• عدد المراجعات :
  • 2050
  • 9/2/2009
  • تاريخ :

شفاعة الشهيد و طبيعة الموت

الورد

ورد في الأثر أن الله يقبل الشفاعة يوم القيامة من ثلاث طبقات:

- طبقة الأنبياء ،

- و طبقة العلماء ،

- ثم الشهداء .

و هنا ينبغي أن نوضح ، أن الشفاعة هذه هي " شفاعة الهداية " . إنها تجسيد لما حدث في الدنيا من حقائق .

فعن طريق الأنبياء اهتدى الناس و نجوا من الظلمات . و العلماء - في هذا الحديث - هم العلماء الربانيون بما فيهم الأئمة الأطهار و الرهط الصالح من أتباعهم و من حذا حذوهم ، و هؤلاء أيضا ساروا على طريق الأنبياء ، و اخرجوا الناس من الظلمات إلى النور . و الشهداء ينهضون بنفس الدور ، يضيئون الدرب أمام الناس ، فيهتدي من يريد الهداية ، و بذلك يكون الشهداء شفعاء لمن اهتدى بهم .

ما هي طبيعة الموت ؟ 

ثمة اتجاهات متباينة في نظرتها إلى الموت :

- فاتجاه يرى أن علاقة الإنسان بالعالم ، و علاقة الروح بالجسد ، هي نوع من العلاقة التي تربط السجين بالسجن ، و غريق البئر بالبئر ، و الطير بالقفص . و الموت في رأي هذا الإتجاه الفكري خلاص و حرية ، و الإنتحار بموجبه مشروع . و تنسب إلى ( ماني ) المعروف هذه النظرية ، و بموجبها يكتسب الموت صفة ايجابية مطلوبة ، إذ أنه نجاة من سجن و خروج من بئر و تحرر من قفص . و ليس فيه ما يدعو إلى الأسف بل إلى الإبتهاج .

- و اتجاه ثان يرى أن الموت عدم و فناء ، خلافا للحياة التي هي وجود و بقاء.. و الإنسان يميل غريزيا و بالبداهة إلى ترجيح الوجود على الفناء ، و لذلك فهو يفضل الحياة – بأية صورة كانت - على الموت ، يتحدث ( المولوي ) عن ( جالينوس ) الطبيب الأسكندراني المعروف أنه قال : " إني أفضل أن أبقى حيا ، حتى ولو قدر أن أعيش في بطن بغلة و رأسي خارجها " . هذا الإتجاه ينظر إلى الموت نظرة سلبية تماما .

- و الإتجاه الآخر ، يرفض أن يكون الموت إبادة و فناء .. و يرى انه انتقال من عالم إلى آخر ، و يرفض أن تكون علاقة الإنسان بالعالم ، و علاقة الروح بالجسد من نوع علاقة السجين بالسجن ، أو الغريق بالبئر أو الطير بالقفص ، و يذهب إلى أنها كعلاقة الطالب بالمدرسة و علاقة الفلاح بالمزرعة .

تربة الشهيد

الشهادة في الاطار الاجتماعي

اندفاع نحو الشهادة

منطق أصحاب الحسين ( ع )

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)