آفاق الروایة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

آفاق الروایة - نسخه متنی

محمد شاهین

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


جميع شخصيات عودة الروح بسيطة مسطّحة لا صراع داخلها ولا خارجها، حتى زنوبة التي تثير الشغب في الرواية لا تتصارع في واقع الأمر مع أحد ولا مع طرف، وكل ما في الأمر أنّ مظهرها القبيح يشكّل عائقاً في تكوين علاقة مع الجنس الآخر يمكن أن تؤدّي في النهاية إلى ارتباط عائلي هي نفسها تصبو إليه. لهذا نجدها تلجأ إلى وسائل الشعوذة كلّما أدركت أنّ فرصة تلوح في الأفق أو على وشك أن تكون كذلك. فمصطفى مثلاً الذي أقامت الدنيا على رأسه لا يعرف حتى عن رغبتها فيه، وسنيه التي اتّهمتها باختطاف مصطفى منها في المرة الأولى لم تكن تعلم شيئاً عن الموضوع، وهكذا تجري حوادث الرواية والكل في غفلة أشبه بغفلة الدراما الكلاسيكية.

وغياب الصراع يؤدّي بالضرورة إلى غياب الحوار أو تقليص دوره على الأقل، وهذا ما يحدث في عودة الروح، إذ إنّ كل ما يبدو فيها من حوار لا يزيد عن مداعبات لا تعمّق خلافاً ولا تسبر غوراً سواءً ما كان بين أفراد الشعب أنفسهم بما فيهم زنّوبة أم ما بين محسن وبقية أفراد الشعب، من جهة، أو ما بين محسن ووالدته التركية الأصل، إذ ليس من المعقول أن ينقلب صبي ضد والدته لأنّها من أصل تركي، أو من أي أصل غير مصري، ولا يخفى على القارئ أنّ سلوك الهانم والدة محسن يأتي بدافع من الغيرة على مكانة زوجها الاجتماعية والاهتمام الزائد بها، وتصرّفها مع الفلاحين بطريقة تبدو مهينة في نظر محسن هو تصرّف مألوف، ومنبعه النظرة الدونيّة التي يحملها ابن المدينة إلى ابن الريف والتي تشيعها التركيبة الاجتماعية الشاملة. من المشاهد التي يذكرها القارئ بشغف في الآمال العظام مشهد بب وهو يشعر بخجل وإحراج من زيارة جولد في لندن عندما عَدّ نفسه متوهّماً من أصحاب المدينة بعد أن هجر الريف وتوهّم أنّه يودّعه إلى الأبد، وقد وصل الإحراج عند بب أنّه صمّم على أن يعلّم جو ا لقراءة والكتابة ليستطيع التحدث مع أهل المدينة من أصحابه مثل هيربرت ابن لندن. أمّا المشهد المماثل الآخر في الآمال العظام فهو إحجام بب عن استقبال ماجوتش بسبب شكله وملابسه الرثّة التي ترتبط بابن الريف، والمفارقة هنا أنّ بب لم يكن على علم أنّ هذا الشخص الذي يخجل من مقابلته في لندن الآن هو الشخص نفسه الذي عطف عليه وأحبّه حبّاً صادقاً عندما كان طفلاً وسرق له الطعام ليسدّ رمقه، وأهم من ذلك أنّ ماجوتش هو نفسه الشخص الذي بعث إليه بالمال الذي جمعه من عرق جبينه، وهو مشرّد في أستراليا، وتسلّمه بب من خلال المحامي جاجرز لكي يتعلّم ويتنعّم في لندن، وهو الآن يرفض الإحسان بل يرفض المحسن إليه بسبب تعالٍ مزعوم اكتسبه بب من خلال تحوّل حاله من ابن ريف إلى ابن مدينة. وعندما يعود بب إلى رشده يتذكّر موقفه هذا من أبناء ريفه بألم وحسرة لا يشفى منها بأقل من توبة نصوح يرجع بها إليهم ودوداً نادماً على تخليه عنهم بسبب الغرور الذي لحق به وهو يلهث وراء وهم خادع سيطر عليه في المدينة. هذا هو بيت القصيد في الآمال العظام: عودة الروح إلى بب بعد أن فارقته ردحاً من الزمن عندما توهّم أنّه يستطيع أن يعيش حياة أفضل دونها بلا روح. وكم كانت عودة الروح ستكون رواية عظيمة لو تضمّنت رحلة تمثّل العودة إلى الروح بعد صراع وألم ينشآن بسبب المعاناة التي تنتج عن ذلك عند الوقوع في دائرة الوهم وخوض التجربة، تجربة فك الارتباط الاختياري بين الشخص وأصله والعودة إلى الارتباط بعد التعرّف إلى ما يسبّب الوهم والإغراء في حياة الإنسان. ما من شكّ أنّ العنوان الذي أعطاه توفيق الحكيم إلى روايته وهو عودة الروح يناسب رواية ديكنز ويكسبها جمالاً وجمالية لو أمكنت إضافته إلى العنوان الحالي ليصبح الآمال العظام وعودة الروح.

/ 137