• عدد المراجعات :
  • 1790
  • 10/3/2011
  • تاريخ :

أحمد بن موسى الكاظم  المعروف بشاه چراغ

أحمد بن موسى الكاظم  المعروف بشاه چراغ

وأما أحمد بن موسى ففي الارشاد : كان كريما جليلا ورعا وكان أبو الحسن موسى يحبه ويقدمه ووهب له ضيعته المعروفة باليسيرة ، ويقال : إنه رضي الله عنه أعتق ألف مملوك قال : أخبرني أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى قال : حدثنا جدي سمعت إسماعيل بن موسى  يقول : خرج أبي بولده إلى بعض أمواله بالمدينة فكنا في ذلك المكان فكان مع أحمد بن موسى عشرون من خدام أبي وحشمه ، إن قام أحمد قاموا ، وإن جلس جلسوا معه ، وأبي بعد ذلك يرعاه ويبصره ما يغفل عنه ، فما انقلبنا حتى تشيخ أحمد بن موسى بيننا انتهى .

وكانت أمه من الخواتين المحترمات ، تدعى بأم أحمد ، وكان الإمام موسى شديد التلطف بها ، ولما توجه من المدينة إلى بغداد ، أودعها ودايع الإمامة وقال لها : كل من جاءك وطالب منك هذه الأمانة في أي وقت من الأوقات فاعلمي بأني قد استشهدت وأنه هو الخليفة من بعدي والامام المفترض الطاعة عليك وعلى سائر الناس ، وأمر ابنه الرضا عليه السلام بحفظ الدار .

ولما سمه المأمون في بغداد جاء إليها الرضا عليه السلام وطالبها بالأمانة ، فقالت له أم أحمد : لقد استشهد والدك ؟ فقال : بلى ، والآن فرغت من دفنه ، فأعطني الأمانة التي سلمها إليك أبي حين خروجه إلى بغداد ، وأنا خليفته والامام بالحق على تمام الجن والإنس ، فشقت أم أحمد جيبها ، وردت عليه الأمانة وبايعته بالإمامة .

فلما شاع خبر وفاة الإمام موسى بن جعفر  في المدينة اجتمع أهلها على باب أم أحمد ، وسار أحمد معهم إلى المسجد ولما كان عليه من الجلالة ، ووفور العبادة ونشر الشرايع ، وظهور الكرامات ظنوا به أنه الخليفة والامام بعد أبيه فبايعوه بالإمامة ، فأخذ منهم البيعة ثم صعد المنبر وأنشأ خطبة في نهاية البلاغة ، و كمال الفصاحة ، ثم قال : أيها الناس كما أنكم جميعا في بيعتي فاني في بيعة أخي علي بن موسى الرضا واعلموا أنه الامام والخليفة من بعد أبي ، وهو ولي الله و الفرض علي وعليكم من الله ورسوله طاعته ، بكل ما يأمرنا .

فكل من كان حاضرا خضع لكلامه ، وخرجوا من المسجد ، يقدمهم أحمد ابن موسى  وحضروا باب دار الرضا  فجددوا معه البيعة ، فدعا له الرضا  وكان في خدمة أخيه مدة من الزمان إلى أن أرسل المأمون إلى الرضا  وأشخصه إلى خراسان وعقد له خلافة العهد . وهو المدفون بشيراز المعروف بسيد السادات ، ويعرف عند أهل شيراز بشاه جراغ ، وفي عهد المأمون قصد شيراز مع جماعة وكان من قصده الوصول إلى أخيه الرضا عليه السلام فلما سمع به قتلغ خان عامل المأمون على شيراز توجه إليه خارج البلد في مكان يقال له : خان زينان ، على مسافة ثمانية فراسخ من شيراز ، فتلاقى الفريقان ووقع الحرب بينهما ، فنادى رجل من أصحاب قتلغ إن كان تريدون ثمة الوصول إلى الرضا فقد مات ، فحين ما سمع أصحاب أحمد بن موسى ذلك تفرقوا عنه ولم يبق معه إلا بعض عشيرته وإخوته ، فلما لم يتيسر له الرجوع توجه نحو شيراز فاتبعه المخالفون وقتلوه حيث مرقده هناك .

وكتب بعض في ترجمته أنه لما دخل شيراز اختفى في زاوية ، واشتغل بعبادة ربه ، حتى توفي لأجله ، ولم يطلع على مرقده أحد إلى زمان الأمير مقرب الدين مسعود بن بدر الدين الذي كان من الوزراء المقربين لأتابك أبي - بكر بن سعد بن زنكي فإنه لما عزم على تعمير في محل قبره حيث هو الآن ، ظهر له قبر وجسد صحيح غير متغير وفي أصبعه خاتم منقوش فيه " العزة لله أحمد بن موسى " فشرحوا الحال إلى أبي بكر فبنى عليه قبة ، وبعد مدة من السنين آذنت بالانهدام ، فجددت تعميرها الملكة تاشى خواتون أم السلطان الشيخ أبي إسحاق ابن السلطان محمود ، وبنت عليه قبة عالية ، وإلى جنب ذلك مدرسة ، وجعلت قبرها في جواره ، وتاريخه يقرب من سنة 750 هجرية .

وفي سنة 1243 جعل السلطان فتح علي شاه القاجاري عليه مشبكا من الفضة الخالصة ، ويوجد على قبره نصف قرآن بقطع البياض بالخط الكوفي الجيد على ورق من رق الغزال ، ونصفه الآخر بذلك الخط في مكتبة الرضا م وفي آخره : كتبه علي بن أبو طالب  فلذلك كان الاعتقاد بأنه خطه  .

وأورد بعض أن مخترع علم النحو لا يكتب المجرور مرفوعا والذي ببالي أن غير واحد من النحاة وأهل العربية صرح بأن الأب والابن إذا صارا علمين يعامل معهما معاملة الاعلام الشخصية في أحكامها ، وصرح بذلك صاحب التصريح وقال أبو البقا في آخر كتابه الكليات : ومما جرى مجرى المثل الذي لا يغير علي ابن أبي طالب حتى ترك في حالي النصب والجر على لفظه في حالة الرفع لأنه اشتهر في ذلك وكذلك معاوية بن أبي سفيان وأبو أمية انتهى . وظني القوي أن القرآن بخط علي عليه السلام لا يوجد إلا عند الحجة  وأن [ كاتب ] القرآن المدعى كونه بخطه عليه السلام هو علي بن أبي طالب المغربي ، و كان معروفا بحسن الخط الكوفي ، ونظيرها هذا القرآن بذلك الرقم بعينه يوجد في مصر مقام رأس الحسين  كما ذكرنا أنه كان يوجد نظيره أيضا في المرقد العلوي المرتضوي ، وأنه احترق فيما احترق هذا وربما ينقل عن بعض أن مشهد السيد أحمد المذكور في بلخ ، والله العالم .

- وفي بيرم من أعمال شيراز ، مشهد ينسب إلى أخ السيد أحمد يعرف عندهم بشاه علي أكبر ، ولعله هو الذي عده صاحب العمدة من أولاد موسى بن جعفر  وسماه عليا .

- وأما القاسم بن موسى عليه السلام كان يحبه أبوه حبا شديدا ، وأدخله في وصاياه وفي باب الإشارة والنص على الرضا من الكافي في حديث أبي عمارة يزيد بن سليط الطويل قال أبو إبراهيم : أخبرك يا أبا عمارة إني خرجت من منزلي فأوصيت إلى ابني فلان يعني عليا الرضا  وأشركت معه بني في الظاهر ، وأوصيته في الباطن فأفردته وحده ، ولو كان الامر إلي لجعلته في القاسم ابني لحبي إياه و رأفتي عليه ، ولكن ذلك إلى الله عز وجل يجعله حيث يشاء . ولقد جاءني بخبره رسول الله  وجدي علي  .

ثم أرانيه ، وأراني من يكون معه ، وكذلك لا يوصى إلى أحد منا حتى يأتي بخبره رسول الله  وجدي علي  .

ورأيت مع رسول الله خاتما ، وسيفا ، وعصا ، وكتابا ، وعمامة ، فقلت : ما هذا يا رسول الله ؟ فقال لي : أما العمامة فسلطان الله عز وجل ، وأما السيف فعز الله تبارك وتعالى ، وأما الكتاب فنور الله تبارك وتعالى ، وأما العصا فقوة الله عز وجل وأما الخاتم فجامع هذه الأمور ، ثم قال لي : والامر قد خرج منك إلى غيرك فقلت : يا رسول الله أرنيه أيهم هو ؟ فقال رسول الله : ما رأيت من الأئمة أحدا أجزع على فراق هذا الامر منك ، ولو كانت الإمامة بالمحبة لكان إسماعيل أحب إلى أبيك منك ، ولكن من الله .

وفي الكافي أيضا بسنده إلى سليمان الجعفري قال : رأيت أبا الحسن  يقول لابنه القاسم : قم يا بني فاقرأ عند رأس أخيك والصافات صفا حتى تستتمها فقرأ فلما بلغ " أهم أشد خلقا أم من خلقنا " قضى الفتى فلما سجي وخرجوا أقبل عليه يعقوب بن جعفر فقال له : كنا نعهد الميت إذا نزل به الموت يقرأ عنده يس والقرآن الحكيم فصرت تأمرنا بالصافات ؟ فقال يا بني لم تقرأ عند مكروب من موت قط إلا عجل الله راحته ، ونص السيد الجليل علي بن طاوس على استحباب زيارة القاسم وقرنه بالعباس ابن أمير المۆمنين وعلي بن الحسين  المقتول بالطف وذكر لهم ولمن يجري مجراهم زيارة يزارون بها ، من أرادها وقف عليها في كتابه مصباح الزائرين .

وقال في البحار : والقاسم بن الكاظم الذي ذكره السيد رحمة الله عليه قبره قريب من الغري وما هو معروف في الألسنة من أن الرضا قال فيه :

من لم يقدر على زيارتي فليزر أخي القاسم ، كذب لا أصل في أصل من الأصول ، وشأنه أجل من أن يرغب الناس في زيارته بمثل هذه الأكاذيب .

- وأما محمد بن موسى  ففي الارشاد أنه من أهل الفضل والصلاح ، ثم ذكر ما يدل على مدحه وحسن عبادته ، وفي رجال الشيخ أبي علي نقلا عن حمد الله المستوفي في نزهة القلوب أنه مدفون كأخيه شاه چراغ في شيراز ، وصرح بذلك أيضا السيد الجزائري في الأنوار ، قال : وهما مدفونان في شيراز والشيعة تتبرك بقبورهما وتكثر زيارتهما ، وقد زرناهما كثيرا انتهى .

يقال : إنه في أيام الخلفاء العباسية دخل شيراز ، واختفى بمكان ، ومن أجرة كتابة القرآن أعتق ألف نسمة ، واختلف المۆرخون في أنه الأكبر أو السيد أحمد ؟ وكيف كان فمرقده في شيراز معروف بعد أن كان مخفيا إلى زمان أتابك ابن سعد بن زنكي ، فبنى له قبة في محلة باغ قتلغ .

وقد جدد بناۆه مرات عديدة ، منها في زمان السلطان نادر خان وفي سنة 1296 رمته النواب أويس ميرزا ابن النواب الأعظم العالم الفاضل الشاهزاده فرهاد ميرزا القاجاري .

المصدر: الميزان


متحف شاهچراغ

الأماكن السياحية في شيراز

حافظ الشيرازي - الشاعر العارف 

مدينة شيرازفي سطور

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)