آفـــاق الروايــــة - آفاق الروایة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

آفاق الروایة - نسخه متنی

محمد شاهین

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

محمد شاهين

آفـــاق الروايــــة

(( البُنية والمؤثرات ))

تبدأ آنا كارنينا، تحفة تولستوي الروائية بالقول: إنّ حياة كل عائلة سعيدة تشبه حياة غيرها من العائلات السعيدة، أما تاريخ كل عائلة بائسة فهو تاريخ له خصوصية متميزة ومختلفة. كثيراً ما يقتطف النقاد والقراء هذه البداية، كمثال على البداية الموفقة في العمل الروائي. ولا داعي أن ننثر هذه العبارة المكثفة الموحية بشمولية التقنية. ولكن يكفي أن نقول هنا إن الراوي كما يشير تولستوي يضع القارئ بادئ ذي بدء في الإطار العام لمنظور الرواية، ولا يجعله يحيد عن هذا المنظور حتى آخر جملة في الرواية. وكأن الراوي يخبر القارئ بداية أن استبعاد واقع الحياة السعيدة لما فيه من تسطيح مستهلك يفضي بنا في النهاية إلى الاحتفاظ بذلك الواقع الذي يسير في الاتجاه المغاير، لما فيه من مد وجزر تحتّمه طبيعة الصراع في ذلك الواقع، إذ إنه سيعطي الراوي ومن ثم القارئ فرصة يسبر فيها أغوار النفس البشرية المترامية الأطراف.

إحدى القراءات لهذه البداية هو أن كل رواية مثل حياة كل أسرة بائسة لها تميزها واختلافها، بمعنى أن لكل رواية خصوصية لا تتكرر في رواية أخرى. ولعل ما يجعلنا نقبل بشغف على قراءة الرواية هو ذلك الاختلاف بينها وبين غيرها من الروايات، وهذا أيضاً ما يجعلنا نقبل على عقد المقارنات المبنية على الاختلاف المتميز لا على التشابه البيّن.

إن الانفتاح اللانهائي على الواقع هو الذي يجعل الرواية تتمتع بحرية الحركة والتعبير أكثر من أي جنس أدبي ويبعدها عن التأطير ويهيئ فرصة وجود التميز والاختلاف في كل رواية، وربما هذا هو الذي دعا فورستر أن يقول إنه لو اجتمع عدد من الكتاب حول طاولة مستديرة مثل تلك الطاولة المشهورة في مكتبة المتحف البريطاني، وطلب منهم كتابة رواية عن موضوع موحد لخرج الجميع كل برواية مختلفة. وربما هذا أيضاً ما دعا فيرجينيا وولف أن تنادي في عهد الحداثة أن أي موضوع يصلح أن يكون مادة الرواية، ولا داعي أبداً أن تتكون مادة الرواية من تلك المواضيع التي اتخذتها الرواية التقليدية مادة لها مثل الحب، والزواج، والثروة، والملهاة، والمأساة، وغير ذلك من المواضيع المتكررة التي طرقتها رواية العصر الفكتوري. وتهدف فيرجينيا وولف أن تبين أن الرواية لا تمتلك بل لا تستطيع أن تعطي نفسها الحق في القدرة على تقديم صورة كاملة أو حتى شبه كاملة عن الواقع رغم أنها أقرب الأجناس الأدبية إلى الواقع المعيش وأقدرها على التعبير عنه. أصبح الروائي في القرن العشرين ينظر إلى الرواية على أنها شكل مفتوح ولكن دون الادعاء أن لديه القدرة على تقديم صورة نمائية أو متكاملة لواقع اللاحدود. وهذا خلاف الاعتقاد الذي ساد القرن التاسع عشر وهو أن الرواية كانت سبيلاً للسيطرة على الواقع.

ومجمل القول أن الراوي حديثاً ينهج منهجاً مختلفاً عن الواقع ولكن دون أن يأمل مثل زميله قديماً أن يصل إلى نهاية. كل رواية إذن تقدم شيئاً مختلفاً في خضم واقع اللانهاية، ويظل الراوي يروي دون أن يشارف على بداية أو نهاية الغموض الذي يكتنف عالم الرواية الرحب.

/ 137