• عدد المراجعات :
  • 6786
  • 4/25/2007
  • تاريخ :

رسوم الخزف الايراني القديم (1)

رسوم الخزف الايراني

تعبِّر فنون أيّة أمّة و مظاهرها الثقافية عموماً، عن طبيعة معتقدات هذه الأمّة و رؤيتها للعالم المحيط بها ، و نظراً لأن عراقة الأمم ، و عظمة ثقافاتها ، تتجلى بصورة مباشرة في فنونها ، فقد مثلت الفنون اليدوية مجالاً رحباً لإنعكاس الواقع الثقافي و تجلي المستوى الحضاري لأي شعب من الشعوب ، و بالتالي ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بتاريخ فنّه.

ساعدت الرسوم و النقوش ، التي تحتفظ بها الأواني الفخارية و القطع الخزفية، في التعرّف على معالم الثقافة الإيرانية القديمة و طبيعة المفاهيم و المعتقدات و التقاليد ، التي كانت سائدة آنذاك، إذ إن معظم هذه الرسوم و النقوش مفعمة بالمفاهيم و الرؤى.

و لكي نعي هذه المفاهيم و الرؤى، لابدّ من الإحاطة برموز الرسوم و تعابير النقوش ، التي ظهرت في الآثار الفنية و التاريخية المتوافرة بين أيدينا ، إذ لا يخفى أن الأشكال و التصاوير ، التي تمت الاستفادة منها في الآثار الفنية و التاريخية الايرانية ، ارتكزت في الأعم الأغلب إلى المبادئ الاعتقادية و القيم الأخلاقية ، التي كانت متداولة بين الناس.

و مما هو ملاحظ ، إن الثقافة الايرانية القديمة ، ارتبطت في الكثير من أبعادها بالخيال و القصص و الأساطير ، التي كانت كل واحدة منها تعبيراً عن حاجة خاصة و انعكاساً لتطلعات ملحة و هادفة.

و من هذه الناحية ارتبطت الأساطير و الخرافات، باعتبارها مظهراً من مظاهر الثقافة ،‌ ارتباطاً مباشراً بالإبداع الفني القومي ، إذ كانت الأسطورة وسيلة التعبير الأولي عن نظرة الانسان إلى العالم ، و قد اقترنت بالرمز دائماً ، و لعلنا لا نجانب الحقيقة ، إذا قلنا إن الأسطورة و الفن ، هما وجهان لعملة واحدة ، و إنهما يشتركان في الغاية و الهدف.

يعد الخزف ، أحد أقدم الفنون الإيرانية، و ترجع الأبحاث التاريخية و دراسة الآثار التاريخية ، التي تمّ العثور عليها في ايران، تاريخ صناعة الخزف إلى حوالي عشرة آلاف سنة مضت.. ، ففي البداية كان الخزاف يصنع أوانيه بأيديه المعجونة بالفن ، و يظهرها بمظهر جذاب ، يدل على فنه و إبداعه ، ثم فكّر في صنع عجلته ، التي أخذت على عاتقها في القرن الرابع قبل الميلاد دوراً مهماً في صنع الخزف ، و قد أوجد هذا الاكتشاف تحولاً كبيراً في سعة انتشاره و حجم انتاجه ، فضلاً عن دقته و جماليته.

رسوم الخزف الايراني
كان الخزف في البداية يحمل نقوشاً هندسية و تزيينية ، ثم أصبحت فما بعد اشكال الحيوانات ، هي الطاغية ، و بعد فترة راح الفنانون ، يبتكرون مواضيع أخرى استلهاماً من معتقداتهم ، و أحياناً من الظواهر المحيطة بهم ،

 و في هذا المجال عبروا عن معظم مظاهر الحياة في أبعادها الدينية و الأخلاقية و الفنية، في رسومهم على الفخار و الخزف ، و ان هذه النقلة تشاهد بوضوح في الحضارات الايرانية القديمة.

و مما تفيده الاكتشافات التي حصل عليها في هضبه «سيلك» في مدينة كاشان ،‌ و تلال «حصار» في دامغان ، و تلال «كيان» في نهاوند ، و « شوش » و بقية المناطق التاريخية ، ان سكان هذه المناطق ، كانوا قد اهتموا بصناعة الأواني الفخارية و الخزفية المنقوشة منذ الألف الخامس قبل الميلاد ، و ان الأشكال و الرسوم ، التي وجدت على سطوح الأواني، و التي عكست تصوراتهم و معتقداتهم الدينية و الثقافية دون أدنى شك، تجلت بابداع و جمالية ، ربما ليست لها نظير في بقية الحضارات ، و قد عزز ذلك الانطباع القائل ، بأن ايران كانت الموطن الأصلي للأواني المنقوشة، التي كانت ترى أحياناً باللون الأحمر، و أخرى باللون الحمصي و الرمادي ، و من بين هذه الأواني يمكن العثور على قطع خزفية ، تحمل صور الحيوانات و الطيور، و يبدو ان هذا النوع من الخزف صنع لأهداف تزيينية و كثيراً ما كان يستفاد منه في المعابد.


رسوم الخزف الإيراني القديم (2)

الرسوم على الأواني الخزفية الإيرانية

المنمنمات..‌  فن‌ ايراني‌ عريق‌

أثر المنمنمات‌ الإيرانية‌ في‌ الفن‌ الإسلامي‌

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)