• عدد المراجعات :
  • 1799
  • 4/30/2011
  • تاريخ :

يستحب للمريض!

الورد

صبر المريض:

يستحب للمريض احتساب المرض وأن يصبر عليه ويتحمل وجعه ويشكر الله عز وجل، فإنّ المرض سجن الله الذي به يعتق المؤمن من النّار، ويكتب له في مرضه أفضل ما كان يعمل من خير في صحّته، وإن سهر ليلة من مرض أو وجع أفضل وأعظم أجراً من عبادة سنة، وإنّ أنين المؤمن تسبيح وصياحه تهليل، ونومّه على الفراش عبادة، وتقلّبه من جنب إلى آخر جهاد في سبيل الله، وإن عوفي مشى في النّاس وما عليه ذنب، وأيّما رجل اشتكى فصبر واحتسب، كتب الله له أجر ألف شهيد، إلى غير ذلك.

قال (عليه السلام): (من اشتكى ليلة فقبلها بقبولها وأدى إلى الله شكرها كانت له كفارة ستين سنة)، قال قلت: وما قبلها بقبولها؟ قال: (صبر على ما كان فيها)(40).

 

وروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: (المرض لا أجر فيه ولكن لا يدع ذنبا إلا حطه، وإنما الأجر بالقول واللسان، والعمل باليد والرجل، وإن الله تعالى ليدخل بصدق النية والسريرة الخالصة جما من عباده الجنة)(41).

 

وعن النّبيّ (صلى الله عليه وآله) قال: (يكتب أنين المريض حسنات ما صبر، فإن جزع كتب هلوعاً لا أجر له)(42).

 

وعنه (صلى الله عليه وآله): (يكتب أنين المريض فإن كان صابراً كتب حسنات وإن كان جزعاً كتب هلوعاً لا أجر له)(43).

 

وعنه (صلى الله عليه وآله) قال: (عجبت من المؤمن وجزعه من السّقم ولو يعلم ما له في السّقم من الثواب لأحبّ أن لا يزال سقيماً حتّى يلقى ربّه عزّ وجلّ)(44).

 

وعن الصّادق (عليه السلام): (إن الصّبر والبلاء يستبقان إلى المؤمن فيأتيه البلاء وهو صبور وإنّ البلاء والجزع يستبقان إلى الكافر فيأتيه البلاء وهو جزوع)(45).

 

وروي: (أنّ المؤمن بين بلاءين أوّل هو فيه منتظر به بلاء ثان فإن هو صبر للبلاء الأوّل كشف عنه الأوّل والثّاني وانتظره البلاء الثّالث فلا يزال كذلك حتّى يرضى)(46).

 

ترك الشكوى:

يستحب ترك الشكّوى، فإنّ من فعل ذلك بدل الله لحماً خيراً من لحمه ودماً خيراً من دمّه بشراً خيراً من بشره، وإن أبقاه أبقاه بلا ذنب وإن أماته أماته إلى رحمته، وإنّ من مرض يوماً وليلة فلم يشك إلى عوّاه بعثه الله يوم القيامة مع خليله إبراهيم (عليه السلام) حتّى يجوز على الصراط كالبرق واللامع.

وليس من الشكوى بيان ما فيه من الحمّى والمرض وسهر الليل ونحو ذلك وإنّما الشكوى أن يقول: قد ابتليت ما لم يبتل به أحد، أو أصابني ما لم يصب أحد، أو نحو ذلك.

عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (يقول الله عز وجل: إذا ابتليت عبدي فصبر ولم يشتك على عواده ثلاثا أبدلته لحما خيرا من لحمه وجلدا خيرا من جلده ودما خيرا من دمه، وإن توفيته توفيته إلى رحمتي، وإن عافيته عافيته ولا ذنب عليه)(47).

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (إنما الشكوى أن يقول الرجل: لقد ابتليت بما لم يبتل به أحد، أو يقول: لقد أصابني ما لم يصب أحدا، وليس الشكوى أن يقول: سهرت البارحة وتحممت اليوم ونحو هذا)(48).

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (أربعة من كنوز الجنة كتمان الحاجة وكتمان الصدقة وكتمان المرض وكتمان المصيبة)(49).

 

التمرض من غير علة:

يكره التمرض من غير علة، وقد ذكر صاحب الوسائل (رحمه الله) باب كراهة التمرض من غير علة والتشعث من غير مصيبة(50).

في الحديث: عن أبي الحسن الواسطي عمن ذكره أنه قيل لأبي عبد الله (عليه السلام): أترى هذا الخلق كلهم من الناس، فقال: (ألق منهم التارك للسواك، والمتربع في الموضع الضيق، والداخل فيما لا يعنيه، والمماري فيما لا علم له به، والمتمرض من غير علة، والمتشعث من غير مصيبة)(51) الحديث.

 

الدعاء بالعافية:

يستحب للمريض أن يطلب من الله العافية، كما ورد في الأدعية، وقد قال (عليه السلام): (والعافية أحب إلينا)(52).

وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا رأى في جسمه بثرة عاذ بالله واستكان له وجار إليه، فيقال له: يا رسول الله أهو بأس، فيقول: (إن الله إذا أراد أن يعظم صغيرا عظمه وإذا أراد أن يصغر عظيما صغره)(53).

 

حسن الظن بالله:

ينبغي للمريض أن يحسن الظنّ بالله، فقد ورد عن الحسن بن علي العسكري عن آبائه (عليهم السلام) قال: (سأل الصادق (عليه السلام) عن بعض أهل مجلسه، فقيل: عليل، فقصده عائداً وجلس عند رأسه فوجده دنفاً، فقال له: أحسن ظنك بالله، فقال: أما ظني بالله فحسن)(54) الحديث.

وروى الشيخ المفيد (رحمه الله) في أماليه قال: مرض رجل من الأنصار فأتاه النبي (صلى الله عليه وآله) يعوده فوافقه وهو في الموت، فقال: (كيف تجدك)، قال: أجدني أرجو رحمة ربي وأتخوف من ذنوبي، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): (ما اجتمعتا في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله رجاءه وآمنه مما يخافه)(55).

 

الصدقة:

يستحب للمريض أن يتصدق كما يستحب أن يتصدق عنه.

عن زرارة بن أعين، عن أبي جعفر عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (داووا مرضاكم بالصدقة)(56).

وعنه (عليه السلام) قال: (الصدقة تدفع البلاء المبرم فداووا مرضاكم بالصدقة)(57).

وعنه (عليه السلام) قال: (الصدقة تدفع ميتة السوء عن صاحبها)(58).

---------------------------------------------------------------------

الهوامش:

1- مكارم الأخلاق: ص358.

2- مكارم الأخلاق: ص359.

3- بحار الأنوار: 78 ص211 ب2 ح29.

4- الجعفريات: ج1 ص217 ذكر العلل العيادات والاحتضار.

5- الأمالي للصدوق: ص501 المجلس 75.

6- وسائل الشيعة: ج3 ص256 ب76 ح3565.

7- مستدرك الوسائل: ج2 ص66 ب1 ح1428.

8- مكارم الأخلاق: ص359.

9- مكارم الأخلاق: ص359.

10- مستدرك الوسائل: ج2 ص67 ب3 ح1433.

11- وسائل الشيعة: ج2 ص450 ب33.

12- وسائل الشيعة: ج2 ص450 ب33 ح2619.

13- مكارم الأخلاق: ص358.

14- مكارم الأخلاق: ص357.

15- وسائل الشيعة: ج2 ص448 ب31 ح2614.

16- الأمالي للمفيد: ص138 المجلس17 ح1.

17- طب الأئمة: ص123، الصدقة.

18- وسائل الشيعة: ج2 ص433 ب22 ح2565.

19- بحار الأنوار: ج59 ص265 ب88 ح29.


حديث علي عليه السلام ونظرية نسبية الأخلاق

الصلة بين الاحياء والاموات

 

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)