عودة الروح... آمال عظام - آفاق الروایة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

آفاق الروایة - نسخه متنی

محمد شاهین

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


عودة الروح... آمال عظام

هذه الرواية مزيجٌ من عناصر مختلفة استطاع توفيق الحكيم بموهبته الفنيّة أن يجانس بينها قدر المستطاع.

العنصر الأول طموحه الفني الذي وضع نصب عينيه تقديم هذا الجنس الأدبي في الأدب العربي، فقد كتب توفق الحكيم عودة الروح وهو يقول لنفسه لماذا لا يكون لنا رواية في أدبنا وتراثنا وحضارتنا ليكون لأدبنا مكانة بين الآداب العالمية، وربمّا يكون هذا الدافع هو الذي قامت عليه عودة الروح، بادئ ذي بدء.

العنصر الثاني تعلّق توفيق الحكيم بالمسرحية، وهي حبّه الأول وباكورة نشاطه الأدبي وقصته مع فرقة عكاشة في محاولاته الأولى، واستمر هذا الحب ينمو، إلى أن ازدهر، وظلَّ يشغله طيلة حياته. وكان لابُدَّ من هذا الانشغال بالمسرحية أن يؤثر تأثيراً مباشراً في مشروع كتابة الرواية. وهكذا خضعت عودة الروح إلى ذهنية المسرحية التي سيطرت عليه في جميع كتاباته وحدَّت من انطلاقها في عالم الرواية الرحب.

أمّا العنصر الثالث، فيتعلّق باطلاع توفيق الحكيم الواسع على الأدب الغربي من فرنسي وإنجليزي، خصوصاً في حقلي الرواية والمسرحية، ومن الصعب حصر الذين أثروا فيه من الأدباء الغربيين، ولكنّي أعتقد أن تأثير ديكنز عليه كان أكثر من غيره أمثال جويس وبالزاك.

كيف نقرأ عودة الروح في خضمّ هذه التأثيرات؟ لعلَّ أهم ما يدفعنا لقراءة هذه الرواية، حتى بعد أن حقّقت كلَّ هذه الشهرة في الأدب العالمي، هي قيمتها الريادية. فالعمل الريادي يظلّ محتفظاً بقيمته على مرّ الزمن؛ لأنّه يحتفظ بحقّه في الظهور في فترة زمنية معينة لا تشهد منافسات، تجعله يقارن معها ليقف دونها أو حتى على صعيد مماثل لها. فمَنْ منّا لا يعجب بالحكيم عندما يتذكّر أنّه كتب رواية في زمن شحّت فيه المحاولات المماثلة في العربية لتأخذ بيده أو لتشجّعه على الأقل على كتابة هذا الجنس الأدبي؟ ومَنْ مِنَّا يستطيع أن ينكر على الحكيم مبادرته هذه عندما يعلم مقدار ما يمكن أن يكون للأنموذج من تأثير على الخَلَف، خصوصاً عندما لا يتوافَر لدى الخلف إلاّ القليل في جعبة السلف في هذا الميدان! نقرأ عودة الروح إذن ليس على أنّها في مصاف الروايات العالميّة مثل روايات ديكنز أو دوستوفسكي الذي يذكره محسن في سياق الرواية، بل لأنّها عملٌ ريادي كان لابُدَّ من كاتب شجاع مثل توفيق الحكيم أن يقوم به ليؤسّس منه أنموذجاً في هذا الجنس الأدبي الذي لابُدَّ أن يلحق الكتّاب العرب به بعد أن قطع شوطاً طويلاً في الغرب من خلال إنجازات ما زالت حيّة في الأذهان.

/ 137