سباحة فی الوحل نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سباحة فی الوحل - نسخه متنی

محمد یوسف الصلیبی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ترقص ومعها ترقص شهوتي وذكرياتي. تهز
ثدييها فتهتز ذاتي. إنها لي. هذه الأنانية
التي استولت على أفكاري! ترقص. ترقص. تخلصت
من ملابسها. تخلصت من ملابسي. شاركتها
الرقص. لا أتقنه. تخاصمت حركاتي البلهاء مع
حركاتها الرشيقة. احتضنتني. احتضنتها. تهنا
في فضاء الحجرة المعتم. ترقص وأرقص معها.
أتوه في ثناياها. نرقص. الدنيا كلها ترقص.
بدأ العرق يتسرب من جسدينا. ارتفعت حرارة
الحجرة. نرقص. اندثرنا معاً استلقينا على
السرير. تخلصت من الأغصان الجافة. تناثرت
الورود أمامنا. استنشقت عبيرها. نرقص معاً.
تأوهت. انزلق بينهما. تأوهت. احتفظ بنفسك
سليماً معافى. أما لهذا الانزلاق من
نهاية؟! كيف؟ تراقصت أطرافنا. لا زال العرق
ينزلق من أجسادنا. توقف. ومن ذا الذي يوقف
اندفاعي؟ توقف! أتاني الصوت حاسماً
وقاطعاً.
- من أنت؟
- أيها التائه! أوتغتصب هواءنا؟!
- من قال هذا؟
- وماذا تفعل أنت الآن؟
- أتمدد على السرير. احتضن أفكاري ولا أبوح
بها.
- أيها الكاذب! لقد قرأتك وعرفت ما تحاول
إخفاءه.
- أوتراقب أفكاري وتدقق في ذاتي؟!
- أنت الوباء كله. تصحرت حياتنا بفعلكم.
- يا هذا! الوباء هناك. الوباء هو من اغتصب
لحظتي، وربما لحظتك. اقتلعه إن استطعت
وإلا اتركني احتضن أفكاري وذاتي.
نمت بعمق. في غفلتي انحدرت يدي تبحث عنها.
لم أجدها. تابعت بحثي بلا جدوى. اندثرت من
ذاتي كما تندثر أحلامي عندما تصطدم بمصاعب
الدنيا. لا بد وأنني صورتها في أفكاري. قلت
لنفسي. لا تحزن على ما فقدته فأنه ليس
بالحقيقي. حتى حياتي ليست حقيقة! على هامش
الدنيا أنقل خطواتي! سلباك كل متع الدنيا.
استحوذا على أفكارك. وفي المدرسة حاولت أن
تظهر ما حاولا طمسه. لم تفلح. الفشل
يشاركني حياتي. فترة الفسحة بين الحصص،
وفاروق بجانبي. الأستاذ أبو وردة يستدعي
فاروق. أنا بجانبه ولم يلتفت لي. فرضت نفسي
عليهما. تجاهلني المدرس.
- كم كانت درجاتك في الصف السادس يا فاروق؟
- مائتان وواحد وسبعون. قال فاروق.
قهرتني الرغبة في الظهور. لم أستطع صبراً.
- حصلت أنا على مائتين وخمس وستين درجة.
تجاهلني. هذا اللعين يزيد مأساتي. مهمل في
المنزل وفي المدرسة. ملعون من يصمت عن
الحق. لا بد وأن ألفت انتباهه.
- كنت الثاني على المدرسة. قلت بصوت عال،
ولكنه يحمل نغمة الاحتجاج والتحدي معاً.
- أعرف هذا. قال اللعين بدون اكتراث.
تعرف هذا وتقتل أحاسيسي وكبريائي التي
أحاول بناءها. يا لك من قاتل! ادفع بي إلى
الأمام. لو كنت مربياً حقاً لفعلت ذلك.
يكرهني. هذه الفكرة لم تغادر رأسي. هو مدرس
العلوم. احفظوا هذه الصفحات غيباً. قال ذات
مرة. تحديته وحفظتها. في اليوم الثاني أخذ
يسألنا واحداً تلو الآخر. انتهى من
التسميع لنصف الفصل قرب نهاية الحصة. جواب
السؤال الذي سأله لم يستطع أي من الطلاب
الإجابة عليه. رفعت يدي مبدياً رغبتي في
الإجابة. طلب مني ذلك، وظني أنه كان يأمل
بأن أخطئ لأنال عقاباً يريده أن يكون
شديداً. أجبت إجابة صحيحة. خاب ظنه. لم
يمدحني كما هي العادة. ابتلعت خيبتي وجلست.
بدأ يعاقب أولئك الذين لم يحفظوا. طالبان
جالسان في المقعد الأول يمسكان أحد
الكسالى ويهوي هو على مؤخرته بعصا غير
سميكة عدة ضربات. يصرخ أثناءها الطالب
صراخاً يفتت الأكباد وهو يستمتع بالصراخ
والضرب. سادي. هو كذلك. وفي الحصة الأخرى
أحلت الإحباط إليه عندما سألني مرة أخرى.
أجبت إجابة صحيحة. لم يستطع كتم مشاعره.
حاولت ضرب الهلالي بكل الطرق، لكنه نجح في
الإفلات. ملاحظته أرضت غروري. ها هو ذا
يمدحني من حيث أراد إهانتي. انسكب حقده
عليّ بين كلماته. تركت الحقد وتلقفت
الثناء المختفي بين الكلمات. أختار ما
يروق لي. فلسفة درجت على إتباعها معظم سني
حياتي.
انزلقت تلك الأيام وراءي، وها أنذا في
دمشق وحدي. على أطرافها. بلى. غداً سأتوه في
أحشائها. لا صبر لديك. استعجل اللحظات
لأقرأ ما ستحمله لي الأيام . تنازلت عن
سماعة الطبيب. كلية الآداب ليست سيئة. وقسم
اللغة الإنجليزية مفخرة تلك الكلية. ابتهج.
أنت ستلتحق به. متى؟ انتظر!
- 2 -
- تثير ريبتي.
قال بحدة أخرجتني من كوابيس الذكريات
التي تلفني. نظرت إليه مستفسراً. كرهت أن
أترك ما أنا فيه. عمّق نظراته في عينيّ.
- ماذا تريد؟ سألته بحدة.
- تتوه بي بين الهلالي الكبير والهلالي
الصغير وأنا أعصر عقلي كي أتابعك وأفهم ما
تقول. كثيراً ما عصتني أفكاري. لا قدرة لدي
لابتلاع ما تقول. تبدو وكأنك تتعمد

/ 88