آفاق الروایة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

آفاق الروایة - نسخه متنی

محمد شاهین

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



من الإشارات التي تنير الطريق إلى عودة الروح عند قراءتها رسالة كتبها الدكتور علي مصطفى مشرفة إلى توفيق الحكيم في 19 فبراير عام 1934 وهذا نصّها:

"عزيزي الأستاذ توفيق الحكيم

أذكر أنني عقب عودتي من إنجلترا أول مرّة -بعد غيبة نحو ست سنين عن مصر- كنت أتحدث إلى سيدة إنجليزية فدار الحديث حول تشارلس دكنز وما لهذا المؤلف العظيم من المقدرة على تخليد شخصيات الطبقات المتوسطة في عصره، قالت ألا يوجد بينكم كاتب يصوّر الحياة المصرية ويبرز ما فيها من الشخصيات التي تمثّل الشعب المصري في عصرنا الحالي على نحو ما فعله دكنز في عصر الملكة فكتوريا؟ قلت أخشى يا سيدتي إننا فقراء من هذه الناحية، ولكن لعلّ المؤلف الذي تطلبينه قد ولد أو لعلّه يوشك أن يولد. قالت إنّ على مؤلفك المنتظر أن يسارع وإلاّ انقرض أشخاص رواياته كلهم أو جلّهم قبل أن يدركهم بقلمه. قلت لندع السماء معاً أن تظهره بأعجوبة. وبالأمس وأنا أقرأ كتاب "عودة الروح" عاودتني ذكرى هذا الحديث -وقد مضى عليه ما يقرب من عشر سنين- فساءلت نفسي جديّاً هل استجيب الدعاء؟ هل صار سليم وصارت زنوبة وصار مبروك شخصيات قومية خالدة مثل مكوبر ومسز أرس، سام فلر؟ شيء واحد يستطيع أن يجيب على هذا السؤال بصفة قاطعة: هو الزمن، أمّا أنا فأكتفي بأن أثير السؤال.."(2).

والسؤال الذي يبرز عند قراءة الرسالة أو عند قراءة الرواية والرسالة معاً، هو ما إذا كان ديكنز في ذهن توفيق الحكيم عندما كانت عودة الروح في طور التكوين.

يبدو أن توفيق الحكيم كان على وعي بديكنز وأنموذج الترجمة (السيرة) الذاتية التي كتب بها دينكز. وفي معرض الحديث عن هذا الموضوع، وجه فؤاد دواره سؤالاً إلى توفيق الحكيم حول إمكانية اعتباره عودة الروح وعصفور من الشرق وبعض كتاباته الأخرى تراجم ذاتية. أجاب توفيق الحكيم: "الواقع أنّ سؤالك هذا مشكلة أدبية قديمة، فحيثما يوجد أدب تصويري للعواطف والمشاعر، يصبح من الصعب أن تفصل ما هو ترجمة ذاتية عمّا هو عمل فني موضوعي خارج عن ذات الفنان. فمثلاً إلى أي مدى يمكن أن تسمى بعض روايات دستويفسكي تراجم ذاتية، مثل "المقامر" و"رسائل من بيت الموتى" وغيرهما ممّا نعرف تماماً مطابقة بعض وقائعها لوقائع حياة المؤلف؟.. وهناك أمثلة كثيرة لذلك.. (ديكنز) مثلاً وما نعرفه عن طفولته ثمّ ما ظهر في رواياته متّصلاً بهذه الوقائع..

/ 137