• عدد المراجعات :
  • 1193
  • 6/15/2011
  • تاريخ :

التمثيل بالعفاف

الورد

إن الذين يؤمنون بنسبية الأخلاق يقولون مثلاً: كانت العفة في يوم ما صفة حسنة في المجتمع ـ على مستوى حاجة المجتمع وظرفه ـ لأن الحياة كانت حياة فلاحية وكان مقتضى حياة الفلاحة أن تكون العوائل مستقلة ومنفصلة عن بعضها الآخر، هذا ما كانت تقتضيه المصلحة، ولذا كان من المستحسن التأكيد على تأصيل العفة، ولكن بعد ذلك ظهرت الحياة الآلية وجرت المرأة في خضم المجتمع وداخل المعامل، فالعفاف كان يوماً ما خصلة جيدة، وأما الآن فانه ليس كذلك. وهذا الكلام ليس صحيحاً على المبنى الذي ذكرناه، فإن العفة بعنوانها حالة نفسية معناها: انصياع القوة الشهوانية لسلطان العقل والإيمان، وعدم الخضوع لقوة الشهوة.

أن الأعمال التي ترتبط أكثر بالظروف الاقتصادية والصناعية والفنية، هذه الأفعال نفسها تتغير كثيراً، إلا أن الأعمال التي لها ارتباط قليل بهذه الأمور مثل هذه المسائل المتعلقة بالعفة والستر والحجاب لا تتغير كثيراً،

فإذن العفة جيدة في جميع الأحوال، نعم لا مانع من اختلاف ذلك الفعل الذي نسميه خلقياً، لكن ليس بالمقياس الذي يقول به هؤلاء، ففي هذا المقياس لا يختلف الحال أبداً، مثلاً في الأمثلة الفقهية المعروفة، يقولون: امرأة مريضة وبحاجة إلى طبيبة، ولا توجد طبيبة، ولابد للطبيب أن يمسَّ جسدها وأحياناً في أمراض الولادة يضطر إلى النظر إلى عورتها والمفروض أن حياتها في خطر، ففي هذه الصورة تجوز مراجعة الطبيب، إن لمس المرأة والنظر إلى جسدها من قبل الأجنبي أمر مخالف للعفة، ولكن هذا الفعل يفقد جنبته غير الخلقية في ظل ظروف استثنائية، ولكن هنا شيء آخر غير كون العفة بذاتها تفقد قيمتها كخصلة وسجية، وإنما تبقى قيمتها محفوظة، وإنما الذي يتغير هي الحالة أو الفعل.

من هنا يمكننا أن نفهم أن الأعمال التي ترتبط أكثر بالظروف الاقتصادية والصناعية والفنية، هذه الأفعال نفسها تتغير كثيراً، إلا أن الأعمال التي لها ارتباط قليل بهذه الأمور مثل هذه المسائل المتعلقة بالعفة والستر والحجاب لا تتغير كثيراً، إن التغييرات تكون مرتبطة إما بالمجتمع أو الظروف الاقتصادية والفنية، وهي لا تحدث تغيرات من هذه الجهة، إن هذه المسائل مرتبطة بنوع من الارتباط الذي يمكن أن يقع بين الجنسين، والجاذبة الموجودة لدى هذين الجنسين، كل منهما تجاه الآخر، وبما أن الاُصول ثابتة فتكون أفعالها الخلقية دائماً على وتيرة واحدة. فإذن لابد من التفكيك بين الفعل الخلقي والأخلاق نفسها، إن على الذين يبلغون الأخلاق أن يفعلوا شيئين، بالنسبة إلى التوصية بالأخلاق والسجايا نفسها، فعليهم أن يوصوا بها على أنها أمور مطلقة، ولكن في نفس الوقت عليهم ان يزودوا الناس بنوع من الفهم والاجتهاد وحتى لا يختلط عليهم في مقام العمل الفعل الخلقي بالفعل غير الخلقي.


الوجدان وتعديل الهوى

نموذج آخر لمخالفة الوجدان

جزاء مخالفة الوجدان

عبادة الهوى

الوجدان الأخلاقي

عوامل التربية

فلتات اللسان

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)