في مواجهة النزعة البربرية و أخطارها الانقسامية نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

في مواجهة النزعة البربرية و أخطارها الانقسامية - نسخه متنی

محمد المختار العرباوي

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

"إن اللّوبية هي ساميّة في واقع أمرها،
وإنّه لا يمكن ولا يجوز فصلها عن الساميات"
(29).
وقال: "فاللوبية ذات علاقة متينة مباشرة
بالسامية" (30)
وقال: "فالتصريف في اللّوبية برهن على
أنّها جدّ سامية" (31).
وقال قبله عالم البربريات والساميات
"هنزشتمّا Hans Stumme" من "وجهة نظري إن
البربرية أقرب إلى السامية بكثير من
المصرية" (32). وهذا أيضاً ما أكدّه العالم
الإنكليزي "فرنسيس وليام نيومان Frances Willam
Neman" الذي يرى هو الآخر أنّ البربرية
"سامية" وقد وصفه "روسلر" بأنه عالم
البربريات الشهير" (33). وهناك غربيون آخرون
ممّن يرون هذا الرأي. ومن دارسينا "محمد
المختار السوسي الشلحي" الذي أبرز أوجه
الشبه بين العربية والشلحية. و"محمد
الفاسي" وعثمان سعدي الشاوي "اللذان أبرزا
نواحي مختلفة من أوجه الشبه بين العربية
والبربرية.
وتصنيف البربرية ضمن مجموعة "اللغات
السامية" يزعج بكل تأكيد الرافضين
للانتماء العربي للمنطقة، إذ إنّ أهميّة
هذا التصنيف العلمي، تكمن في أنّه جعل
البرابرة للمرة الأولى أشقاء العرب،
ومنتسبين معا إلى أصل واحد وأرومة واحدة.
وكان هذا أول انتصار يُسجل ضدّ المدرسة
التاريخية الاستعمارية على صعيد المعرفة،
وأوّل خطوة في كنس المعلومات المغلوطة
التي تحوّلت لدى المثقفّين الغارقين في
حماة الاستعمار الثقافي إلى قناعات لا
تدحض" (34).
ولكن ما مقولة "السامية" هذه التي باتت
مصطلحا رائجاً على نطاق واسع؟ إنها في
الحقيقة ـ ومثلها الحامية ـ مقولة ذات أصل
خرافي من صنع الفكر اللاهوتي الاستعماري،
لا تمتّ إلى الحقيقة بصلة، ولذا طعن فيها
العديد من الباحثين. فالشعوب المسمّاة
بهذا الاسم، هي باتّفاق الجميع من الجزيرة
العربية، وأنّ لغاتها لم تفهم عند
اكتشافها إلاّ بالرجوع إلى العربية التي
تمثّل حسب تقديرهم نسبة تقارب أو تزيد على
80% من معجم هذه اللغات. وبدل أن تسمّى "شعوب
الجزيرة العربية القديمة" أو "الشعوب
العربية القديمة" كما اقترح بعضهم، فإنّهم
يسمّونها "بالسامية" مخالفين بذلك القاعدة
المتبّعة في تسمية الأسر اللغوي بالاسم
الذي يدلّ على مواطنها الأولى. وهو الاسم
الذي تحمله عادة أقدم لغاتها وأهمّها.
ولذا فإنّه يتعيّن أن يحلّ مصطلح "عربي"
و"عربية" مكان "سامي" و"سامية". وما أريد
تأكيده، بهذه المناسبة، هو أنّ البربر ما
هم إلاّ عرب قدامى (35)، توافدوا على
المنطقة على مراحل، حاملين معهم تنوّعهم
اللغوي وأنماطا شتى من عاداتهم وثقافاتهم
الشرقية.
وهكذا يتّضح لنا ـ بعد هذا العرض ـ أنّ ما
قاله السيد حسين فنطر من أن اللغة
البربرية لا تنتمي إلى اللغات السامية، قد
استمدّه من أطروحات المدرسة الفرنسية،
وممّا بات يشيعه أصحاب التوجّه البربري
الطائفي في الجزائر، لكن لماذا صمت هذه
المرة عن ذكر الحامية؟ أكان ذلك منه
اقتداء بمرسال كوهين؟ أم أنّه عزف عن
ذكرها لسبب آخر؟
ومن دون أن نغرق في التخمينات، فالسيد
فنطر وإن حرص في قولته السابقة على نفي
انتساب البربر إلى المشرق، فإنه أيضاً كان
يمهّد لذكر ابتكار جديد تفتّقت عنه عبقرية
المعهد الوطني للتراث. فقد توصّل
الأستاذان: عبد الرزاق قراقب، وعلي مطيمط،
في دراستهما لما قبل التاريخ؟، إلى معرفة
الأصل البشري الذي انحدر منه البربر. فقد
قالا: "كما تثبت الدراسات أيضاً أنّ ما
يسمّى بالعنصر "البربري" يحمل بعض علامات
مستمدّة من إنسان "مشتى العربي"، غير أنّ
التأثيرات القبصية تعد أكثر تواجدا. يكوّن
إذاً العنصر القبصي الأصل المباشر للإنسان
اللوبي (أي البربري) وقد أضيف إلى هذه
العناصر تأثيرات خارجية قادمة من الصحراء
ومن بقية بلدان البحر الأبيض المتوسط" (36).
وإنسان مشتى العربي و" الإنسان القفصي هما
من سلالة العصر الحجري الأعلى. الأوّل كما
يقول الأستاذان يعود إلى 18 ألف سنة قبل
الميلاد والثاني إلى الألف العاشرة قبل
الميلاد.
والأستاذان بالرغم من خطورة هذا
الابتكار، لا يقولان لنا ما هي "بعض
العلامات!!" هذه الموروثة، والتي ما يزال
البربري الحالي يحملها عن ذيْنك
الإنسانين: المشتوي والقفصي؟ ولا يقولان
أيضاً كيف توصّلا إلى معرفتها من خلال ما
ثبت لديهما من الدراسات، إنّه في الحقيقة
مجرد كلام ألقى به على عواهنه. ولا مندوحة
في مثل هذه الحالة، من وصفه "بالتلفيق"
الناجم عن تحكّم النوازع الذاتية
وتوجّهاتها اللاّعلمية. ونجد السيد فنطر
يعيد علينا الرأي نفسه. فيقول: "فالذين
يحملون اليوم اسم "البربر" وسمّاهم

/ 53