ينظم قصيدته الكوثرية الغرّاء
أَمُفَلَّـجُ ثغـرك أم جوهـر |
ورحيقُ رضابك أم سُـكَّر |
قـد قـال لثغـرك صـانعه |
إنَّـا أعطينــاك الكوثـر |
والخـال بخـدِّك أم مسـكٌ |
نَقَّطـتَ به الورد الأحمـر |
أم ذاك الخـال بذاك الخـدِّ |
فتيـتُ الندِّ علـى مجمـر |
عجبـاً مـن جمرتـه تذكو |
وبهـا لا يحتـرق العنبـر |
يا مَـنْ تبـدو لـيَ وفرتُـه |
في صـبح محياه الأزهـر |
فأُجَـنُّ بــه بالليــل إذا |
يغشى والصـبح إذا أَسـفر |
ارحـم أَرِقا لو لم يمـرض |
بنعاس جفونـك لم يسـهر |
تَبيَـضُّ لهجــرك عينـاه |
حـزناً ومدامعـه تحمـر |
يا للعشـــاق لمفتــونٍ |
بهوى رشـأ أحوى أحور |
إن يبدُ لذي طـرب غنَّـى |
أو لاح لذي نُسُـكٍ كَبَّـر |
آمنــت هــوىً بنبوتـه |
وبعينيـه سـحر يؤثــر |
أصـفيت الودَّ لـذي مـللٍ |
عيشـي بقطيعتـه كـدَّر |
يا مَنْ قـد آثـر هجرانـي |
وعلـيَّ بلقيـاه اسـتأثـر |
أقسـمتُ عليك بمـا أولتكَ |
النضرة من حسـن المنظر |
وبوجهـك إذ يحمـرُّ حيـاً |
وبوجه محبّـك إذ يَصـفَر |
وبلؤلؤ مبسـمك المنظـومِ |
ولؤلـؤ دمعـي إذ ينثـر |
إن تتركْ هذا الهجـر فليسَ |
يليـق بمثلـي أن يُهْجَـر |
فاجلُ الأقداح بصرف الراحِ |
عسـى الأفراح بها تُنْشَـر |
واشغل يمناك بصبِّ الكأسِ |
وخـلِّ يسـارك للمزهـر |
فدمُ العنقـود ولحـنُ العودِ |
يعيد الخير وينفـي الشـر |
بَكِّرْ للسُـكْرِ قبيـل الفجرِ |
فصـفو الدهـر لمن بَكَّـر |
هذا عملـي فاسـلك سبلي |
إن كنت تُقِـرُّ على المنكر |
فلقد أسـرفت وما أسـلفْتُ |
لنفســي ما فيـه أُعـذَر |
سَـوَّدتُ صـحيفة أعمالي |
ووكلت الأمـر إلى حيـدر |
هو كهفـي من نوب الدنيا |
وشـفيعي في يوم المحشـر |
قـد تَمَّـتْ لـي بولايتـه |
نعمٌ جَمَّـتْ عن أن تشـكر |
لأصـيب بها الحظّ الأوفى |
واخصص بالسـهم الأوفـر |
بالحفظ مـن النار الكبـرى |
والأمن من الفـزع الأكبـر |
هل يمنعني وهـو السـاقي |
أن أشرب من حوض الكوثر |
أم يطردنـي عـن مائـدة |
وُضِـعَتْ للقانـع والمُعتَـر |
يا من قد أنكـر مـن آياتِ |
أبـي حسـنٍ ما لا يُنْكَــر |
إن كنـت لجهـلك بالأيّـام |
جحـدت مقـام أبـي شُـبَّر |
فاسـأل بدراً واسـأل أُحُداً |
وسل الأحزاب وسـل خيبر |
من دبَّر فيها الأمـر ومـن |
أردى الأبطال ومـن دَمَّـر |
من هدَّ حصون الشرك ومن |
شـادَ الإسـلام ومن عَمَّـر |
مـن قدَّمـه طـه وعلـى |
أهـل الإيمـان لـه أَمَّـر |
قاسوك أبا حسـنٍ بسـواكَ |
وهل بالطـود يقـاس الذر |
أنّى سـاووك بمـن ناووكَ |
وهل سـاووا نعلَـي قنبـر |
مـن غيـرك مـن يدعى |
للحربِ وللمحراب وللمنبـر |
وإذا ذكـر المعروف فمـا |
لسـواك به شـيء يُذْكَـر |
أفعالُ الخير إذا انتشـرت |
في الناس فأنت لها مصـدر |
أحييت الديـن بأبيض قـد |
أودعت به الموت الأحمـر |
قطباً للحرب يدير الضربَ |
ويجلو الكرب بيـوم الكـر |
فاصدع بالأمر فناصـرك |
البَتَّـارُ وشـانئك الأبتـر |
لو لم تؤمر بالصبر وكظم |
الغيظِ وليتـك لـم تؤمـر |
ما آلَ الأمر إلى التحكيـمِ |
وزايـل موقفـه الأشـتر |
لكن أعراض العاجـل ما |
علقت بردائـك يا جوهـر |
أنت المهتـمّ بحفظ الديـنِ |
وغيـرك بالدنيـا يغتــر |
أفعـالك ما كانـت فيـها |
إلاّ ذكـرى لمـن اذكَّــر |
حُججا ألزمت بها الخصما |
وتبصـرةً لمن اسـتبصـر |
آيات جلالك لا تحصـى |
وصفات كمالك لا تحصـر |
من طوَّلَ فيـك مدائحـه |
عن أدنى واجبها قصَّــر |
فاقبـل يا كعبـة آمالـي |
من هدى مديحي ما استيسر |
الشاعر أبو محمد العوني ، ينظم في مدح الإمام علي ( عليه السلام ) الشاعر أبو محمد العوني ، ينظم في مدح الإمام الصادق ( عليه السلام )
الشاعر سفيان العبدي الكوفي ، ينظم في مدح الإمام علي ( عليه السلام )