أصول تراثية في نظرية الحقول الدلالية نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أصول تراثية في نظرية الحقول الدلالية - نسخه متنی

أحمد عزوز

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الدكتور أحمد عزوز
أصــــول تراثــــــية
فـــي
نظرية الحقول الدلالية
- دراســــة -
* وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي علْمَاً *
سورة طه/ الآية 111
مقّدمـــة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام
على أشرف المرسلين، وبعد:
لقد كان تطوّر الدراسات اللّسانية في
النصف الأخير من القرن الأخير سريعاً،
ونتج هذا التطوّر عن أهمّية اللّغة في
عملية التواصل، والتفاهم ونقل المعارف
والعلوم عبر الأجيال وبين الحضارات
والشعوب.
وإذا كانت اللّغة نظاماً من العلامات،
تحكمها أنساق معيّنة، فإنَّه لا يمكن فهم
مكوّناتها الأساسية إلاَّ إذا حلّلنا
دلالات مفرداتها ضمن تراكيب خاصّة
وسياقات محدّدة.
وترتبط اللّغة ارتباطاً وثيقاً
بالتّفكير الإنساني والمظهر السلوكي
اليومي، وهي تعبّر عن نظم المجتمع
الاجتماعية والثقافية وغيرها، وتكوّن
لأفراده التصوّر للعالم فيصنّف الواقع
انطلاقاً منه ويرتّبه بناء عليه. ولعلم
الدلالة أهمّية قصوى في فهم الرؤية التي
تعبّر عنها اللغة وتحليل التراكيب
والخطابات.
واختيارنا لموضوع "أصول تراثية في نظرية
الحقول الدلالية"، لا ينبع من مطلبه
الجليل من جهة، ومن أهمية الحقول الدلالية
كنظرية ومنهج اكتسحا مجالات مختلفة من
المعرفة الحديثة فحسب، بل يعود ـ أيضاً ـ
إلى ندرة الدراسات في هذا الميدان على
الرغم من أنَّ لجذورها امتداداً في تراثنا
اللغوي العربي.
ورأينا أن يكون عملنا هذا موزّعاً على
خمسة فصول، حيث خصّصنا الفصل الأول:
"لمفهوم نظرية الحقول الدلالية"، وبدأنا
بالتحديد لأنّنا نعلم أنَّه عملية معقّدة
ومتشابكة خاصّة في مجال اللسانيات التي ما
يزال فيها مدّ وجزر في كثير من مصطلحاتها.
وانتقلنا في الفصل الثاني من التحديد إلى
"إبراز جذور النظرية في التراث اللغوي
العربي"، مركّزين على الرسائل ومعاجم
الموضوعات في أوج تطوّرها، وهو ما يدعونا
من إعادة قراءة التراث لثرائه الذي غالباً
ما اكتسحته الاختزالية، وأُهمِلَ جانبه
القويّ والحيويّ، وذلك بغية إغناء الفكر
اللساني العربي في رسم آفاقه المستقبلية
وإعطاء النّظريّة مكانة خاصة بها.
وجاء الفصل الثالث مبرزاً "نشأة نظرية
الحقول الدلالية عند الغربيين"،
وتطوّرها، وحاول أن يوضّح أسسها
ومنهجيتها.
وكان الفصل الرابع خاصّاً بالتحليل
التكويني للمعنى الذي له علاقة وثقى
بنظرية الحقول الدلالية، وهو يرتكز على
جمع عدد من المفردات في الحقل الواحد تبدو
متقاربة الدلالة، ثمّ تحليل معانيها إلى
عناصرها الصغرى وإبراز الخاصّية الدلالية
لكلّ منها، والعناصر المشتركة والممّيزات
والفروق بينها.
وقد اجتهد الفصل الخامس في توضيح المجال
التطبيقي لنظرية الحقول الدلالية في
صناعة المعاجم، كيف تفيدها وتضع أسسها
ورؤية جديدة لبنائها خاصة عند المقارنة
بين الحقول الدلالية في لغتين مختلفتين أو
أكثر.
ولا نزعم أنّنا أحطنا الموضوع من جميع
جوانبه، أو استوفينا كلّ مسائله، وإنّما
حسبنا أن يكون هذا العمل قطرة في بحرٍ لا
تستبين حدوده، وخطوة نرجو أن تتبعها خطوات
أُخْر تكمل ما فيه من نقص وتقوّم ما قد
اعوجّ منه.
وعلى الرغم ممّا في هذا الجهد من هنات
وثغرات وفجوات فهو يضاف إلى ما يبذله
الألسنيون من بحث في مختلف أصقاع البلاد
العربية في سبيل بناء نهضة لسانية عربية،
لا تكفّ عن الحوار والجدل بين ماضٍ مجيد
نخشى أن نفقد حيويته، وحاضر يتراوح بين
القوّة مرّات والنّكسة حيناً، وأفق
مستقبل له رهاناته ينتظر مزيداً من
التحدّي والعمل للتغلّب على مصاعبه.
وأخيراً، نرجو أن يكون هذا العمل
المتواضع نافعاً ومفيداً لما يصبوا إليه.
والله ولي التوفيق.
الفصل الأوّل:
مفهوم نظرية الحقول الدلالية.
يفرض التواصل بين الأفراد وجود قائمة من
الكلمات مشتركة بينهم يفهمون معانيها
بكيفية متشابهة أو متقاربة، ولكن دلالات
الكلمات المعنوية يصعب عليهم الاتفاق حول
تحديدها، لأنَّ درجة فهمها تتفاوت من شخص
لآخر، تبعاً للتجربة التي مرّ بها كلّ
فرد، وطبيعة البيئة التي ينتمي إليها
المتكلّمون باللغة، ومستوى التعلّم،
وغيرها من العوامل التي تسهم في تحديد

/ 46