تمهيد - امام الحسین (ع) و مصلحة الاسلام العلیا نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امام الحسین (ع) و مصلحة الاسلام العلیا - نسخه متنی

فؤاد کاظم مقدادی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الإمام الحسين (ع) ومصلحة الإسلام العليا



الشيخ فؤاد كاظم المقدادي


تمهيد


إن للحسين (ع) موقعاً رسالياً تميّز به عن سائر أئمة أهل البيت (ع)، وجعل منه رمزاً خالداً لكل مظلوم يصحر بظلامته عبر التاريخ، وصرخة حق تدوّي في وجه الظالمين إلى يوم الدين. وليس جزاقاً قول رسول الله (ص) في حقّه (ع) إن له درجة لا ينالها أحد من المخلوقين، فعن أبي عبدالله (ع) قال: "كان النبي (ص) في بيت أم سلمة فقال لها: لا يدخل عليَّ أحد، فجاء الحسين (ع) وهو طفل، فما ملكت معه شيئاً حتى دخل على النبي، فدخلت أم سلمة على إثره فإذا الحسين على صدره، وإذا النبي يبكي، وإذا في يده شيء يقلّبه. فقال النبي: يا أم سلمة، إن هذا جبرئيل يخبرني أن هذا مقتول، وهذه التربة التي يقتل عليها فضعيه عندك، فإذا صارت دماً فقد قتل حبيبي، فقالت أم سلمة: يا رسول الله، سل الله أن يدفع ذلك عنه؟ قال: قد فعلت فأوحى الله عزّ وجلّ إليّ أن له درجة لا ينالها أحد من المخلوقين، وأن له شيعة يشفعون فيشفَّعون، وأن المهدي من ولده، فطوبى لمن كان من أولياء الحسين وشيعته، هم والله الفائزون يوم القيامة".(1)


وهو الذي نزل الوحي بتسميته حسيناً، فقد روي أنه عندما زُفّت البشرى لرسول الله (ص) بولادة الإمام الحسين (ع)، في اليوم الثالث من شهر شعبان المبارك في السنة الرابعة من الهجرة، أسرع (ص) إلى دار الزهراء (س) فقال لأسماء بنت عمير: "يا أسماء، هاتي ابني"، فحملته إليه، وقد لُفّ في خرقة بيضاء، فاستبشر (ص) وضمَّه إليه وأذَّن في أُذنه اليمنى وأقام في اليسرى، ثم وضعه في حجره وبكى، فقالت أسماء: فداك أبي وأُمّي، ممَّ بكاؤك؟ قال (ص): "من ابني هذا". قالت: إنه ولد الساعة. قال (ص): "يا أسماء، تقتله الفئة الباغية من بعدي، لا أنالهم الله شفاعتي". ثم قال: "يا أسماء، لا تخبري فاطمة فإنها حديثة عهد بولادته".


ثم قال (ص) لعلي (ع): "أي شيء سمّيت ابني"؟ فأجابه علي (ع): ماكنت لأسبقك باسمه يا رسول الله. فنزل جبرئيل (ع) على رسول الله (ص) حاملاً اسم الوليد المبارك، قال لعلي (ع): "سمّه حسيناً".(2)


وتتوالى بيانات رسول الله (ص) في وصف مقام الإمام الحسين (ع)، وموقعه الرفيع من الرسالة والرسول، منها:


عن يعلى بن مرة، قال: قال رسول الله (ص): "حسين مني وأنا من حسين، أحبّ الله مَن




1 - البحار 44: 225، ح 5.


2 - الطبرسي، إعلام الورى بأعلام الهدى: 217. الطبري، دخائر العقبى في مناقب ذوي القربى 119. الخوارزمي، مقتل الحسين 1: 87 و 88.


/ 5