سباحة فی الوحل نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سباحة فی الوحل - نسخه متنی

محمد یوسف الصلیبی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

للعمل هناك كمدرس. ناقشت الاقتراحين في
عقلي، رفضتهما معاً وفضلت الذهاب إلى
ليبيا، فأنا لا زلت متعلقاً بدليله وحبي
لها، رغم إصابته ببعض التصدعات، مازال
قوياً ومتماسكاً.
جلس مجموعة من الأصدقاء عند عبد الكريم.
لا أعرف كثيراً منهم. بدأوا يلعبون القمار.
ولعبة القمار هذه لا أتقنها. يسمونها
السبعة والنصف. يخلطون الورق ويوزعونه،
ومن يكون مجموع ما لديه من أرقام ورق اللعب
سبعة ونصف، يربح. خسر أحدهم معظم نقوده. طلب
مني أن أقرضه بعض النقود. أعطيته جنيهين
مصريين. عاد للعب مرة أخرى. ربح كثيراً.
سأدعوكما إلى مسرحية عادل إمام، شاهد ما
شافش حاجة. قبلنا الدعوة، عبد الكريم وأنا.
ذهبنا إلى المسرح. جلسنا في أول الصفوف،
ولقد كانت ليلة من ليال العمر التي لن
أنساها. ضحكت على مدى ثلاث ساعات، ضحك
متواصل أنساني همومي وغربتي وحرقة أيامي.
نحن في حاجة لأن نضحك، قلت لنفسي.
عاد كثير من طلاب قطاع غزة إلى القاهرة. مع
أحدهم أرسل لي ذيب مبلغ مائة جنيه مصري.
أمسكت النقود بيد مرتجفة. لم أصدق أن يرسل
لي ذيب مائة جنيه. أين كانت هذه النقود
عندما كنت أعاني الحرمان في جباليا؟ تذكرت
عبد الحكيم. هو صديق آخر مقرب من النفس في
جباليا. بعد أن سحقنا الإعصار سنة 1967، بدأ
يتاجر في العملة.
- أوتشاركني يا يوسف؟ سألني عبد الحكيم.
- سأسأل أخي ذيب.
وذهبت إلى ذيب. قلت له أنني سأتاجر في
العملة مع عبد الحكيم. نهرني بشدة قائلاً
أنت لا تفهم لا في التجارة ولا في النجارة!
وهكذا فشل المشروع، وبعد عدة سنوات أصبح
عبد الحكيم مليونيراً.
جلست وعبد الكريم في شرفة شقته. أحضر
فنجانين من القهوة، وأخذنا ندخن ونراقب
عباد الله وهم يمرون من أمامنا. شعب لطيف
هذا الشعب المصري، ومهما حاولوا أن يشوهوا
أفكاره، فأن معدنه أصيل ولا ينسى إخوانه من
العرب. أنظر إلى أبناء الشعب الفلسطيني!
كلهم أو معظمهم تلقى تعليمه في مصر. إن كنت
ذا فراسة،فأنك ستقرأ الهم والألم في
الوجوه. شعب فقير ولكنه مكابر! مكابر؟ آه
يا جرحي المكابر! وطني ليس حقيبة وأنا
المسافر..آه يا محمود درويش!
- هل رأيت فاروق في دمشق؟
- ومن ذا الذي أعطاني عنوانك في القاهرة؟
- كيف هو؟
- ألا تعرف فاروق؟ هو كما هو لم يتغير.
- وماذا يعمل؟
- يستعد للسفر إلى المجر للتحضير لشهادة
الدكتوراه.
- قائد ممتاز هو!
- وهل سيسمحون له أن يكون كذلك؟
وطالت جلستنا. أمضينا أكثر الليل نتسامر.
لم يزرنا هذه الليلة أي من طالبات الأنس.
اكتفيت أنا بذكرى تلك الليلة الليلاء التي
كنت فيها هائجاً ولم يعقني عائق. ذهبنا
للنوم قرب الفجر. نمنا بعمق. وفي صباح
اليوم الثاني، بدأت أعد العدة للسفر. كنت
قد حجزت مقعداً في الطائرة الكويتية
المتجهة إلى طرابلس. وكان موعد سفري في
اليوم الثاني.
اصطحبني عبد الكريم إلى المطار. أصرّ على
ذلك رغم أنني قلت له بأنني سأذهب وحدي.
عنفني بشدة وقال كيف تحدث نفسك بأنني
سأتركك تذهب وحدك؟ سأكتب لك، قلت. فقط؟
سألني. لا، لن أنسى، سأرسل لك قطعة قماش من
النوع الفاخر وبعض النقود. هكذا اعتدل،
قال. ودعته بحرارة ودخلت صالة المطار
استعداداً لدخول الطائرة.
دمعت عيناي. زادت نبضات قلبي. ما لهذا
الزمن يحرمنا من كل ما هو جميل؟ التقيت
فاروق ولم تمض عدة أسابيع حتى غادرت دمشق،
وها أنا ذا أودع عبد الكريم بعد أن أمضيت
معه أياماً هي من أيام العمر المعدودة. يا
لهذا الزمن القاسي! كله لحظات تستعد
أثناءها للسفر! حتى سعدى أنجبتني وغادرت
مسرعة وكذا فعل الهلالي الكبير. دمعت
عيناي!
دخلت الطائرة. حياتي كلها رحلة سفر دائمة.
أين أجد الراحة؟ وهل سأجدها في ليبيا
بجانب دليله؟ من يدري. قل للقراء بأنك ستقص
عليهم ما حدث للهلالي في طرابلس! قال قريني.
ها أنت ذا قد قلت لهم. هل نسيت شيئاً مما حدث
للهلالي في القاهرة؟ أشياء لا قيمة لها،
ولا تهم القراء.
وداعاً..وداعاً يا عبد الكريم، وداعاً يا
قاهرة المعز، وداعاً يا أجمل أيام عمري،
وداعاً أيها القراء الأعزاء، سألقاكم في
الجزء الثالث من سفر الهلالي، فكونوا في
انتظارنا.
- في انتظاري يا رجل!
- لا بأس، في انتظاري.
الاحساء 25/12/ 1998
بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ الدكتور على عقله عرسان رئيس
اتحاد الكتاب العرب المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

/ 88