه
    باء بالمقت في الحياة من اللـ
    وروى القوم ان من كان سب الـ
    لم يمت والعياذ بالله حتى
    ليت شعري من الذي كان تعظيـ
    فهم الخصب للبرية لولا
    آل بيت الرسول كم ذا حويتم
    انتم زينة الوجود ولا زلـ
    فيكم يعذب المديح ويحلو
    وبكم يلهج المحب ويشدو
    كيف يحصي فخاركم رقم اقلا
    انتم انتم حلول فؤادي
    انا خدّامكم وترب حذاكم
    وانا العبد والرقيق الذي لم
    ارتجي الفضل منكم وجدير
    فاستقيموا لحاجتي ففؤادي
    انّ لي يابني البتول اليكم
    خلفتني الذنوب عنكم فريداً
    فلكم عند ربكم ما تشاؤو
    رب غثنا بهم فأنك العبـ
    وبهم أنعش الشريعة واكشف
    وارض عنهم وزدهم فيض فضل
    وعليهم مع الرسول سلام
    ليس يحصي سوى الكريم عداده



  • ر وان اوهنت قواه العباده
    لم يمت والعياذ بالله حتى
    وهذه هي القصيدة برمتها:
    ان امت مغرماً فموتي شهاده
    ورمى سهمها الفؤاد فصاده
    ها لداعي مزارها منقاده
    هز تلك المعاطف المياده
    هل ترى الطيف منجزاً ميعاده
    مذ صبا نحوها اصابت فؤآده
    ـض بنظم القريض يجري جياده
    من فسيح البلاد صاروا عهاده
    في الورى انتم واشرف ساده
    اسس الله مجدكم واشاده
    ر إذا ما الضلال أرخى سواده
    ـب وللدين قد جعلتم عماده
    اذبكم قد هدى الالهُ عباده
    ب لمن اسلموا هداة وقاده
    ـل الذي نال ما سكوه السعاده
    ن الملمات او خشينا ازدياده
    ـتم نجوم الهداية الوقاده
    ـبيت في محكم الكتاب افاده
    آن حقاً فيا لها من شهاده
    ـر ولكن قضت بذاك الإراده
    فهو مبد لذي الجلال عناده
    أوجب الله والرسول اعتماده
    لم يخف قط ذات يوم كساده
    ـد ولا غرو أن يزيل فساده
    م التنادي على الكريم الوفاده
    خافق ما اجلها من سياده
    حين قول الجحيم هل من زياده
    لكم بالوداد أدّى اجتهاده
    روان اوهنت قواه العباده
    دي فمن ذا الذي يروم انتقاده
    ـه وعن حوضكم هنالك ذاده
    ـكم ومن قد اساء فيه اعتقاده
    بعد ان كان مؤذياً اولاده
    ـه الذي صير الجحيم مهاده
    ـفاطميين دأبه واعتياده
    نرى عن ملة الرسول ارتداده
    ـمه للمصطفى الى الحشر زاده
    هم لخفنا من الزمان اشتداده
    من عفاف وسؤدد وزهاده
    ـتم بجيد الزمان نعم القلاده
    وبه يسرع القريض انقياده
    يا بني المجد لا بغان وغاده
    م ولو كانت البحار مداده
    فاز والله من حللتم فؤاده
    والاسير الذي ملكتم قياده
    يكن العتق ذات يوم مراده
    بكم المنّ بالرجا وزياده
    مخلص حبه لكم ووداده
    في انتسابي تسلسلاً وولاده
    فارحموا عجز عبدكم وانفراده
    ن وجاه لاتختشون نفاده
    ـاس غثت الانام عام الرماده
    ان طما الجهل شؤمه واسوداده
    منك يا من له التفضل عاده
    ليس يحصي سوى الكريم عداده
    ليس يحصي سوى الكريم عداده





رشفة الصادي




كتبنا فصلا خاصاً عن هذا الكتاب (رشفة الصادي) الذي يعتبر من المراجع القيمة المهمة، وكشفنا فيه الاعيب تلك الايادي الاثيمة التي لعبت دوراً بالتعمد في حذف كلمات وتحويرها الى كلمات اخرى، واشرنا اليها في مواضيعها من خيانة المشرف على الطباعة.




هذه هي القصيدة الثامنة حسب التسلسل المأمور به:









  • هم الراقون في اوج الكمال
    وهم سفن النجاة اذا ترامت
    امان الارض من غرق وخسف
    وهم في غرة الدنيا بدور
    وهم ساداتنا من غير شك
    كفى خبر الوصية انهم والـ
    وان محبهم في الحشر ناج
    بنو الحسنين للثقلين شادوا
    بنو الزهراء افضل كل انثى
    بنو الهادي وبضعته التي لا
    عليهم بعد جدهم صلاة
    وتسليم ورحمة ذي الجلال



  • وهم اهل المعارف والمعالي
    باهل الارض امواج الضلال
    وحصن الملة الصعب المنال
    تسامت بالجميل وبالجمال
    فنحن عبيدهم وهم الموالي
    ـكتاب معاً الى يوم الجدال
    من النيران ذات الاشتعال
    قصور المجد والرتب العوالي
    وحيدر السميدع للنزال
    تقاس لدى التفاضل بالمثال
    وتسليم ورحمة ذي الجلال
    وتسليم ورحمة ذي الجلال





الشجرة العلوية




تحافظ الاسر والسلالات في العالم على أنسابها، كما تحتفظ السلالات والاسر العلوية بانسابها ومشجراتها بدقة متناهية محافظة على اتصالها بالبضعة الطاهرة فاطمة الزهراء بنت الرسول الاعظم محمد عليهما الصلاة والسلام، لان حفظ الانساب جزء لا يتجزأ من صلب التراث وحقيقة التاريخ، وهو مما لا تمنع منه العقيدة السمحة. بالاضافة الى ما في ذلك من اسلوب تربوي، ومحافظة على السير في الجادة المستقيمة.




فالامام السيد عبدالله بن علوي الحداد من رجال القرن الحادي عشر (1044 ـ 1132هـ) وأحد ائمة العلويين البارزين وشاعرهم المفلق يقول في قصيدة له:









  • عطفة ياجيرة العلم
    نحن جيران بذا الحرم
    نحن من قوم به سكنوا
    وبآيات القران عنوا
    نعرف البطحا وتعرفنا
    ولنا المعلى وخيف منى
    ولنا خير الانام اب
    والى السبطين ننتسب
    كم امام بعده خلفوا
    وبهذا الوصف قد وصفوا
    مثل زين العابدين علي
    والامام الصادق الحفل
    فهم القوم الذين هدوا
    ولغير الله ما قصدوا
    اهل بيت المصطفى الطهر
    شبهوا بالانجم الزهر
    وسفين للنجاة اذا
    فانج فيها لا تكون كذا
    رب فانفعنا ببركتهم
    وامتنا في طريقتهم
    ومعافاة من الفتن



  • يا اهيل الجود والكرم
    حرم الاحسان والحسن
    وبه من خوفهم أمنوا
    فاتئد فينا اخا الوهن
    والصفا والبيت يألفنا
    فاعلمن هذا وكن وكن
    وعلي المرتضى حسب
    نسباً ما فيه من دخن
    منه سادات بذا عرفوا
    من قديم الدهر والزمن
    وابنه الباقر خير ولي
    وعلي ذي العلى اليقن
    وبفضل الله قد سعدوا
    ومع القرآن في قرن
    هم امان الارض فادكر
    مثل ما قد جاء في السنن
    خفت من طوفان كل اذى
    واعتصم بالله واستعن
    واهدنا الحسنى بحرمتهم
    ومعافاة من الفتن
    ومعافاة من الفتن





الى آخرها وهي مثبتة في ديوانه.




والمحافظة على انساب السلالة هي إكرام لهذه الارومة، وتوثيق للروابط الوشيجة والعلاقات الكريمة المتسلسلة، مع الابتعاد عن الغرور والاعتداد بالنفس، ان لم يكن هناك مآثر وفضائل. وفي هذا يقول السيد الحداد:









  • ثم لا تغتر بالنسب
    واتبع في الهدى خير نبي
    تتغشى المصطفى العلم
    وصبا صبّ الى السكن
    وامـام للمـطعـيـنا
    يوم نودوا خير مؤتمن
    وعلى اصحابه العلما
    واُولي الالباب والفطن
    واُولي الالباب والفطن



  • لا ولا تقنع بكان ابي
    احمد الهادي الى السنن
    صلوات الله ذي الكرم
    ما سرى ركب الى الحرم
    فهـو ختـم للنبيينا
    وامـان للمـجيبينا
    وعلى آل النبي الكرما
    وعلى اتباعه الحكما
    واُولي الالباب والفطن





والامام الحداد هو حامل مشعل آل البيت(عليهم السلام)ورافع رايتهم، آثاره باقية خالدة وتآليفه كثيرة نافعة. ترك وراءه تلامذة هم خيرة العلماء العاملين. ساروا على نهجه ومشوا على منواله وحملوا اعباء الرسالة وادوها فاحسنوا التأدية. والامام الحداد ممن يعتصمون عقيدة بالامام المهدي وظهوره. اسمعه يقول:









  • لقد آن صبح العدل ينشق فجره
    بطلعة ابن المصطفى علم الهدى
    محمد المهدي خليفة ربنا
    كأني به بين المقام وركنها
    به ينعش الرحمن ملة جده
    وسامي الذرى الماحي لكل ظلام
    علي الرضا الجالي لكل قتام
    وسبطي رسول الله مع زين عابد
    وباقرهم والصادق المتسامي



  • وقد حان ليل الجور ينزاح حالكه
    حليف التقى خير الانام وناسكه
    امام الهدى بالقسط قامت ممالكه
    يبايعه من كل حزب مباركه
    ويحيى به دين الهدى ومناسكه
    نبي الهدى بحر الندى سيد الورى
    وخير وصي بعده وابن عمه
    الى ان يقول:
    وباقرهم والصادق المتسامي
    وباقرهم والصادق المتسامي





والسيد الحداد يؤمن ان الامام المهدي حي موجود، ويخالف من يقول انه سيولد، ولذا فانه يقول: حان حين خروجه، وذلك في قوله:









  • ومنا إمام حان حين خروجه
    فيملأها بالحق والعدل والهدى
    كما ملئت جوراً بظلم طغام



  • يقوم بأمر الله خير قيام
    كما ملئت جوراً بظلم طغام
    كما ملئت جوراً بظلم طغام





/ 8