آفاق الروایة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

آفاق الروایة - نسخه متنی

محمد شاهین

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


لكن عودة الروح تحتفظ بمحلية تطغى على كل أثر آخر، فمهما تقاربت المتوازيات تظل رواية توفيق الحكيم مصرية في صميمها، وإن كان توفيق الحكيم قد اختار هذا الجنس الأدبي من السيرة الذاتية الأدبية لروايته؛ فلأنه جنس أدبي أغرى العديد من كتّاب الرواية من قبله. ومن الواضح أنّ المحلية المصرية في النهاية هي التي تتحكّم في روح الرواية.

وهنالك ما يبرر الاختلاف بين الروايتين لأنهما نتاج حضارتين مختلفتين، لابدّ أنّ توفيق الحكيم كان على وعي بعمق هذا الاختلاف وكان حكيماً في اختيار الواقع المحلي كمنطلق رئيسي لمبادرته هذه. فالهوة السحيقة التي تفصل الريف عن المدينة في الآمال العظام أعقد بكثير منها في عودة الروح، تلك الهوة التي أوجدتها الثورة الصناعية والتي أوجدت معها فقرأ مدقعاً وغنى فاحشاً لا يمكن التسوية بينهما. ومن الانطباعات الرئيسية التي تخلّفها الآمال العظام عند القارئ هي أنّ الفقير لا يمكن أن يحلق بالغني إلاّ في الخيال، ومن ثمّ نشط خيال بب وأصبح السبيل الوحيد الذي يمكن أن يوصله إلى بوابة أهل اليسر، ويحرّره من ملل الحياة الريفية التي لا يمكن لصاحب خيال مثله تحمّلها كقدر محتوم. ولكن سرعان ما جرّه خياله إلى التورّط في غرام استيلا، ومن هنا ينشأ التعقيد والتحوّل من عاطفة إلى أخرى، وهو ما لا نجد له مثيلاً في عودة الروح.

إنّ غياب الصراع بين الفرد والمجتمع الذي يؤدّي إلى وقوع الفرد ضحية للمجتمع كما هي الحال في الآمال العظام هو الذي يحرم عودة الروح من صراع مماثل يذهب بالروح مذاهب شتّى في خضمّ هذا الصراع. من الواضح أنّ عودة الروح تفتقد إلى الصراع الذي يخرج بالمحلية من واقعها المسطح إلى آفاق إنسانية أبعد مدى. لهذا السبب يظل محسن فتىً بسيطاً لا يتعرّض لصراع مع نفسه ولا مع خصمه المجتمع، ولا يمرّ بتجربة بب التي تجعله يتألّم بسبب إعراضه عن أصله الريفي وهويته الأصلية في سبيل الحصول على هوية جديدة، هوية الجنتلمان التي يمكن أن ترضي استيلا، أمله الوحيد الذي يطمح إليه في الحياة. وهو لا يفيق إلى رشده مثل بب بعد عذاب أليم يترك آثاراً في نفسه إلى الأبد نتيجة وهم أوقعه المجتمع فيه؛ لأنّه نفسه كان على استعداد أن يقع فيه. إذ أنّ ديكنز لا يبرئ الشخصية من مساهمتها في مصيرها ولم يحصر الفعل في خارج الشخصية، وربما كان هذا سبب في بقاء شخصية بب خالدة في الأذهان إلى يومنا هذا؛ لأنّ ديكنز تطوّر بالرواية في الآمال العظام من التركيز على الحدث إلى الاهتمام بالشخصية وحياتها الداخلية.

/ 137