أبو الاسود الدؤلي - أبوالأسود دوئلی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أبوالأسود دوئلی - نسخه متنی

محمد هاشم

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

أبو الاسود الدؤلي

أبو الاسود الدؤلي بقلم

هاشم محمد كلمة المجمع

منذ بدأت بواكير الرسالة المحمدية تلوح في أفق الأمة، كانت قضية الولاء لآل البيت(عليهم السلام) قد أخذت من جسد تلك الرسالة الطاهرة موقع الرأس، فلم يُغفِل رسولها الكريم(صلى الله عليه وآله) أن يهيئ لتلك القضية العادلة الأرض الصلبة، ويَركزها في نفوس الذين بدأ بهم دعوته الكريمة الى الله تعالى إذ أمره بقوله: (وأنذر عشيرتك الأقربين). ولئن كانت تلك الدعوة ـ وفي ضمنها بذر نواة الولاء الأولى ـ لم تجد في أولئك الجمع أذناً صاغية في بادئ أمرها، فقد شقت طريقها بعد ذلك لتملأ قلوباً واعية حملتها عقيدة وعملاً بكل أسسها وأبعادها، ولم يأل الرسول الهادي(صلى الله عليه وآله) جهداً في ترسيخها، وإرسائها متينة في الوعي الانساني للأمة الاسلامية الفتية(ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيّ عن بينة).

وهكذا تمخض السعي الحثيث لصاحب الرسالة(صلى الله عليه وآله) في منهجه التربوي ذاك للأمة عن فئة مؤمنة أخلصت في ايمانها، وتفانت في سبيل عقيدتها، ولم يكُ ذلك السعي ليجد طريقه الى تلك النفوس لولا أنها شفّت ليخترق آفاقها نداء الفطرة السليمة (فطرة الله التي فطر الناس عليها). وقد عانت بذرة الولاء لأهل البيت(عليهم السلام) منذ قرارها الأول في أرض الواقع الاسلامي ألواناً من العنَت والجور، والتعصب الاعمى للأهواء الضالة، والنزوات الطائشة، فكان أن لقي حاملوها من سلاطين الجور وأعوانهم من القتل والتنكيل والقمع والتشريد ما يربأ عنه الضمير الانساني الحي، وينفر منه حس التأريخ المنصف (وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد) ولكنهم تابعوا خطاهم واثقة في ذلك الطريق داعين إلى عقيدتهم الصالحة، وذابّين عن حماها بكل ما تقتضي تلك الدعوة الراشدة من مفردات فداء، حتى ملكت صفحات جهادهم الناصعة امتداداً واسعاً من رقعة التأريخ الاسلامي مليئة بالقيم السامية والنقاط المضيئة.ولكن ـ وللأسف حرقة ـ لم يُنصَف أولئك الرجال، ولم يُوفَّوا حقهم من التعظيم والاجلال، بل أُسدلت على ظلالهم الخالدة في لوحة ذلك التأريخ حُجب كثيفة، واستار من التمويه كادت أن تخفيها، بل تطمسها، لولا أن الله تعالى قيض لها بين حين وآخر من ذوي الاقلام المنصفة من أزاح عنها غبار النسيان، وكشف عن ملامحها آثار ذلك التموية.

وسلسلة من أعلام الولاء التي يتولى المجمع العالمي لأهل البيت(عليهم السلام)إصدارها قد حملت على عاتقها مسؤولية نشر تلك الصفحات المفقودة من تأريخنا الاسلامي، وفتح الأبواب واسعة للولوج إلى عوالم اولئك الافذاذ المفعمة بالنور.

وهذا هو كتابها الثالث الذي جاد به يراع مؤلفه المحقق سماحة السيد هاشم محمد مستعرضاً فيه دراسة دقيقة لسيرة واحد من اولئك الاعلام الذين تروّوا من نمير الولاء الصافي، وتربوا في أحضان المودة الصادقة لأهل البيت(عليهم السلام)، وبذلوا من أجل ذلك ما أمكنهم البذل. ذلك هو واضع النحو أبو الاسود الدؤلي الذي لاقى في سبيل هذا المبدأ الأصيل من الاضطهاد تارة، والإغراء تارة أخرى ما يدل على رسوخ عقيدته ووعيه العميق لها.

كما تعرض الكاتب في هذه الدراسة لقضية مهمة وبارزة في حياة أبي الاسود، ألا وهي قضية وضعه للنحو بتوجيه من الامام أمير المؤمنين(عليه السلام)، وقد بحثها بإسهاب متطرقاً الى كل ما يتعلق بها من جوانب موضوعية.

والكتاب جدير بأن يطالع للتعرف على سيرة أبي الاسود الدؤلي من خلال التاريخ الصحيح الذي حاولت الاقلام المزيِّفة طمس وجهه الناصع وتسويد صفحاته البيضاء. المجمع العالمي لأهل البيت (ع) بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.

هذه دراسة من حياة أبي الأسود الدؤلي، ومن دوره في وضع النحو العربي، وقد قسمتها الى بابين:

في الباب الأول: بحثت عن ترجمة حياته، حيث حاولت فيه تسليط الأضواء على سيرته، وجمعت اخباره المتناثرة هنا وهناك للتعريف بسيرته كاملة، متواصلة الحلقات.

وفي الباب الثاني: بحثت عن صلة أبي الأسود بوضع النحو العربي، وقد توسعت فيه قدر الامكان، وعالجت الكثير من الشبهات التي برزت حول مدى صحة الرأي القائل بانه واضع النحو العربي، بتوجيه من الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام).

وقد كتبت هذه الدراسة سنة 1390 هجرية، ولكن لم اوفق لنشرها، وخلال هذه السنوات الطويلة كنت أضيف اليها ما اظفر به من نصوص، وما يستجد من آراء.

هاشم محمد الباب الاول ابو الاسود سيرته وحياته اسمه ونسبه:

هناك اختلاف كبير بين مترجمي أبي الأسود حول اسمه وأسماء آبائه، وكل مؤرّخ من القدماء أو المعاصرين، يرجّح اسماً ما، أويذكر الأسماء دون ترجيح أحدها.

ولعل مصدر هذا الاختلاف، كما يقول الدجيلي: هو أنّ الذي يعرف بكنيته ويشتهر بها قد يخفى على الناس اسمه الحقيقي( [1] ) ولذلك وصل لنا اسمه ونسبه غامضاً، ضائعاً في كثير من الأسماء.

ويضيق بنا المجال لو حاولنا عرض وجهات النظر والاختلافات كلّها، لذلك سوف نذكر نماذج لها في هذا المجال كما وردت على ألسنة المؤرّخين:

1 ـ في الإصابة: ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر بن حلس ابن نفاثة بن عَدِيّ بن الدئل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، وهذا قول الأكثر في اسمه; وقال دعبل وعمر بن شبة: هو عمرو بن ظالم بن سفيان، وباقي نسبه سواء; وقال الواقدي: اسمه عويمر بن ظويلم; وقيل: عمرو بن عمران; وقيل: عثمان بن عمرو( [2] ).

2 ـ أسد الغابة: ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر بن حلس ابن نفاثة بن عَدِيّ بن الديل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الكناني الديلي أبو الأسود، وهو مشهور بكنيته( [3] ).

3 ـ في تهذيب التهذيب: واسمه ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر بن حنش بن ثعلبة بن عَدِيّ بن الديل، ويقال: اسمه عمرو بن عثمان، ويقال: عثمان بن عمرو( [4] ).

4 ـ في أخبار النحويّين البصريّين: ظالم بن عمرو بن سفيان بن عمرو ابن حلس بن نفاثة بن عَدِيّ بن الدئل بن بكر بن كنانة( [5] ).

5 ـ في إنباء الرواة: ظالم بن عمر بن جندل بن سفيان بن عمرو بن عَدِيّ ابن بكر بن عبد مناف بن كنانة( [6] ).

6 ـ في جمهرة أنساب العرب: عثمان بن عمرو بن سفيان بن عمر بن جندب بن يعمر بن حابس( [7] ).

7 ـ في لسان العرب: ظالم بن عمرو بن سليمان بن عمرو بن حلس بن نفاثة بن عَدِيّ بن الدّيل بن بكر بن كنانة( [8] ).

وهكذا نرى مدى الاختلاف حول اسم أبي الأسود وأسماء آبائه.

وتجاه هذه المشكلة تُثار كثير من الشكوك حول الاسم الصحيح لأبي الأسود وحول سلسلة نسبه الصحيحة.

ولكنّنا حينما نتأمّل هذه الأسماء فسوف تبرز أمامنا عدّة ملاحظات ربّما تفتح لنا الطريق إلى وضع اليد على اسمه الصحيح، وعلى سلسلة نسبه ولو بصورة ظنّية لا يقينية، وأهمّ هذه الملاحظات ما يلي:

1 ـ أنّ مترجمي أبي الأسود لم يكتفوا بعرض الأسماء فحسب، بل رجّحوا اسماً منها، أو رجّحوا سلسلة معيّنة لنسبه، وربّما يعتمد هذا الترجيح على اعتقادهم بأنّ الّذين يروون مثل هذه السلسلة المعيّنة أوثق من الرواة الّذين يروون غيرها، أو هناك أسباب اُخرى دفعتهم إلى اختيار هذه السلسلة دون سواها، وإلاّ فأيّ سبب دفعهم إلى اختيارها دون غيرها؟!

2 ـ أنّ اسم ظالم هو الأكثر شيوعاً على ألسنة المؤرّخين من سائر الأسماء، وكذلك بالنسبة لسلسلة نسبه فإنّ عدداً من أسماء سلسلة معيّنة وهي ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر قد اتّفق عليها أكثر المؤرّخين، وأمّا الأسماء اللاحقة لها فقد اختلف المؤرّخون فيها.

3 ـ وهناك ظاهرة في هذا المجال تنبّه لها الأستاذ الدجيلي حيث يقول: ولو ألقينا نظرة على أسمائهم المتعدّدة كان بإمكاننا تقليص هذه الأسماء، وإدخال بعضها ببعض لقرب الشبه بينها، كما أنّ رسم الخطّ العربي القديم قد يساعدنا كثيراً على ما نريده ونتوخّاه، فعثمان وشيبان وسليمان وسفيان وعامر وحابس كانت ترسم هكذا عثمن وشيبن وسليمن وسفين وعمر وحبس، كما أنّ بين عمر و عمرو ويعمر، وحلس وحلبس وحابس، وسارق وسراق قرب شبه كبير في رسم الخط( [9] ).

ولكن ـ بعد هذا الحديث ـ لم يرجّح الدجيلي اسماً أو أسماء معيّنة ولو أنّه ألقى ضوءاً ـ له أهميته البالغة ـ حول هذا الاختلاف بين الأسماء فإنّ رسم الخطّ العربي القديم، له دوره الكبير في اختلاف الأسماء في نظر المؤرّخين، وقراءتهم لتلك الأسماء التي كتبت بالخطّ القديم.

4 ـ أنّ بعض المؤرّخين ربّما أهملوا ذكر بعض الأسماء في السلسلة النسبية ليصلوا من أقرب طريق إلى دئل وكنانة، فيحذفون من وسط السلسلة بعض الأسماء، ولعلّ السبب في ذلك ليس هو عدم وجود هذه الأسماء، بل محاولة اختصار السلسلة النسبية فحسب كما فعل ابن قتيبة في المعارف فقال حول اسم أبي الأسود: هو ظالم بن عمر بن جندل بن سفيان بن كنانة مع أنّ بين سفيان وبين كنانة عدداً كبيراً من الأسماء، إذاً فإهمال بعض الأسماء وحذفها يكون أحياناً لأجل الاختصار فحسب.

5 ـ أنّ الأسماء رغم اختلافها في التقديم والتأخير هي واحدة، أو على الأقل متشابهة، فرغم اختلاف ابن قتيبة عن صاحب الإصابة في السلسلة إلاّ أنّ الأسماء واحدة، والاختلاف إنّما يقع في تقديم بعضها أو تأخيره، فجندل مثلاً يقدّم عند بعضهم ويؤخّر عند الآخر.

فهذه الملاحظات وغيرها، كلّها أضواء تضيء طريق الوصول إلى الاسم الصحيح أو السلسلة النسبية الصحيحة لأبي الأسود.

إلاّ أننا نلاحظ أنّ السلسلة التي تقف عند حلس أو حلبس أو حابس وهي ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر هي أكثر شيوعاً على ألسنة المؤرّخين من غيرها وأكثر ترجيحاً، فالجاحظ يقف فيها عند سفيان، وكذلك صاحب غاية النهاية، بينما أصحاب الإصابة وتهذيب التهذيب واُسد الغابة يتّفقون على هذه السلسلة، وقد التزم بها أيضاً الاُستاذ كمال إبراهيم من المعاصرين( [10] ).

ولا أعتقد أنّ هذه السلسلة قد اكتسبها المتأخّر من المتقدّم زمنياً فيكون ترجيح المتأخّر اعتماداً على ترجيح المتقدم، والسبب في ذلك هو وجود الاختلاف بينهم أيضاً في الأسماء اللاحقة لهذه الأسماء، إذاً فلابُدّ أن يعتمد الترجيح عندهم على مرجّحات متينة خاصّة لكلّ واحد منهم.

وفيما عدا هذه السلسلة التي يتّفق عليها أصحابها، لم نجد هناك سلسلة أخرى يتّفق عليها الآخرون، ولعلّ الملاحظات السابقة التي ذكرت تقرّب هذا التباعد بينها، وتجعل السلسلة التي ذكرناها أقرب للترجيح من غيرها، اعتماداً على ثقة أصحابها بها، وكثرة من تبنّاها.

إلاّ أن الذي لا يشكّ فيه ـ لدى المؤرّخين ـ انتساب أبي الأسود إلى كنانة وإلى خصوص الدئل منهم، ويطول البحث لو تعرّضنا لدراسة هاتين القبيلتين، وهناك بحث طويل في كتب النحو واللغة والأنساب، حول كلمة دئل أعرضنا عنه لطوله، ولكثرة من بحث عنه( [11] ). عام ولادته ووفاته:

لم يعيّن التاريخ عام ولادة أبي الأسود، ولكنّ أكثر مترجميه ذكروا أنّه ولد في الجاهلية، وسوف نعرف تاريخ ولادته من خلال تاريخ وفاته وعمره.

ونلاحظ في هذا المجال أنّ هناك اختلافاً واسعاً حول تحديد عام وفاته، ويمكننا تقسيم الروايات التي تشير إلى سنة وفاته إلى أربع طوائف كما يتبنّى هذا التقسيم الدجيلي( [12] ):

1 ـ قسم قليل يؤرّخ عام وفاته سنة (99) هجرية، فقد ذكره ابن خلّكان مع غيره من الروايات والخوانساري في روضاته مع غيره من الروايات أيضاً دون أن يتبنّاه.

2 ـ قسم كبير من المؤرّخين يعيّن عام وفاته سنة (69) هجرية، ذكره ابن خلّكان، والقفطي، وأبو الفرج، والعسقلاني، وغيرهم جمع غفير من المؤرّخين يطول المجال لو حاولنا عرض أسمائهم وهي كلّها محكمة مسندة( [13] ).

3 ـ قسم يؤرّخ عام وفاته سنة (67) هجرية، وهي إحدى روايات السيوطي في بغية الوعاة والحموي في معجم الأدباء وابن الأنباري في نزهة الألبّاء ويذكر السيّد الداماد في تعليقته على اختيار معرفة الرجال نقلاً عن جامع الأصول: مات بالبصرة في الطاعون الجارف سنة سبع وستّين وكان قد أسنّ( [14] )، وهذه الرواية لا تخلو أحياناً من سند يسندها ولو أنّ من يتمسّك بها عدد قليل من المؤرّخين.

4 ـ القسم الرابع: لم يحدّد عام وفاته، وإنّما تأتي الرواية هكذا: وقيل مات قبل الطاعون بعلّة الفالج وذكرت في الروضات ووفيات الأعيان باعتبارها احدى الروايات، وتبنّاها صاحب الأغاني على اعتبار عدم وجود ذكر لأبي الأسود في قضية مسعود والمختار( [15] ).

/ 58