• عدد المراجعات :
  • 4577
  • 4/27/2008
  • تاريخ :

أثر القرآن الكريم على النفوس
القرآن الكريم

- عن ابن عباس ، أن الوليد بن المغيرة جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم  فقرأ عليه القرآن ، فكأنه رق له ، فلبغ ذلك أبا جهل ، فأتاه فقال : يا عم إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالا .قال : لم ؟ قال : ليعطوكه ، فإنك أتيت محمداً لتعرض ما قبله !

قال : قد علمت قريش أني من أكثرها مالا .

قال فقل فيه قولا يبلغ قومك أنك منكر له .

قال : وماذا أقول ؟ فوالله ما منكم رجل أعرف بالاشعار مني ، ولا أعلم برجزه ولابقصيده مني ، ولا بأشعار الجن ، والله ما يشبه الذي يقول شيئاً من هذا ، ووالله إن لقوله الذي يقوله حلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإنه لمثمر أعلاه ، مغدق أسفله ، وإنه ليعلو ولا يعلى ، وإنه ليحطم ما تحته .

قال : لايرضى عنك قومك حتى تقول فيه .

قال : قف عني حتى أفكر فيه .

فلما فكر قال : إن هذا إلا سحر يؤثر يأثره عن غيره ، فنزلت : ( ذرني ومن خلقت وحيداً وجلعت له مالا ممدوداً وبنين شهوداً .. )، المدثر : 11 .

- عن ابن عباس ـ أن الوليد بن المغيرة اجتمع ونفر من قريش وكان ذا سن فيهم ، وقد حضر المواسم

فقال : إن وفود العرب ستقدم عليكم فيه وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا فأجمعوا فيه رأياً واحداً ولا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضا ، ويرد قول بعضكم بعضا .

فقيل : يا أبا عبد شمس فقل وأقم لنا رأيا نقوم به ،

فقال : بل أنتم تقولون وأنا أسمع .

فقالوا نقول كاهن ؟

فقال : ما هو بكاهن رأيت الكهان ، فما هو بزمزمه الكهان ،

فقالوا : نقول مجنون ،

فقال : ما هو بمجنون ولقد رأينا الجنون وعرفناه هو بحنقه ولا تخالجه ولا وسوسته ،

قالوا : نقول شاعر ؟

فقال : ما هو بشاعر قد عرفنا الشعر برجزه وهزجه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه فما هو بالشعر .

قالوا : فنقول هو ساحر ؟

قال : ما هو بساحر قد رأينا السحار وسحرهم فما هو بنفثه ولا بعقده .

قالوا فما نقول يا أبا عبد شمس ؟

قال : والله إن لقوله لحلاوة ، وإن أصله لمغدق ، وإن فرعه لجنى فما أنتم بقائلين من هذا شيئاً إلا عرف أنه باطل ، وأن أقرب القول لأن تقولا هذا ساحر ، فتقولوا هو ساحر يفرق بين المرء ودينه ، وبين المرء وأبيه ، وبين المرء وزوجته ، وبين المرء وأخيه ، وبين المرء وعشيرته فتفرقوا عنه بذلك فجعلوا يجلسون للناس حتى قدموا الموسم لا يمر بهم أحد إلاحذروه إياه وذكروا لهم أمره وأنزل الله في الوليد : ( ذرني ومن خلقت وحيدا وجعلت له مالا ممدوداً وبنين شهوداً ) و في أولئك النفر الذين جعلوا القرآن عضين ( فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون )، الحجر : 92 .

درجة الحديث عند أهل العلم : صححه الحاكم وأقره الذهبي .

غريب القصة :

رق له : أي لان ومال إليه .

رجزه : الرجز بحر من بحور الشعر معروف ، ونوع من أنواعه يكون كل مصراع منه مفردا وتسمى قصائده أراجيز واحدها ارجوزة فهو كهيئة السجع إلا أنه في وزن الشعر ويسمى قائله راجزا كما يسمى قائل بحور الشعر شاعراً ( النهاية 2/199) .

طلاوة : أي رونقا وحسنا ، وقد تفتح الطاء ( النهاية 3 /137) .

مغدق : الغدق المطر الكبار القطر ، والمغدق مغفل منه ( النهاية 3 / 345) .

يؤثر : أي ليس هذا القرآن إلا سحرا ينقله عن غيره من البشر .

 

 

الفوائد و العبر :

1-   اعتراف مشركي قريش بما في كتاب الله من الإعجاز مع كوني من أهل اللغة .

2-   أثر القرآن الكريم على النفوس .

3-   نشاط الكفار في الباطل .

4-   الحجود وإنكار المعروف وعدم شكر النعمة .

5-   جواز مجادلة المشركين ، وإقامة الحجة عليهم .


القوانين التشريعية في القرآن انعكاس للحياة الواعية

القرآن وأثره في تغذية الروح

هل يختلط القرآن باللحم والدم؟

الإمام الحسن  والقرآن

ايات نزلت في حق الامام المهدي(ع)

الآيات النازلة في حق الإمام علي ( عليه السلام )

تفسير الامام الهادي (صِحَةِ العقل)

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)