سباحة فی الوحل نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سباحة فی الوحل - نسخه متنی

محمد یوسف الصلیبی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وفركها. وعندما نظر إلى أصابعه وجدها
مملوءة بالأوساخ المتراكمة.
- متى زارت المياه جسدك يا هلالي آخر مرة؟!
- بالأمس تحممت. قلت كاذباً.
- ومن أين أتت هذه الأوساخ كلها على
أصابعي؟!
- يبدو أنني نسيت أن أنظف أذنيّ. قلت أيضاً
كاذباً.
عرف أنني أكذب وأداري خجلي. فهم. قال، حقاً
إنك تحممت، ولكن في المرة القادمة عليك أن
تنظف كل جسدك. وعندما لاحظ ذيب مقدار
قذارتي طلب من ذيبه أن تحممني. كانت المياه
تغلي في قدر على النار المشتعلة في صحن
البيت. طلبت مني ذيبة أن أخلع ملابسي. فعلت.
أبقيت على ما يستر عورتي وهو يحتاج إلى ما
يستره. وقفت أمامها، فدلقت المياه التي
تغلي فوق جسدي. أحسست أنني دجاجة مذبوحة
توضع في ماء يغلي ليسهل نتف ريشها. صرخت
وأخذت أجري حول النار والإناء. خرج ذيب
مسرعاً.
- ماذا حدث؟ سأل بغضب.
- لم يطق الماء، فهرب مني حتى لا يستحم.
قالت ذيبة كاذبةً.
- إنها تغلي. قلت بحرقة.
لمس الماء، فصرخ فيها أن تترك شيئاً من
الرحمة يطفو فوق سطح أحقادها. تتابع
صراخهم، وحاولت أنا أن أهدئ ألم جسدي
المسلوق.
دمشق..نشيطة في الصباح. تسمع أصوات الباعة
يعرضون ما لديهم على المارة. وقفت بجانب
عربة مملوءة بالبيض والخبز الطازج. اشتريت
سندويشاً. التهمته بسرعة. تذكرت ذلك النصف
قرش الذي استوليت عليه من نقود ذيبه. ضحكت.
أوقفت سيارة وذهبت إلى القيادة القومية
حيث مقر اتحاد الطلبة السوريين. سألت عن
مصير طلبي الذي قدمته للالتحاق بالجامعة.
- لقد أرسلت الطلبات كلها إلى وزارة
التعليم العالي، يمكنك الذهاب إليها. قال
الموظف المسؤول.
من هناك توجهت إلى الوزارة. سألت. عرفت
أنني قبلت في الجامعة، كلية الآداب، قسم
اللغة الإنجليزية.
- هل من الممكن أن أحول إلى كلية الطب؟
سألت الرجل.
- إحضر ورقة من نفس المكان الذي أحضرت منه
هذا الطلب. قال.
توزع أمانيك في فضاء بلا حدود. تذوب في
أحلام يقظة متواصلة. لماذا الطب؟ ومن أين
لك بالمال لمتابعة دراستك؟ أنسيت رسالة
أبن خالي؟ هو تعهد بذلك! وماذا بعد؟ الطب،
الهندسة. الأولى. لا تصلح لشيء. منثورة
أجزاؤك في فضاءات مترامية. تحاول الالتصاق
بأحدها. تفشل. صديقك هذا الفشل. انظر إلى
أيامك الماضية. كومات من الفشل والإحباط.
تصارع الهواء للوصول إلى لا شيء. مرهون أنت
لماضيك. وعندما تبللت في تلك الليلة
الممطرة، تلحفت مأساتك واستلقيت على أمان
فارغة. عد إلى حيث أنت. أو كن أنت كما أنت،
كما قالت لك غاده ذات مرة. آه.. غاده. ها أنت
ذا تعود أنت. متى قالتها؟ عندما انقطع سيل
الكلمات بين شفتيّ. أوتراها تغلفني في
قلبها كما أفعل أنا؟! لعل الأيام تجمعنا
مرة أخرى، فللقدر تصاريفه العجيبة.
صحوت على صوت أمعائي تصرخ إنها تريد أن
تمتلئ. أين أجد ما أسكتها به. كرهت أن
أستأجر سيارة. منحت قدميّ حرية مطلقة.
كثيراً ما فعلت ذلك؟ الطريق من وزارة
التعليم إلى وسط المدينة لم يكن طويلاً؟
سـأتابع على الأقدام. قلت لنفسي.
كنت تصحو الساعة الخامسة صباحاً تذهب إلى
بيارة الباشا وهي على الحدود أية حدود تلك
التي صنعوها ليفصلونا عن تلك البقعة التي
تغبرت أقدام الهلالي الكبير وسطها وماذا
حدث للهلالي بعد ذلك شيء كالحلم أيام
وتعودون آه أيام فقط وها أنذا أمضي ساعة
سيراً على الأقدام في أيام الصيف لأعمل في
بيارة الباشا وقف عدنان على أعلى شجرة
البرتقال يحاول أن يقطع تلك الأفرع الجافة
من الشجرة ثم صرخ بأعلى صوته هناك يهودية
بالمايوه البكيني والسنتيانة فقط وأسرعنا
نتسلق الشجر لنرى ما لم نره من قبل وفي
لهفتنا لنرى ذلك كسرت كثير من أفرع أشجار
البرتقال مما دعا المشرف علينا لأن يصرخ
فينا يا كلاب يا رمم إنه يكذب عليكم.
دارينا خيبتنا ومأساتنا وأخذنا نتابع ما
نحن فيه وتسارعت الأيام وأتوا عندنا في
غزة كنت أذهب إلى المدينة لأبيع عليهم بعض
الأشياء وقفت أمام سيارة ضخمة لهم يبيعون
منها قطع الحلوى وقفت طويلاً أمام السيارة
وكانت واحدة منهم تبيع تلك القطع كانت تلبس
بنطالاً يقال له جينز يظهر كل مفاتنها أما
بلوزتها فكانت قصيرة حيث ظهر شعر إبطها
أغراني المنظر وأخذت أصورها في مناظر
متفرقة نظرت إليها طويلاً وفعلت بها كل ما
أتمناه صحوت على صوت أحدهم يصرخ بي أن ماذا
أريد نعم ماذا أريد هو ذا السؤال لم أتحرك
ولم أتكلم أأقول له ماذا أريد لا كان ولا
كنت إن قلت ماذا أقول له
- أيها الهلالي التائه. صاح أحدهم.
جذبني من أفكاري. كنت واقفاً في منتصف

/ 88