ابن عباس و اموال البصره نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ابن عباس و اموال البصره - نسخه متنی

السید جعفر مرتضی العاملی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

العباس بذلك إلى الحسن عليه السلام؛ فخطب
الناس، ووبخهم وقال: خالفتم أبي حتى حكم
وهو كاره الخ.. »([59]). ثم يذكر قضية الصلح..
وهذا الذي ذكره المدائني لا يمكن أن ينطبق
على ما جرى من عبيد الله بن العباس من
الخيانة، بل هو شاهد قوي لما ذكره أولئك
الذين قالوا: إن عبد الله نفسه قد شهد صلح
الإمام الحسن مع معاوية، ثم عاد إلى
البصرة، وثقله بها، فحمله، وتوجه إلى مكة..
والذي يظهر هو أنه قد جاء من البصرة، وجعله
الحسن على مقدمته، لكن جيشه هو الذي خان
به؛ فكتب بذلك إلى إمامه؛ فكان ذلك من
مشجعات قبوله عليه السلام للصلح، أما
خيانة عبيد الله فلعلها كانت قبل ذلك أو
بعده.
7 ـ ويدل على تولي ابن عباس للبصرة من قبل
الحسن عليه السلام، ما ورد من: أن معاوية
قد دس رجلاً: «من بني حمير إلى الكوفة،
ورجلاً من بني القين إلى البصرة، يكتبان
إليه بالأخبار، فدل على الحميري عند لحام
جرير، ودل على القيني بالبصرة في بني
سليم؛ فأخذا، وقتلا..
إلى أن قال:
وكتب عبد الله بن العباس من البصرة إلى
معاوية: أما بعد: فانك ودسك أخا بني قين إلى
البصرة، تلتمس من غفلات قريش، مثل الذي
ظفرت به من يمانيتك لكما قال أمية بن
الأسكر:
لعمرك إني والخزاعي طارقـاً كنعجة عـاد
حتفها تتحفر
أثارت عليها شفرة بكراعــها فظلت بها من
آخر الليل تنحر
شمت بقوم من صديقك أهلكوا أصابها يوم من
الدهر أصفر
فأجابه معاوية:
أما بعد: فإن الحسن بن علي قد كتب إلي بنحو
ما كتبت به، وأنبأني الخ.. ([60]).
8 ـ وأخيراً.. فإن مما يدل على أن ابن عباس
قد بقي على البصرة إلى ما بعد مقتل علي
عليه السلام، ثم وليها من بعده للإمام
الحسن صلوات الله وسلامه عليه، ما ورد: من
أنه لما قتل علي عليه السلام، بقي زياد على
عمله، وخاف معاوية جانبه، وعلم صعوبة
ناحيته، وأشفق من ممالاته الحسن بن علي
عليهما السلام؛ فكتب إلى زياد يتهدده؛
فغضب زياد وقام خطيباً؛ فكان مما قال:
«كيف أرهبه وبيني وبينه ابن بنت رسول الله
صلى الله عليه وآله، وابن ابن([61]) عمه في
مئة ألف من المهاجرين والأنصار. والله، لو
أذن لي فيه، أو ندبني إليه لأريته الكواكب
نهاراً.. »([62]) هذا على ما ذكره ابن أبي
الحديد في ذلك..
وعبارة غيره: أن زياداً قال:
«العجب من ابن آكلة الأكباد وكهف النفاق،
ورئيس الأحزاب، يتهددني؛ وبيني وبينه
ابنا عم رسول الله صلى الله عليه وآله ـ
يعني ابن عباس، والحسن بن علي ـ في سبعين
ألفاً، واضعي سيوفهم على عواتقهم الخ..
»([63]).
ولكنه لما استلحق زياداً بعد ذلك، مال
زياد إليه([64]).
لكن ابن الأثير ـ لم يقبل تفسير الطبري
لقول زياد على ذلك النحو، وأنكر أن يكون قد
عنى ابن عباس؛ وذلك استناداً إلى رواية
السرقة المتقدمة([65]).
ولكن عدم قبول ابن الأثير لذلك لا قيمة
له؛ بعد أن كانت سائر الأدلة والشواهد
تثبت كذب تلك الرواية، وتؤكد على أن ابن
عباس لم يفارق علياً عليه السلام، وأنه
بقي على البصرة من قبل الحسن. وقول زياد
هذا، وذلك الذي نقلناه عن ابن أبي الحديد
هو من تلك الدلائل والشواهد.. التي تؤكد
كذب تلك الرواية وافتعالها، سيما بعد تلك
الأدلة الكثيرة، التي قدمنا جانباً منها..
المبررات لا تجدي:
وبعد.. وإذ قد ثبت بعد هذه الجولة كذب تلك
الرواية المتقدمة، ـ رواية السرقة ـ
وافتعالها، بما لا مجال معه لأي شك أو
توهم..
فلا تبقى ثمة حاجة إلى تبريرات طه حسين
للسرقة بأن: «ابن عباس عندما رأى نجم ابن
عمه في أفول، ونجم معاوية في صعود، لم يشهد
النهروان مع علي عليه السلام، وإنما أقام
بالبصرة، واكتفى بأن سرح الجند إليه، و:
«أقام في البصرة يفكر في نفسه أكثر مما
يفكر في ابن عمه، وفي هذه الخطوب، التي
كانت تزدحم عليه، وكأنه آثر نفسه بشيء من
الخير، وسار في بيت المال سيرة تخالف
المألوف من أمر علي، ومن أمره هو، حين كانت
الأيام مقبلة على ابن عمه وعليه.. »([66]).
لا حاجة إلى ذلك، لأنه لا يعدو أن يكون
مجرد توجيه اتهام، لا يستند إلى شيء إلا
إلى تلك الرواية التي لم يعد ثمة شك في
فسادها، وعدم صحتها.. مضيفاً إلى ذلك دعوى
تكذبها كل الشواهد التاريخية، وهي أن ابن
عباس لم يكن مع علي عليه السلام في
النهروان.. مع أن ابن عباس قد حاج أهل
النهروان، بإشارة من علي عليه السلام
نفسه، ورجع منهم ـ على ما قيل ـ ألفان عن
غيهم وضلالهم..

/ 19