سباحة فی الوحل نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سباحة فی الوحل - نسخه متنی

محمد یوسف الصلیبی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

مضايقتي. أريد شيئاً من الوضوح حتى أجدد
حيويتي وأتابعك.
- أنت من يستمع لي، كيف أحاول لي الحقيقة
أمامك؟ أغراني إصغاؤك بأن أقول كل شيء،
حتى تفاصيل التفاصيل. تعلمت الثرثرة في
أجواء الاحتقان في البيت والمدرسة. وأن لم
تطق صحبتي، فهذا فراق بيني وبينك.
- لا تكن أحمق، فأنا أستمتع برفقتك، ولكن
عليّ أن أوقف سيل ذكرياتك عندما تنقلني من
فكرة إلى أخرى بلا مقدمات.
- لا بأس عليك. أفعل ذلك عندما تجده
ضرورياً.
-حدثني عن الهلالي الكبير.
- لم أعاصره، ولكن أختي حدثتني عنه قالت:
كان يملك كثيراً من الأرض ولم يكن على
وفاق مع أبناء عمومته، لذلك التجأ إلى
عائلة الحاج وتزوج منهم زوجته الأولى وهي
أخت أمي الزوجة الثانية لأبي.
- توقف. قال. وماذا عن أخوته؟ سألني.
- لا أعرف لي أعماماً. صدقاً أنني لا أعرف.
يقال أن ذيبه هي ابنة عمي. ولكني أشك في
ذلك. لا تسألني لماذا. حتى وأن كانت ابنة
عمي فوالدها لم يكن أخاً لأبي. ربما أبن
أخيه. أصدقك القول أنا لا أعرف أقربائي.
أعرف منهم خالي صالح وخالاتي وأبنائهم.
أما الآخرون فلا أعرف منهم أحداً حتى أن
اسم جدي لأبي لم أعرفه إلا من خلال اسمي
الرباعي، أما جدي الآخر والد أمي فأنا لا
أعرف حتى اسمه.
- أوصحيح ما تقول؟!
- وهل عرفت عني غير قول الحقيقة؟! إن ما
قلته هو اليقين بعينه.
- وماذا عن زوجة الهلالي الأولى؟
- لا أعرف تماماً. ولكني استنتجت أنها كانت
تذوب فيه حباً. ومع ذلك غادرته مرغمة. لا..
لم تذهب إلى بيت والدها كما تظن. ذهبت إلى
بيتها الدائم، ولا زالت ترقد فيه. ربما
قابلها الهلالي بعد أن غادر دنيانا
وعاتبها على رحيلها المبكر. أنجب منها أخي
الأكبر. لا. ليس ذيب. الآخر اسمه نايف.
- وهل رأيته؟
- نعم. كان ضخم الجثة طويل القامة. مهيب
الطلعة كما يقولون. لكنه كان يعمل في أرض
الهلالي الكبير. وحظه من التعليم كان
صفراً. وبعد رحيلنا الحزين أصبح بلا عمل.
هل تتصور ذلك؟ رجل يعيل عائلة مكونة من عدة
أشخاص ولا يعمل!
- توقف.
- ماذا؟
- اترك قصة نايف إلى وقت آخر وحدثني عن
الهلالي الكبير.
- قلت لك أنه لم يكن على وفاق مع أبناء عمه
وعندما توفيت زوجته الأولى والتي هي خالتي
التجأ مرة أخرى إلى عائلة الحاج وطلب منهم
أن يزوجوه أختها والتي أصبحت والدتي فيما
بعد. لكنهم قبل ذلك قالوا له يا يوسف إن
البنت صغيرة وأنت كما تعرف تقدمت بك السن.
قال لهم كما تريدون. وفي الصباح التالي جهز
جمله.
?
ماذا قلت؟
- جهز جمله. إنه فلاح ووسيلة تنقله هي
الجمل. مرّ على بيت والدتي وقال:
- أبو العبد! وأبو العبد هذا هو والد أمي.
صحا أبو العبد من نومه. توجه إلى مصدر
الصوت. رحب بوالدي ودعاه للجلوس. قال له
الهلالي الكبير:
- ها أنذا ذاهب لأرتبط بأخرى. وأنت تعرف أن
ابن ابنتكم صغير. كرهت أن تتولاه أم أخرى
غير أخت الراحلة، لكنكم أبيتم. إن فعلت فلا
تلومن إلا أنفسكم.
فكر أبو العبد قليلاً ثم قال:
- يوسف! ترجل عن راحلتك وتعال تناول إفطارك
معي وسيكون ما تريده.
وهكذا أجاره أبو العبد وزوجه من أخت زوجته
الراحلة والتي أصبحت والدتي. لقد كانت
صغيرة وكيفها الهلالي حسب أفكاره.
التجأت إلى دمشق بعد أن لفظتني عمان.
حاولت أن أعيد امتحانات الثانوية العامة
في عمان، لكني لم أطق الحال هناك كما لم
يطق الهلالي الكبير أبناء عمومته الذين
ظلموه وحاولوا قتله. احتضنتني دمشق وظني
أنها ستلبي مطالبي كما استجاب أبو العبد
لمطالب والدي.
صحوت مبكراً. اغتسلت. ولقد أصبحت عندي
عادة أن أستحم كل صباح بعد أن كنت أستحم كل
شهر أو شهرين وأنا في منزل ذيب!
آه!
كنت ألبس قميصاً جميلاً أحضره لي ذيب. لا
تفهمني خطأ. لم يشتره لي. حصل عليه من أحد
أفراد قوات الطوارئ الدولية الذين كانوا
في غزة وكان ذيب يعمل معهم. لبست بنطالاً
جديداً اشتريته أنا بعد أن جمعت مبلغاً من
النقود. نعم. كنت أعمل في العطلة الصيفية،
وسأحدثك عن ذلك فيما بعد. وفي طابور الصباح
مرّ بجانبي الأستاذ عبد السلام، مدرس
الرياضيات. وهذا كان جاراً لنا في مخيم
جباليا وكان يحبني جداً حيث أنني كنت
الأول في مادة الرياضيات وهو أيضاً يعرف
ظروفي. أراد مداعبتي، فأمسكني من أذني

/ 88