تعريف - کتاب فی مقال نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

کتاب فی مقال - نسخه متنی

محمدجواد الطریحی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تعريف

كتاب في مقال:

التشيّع

نشوؤه ـ مراحله ـ مقوماته

هوية الكتاب:

اسم الكتاب: التشيع، نشوؤه، مراحله،
مقوماته.

المؤلف: سماحة السيد عبداللّه الغريفي.

مطبوعات: دار الموسم للاعلام لبنان ـ
بيروت.

عدد الصفحات: 477 من القطع الوزيري.

الطبعة وسنتها: الثانية 1412هـ ـ 1991م.

* الدكتور

محمد جواد الطريحي

(العراق)

تقديم

يعدّ التشيّع ظاهرة بارزة في تاريخ
الاسلام منذ صدره الاول،حيث إنه يمثل التجسيد
الحقيقي لمبادئ الشريعة الاسلامية وعقائدها
الحقة، بل الوجه المشرق الذي يعكس قيم الدين
الحنيف ومثله العليا، ولم ينفصل يوماً ما عن
النهج الذي اختطه الرسول الكريم محمد بن
عبداللّه(صلى الله عليه وآله)وقد تجمعت في
معالمه وواقعه الذي عاشه عبر القرون السالفة
حتى اليوم الحاضر، الصياغة الرائعة لفهم
الاسلام وتمثيله باُصوله وفروعه وأركانه.
وتأتي أهمية الكتابة عن (قضية التشيّع) من
جوانب عديدة أبرزها:

اولاً: الجانب الذاتي

أ ـ إن ولادة التشيّع في حدّ ذاتها لا
تتميز في واقعها عن ولادة الاسلام، بل هما وجه
واحد للرسالة الاسلامية الغرّاء، «ولا يجوز
ان نقرن ولادة الاطروحة الشيعية في إطار
الرسالة الاسلامية بولادة كلمة الشيعة أو
التشيع كمصطلح واسم خاص لفرقة محددة من
المسلمين، لان ولادة الاسماء والمصطلحات
شيء، ونشوء المحتوى وواقع الاتجاه والاطروحة
شيء آخر»[1].

ب ـ إذا صحّ اعتبار التشيّع ظاهرة
مهمة، فإنها تعتبر ظاهرة طبيعية وليست طارئة،
ذلك لان طبيعة الامتداد الرسالي لها تتميز
بالاصالة والعمق والشمولية، على سبيل ما قرره
أئمة أهل البيت(عليهم السلام) الذين يحتلون
الموقع القيادي في التوجيه، وهذا الامر انما
يعبّر عن الطريق الواضح المستقيم الذي ينبغي
اتّباعه من قبل كافة المسلمين.

فأهل البيت(عليهم السلام) معدن
الرسالة وأساسها، وحملة علومها، وقد ورثوا عن
النبي الاكرم(صلى الله عليه وآله) صفاته
ومزاياه وشمائله الكريمة في التقوى
والاستقامة والامانة والنزاهة والوجاهة،
والارتباط بهم والانقياد إليهم إنما جاء
بتوجيه من الرسول القائد حين دعا الى التمسّك
بالثقلين كتاب الله وعترته الطاهرة.

ولم يشهد التاريخ الاسلامي عبر فصوله
الطويلة من البذل والعطاء ما قدمه أئمة أهل
البيت(عليهم السلام)، من مواقف، ودماء غالية
أرخصوها في سبيل أن تعلو كلمة الاسلام، وقد
كان في مسيرتهم الرائعة المثال الذي ينطبق
على خطى الكتاب والسنّة المطهرة.

ثانياً: الجانب الموضوعي

أ ـ حيث تمثل إشكالية البحث في موضوع (التشيّع)
عنواناً بارزاً من سمات البحث في اتجاهات
المذاهب الاسلامية التي ولدت ما بعد عصر
الرسالة، فحينما برز عصر التدوين الفقهي،
إبان القرن الثاني الهجري، كان للتشيّع
مظاهره المتعددة، وإشراقاته الرائدة في
ملامح الحركة الاسلامية فكراً وسيرة
ومنهجاً، وكان الائمة(عليهم السلام) في كل ذلك
نموذجاً رائعاً لتقويم المسيرة التي انحرفت
عن النهج المحمدي السليم، حتى عندما انبثقت
فكرة (المذهبية الاسلامية) فيما بعد، كان
للامام أبي عبداللّه الصادق(عليه السلام)
دوره الفاعل في توجيه وارشاد أئمة المذاهب
بهدف تحجيم حالة الافتراق والبعد عن الاصالة
الاسلامية وشدهم الى الخط الاسلامي القويم،
وهو دور العترة الطاهرة الذي كانت البداية
فيه متمثلة بخطى الامام علي بن أبي طالب(عليه
السلام). حتى بلغت فيه النوبة الى الامام جعفر
بن محمد الصادق(عليه السلام).

ومن هنا تأتي الاهمية الموضوعية لبحث
التشيّع في نشوئه ومراحله ومقوماته، من أجل
إيجاد الطابع المميز للكتلة الشيعية، والفهم
الصحيح لملابسات كل مرحلة، وما اُعدّ لها من
معالجات ناجعة. بل إن كل مرحلة كانت «نتيجة
ضرورية لطبيعة تكوّن الدعوة وحاجاتها
وظروفها الاصلية. وبمعنى آخر كانت تفرض على
الاسلام أن يلد التشيّع، وبمعنى آخر كانت
تفرض على القائد الاول للتجربة أن يعدّ
للتجربة قائدها الثاني الذي تواصل على يده
ويد خلفائه نموّها الثوري»[2].

ب ـ كان مما رشحته عوامل عدم الاستقرار
المذهبي وظهور اتجاهات عديدة على الساحة
الاسلامية، ومما خلقته الظروف في المراحل
اللاحقة هو اصطباغ الافق بعدم وضوح الرؤية،
وتلبّد الافكار، فكان أن اُثيرت الشبهات
وتلاحقت مقاصد الاساءة ضد التشيّع من أجل
الاطاحة بكيانه الذي يمثل الاسلام، ويتبنّى
الدين مشروعاً لتفسير الكون، ورعاية
الانسان، وكفالة الحياة على أمثل وجه أراده
اللّه.

وقد اختلفت الرؤى، وتعددت الاسباب،
ووضعت العراقيل حتى بلغت الحالة أن نجد أن
حركة الاستشراق التي لا هدف لها مع الاسلام
إلاّ تحطيمه، كان من مصلحتها أن تتقمص «التعدد
المذهبي» فيقف من يقف منهم مع أحد المذاهب
السنية، ويصطف الاخر مع الشيعة والتشيع، وكل
ذلك من أجل توسيع شقة الخلاف بين المسلمين،
وكسب المعركة لتمرير المشروع الصليبي. وقد
أدى بالتالي الى التأثير على اتجاهات
المؤلفين من مؤرخين وغيرهم، حين صيغت الاحداث
والتطورات الكبرى بحيث تمثل وجهة نظر
الحاكمين، تبعاً للظروف السياسية التي كانت
تسند التحليل والنظرة المطروحة. ولكن
المساهمة الجادة المرتكزة على الاسس القويمة
التي قادتها مسيرة الشيعة والتشيع، وروح
التسامح النابعة من أصالة المبنى، ورصانة
الاسلوب التبليغي كانت هي السبب الرئيس الذي
أعاد للاسلام نضرته الاولى، وأدرجه في مدارج
حيوية، وجعله يحافظ على سرّ العظمة في
متبنياته الاساسية.

لماذا الكتابة عن التشيع؟

وهنا يبدو جلياً ما أفاض به المؤلف في
عرضه القيم الذي أعدّه اُطروحة تأصيلية لواقع
التركيب والنشوء لفكرة التشيع حيث تحدث:

في القسم الاول تحت عنوان (التشيع في
نشوئه ومراحله) بفصول ثلاثة:

الفصل الاول ـ آراء وتفسيرات حول نشوء
التشيع.

الفصل الثاني ـ رؤيتنا حول نشوء
التشيع ومراحله.

الفصل الثالث ـ الامامة من خلال
النصوص والاحاديث.

ونجد جدوى ما يثيره هذا الكتاب من
موضوعية من خلال تقييمه الى مناهج الدراسات
والبحـوث التـي كتبت عـن التشيـع، ومنها ما
كتبها الشيعة أنفسهم، ومنها مـا كتبها
آخـرون، مـن مواقـع فكريـة وانتماءات
مذهبيـة مختلفـة. ولذلك فإن هـدف البحث هـو
المساهمة في دراسة التشيّع والحالة الشيعية
التي تجسّده فـي جذورها ومنطلقاتها، وفـي
ركائـزها ومقوماتها، وفي مسارها وحركتها
وامتداداتها. وبالتالـي نجـد أن المؤلف
الجليل قـد اتجهت دراستـه الـى بلورة الوعـي
التوحيدي خاصـة في المواضيـع التـي تشمل
اكثـر إثارة وحساسيـة، حيث يخلص منها المؤلف
باعتماده على الاسلوب الواضح في الرؤيـة الـى
ازالـة كل الاشكالات التـي تعقّـد حالـة
التلاحم الفكـري والنفسي والعملي في مسيرة
الامة.

خطة البحث التي اعتمدها الكتاب:

كما ألمحنا سابقاً أن خطة البحث
اشتملت على مقدمة وثلاثة اقسام وخاتمة.

المقدمة

تناولت هدف البحث، موضوعه، أهميته،
الاسباب التي تقف وراء اختياره، والخطة
المعتمدة في انجازه.

القسم الاول

يعالج مسألة التشيع في نشوئه ومراحله
وذلك من خلال ثلاثة فصول:

يتناول الفصل الاول الاراء
والتفسيرات التي حاولت أن تؤرخ للظاهرة
الشيعية في نشوئها وولادتها، والعوامل
والاسباب التي انتجت تلك الظاهرة.

ويتناول الفصل الثاني الرؤية التي
يتبناها البحث حول نشوء التشيع ومراحله التي
تجسدت في:

أ ـ مرحلة التأصيل والتجذير.

ب ـ مرحلة التجسيد والتطبيق.

ج ـ مرحلة الوضوح والامتداد.

ويتناول الفصل الثالث مسألة الامامة
وهي العقيدة التي تنتظم قضية التشيع. وعالج
هذا الفصل مسألة الامامة من خلال النصوص
والاحاديث وقد تضمن الفصل مبحثين أساسيين:

المبحث الاول يدوّن نصوص الامامة،
ويضعها ضمن ثلاث منظومات رئيسية:

المنظومة الاولى: النصوص المباشرة.

المنظومة الثانية: الدلالة
الالتزامية.

المنظومة الثالثة: المؤشرات العامة.

المبحث الثاني يعالج موقف مدرسة
الخلفاء من نصوص الامامة، ويناقش هذا الموقف
على مستويين:

الاول ـ مستوى صحة النصوص.

الثاني ـ مستوى دلالة النصوص.

القسم الثاني

يبحث هذا القسم دور الائمة من أهل
البيت(عليهم السلام) في الحفاظ على الصيغة
الاسلامية الاصيلة، ويضم هذا القسم فصلين:

الفصل الاول: يتناول التغييرات
الطارئة في الصيغة الاسلامية والمتسجدة في
المجالات التالية:

العقيدة.

التفسير القرآني.

السنة النبوية.

التاريخ الاسلامي.

الفصل الثاني: يتناول الادوار التي
مارسها الائمة من أهل البيت(عليهم السلام) في
الحفاظ على الصيغة الاسلامية الاصيلة، وذلك
من خلال المستويات التالية:

أ ـ المستوى العقائدي.

ب ـ المستوى الروحي.

ج ـ المستوى السياسي.

د ـ المستوى التشريعي.

القسم الثالث

يعالج أبرز المستويات التي تكوّن
المقومات الاساسية للحالة الشيعية .. ويتناول
هذا القسم ثلاثة مستويات رئيسية ضمن ثلاثة
فصول:

الفصل الاول: المستوى العقائدي

ويشتمل هذا الفصل على مبحثين:

المبحث الاول ـ المستوى العقائدي
العام، ويتناول الاصول العقائدية العامة:
التوحيد، النبوة، المعاد.

المبحث الثاني ـ المستوى العقائدي
الخاص، ويتناول عقيدة الامامة من خلال النصوص
التي حددت عدد الائمة من أهل البيت(عليهم
السلام).

الفصل الثاني: المستوى الروحي:

ويتناول هذا الفصل مبدأ (الولاء لاهل
البيت) من خلال ثلاثة مباحث:

المبحث الاول: تأصيل المبدأ الولائي
لاهل البيت(عليهم السلام).

المبحث الثاني: الدلالات الكبيرة
لمبدأ الولاء.

المبحث الثالث: المضمون الحقيقي
للولاء.

الفصل الثالث: المستوى العملي.

ويتناول المضمون العملي الذي تجسّده
الحالة الشيعية في الالتزام بنهج الائمة من
أهل البيت(عليهم السلام) ويشتمل هذا الفصل على
ثلاثة مباحث:

المبحث الاول: النهج القيادي.

المبحث الثاني: النهج السلوكي.

المبحث الثالث: النهج الفقهي.

الخاتمة: وفيها نتائج البحث .. وهي
عبارة عن تلخيص وتكثيف لموضوعات البحث
الاساسية، واستخلاص بعض الاستنتاجات المهمة[3].

ومن حيث يجد المتفحص للكتاب ـ عند
استعراضه ـ هذا المنهج المكثف الذي حاول به
جاداً المؤلف الجليل معالجة أهم قضية في
تاريخ الاسلام وهي قضية التشيع لاستجلاء
معالمها، وايضاح ما خفي فهمه على ذوي البصائر
مما يخص الموقف العملي الذي قرره التاريخ
الاسلامي سواء ما يخصّ الظروف والاحداث أو
الشخصيات، أو ما يتعلق بأسس العقائد
الاسلامية التي حافظ التشيّع على إدامة
بهائها بالصيغة الاسلامية الناصعة .. وقد وفق
المؤلف أيما توفيق في عرض الافكار التي أشار
اليها في خطة بحثه الكريم، معززة بالشواهد
والادلة، موثقة بما يقتضيه المقام من
الروايات والاخبار الواردة في كتب الصحاح
للفريقين.

وفي مثل هذا المنحى يتضح اتجاه موضوعي
في كتابة الكاتب، حيث إنه بالرغم من فرضية
المنهج العلمي التي تقتضي اتباع هذا الاسلوب
الرصين، فان ذلك بحق يعبّر عن روحية المؤلف
الموالية لاهل البيت(عليهم السلام) التي لا
يطالها شوب من النزعة الضيقة، أو الطائفية
المقيتة. فقد توصل المؤلف الى اثبات أصالة
الفكرة التي طرحها في كتابه بطريقة اعتمدت
المأثور الصحيح عند أئمة المسلمين من دون
الاعتماد على كفة دون الاخرى، بغية إثبات أن
الشيعة ـ في الواقع ـ يمثلون «واجهة الاسلام
الصحيحة، ومرآته الصافية، وأن من أراد ان
ينظر الى الاسلام عليه أن ينظر إليه من خلال
عقائد الشيعة ومن خلال أعمالهم، والتاريخ خير
شاهد على ما قدّمه الشيعة من الخدمات الكبيرة
في ميادين الدفاع عن العقيدة الاسلامية».

كما أن من النتائج المهمة التي أكدها
الباحث هو التصدّي لمقولة عدم الانصاف للشيعة
والتشيع، هذه الحملة الظالمة التي قادها
الاستكبار الغربي للايقاع بالاُمة المسلمة،
حيث وقع الكثير من الباحثين في مثل هذه الهوة
العميقة نتيجة اتباعهم مسار خصوم الشيعة
وأعدائهم دون تحر وتدقيق، حيث قد توفرت
دراسات كثيرة من قبل المستشرقين وأعداء
الاسلام التقليديين، فكان لمثل هذا التقليد
الاعمى الذي صدر من باحثين ربما في الغالب (إسلاميين)،
حيث سلكوا شططاً وانتهجوا غلطا، فصب الويل
على الاُلفة الاسلامية التي تنبع من مصدر
واحد.

نتائج البحث

وحين نحاول أن نستعرض نتائج البحث
نجد أن المؤلف الكريم قد توصل الى أربعة نتائج
هامة في صدد بحثه:

النتيجة الاولى: اثبات الاصالة
الاسلامية لحالة التشيّع التي تجسدت من خلال
التجذير في عصر الرسالة، والتجسيد فيما بعد
وفاة الرسول المصطفى(صلى الله عليه وآله)ومرحلة
الوضوح والامتداد، حيث توافرت الظروف
الموضوعية الملائمة لابراز ملامح مدرسة أهل
البيت(عليهم السلام).

والنتيجة الثانية: كانت تؤكد أن
التشيّع تعبير أصيل لواقعية التجربة
الاسلامية بما تحمله من طموحات كبيرة في
استمرارية النمو الثوري والحركة التغييرية،
فمن خلال تجسيد اُطروحة الامامة يتجذر في
داخل الاُمة الخط القيادي الاصيل الذي اكدته
النصوص الاسلامية الثابتة.

والنتيجة الثالثة: فقد توصلت الى ان
الابعاد العقائدية والروحية والفقهية
والسياسية التي حملها التشيع عبر تاريخه
المشرق لم تكن الاّ صورة واضحة معبّرة عن
المنحى الاصيل لفكر الرسالة ومن خلال الاعمال
الجليلة، والافكار النيرة التي طرحها أئمة
اهل البيت(عليهم السلام) بل وقاموا بتأصيلها
في فكر الامة وواقعها وبكل مدياته ومفرداته.

والنتيجة الرابعة: وهي هامة من حيث
معالجة الفكرة الشائعة التي تنطوي على شبهة
اعتبار الحالة الشيعية في المجتمع الاسلامي
حالة طارئة، فقد وفق المؤلف الى إعطاء رؤية
تقويمية للتفسيرات التي تناولت الحالة
الشيعية من خلال طرحه لملاحظات ثلاثة:

الملاحظة الاولى: إن أساس شيوع هذه
الشبهة يعبّر عن مرحلة تاريخية محددة عاشت
التناقض والتباين، وإن لتحديد طبيعة هذه
العوامل والاحداث أثره في إفراز هذه الظاهرة.

الملاحظة الثانية: إن اعتبار التشيع
ظاهرة طارئة يعبّر عن إغفال تام للنصوص
والاحاديث بما تحمله من دلالات واضحة في
تحديد مضمون الامامة والقيادة، وفي حالة غياب
الفهم الواعي للنصوص لا بدّ من أن يمتلئ
الفراغ بما يحكي التصور الخاطئ، وفي جلاء
الغبار عن هذه الحقيقة والروحية العلمية التي
تحاول معرفة الواقعة من خلال توثيقها من
مصادرها الاساسية نستطيع الوقوف على الاسس
والاسباب التي أدت الى مثل هذه النتائج.

ولذلك نجد أن الفكر الشيعي بمفرداته
التي يخاطب بها من أمثال: الامامة والولاية
والوصية والخلافة، فهي في الواقع مفردات
أصيلة وردت في النصوص الثابتة الصحيحة، وليست
مفردات دخيلة تسلّلت الى مفاهيم الامة من
قواميس دخيلة، سواء وردت من عقائد وأديان
قديمة، أو كان لها أساس قومي أو عنصري معين.

الملاحظة الثالثة: إن مما يعزز الفهم
الواعي لاقصاء فكرة التعبير عن الحالة
الطارئة هو ما استوعبته طبيعة الحركة
التغييرية في مسيرة الرسالة، وذلك من خلال
الامتداد القيادي المؤهل في قيادة أهل البيت(عليهم
السلام) لحمل مسؤوليات الدعوة، ومواصلة مهام
التغيير، وحماية أهداف الرسالة، بل كان
لموقفهم الكريم الاثر الايجابي الكبير في
تقويم المسيرة الاسلامية عبر ظروف الانحراف
منذ الصدر الاسلامي الاول.

وأما الملاحظة الرابعة: فقد كانت تعني
أن التشويه المتعمد للحالة الشيعية تعبّر عن
أزمة في (المنهجية والبحث) نتيجة الظروف
المذهبية والسياسية والتاريخية التي لم تغلق
نافذتها، فتقع الجناية على حقائق التاريخ،
مما كان لا بد من تبصير طلاب الحقيقة على واقع
الحال الصحيح من خلال التنويه والاشادة بمن
كتب في موضوية وحالة بعيدة عن هذه الظروف، حين
تكون دراسة موفقة. وكذلك بالتنبيه على
الكتابات التحريفية من هذا الركام الموروث من
حالة التشرذم والتفرقة التي أرادها
المستعمرون وأعداء الاسلام.

إلاّ أن الاصالة القادرة على التصدي
لكل هذه الموروثات السلبية والظواهر غير
المقبولة كانت في حالة رصد لكل حالة، وكان
الباحث المنصف، والرأي الحر يتبلغ من الحقائق
فيصقلها ويبرزها، ويضعها في محلها المناسب. (فأمّا
الزَبَدُ فيذهبُ جُفاءً وأمّا ما ينفعُ
الناسَ فيمكثُ في الارضِ). وفي هذا المنحى
تبدو أهمية الكتاب الذي يحافظ على اُسلوب
عرضه لقضية من أعقد القضايا في عالمنا
المعاصر، فتبدو اللغة التي يعبر فيها رائدة
لمسار تقريبي يتجنب إثارة العواطف والنزعات
الضيقة، وهو السبيل الاجدى في خدمة قضية
الشيعة والتشيع، حيث إن هذا الهدوء المطلوب
هو الذي يكمل الشوط المبارك الذي خطط له أئمة
الهدى ومن تبعهم من السلف الصالح.

مصادر البحث

مما ينبغي الاشارة إليه لبيان أهمية
الكتاب هو اعتماده للمصادر والمراجع المهمة
التي تنبئ عن اُسلوبه ولغته، حيث وجدناه
يعتمد الروافد الاصيلة للنص الاسلامي، وفي
طليعتها القرآن الكريم والسنّة النبوية
الشريفة وأحاديث الائمة من أهل البيت(عليهم
السلام). كما اعتمد المؤلف على المصادر
المعتمدة عند علماء الامامية وبصورة رئيسية
الكتب الحديثية الاربعة المشهورة، ومن مصادر
علماء مدرسة الخلفاء كان الرجوع الى كتب
الصحاح المعتمدة، الى غير ذلك من المصادر
المعتمدة في الحديث والتفسير والسيرة
والتاريخ والفقه واللغة.

كلمة أخيرة

لا نستطيع بهذه الصفحات القليلة
استيعاب ما يلزم من التعريف الوافي بجهد مؤلف
بذل قصارى ما يستطيعه لرسم صورة واضحة
المعالم عن هذه القضية التي شغلت الساحة
الاسلامية وجعلتها على مفترق طريقين. ولذلك
فإن إعادة الثقة الى الذات المسلمة والعودة
الى البيت الاسلامي يحتاج الى جهاد متواصل،
إلاّ أن مما يشير الى أهمية البحوث والدراسات
التي تعنى بموضوع الكتاب هو ضرورة التصدي
للانحرافات والمواجهات العنيفة. نتمنى
التوفيق لاجلاء الكلمة الهادفة في خدمة
المسيرة الفكرية لعالمنا الاسلامي والحمد
لله رب العالمين.


([1])
الامام الشهيد الصدر «مقدمة كتاب تاريخ
الامامية د. عبدالله فياض».

([2])
مقدمة الامام الصدر لكتاب تاريخ الامامية
السابق الذكر.

([3])
اعتمدنا كذلك في استعراض خطة البحث على ما
كتبه المؤلف.


/ 1